أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين القطبي - هل فشل المالكي في اعادة تسويق البعث؟














المزيد.....

هل فشل المالكي في اعادة تسويق البعث؟


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 2598 - 2009 / 3 / 27 - 07:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يبدو ان الدور الذي لعبه المثقفون العراقيون في التصدي لمشروع المالكي قد حقق تقدما، واثر للمرة الاولى في سياسات المنطقة الخضراء، اضطر معه رئيس الوزراء للترنح قليلا، والتراجع عن تصريحاته التي اطلقها سابقا، وعن الوعود التي قطعها للبعثيين، وللبعض من شركائه السياسيين المقربين من البعث، في صفعة افاقته من نشوة الفوز الذي حققه في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة.

وفق الستراتيجية الامريكية فان اعادة البعث الى السلطة هو ركن اساسي في العملية السياسية، وضرورة لحفظ توازن القوى لمكونات المجتمع العراقي. لان مكون الوسط، المحسوب عليه البعث، يعتبر الحلقة الاضعف، وهو مضغوط بين مكونين قويين في الشمال والجنوب كضغط الساندويتش على قطعة البيرغر.

الا ان كلمة البعث مازالت تترك في النفوس غصة، وفي الريق مرارة، بسبب الظلم الذي اقترفه البعثيون طيلة العقود الاربعة الاخيرة، سواء في السلطة او في المقاومة. ولذلك فان الحديث عن تأهيلهم يتطلب شجاعة نادرة، ورجل في المنطقة الخضراء يتمتع برصيد جماهيري واسع، وفوق ذلك يجب ان يحمل تاريخا نضاليا، وبطولات عسكرية ودعم دولي واقليمي، وليس هنالك في العراق وجه غير المالكي يمكن ان يضطلع بهذه المهمة.

ولعل الفوز الكاسح لقائمة المالكي في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة هو ما اغرى الامريكان باستعجال طرح الموضوع على الشارع، واستغلال فورة النتائج الاخيرة، فاوعزت للمالكي بانتهاز الفرصة النموذجية، واعادة البعثيين في غفلة من الشارع العراقي.

كما ان نشوة الفوز قد اوهمت السيد المالكي نفسه بانه هو المارد الذي خرج من القمقم. وبثقة عالية بالنفس تقبل مهمة ترويض الشارع العراقي، واعتقد بان هذه الجموع التي صوتت لقائمته يمكن ان يديرها بالاتجاه الذي يرتأيه مثل خاتمه.

الا ان المراهنة على اقناع العراقيين بدت ساذجة وسطحية، وبمجرد ان تفوه بها المالكي في وسائل الاعلام، فضحت هشاشته.

بدى الامريكان متعجلين، وظهر ان المالكي ضحل التفكير وتنقصه الكثير من الحنكة السياسية، والكياسة، فكيف يقنع الشارع العراقي بتقبل البعث قبل ان ينصف الضحايا المليونية من العوائل التي تضررت من حقبة حكمه؟ وكيف يقنع العراقيين بقبول عودة البعث، ومازالت بقايا هذا الحزب النازي تمارس ابشع انواع القتل والذبح والتفخيخ.

صحيح ان حكومة المالكي اكثرت من استخدام الشعارات القومية مؤخرا، وافتعلت الازمات الشعاراتية مع الاكراد، الا ان ذلك ليس كافيا كي يحن العراقيون للنار والحديد البعثي.

هذا من جانب، ومن جانب اخر، فان البعثيين انفسهم لم يقدمو اي مشروع لتغيير سلوكياتهم، اذ يتوعدون بالمزيد من البطش الدموي في حالة تمكنوا من الظفر بالحكم ثانية.
بل ان البعثيين انفسهم سخروا من دعوة المالكي، على لسان زعيمهم عزت الدوري، واستسخف هذا الاخير فكرة ان ينخرط البعث في يوم من الايام في عملية سياسية ديمقراطية!!

ما هي الدوافع التي حدت بالمالكي للسقوط في هذا المطب، الحيرة رسمت علامات استفهام، ليس حول مواقف المالكي وحده، بل وقيادات حزب الدعوة، فهل هو حزب نوري المالكي، صديق البعث؟ ام حزب محمد باقر الصدر، شهيد البعث؟ وماذا بقي من ذلك الحزب الذي قدم الالاف من الضحايا في سبيل اسقاطهم؟

هذا التسرع في موقف الامريكان، والتهافت الذي ابداه المالكي واركان حزبه ساعد المثقفين في وقفتهم بالضد من المشروع، ويشير تراجع المالكي الى ان الامريكان قد منوا بهزيمة في هذه الجوله، وهم يفكرون جديا في تاجيل هذه الخطوة لحين انتخاب رئيس وزراء اخر، اكثر حنكة، مما يعني، على الاقل، فشل مشروع الدعوة، والمالكي لتسويق البعث للسلطه.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلح المالكي، حيرة بين امرين
- لماذا التعتيم على محكمة الكرد الفيلية
- يوم المرأة: لا للتمتع الجنسي مع الرضيعة
- وجيهة الحويدر، كفاح من اجل ذلك القنديل
- هيا بنا نسرق
- فيلة تطير في سماء العراق
- الدم الفلسطيني ... والدم الكردي
- اعياد العراقيين تهاني ام مواساة؟؟؟
- طريق القدس يمر من اربيل
- ترشيح المالكي لجائزة نوبل مطلب امريكي
- المالكي والاتفاقية، دلع بنات غير مبرر
- الامريكيون عنصريون ونحن لا
- جحوش المسيحيين جزء من الكارثة
- استخفافا بدماء الشهداء المسيحيين...
- العراق: رائحة حرائق قومية في المطبخ الامريكي
- انا المؤمن، ورجل الدين هو الكافر
- فشل الاسلام السياسي في حل المشاكل القومية
- بشائر الشر
- الماكي وعروبة قرة تبه
- الخونة الاكراد... الاكراد الخونة


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين القطبي - هل فشل المالكي في اعادة تسويق البعث؟