أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فراس الغضبان الحمداني - ثورة ضد وزارة الثقافة














المزيد.....

ثورة ضد وزارة الثقافة


فراس الغضبان الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2597 - 2009 / 3 / 26 - 02:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


استبشرنا خيرا بسقوط النظام ، لان الأمر لايتعلق بغياب أشخاص وظهور آخرين بدلا عنهم ، وإنما الأمل كان معقودا باستبدال ثقافة دكتاتورية بأخرى ديمقراطية ، وإدارة فاسدة بيروقراطية بأخرى تقودها النخب المثقفة ومديات عملها رعاية المبدعين والمفكرين ، وليس المزورين والمنافقين من مستبدلي الأقنعة حسب الظروف .

نقول ذلك استنادا على وقائع مريرة تمخضت عن مسيرة وزارة الثقافة منذ سقوط النظام حتى اليوم ، فأول الإمراض المزمنة التي أصيبت بها وهي توزيع المناصب والمواقع من الوزير والوكلاء والمدراء ورؤساء الأقسام وربما حتى عمال الخدمة والحراس ، استنادا إلى المحاصصة المقيتة النقيض للكفاءة والنزاهة .

إما المرض الخطير الثاني هو وقوع المفاصل الإدارية لهذه الوزارة تحت مخالب الفساد ، فتحت ذريعة عودة موظفي وزارة الإعلام المنحلة إلى وظائفهم حدثت كارثة دمرت الوزارة وامتد دمارها ليشمل كل وزارات الدولة العراقية ، لان العناصر التي عادت بأوراق ومستمسكات مزورة و ملفقة ، وأن المئات منهم إذا لم نقل الآلاف لم يكونوا في الأصل موظفين في هذه الوزارة ، وحتى الذي قام بتزوير درجته الوظيفية وسنوات خدمته .

وأصبح يتولى المسؤولية ويتمتع بالامتيازات ولكن بطرق ملتوية وغير نزيهة ، لان جهل الإدارات العليا في هذه الوزارة وتواطئها سهل هذه العمليات الغير قانونية ، واستطاع عدد من المقامرين إن يحسن أوضاعه الوظيفية بالحصول على كتب رسمية من هذه الوزارة تمنحه سنوات خدمة طويلة بدون أساس قانوني .

كلنا يعلم بان بعض الصحف لم تكن مرتبطة بوزارة الإعلام أصلا وهي غير مشمولة بالضمان الاجتماعي ، أمثال الصحف الأسبوعية ، والعديد من الواجهات الإعلامية .

لكن الوزارة وبغياب دور المفتش العام وبجهل القيادات الإدارية منحت هؤلاء كتب تأييد إلى وزارات مختلفة ، والبعض منهم حصل على سنوات خدمة فيها تثير الشكوك لأنها لاتتطابق مع عمر الموظف وآخرين أقرت لهم الاعتراف بشهادة الدكتوراه وهي غير معترف بها من وزارة التعليم العالي في زمن صدام حسين ، فكيف اعترفت بها وزارة تسمي نفسها وزارة الثقافة .

هذا هو الوجه الأول لفساد هذه الوزارة التي تمنح رواتب لآلاف الموظفين ، ثلاثة أرباعهم موظفين يتقاضون رواتب مزدوجة من دوائر أخرى ، واغلبهم لاينتظمون بدوام ولا يسألون عن إنتاجية .

إما الوجه الثاني للفساد فهو الشلل التام لمفاصل الثقافة العراقية ، باستثناء بعض المبادرات والفعاليات اليتيمة التي تقف ورائها شخصيات لها ضمير ثقافي ، إما مجمل العملية الثقافية والإبداعية فهي في تراجع خطير ، وبإمكان منظمة بسيطة من مؤسسات المجتمع المدني أو اتحاد محدود الإمكانيات مثل اتحاد الأدباء إن يقوم بنشاطات أكثر تأثيرا وفعالية في الوسط الثقافي وهذا مايحدث بالفعل من خلال الاصبوحات الشعرية والقصية والفنية .

ياسادة ياكرام إن هذه الوزارة وللأسف الشديد تعتمد على بعض البهلوانات والحاشيات في المكاتب الخاصة ، وهي عاجزة تماما من اختراق الوسط الثقافي وإنقاذه من ثقافة العنف وترسبات الثقافة الشمولية والنزعات الطائفية ، وأصبحت هذه الوزارة اسم يعبر عن عنوانا ورقما بدون دلالة ولا وثقافة ولا وهوية ، وللأسف الشديد باتت وزارة غير سيادية .

إن هذه الوزارة يقودها أشخاص لم نجد في سياساتهم المحاصصية فراغا لتنصيب الجهلة ، وكان هذا الاختصاص طارئ على مجتمع لاقيمة له من ميزان الحضارة شيء يذكر ,

فمتى سيدرك البرلمان أو مجلس الوزراء بان صولة الفرسان الحقيقية يجب إن تبدأ حربها في مجال الثقافة وتكون معركتها الأولى تطهير وزارة الثقافة من الأميين وغير المثقفين وتحويل مواردها ومواقعها إلى المبدعين .

إننا اليوم على أبواب ثورة يقودها الأدباء والمفكرين والمثقفين والأكاديميين لمحاصرة مبنى الوزارة وإسقاطها وطرد المرتزقة منها وتنصيب وزير يشار إليه والى ثقافته بالبنان ومدراء لم يكونوا سماسرة في ثقافة النظام السابق .

هل يتحقق هذا الحلم أم إننا سنقرر استبدال تسمية الثقافة إلى( السخافة) .



#فراس_الغضبان_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القائد الكهربائي
- يسمونه المفتش العام .! .
- ايها السادة الصحافة والاعلام في خطر
- مقاهي النرجيلة تبيع الكيف والمزاج والسرطان
- واخيرا اعترف القادة الفلسطينيين بالشبه بين هنية وعلي الكيماو ...
- برلمان اخر الزمان


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فراس الغضبان الحمداني - ثورة ضد وزارة الثقافة