|
اوهام القضاء على العنف
حميد جحجيح
الحوار المتمدن-العدد: 2599 - 2009 / 3 / 28 - 06:17
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
بسم الله الرحمن الرحيم حميد جحجيح
أوهام القضاء على العنف
ليس من المستحيل أن يتحقق حلم إنسان على ارض السواد رغم إن الرؤيا في أجوائه السياسية والاقتصادية والاجتماعية مكتنزة بالضباب وعدم وضوح .ألا أن شبح الطائفية الذي قصف إحياء عقولنا وأجسادنا وهدم الكثير منها اخذ بالزوال شيا فشيا فقد كانت مرحلة حالها حال الكثير من التجارب التي مرت على العراقيين فهم أصحاب تجارب مرة في العنف والاضطهاد والموت .سقط جدار الطائفية ليكشف عن مدى جديد من الأمن والاستقرار وكان جهد الحكومة واجر ائتها العسكرية وتنسيق عمل مؤسساتها الأمنية واضح جدا وكبير في القضاء على هذة المحنه .غير إن الأفق لا يخلو من غيوم العنف التي تمسك سماء وعي الإنسان العراقي منتظرة دعوة أخرى تافة لتحجب الحياة على الجميع مرة أخرى .والظروف ألمحيطه بالمواطن كلها ملائمة للموت .فكان لابد على ألدوله أن تضع خطط استراتيجية لكي يكون عملها منجز بشكل كامل فإنهاء مظاهر العنف وعسكرة الشارع هي خطوة تحتاج إلى التوغل بعيدا في جذور الثقافة والوعي ومحاولة إنهاء حالة الغضب والعنف الكامن فيها .ولكن لم يكن هذا الأمر موجود في نية الدولة من خلال كسل مؤسساتها المعنية باهكذا أمر .فالشروع بتنفيذ معالجات جذرية لهذا المرض يستدعي مشاركه الكثير من الوزارات بالإضافة إلى المؤسسة العسكرية فهناك وزارة الثقافة والأعلام من جهة ووزارة التربية وهي صاحبة الدور الأساسي في هذا العمل . تغير الثقافة يحتاج إلى ثقافة تنافس الوعي ولكي لا تبقى سوى شعارات تنادي بها الجهات الحكومية والأحزاب والتنوع الاجتماعي والديني كان من المفروض ان تقوم هذة المؤسسات بوضع خطط فاعله وإمداد الثقافة بكل ما هو متوافق مع ضرورات التجديد الذي يعيشة العراق اليوم وحتى لا يقتصر التجديد على الوجه السياسي فقط بل يمتد نحو كافة الجوانب الأخرى الاجتماعية والتربوية والدينية . ما يؤشر ان هناك عدم رغبة وتكاسل من قبل هذة المؤسسات وعدم وجود التخطيط لدى ألدوله للقضاء على وحش العنف القابع وسط ظلمة الفقر والجهل والتسلط الديني والقبلي والانحلال الأخلاقي والصدوع النفسية التي أحدثتها التقلبات السياسية وتداعياتها على عقل ووعي المواطن كل هذة الأحداث تركت نتؤات خشنه في الذاكرة وكان لا بد من أزالت هذه الشوائب ليس من الظاهر فقط أنما تحتاج إلى تداخل جراحي لاتصال الروح العنيفة من جسد العراق . وكان مطلوب من وزارة التربية أن تكون صاحبة أول خطوة بهذا الاتجاه لأنها المؤسسة المعنية بشكل كبير في تنشئة وتوعية الأجيال بمتطلبات الحاجة العامة .غير أن الواقع يكشف عن انطفاء واسع في عمل وزارة التربية وعدم وجود فكر أبداعي تربوي فيها بل أنها لا تملك حتى هدف واضح ولا اقصد هدف التعليم فهو موجود رغم انزلاقا ته الكثير ألا أن المقصود هو الهدف التربوي . فليس هناك تنسيق بين الوزارة ومديرياتها بوضع خطط تربوية جديدة وتوجيه النشء واستخدام أساليب تربوية تبني وتطهر الروح العراقية ألغضه من آثام العنف المنتشر في الثقافة والمجتمع .وكذلك المدارس عبارة عن دويلات صغيرة مستقلة تحكمها ثقافة مناطقيه طائفية او سياسية عشائرية وكل معلم يعد نفسه حاكم أوحد على مئات من الأطفال يغذيهم بمعارف وقيم واعتقادات ومعلومات فردية وشخصية غير منتمية إلى مشروع تربوي يخدم أهداف ألدوله . اعتقد ان ما تفعله وزارة التربية بهذا المستوى من الجمود في الجانب التربوي يعد كارثة خطيرة يمكنها أنت تنهش جسد العراق من جديد . وابسط ما يمكن ان نقوله عن وضع المدارس والتلاميذ فيها وما يحدث من ممارسات غير إنسانية وهدامة فهناك ظروف قاسية تتشارك في خلق أجواء ملائمة لاحتضان العنف وترسيخه كثقافة منها ضيق المساحة وكثرة أعداد التلاميذ ومنها ما يتعلق بالأساليب القمعية التي تستخدمها المدارس وكوادرها في تعليم الأطفال . نعم هناك قانون يمنع ضرب الأطفال ولكن أكاد اجزم أن غالبية مدارسنا تعتمد عقوبة الضرب كوسيلة لحل مشاكل الأطفال فهل يعقل ان نستنكر ونرفض عمل الإرهابي الذي يختار طريق العنف لإظهار موقفه او التعبير عن رائيه بينما نقوم نحن بغرز ثقافة لدى أطفالنا ونطبع في عقولهم اثر موجع ينمو ليصبح حزام ناسف او كاتم صوت يتربص عند منعطف مظلم ليغتال العراق من جديد
#حميد_جحجيح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انبياء بني جحجيح
-
الارض الملغومة/ مرثية المواطن
-
اصدقاء موتى
-
جند السماء
-
احياء الذات
-
مقابر
المزيد.....
-
-حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو
...
-
الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن
...
-
مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال
...
-
مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م
...
-
مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
-
هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
-
مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
-
بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل
...
-
-التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات
...
-
القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو)
...
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|