حسب الله يحيى
الحوار المتمدن-العدد: 2598 - 2009 / 3 / 27 - 09:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كل شيء بلا تسلسل ولا تخطيط..الا مايجمع الفوضى بالفوضى،والنفع بالنفع،والتستر المتبادل عن الاخطاء والفساد والجرائم.
كل شيء..يجري في سياقات غير معروفة،وفي مؤشرات لايحكمها نظام ولا منطق ولا عدل.
الشيء الوحيد الذي بات كل عراقي يدركه وينتظره يائساً ويعيشه ملزماً ويستجيب له استسلاماً وقهراً وحزناً ولم يعد يعرف الفرح أبداً.
نعم..الكوارث في العراق،لاتاتي دفعة واحدة،وإنما تجيء منظمة،بحيث لايصحو العراقي على محنة،حتى يمسي على أخرى..وتستمر الدائرة.
كارثة مياه ملوثة،وغذاء فاسد،وادوية لم تعد صالحة للاستعمال،وامراض يدور محورها بين الكوليرا والسرطان والجمرة الخبيثة..
سد الموصل معرض للانكسار في أية لحظة،وسيغرق من جرائة مالايقل عن نصف مليون إنسان..الكهرباء ضُربت،وانابيب النفط استهلكت وستكون البيئة ملوثة غير صالحة للبشر،ولمحتل سيجثم فوق صدورنا لأمد طويل،والمسيحيون الطيبون يهّجرون أسوة بالعراق المهاجر باستثناء المسؤولين الذين يحصنون انفسهم في المنطقة الخضراء..
جوع وبطالة ومرض وهجرة وتهجير،واعتقال مجهول وقضاء معطل وقرارات بالعفو لاتعفو عن أحد..مدارس لاتعلم وكليات لاتكلل الطالب برؤية حاضره ومستقبله..
كوارث تحيط بنا من كل صوب..وهناك من يعد نفسه لخوض الانتخابات عّله يفوز بكرسي الوجاهة وراتب الاغراء وحصانة الأذى الذي يلحقه بالآخرين.
كوارث..شوارع مغلقة ومركبات تعبت من الانتظار فتبخّر غضبها وبشر يخشون من رصاصة طائشة يطلقها حماة المسؤولين السمان..
من يحمينا من أناس يدعون انهم أهلنا،في وقت يخشون منا،ويحيطون انفسهم بأبواب وأقفال واسلحة وأسيجة تحول بيننا وبينهم!
كوارث..لها بداية وليس لها نهاية في عراق لم يعد عراقاً،لأن من لم يقتل أو يسجن،جاع ومات كمداً،ومن لم يأخذ باليمين مادفعه باليسار صار يأخذ بكليهما..ومن لم يكن أمياً في موقعه ومنصبه،صار كذلك في تبعية تخمة السفرات والايفادات والعطل وما شاء من مكاسب فتحها الله في وجهه الرائق.
هل هو كلام شؤم أيها السادة؟
هل قلت مالا يعرف،وهل وقعت على التجني ضد أحد،وهل غاليت في عرض الاخطاء،ولم أدون نقطة إيجاب واحدة..
سادتي القراء،ارشدوني الى هذه النقطة لأضيء..إفعلوها وأرشدوني..
#حسب_الله_يحيى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟