أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - صدام ارهقوا العدو . الصدر ارهبوا العدو !














المزيد.....

صدام ارهقوا العدو . الصدر ارهبوا العدو !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 796 - 2004 / 4 / 6 - 08:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان صدام في الايام الاولى للحرب ، والدبابات الامريكية زاحفة نحو بغداد ، يردد من على شاشة التلفزيون العراقي : ارهقوا العدوا ! تلك الجملة التي لم تنفع صداما في شيء ، والتي لم تغير من طبيعة الحرب التي كان يملك فيها الامريكان اليد العليا ، وذلك بما يمتلكون من قوة نيران هائلة ، هي عماد نجاح اية حرب حديثة . لقد كانت قوة النيران هذه تصب على صدام وقواته ، ومراكز تعبئته من الارض والبحر والجو ، بينما تصور صدام الهارب من الجندية ، والذي ما مارس عملا عسكريا طوال حياته ، أنه قادر على ارهاق القوات الامريكية من خلال جر تلك القوات الى حرب شوارع ، غير آبه بالضحايا الكثيرة من المدنيين ، والتي ستسقط من جراء حرب مدن كهذه ، ومع هذا فقد تحاشت قوات الحلفاء مصيدة صدام تلك ، وقامت بمحاصرة وعزل المدن التي تمر بمحاذاتها ، وهي في طريقها الى بغداد ، خلا المصادمات التي وقعت بين فدائي صدام ، وبين تلك القوات في بعض المعابر ، وبذلك فقد تبخرت عبقرية صدام في نظرية الارهاق تلك ، وكان ما كان من احتال بغداد بدبابتين أمريكيتين لا غير .
واليوم ، وفي الذكرى الاولى لاندلاع تلك الحرب التي تمخضت عن زوال حكم الطاغية صام، وعصابات عفلق ، وعن شرور كثيرة جرتها على شعبنا المبتلى ، يظهر لنا مقتدى الصدر ، مرددا جملة صدام تلك ، والتي لا تنم عن ثقة في نصر ، أو ثقة في تحقيق مطلب ، ما عدا ارهاب العدو ، ولا ادري هل تمعن الصدر بمعنى جملة صدام المارة الذكر ؟ وهل أدرك أنها خرجت من نفس مهزومة ، ليس لديها أمل بنصر على عدو سوى ارهاق ذلك العدو ؟ وهل يريد مقتدى أن يجرب اسلوب الارهاب الذي ما انتصر ابدا ، وعلى امتداد التاريخ البشري ؟ فهو إن أراد ذلك فما عليه إلا أن يطيل النظر بوجه ابن لادن ليرى كيف أن ابن لادن قد ازهق المئات من ارواح المسلمين في عمليات خاسرة جلبت للمسلمين ضرا كثيرا ، ولم تجلب لهم نفعا يذكر ، فلماذا يريد مقتدى أن يجرب اسلوبا جربه غيره ، ولم يحصد هذا الغير منه سوى الفشل والخذلان والخسران المبين ؟
هذا هو السؤال ! لماذا يريد الصدر أن يزج بعضا من العراقيين في معركة خاسرة ؟ تلك المعركة التي حصدت العشرات من أرواح العراقيين في الساعات الاخيرة في مدينة الصدر المنورة ! كما يسميها اتباعه ، وفي مدينة النجف الاشرف ، وغيرهما .
المتتبع للاحداث الجارية في العراق سمع مقتدى الصدر ، وهو يخطب في مسجد الكوفة يوم الجمعة الماضي يقول : إنه الذراع الضاربة في العراق لحركة حماس في فلسطين ، وحزب الله في لبنان . وهو بهذا كأنما يعلن عن قيام جبهة متحدة تضم الحركات الثلاث ، ومعلوم للجميع أن حزب الله في لبنان مدعوما من ايران ، حتى أن أمينه العام ، حسن نصر الله هو وكيل المرشد آية الله علي خامنئي ، مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية ، كما يعتبر خالد مشعل ، قائد حركة حماس الجديد ، من المقربين لايران ، وقد قام باكثر من زيارة لها ، استقبله أرفع المسؤولين فيها ، فالصدر باعلانه هذا إنما يريد أن يعلن للناس أنه ينضم لجبهة ايران التي تريد من أمريكا أن تطلق يدها في المنطقة ، وأن ترفع ضغوطها عنها فيما يتعلق بصناعة السلاح ، خاصة تصنيعها الذري ، يضاف الى ذلك رغبة ايران الحارة في تخريب مخططات امريكا السياسية في المنطقة التي تهدف الى قيام نظم حكم جديدة فيها على النمط الغربي .
هذا من جانب الصدر ، أما من الجانب الأمريكي فقد جاء الرد سريعا ، فعقب اعلان الصدر المذكور قامت امريكا باعتقال وكيله في مدينة النجف الاشرف ، مصطفى اليعقوبي ، والذي يبدو أن الامريكان صاروا على قناعة من أنه هو ، أي العقوبي ، ممن شارك بقتل عبد المجيد الخوئي بعد عودته من لندن ، والذي لم تكن ايران راضية عنه ، ولا عن أبيه من قبل، والذي كانت تشده كذلك علاقة حميمة برئيس وزراء بريطانيا الحالي توني بلير .
إن اعتقال وكيل مقتدى الصدر ، السيد مصطفى اليعقوبي ، واثبات مشاركته في قتل السيد مجيد الخوئي ، سيقود حتما الى تجريم مقتدى الصدر نفسه ، ومن ثمة اعتقاله ومحاكمته فسجنه أو مساومته على اساس من تلك التهمة ، وبهذا سيُحل لغز العلاقة التي ظلت متوترة بين الامريكان ، وبين مقتدى الصدرالذي اعتبروه من بين الأوائل الذين وقفوا ضد تنفيذ مخططاتهم في العراق ، ومنذ اللحظة التي قتل فيها السيد عبد المجيد الخوئي ، وحتى الساعات الاخيرة التي زج فيها اتباعه من اولئك الشبان المغرر بهم في معركة خاسرة مع قوات الحلفاء ، تلك المعركة التي يطمح هو من خلالها عرقلة نقل السلطة للعراقيين في المدى القريب ، والتأثير على نتيجة الانتخابات الامريكية على المدى الأبعد ، وفي اطار من اللعبة السياسية الدائرة فصولها على أرض العراق ألأن ، والتي تتجاذبها أطراف كثير ، تتلبس بلبوس الله والدين والديمقراطية والعلمانية ، والتي يظل من أبرز الاعبين فيها هما : ايران بجيش المهدي ! وأمريكا بجيش الحلفاء !



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاهد من ايران !
- ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
- ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
- أول من ظلمت من النساء عند المسلمين فاطمة الزهراء !
- الناصرية : لا بالعير ولا بالنفير !
- ظرف الشعراء ( 12 ) : إبن قيس الرقيات
- الحاضر والغابر من حديث البصرة !
- ظرف الشعراء ( 11 ) : مسلم بن الوليد
- هروب الظالم وهجرة المظلوم !
- ظرف الشعراء (10) : حمّاد عجرد
- ألوان من الشعر : ثلاث قصائد
- العراقية والتهديدات العماشية-الايرانية الجديدة !
- ظرف الشعراء (9) : إبن مناذر
- عام على سقوط القتلة !
- ظرف الشعراء (8) : كثير عزة
- صبيحة والموقف الايجابي من المرأة !
- ظرف الشعراء (7) : أبو نواس
- الزرقاوي ورسالة مخابرات الدولة !
- أزمة السكن و تصريحات الوزير !
- ولكنه ضحك كالبكا !


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - صدام ارهقوا العدو . الصدر ارهبوا العدو !