أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - كوهر يوحنان عوديش - هنود حمر العراق بالف خير ومستقبلهم مضمون!














المزيد.....

هنود حمر العراق بالف خير ومستقبلهم مضمون!


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 2597 - 2009 / 3 / 26 - 02:47
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لا اعرف من اين ابدأ فالوطن في حالة يرثى والمحاصصة في قمتها وتقسيم الكعكة لم ينتهي بعد والجسد هزيل وتعبان والفكر في حالة هذيان ودرب الغربة يمتص دمائنا قطرة قطرة والانسان العراقي بكافة طوائفه غريب النفس وغريب الوطن يعيش ليومه دون تفكير او تخطيط للمستقبل الذي بات مجهولا وقاتماً، هكذا اصبح وطننا الذي ولدنا وتربينا بين احضانه، فبقى من بقى مجبراً مكرهاً ونجى بجلده من استطاع الى ذلك سبيلا ليعيش بالغربة ملتهباً بنار الذكريات ابداً.
مسيحيو العراق ( او يمكن تسميتهم هنود حمر القرن الواحد والعشرون ) نصيب الامهم وعذابهم ووجعهم من نعمة التحرير/ الاحتلال كان اكبر من ان يقاس، فكنائسهم دمرت وفجرت ورجال دينهم اغتيلوا وابريائهم اختطفوا وقتلوا و ..... واشياء اخرى كثيرة لا تعد ولا تحصى حدثت معهم لا يمكن ذكرها وسردها احتراماً لمشاعر وضمير واخلاق كل انسان يقدس الانسانية ويحترم حقوقها، فهذا المكون المسالم والطيف الجميل في قوس قزح العراق كاد ان يختفي ويتلاشى من خارطة العراق الجديدة رغم كل التصريحات والخطابات الرنانة التي نسمعها بشكل دوري من قبل المسؤلين الحكوميين الكبار منهم والصغار وبعض المنتفعين من محن ومآسي شعبنا الكثيرة، لن نسبر اغوار الماضي كثيراً لنعرف حجم المعاناة وكبرها ولن نجري احصائية بعدد المفقودين والمقتولين والمخطوفين وعدد المحلات والبيوت المسيحية التي سرقت ونهبت ودمرت خلال السنوات الست الماضية بل سنعود الى الوراء ستة اشهر فقط ونستذكر ما حصل في مدينة الموصل خلال ايام معدودة، حيث هجرت اكثر من 2000 عائلة مسيحية وقتل العشرات منهم خلال ايام معدودة دون معاقبة احد او حتى القبض على احد المشتبهين او المتورطين في هذه القضية والانكى من ذلك كله سماعنا روايات عديدة تؤكد بأن التهديدات جاءتهم من افراد الشرطة، التي من المفروض ان تحمي المواطن وترعى مصالحه في مثل هذه الحالات، حيث كانت سيارات الشرطة تجول في الازقة والمحلات المسيحية وتدعوهم علانية بوجوب ترك بيوتهم او انتظار مصيرهم المحتوم، وكأن المسيحيين دخلاء على هذا الوطن وابادتهم فرض وواجب، وبعد كل الذي حصل ويحصل للمسيحيين يطل علينا بعض المسؤلين الحكوميين ( من ضمنهم النائب المسيحي رئيس قائمة الرافدين في مجلس النواب السيد يونادم كنا ) من خلال شاشات التفلزة ويبشروننا بان المسيحيين بخير وان الوضع الامني في مناطقهم مستتب وان معظم العوائل التي هجرت من منازلها عنوة قد عادت وبدأت باستئناف شؤونها الحياتية الطبيعية دون خوف وقلق.
ربما يكون المسؤولين الحكوميين ( ومن ضمنهم السيد يونادم كنا الذي ربما يردد اقاويل اسياده املاً بالاحتفاظ بكرسيه المكسور ) قد صدقوا بقولهم هذا لان الكثير من المسيحيين قد رجعوا الى بيوتهم واماكن اقامتهم مجبرين مكرهين وليس قانعين مخيرين لانهم كانوا بلا خيار اخر، فشظف العيش وغلاء الاسعار وعدم ايجاد فرص عمل تؤمن لهم ولعوائلهم عيشة لا بأس بها دفعت بالكثير من الذين التجأوا الى اقليم كردستان او مناطق سهل نينوى الى الرجوع والانصياع للامر الواقع، لكن رجوع هذا البعض وممارسة وظائفهم واعمالهم بحذر مشبع بالذعر والقهر ( رغم ان توفير الامن للمواطن لاداء عمله وممارسة طقوسه هي من مهام الحكومة وواجب يفرض تأديته وليس منية او فضل كما يحسبها البعض من مسؤولي الحكومة ) لا يعني ان مأساة المسيحيين العراقيين انتهت وازمة ترحيلهم قد حلت، فلا زال العديد منهم باقيا في المناطق الامنة التي التجأ اليها تاركا وراءه بيته ومحله ومصدر رزقه الذي يعتاش منه، ولا زال البعض الاخر مقيماً في دول الجوار منتظرا جواب الامم المتحدة حول طلبه، وبعيدا عن هذا وذاك هل يعرف هؤلاء المطبلين والمزمرين شعور المسيحي العراقي ازاء الطائفية المقيتة التي عمموها على العراق واغرزوها في اصغر دوائره؟ هل يعرفون ماذا يعني ان تعامل على اساس انتمائك الديني والطائفي والقومي والحزبي والمذهبي وتتبوأ المناصب بحسب الاكثرية والاقلية في بلد كنت انت اصله؟
وفي الختام نرجو من اعضاء حكومتنا المحترمين وبدلا من التباهي بانجازات منقوصة ان يراعوا مشاعر وحقوق هذا المكون الاصيل ويحذفوا من دستورهم مبدأ التعامل بالاكثرية والاقلية ويكون الانتماء الوطني معياراً للرقيه واحترام الانسان بدلا من الانتماءات الاخرى التي يعج بها الشارع العراقي في زمنه الجديد.



#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعمة الرئيس ومآسي الشعب العراقي
- بيادق شطرنج أم أميون لا يعرفون القراءة؟
- في ذكرى ميلاده الثامنة والثمانين ماذا بقى من الجيش العراقي؟
- ماذا لو كان رئيس البرلمان من الاقليات؟
- نعال ابو تحسين وحذاء الزيدي والهم العراقي
- متى سيطبقون ديمقراطيتهم ؟
- استقلالية القضاء تبعث الامل
- اهذا جزاء الشعب العراقي ؟
- نضالكم مشكور وزيادة
- دموع اوبرا ومآسي اطفال العراق
- انتخاباتنا وانتخاباتهم
- ماذا لو كنت لصاً كبيراً !
- عدا التوقيع ما هو الخيار ؟
- مسيحيو العراق مآسي ... استنكار ... لجنة ... ومستقبل مجهول
- ومتى يتم تعويض الشعب العراقي ؟
- ما هكذا تبنى االاوطان !
- اتفاق امني ام تكبيل ابدي ؟
- اهكذا تكافئون صانعي حضارة العراق ؟
- هذه السياسة تفرغ الوطن !
- اغتيال الحرية فقرة من دستور العراق الجديد


المزيد.....




- المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل ...
- مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت ...
- إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس ...
- -فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
- موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق ...
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
- مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في ...
- كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا ...
- مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية ...
- انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - كوهر يوحنان عوديش - هنود حمر العراق بالف خير ومستقبلهم مضمون!