أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - فاطمة ناعوت - أنا أقولُها علنًا!














المزيد.....

أنا أقولُها علنًا!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2598 - 2009 / 3 / 27 - 09:04
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


ردًّا على أحد مقالاتي هنا، قال د.بهاء الدين محمد، ولا أدري إن كان هو الشاعر الغنائيّ: (وبالمناسبة أسألُ إخواننا المصريين الأعزاء اللي هنا حول مقولة: "لو لم أكن مصريًّا لتمنيتُ أن أكونَ مصرياً!" فيه حد لسه بيقولها أو بيسمعها طيب اليومين دول؟ يا ريت حد يجاوبني. وعلى فكرة أنا بقولها. بس بصوت خافت متحرّج حتى لا أسمعها أنا شخصياً.)
وأجيبُه: نعم يا عزيزي، أنا أقولُها، بصوتٍ عال. وأنتَ تقولُها، وكلُّ مصريٍّ يقولُها، في عمقه السحيق، وإن لم يلفظُها لسانُه. حينما قرأتُ هذه العبارةَ في أولى سنواتِ حياتي بكتاب القراءة، تصوّرتُ أنها، بالتأكيد، عبارةٌ يقولُها كلُّ إنسانٍ في كلّ بلدٍ في العالم بأسرِه عن وطنه. ففي كلِّ وطنٍ ثمة "مصطفى كامل" يفخرُ بانتمائه إلى وطنه، مثلما فخر زعيمُنا بانتمائه لمصرَ. ولكنْ، وبعدما تشكّل وعيي، أدركتُ أن عبارةً كتلك لا تُقال إلا عن بلادٍ جَدّ قليلة في هذا الكوكب. تأتي مصرُ، حُكمًا، على رأسها. تأكّدَ يقيني بذلك بعد دراستي في قسم العمارة بكلية الهندسة. بعد أحد اختبارات الشهر في تصميم إحدى البنايات، قال لنا المعماريّ العلاّمة د. عبد الباقي إبراهيم، غاضبًا من رداءة التصميمات التي قدمنا: "معقول انتم أحفاد الفراعنة!"، فأطرقنا رؤوسَنا خجلا، ودون كثير فهم! في الفصل الدراسيّ التالي سندرسُ العمارةَ الفرعونية لنفهم مقولةَ الأستاذ. ونعرف أننا بالفعل نسلُ كتيبةٍ من العباقرة الأفذاذ الذين لم يَجُدِ الزمانُ بمثلهم؛ في العمارة والطبّ والتشكيل والنحت والشِّعر والدين والتدوين والنسوية، بل والسياسة أيضا. لست من الماضويين. الذين يركنون على ماضيهم المشرق لكي ينسوا حاضرَهم الرديء. ذاك أن حاضرَنا، ببساطة، ليس رديئا، برغم كل ما يحدث. فمصرُ لم تزل كيانًا رفيعًا سامقًا يستحقُّ أن نفخرَ بانتمائنا إليه. وظلّتْ بكاملِ بهائها وطغيان حُسنها حتى الستينيات الماضية. أما ما حدث لها فيما بعد، من انحدار في كافة الأصعدة الجمالية والخُلُقية والخَلقية والفكرية والسياسية، فلم تفعله مصر، بل فعله بعضُ القائمين على مصرَ من حكوماتٍ وساسة يجهدون، آناء الليل وأطراف النهار، على قتل جمالها، لسبب حِرْتُ كثيرًا في محاولة فهمه؛ حتى أعياني التفكير. لكنَّ الحتميَّ في الأمر هو أن مصرَ، كوطن، لا يمسسها ذلك. فالأوطانُ جميلةٌ دومًا. ودومًا بريئةٌ هي مما يصنعه مواطنوها. كما الوردةُ لا تُسأل عمن انتزعَ شذاها ومزّق أوراقها وسعى لوأد جمالها!
نعم أقولُها علنًا حينما أحضرُ مؤتمرًا فكريًّا وأتأمل كمْ رمزًا مصريًّا يحاضرُ في جموع حاشدة من أرجاء العالم. أقولها علنًا حينما أصحبُ صغيري مازن لنقف أمام الهرم وأخبره أن هذا المشهدَ المهيب الذي نراه الآن مجانًا، يدفع السائحُ عشرات الآلاف من الدولارات ليراه! أقولُها بصوتٍ عال جزلٍ حينما أخبرُه أن مصرَ هي البلد الأوحدُ في الكون الذي اِشتُقَّ من اسمه فرعُ عِلْمٍ هو Egyptology. أقولها حينما تفاجئني كلمةُ Egypt في رواية لفرجينيا وولف، أو باولو كويللو. وأقولها بفرح طفوليّ غامر على نوافذ الجوازات في كل بلاد العالم، وأنا أقدمُ للموظف باسبوري الأخضر، وأناملي تتحسّسُ جناحيْ النسرِ الذهبيّ على غلافه. وأنتَ تقولُها بفرح. نقولُها جميعا عاليا لأننا نعرفُ جيّدًا جدًّا كيف نفصلُ بين مصرَ الوطنِ، ومصرَ الحكومة. جريدة "المصري اليوم" 23/3/09





#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأين صاحبي حسن؟
- حينما للظلام وَبَرٌ
- الله كبير!
- -وهي مصر بتحبني؟-
- الحقلُ هو سجادةُ صلاتي
- مصرُ الكثيرةُ، وأمُّ كلثوم
- أيها العُنُقُ النبيل، شكرا لك!
- مصرُ التى لا يحبُّها أحد!
- قديسٌ طيبٌ، وطفلٌ عابرٌ الزمن
- رُدّ لى ابتسامتى!
- ومَنْ الذى قتلَ الجميلة؟
- كانت: سيفٌ فى يدِها، غدتْ: شيئًا يُمتَلَكُ!
- بالرقص... يقشّرون أوجاعَهم!
- الجميلةُ التي تبكي جمالَها
- صخرةُ العالِم
- يُعلّمُ سجّانَه الأبجدية في المساء، ويستسلم لسوطه بالنهار
- حين ترقصُ الأغنيةُ مثل صلاة
- من أين يأتيهم النومُ بليلٍ!
- هنا فَلسطين!
- لا يتكلمُ عن الأدبِ مَنْ عَدِمَه!


المزيد.....




- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...
- الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا ...
- فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز ...
- سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه ...
- مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال ...
- جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
- البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة ...
- مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
- -الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - فاطمة ناعوت - أنا أقولُها علنًا!