أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حميد خنجي - الباطة السياسية














المزيد.....


الباطة السياسية


حميد خنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2597 - 2009 / 3 / 26 - 09:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


وضع التساوي أو تعادل القوى وضع معروف ومشخّص في كل الألعاب الرياضية بأنواعها ومنها الألعاب الذهنية.. ولعل الوضع الذي يعبّر ويجسّد - أكثر من غيره- فيما نحن بصدده من مرام، هو لحظة وصول ذروة الصراع على رقعة الشطرنج ( لعبة تعبّر عن المسألة خير من أية أداة / لعبة أخرى) إلى ما يطلق عليه عربيا بالمصطلح الشطرنجي وحتى العسكري- إن جاز التعبير مجازيا - الباطة وعالميا ستالمات Stalemate ، الأمر الذي نرى ما يشبهه في حياتنا الاجتماعية / السياسية فيما يتعلق بحركة سير المجتمعات ( حركة التاريخ).. وهو أمر إشكالي .. بمعنى كيف يمكن أن تقف حركة التاريخ في مرحلة من المراحل أو تراوح مكانها، في حين يكاد الكل يجمع على؛ لا سكونية الحركة التاريخية، وذلك لأن تطور المجتمعات البشرية عبارة عن صيرورة دائمة لا تنتهي، متجهة إلى الأمام في شكلها اللولبي! على أية حال هذه إحدى المشاكل العويصة التي يطول الخوض فيها، نترك تفاصيلها الجدالية لوقت ومجال آخرين..غير أن المطروح هنا قد يفيدنا وخاصة بالنسبة للمعنيّين ممن يتعاطون السياسة، الذين يحاولون سلك نهج المقاربة العلمية للتعامل مع الواقع، في تشخيص حالنا وحال مجتمعنا البحريني في اللحظة التاريخية الآنية.


ألا يبدو التطور السياسي في مملكة البحرين أنه يسير في مكانه وكأنه يدور في حلقة مفرغة؟! إن صح هذا الفرض فما هي أسبابه وكيف نفهمه؟ .. نعم دخل المجتمع البحريني المعاصر في الألفية الثالثة إلى طور نوعي من خلال نهج إصلاحي، تجسّد أولا في الحريات السياسية ومعالجة جدّية للمشاكل الاجتماعية وحتى الثقافية، أضحت فيه السلطة السياسية مركونة ومتفهمة لطبيعة وسمه عصرنا المتحول والانتقالي والملتبس أيضا، حيث بدأت تسود رويداً رويداً التأثيرات الخارجية / الدولية، تردنا على شكل موجات من ثقافة سياسية مؤسساتية، منبثقة من دول المركز العالمي متحولة نحو دول التخوم، الأقل تطوراً في تركيبتها الاجتماعية والسياسية وإن بدا الأمر كأنه جزء مما يسمى الغزو الثقافي الغربي والهيمنة الرأسمالية أو الاستعمارية الامبريالية (الاستكبارية)!. على أن هذا التأثير والتغيير الايجابيين اللذين شهدتهما البحرين في بداية الألفية ذاتها (الضغط الدولي/ مبادرة الحكم الإصلاحية) لم يوازيهما - وللأسف- سقف معقول من وعي اجتماعي / سياسي موقوت، يمكنه دفع العملية الإصلاحية ورفدها والاستفادة من الايجابيات التقدمية للمنظومة الرأسمالية المعاصرة انطلاقا من الفهم التاريخي الصحيح لفكرة أولوية المنظومات الاجتماعية /الاقتصادية/ الثقافية، المتقدمة - بالضرورة- على ما قبلها من منظومات قرونوسطية . بل صار العكس صحيحاً حيث لعب الوعي السياسي/الاجتماعي الواهن والسائد (العاطفي/الطائفي/القبلي) دوراً كابحاً للتقدم والحداثة والتنوير المرتجى. ومما يزيد الطين بّلة أن هذا الشكل من الوعي الاجتماعي/السياسي (الاسلاموي / التقليدي وتابعه الثورجيّ / الراديكالي) مازال سيد الموقف السياسي وحتى الأمد المنظور، الأمر الذي لا يدعو لأي تفاؤل قريب، بجانب أن هذا النوع من الوعي السياسي يقوم بدور المعول الهدّام لما تم بناؤه وإنجازه من خلال سلك درب الاحتقانات الاجتماعية المصطنعة (المناطقية والفئوية)، مما يسهّل بالطبع في تراجع أي حكم / نظام عن الاستحقاقات الديمقراطية، إن رأى الفرصة المحلية والإقليمية والدولية سانحة له!


لعل صغر رقعة البحرين، حجم اقتصادها المتواضع، موقعها الجيوبوليتيكي، تركيبتها الموزائيكية وإشكاليتها الديموغرافية حدا بها أن تكون من أولى ضحايا ( بالمعنى الايجابي) هجوم العولمة المعاصرة، المخترقة نسيج الدول النامية الضعيفة، منها التخوم العربية ومثيلاتها الأكثر هشاشة والأقل حصانة من بين دول العالم.. في وقت تعبّر ظاهرة العولمة في العلاقات الدولية عن إرهاصات تاريخية واستحقاقات عصرية ذي محتوى موضوعي، لا يمكن التملص منها والمراوغة ضدها، من قبل أنظمة حكم مازالت تتسم بضعف مؤسساتي، خواء في التفويض الشعبي ونقص بيّن في الوعي الاجتماعي، وإن بدت لها أو توهمت أنها تملك مساحة من المناورة تؤهلها للحد من الضغط الدولي والتغاضي عن التزامات العهود الدولية، المنبثقة من القانون الدولي، الذي يعمل تحت مظلة الأمم المتحدة. غير أن المشكل هنا هو.. وضع الباطة السياسية ، الذي حُشِرنا فيه أو حَشَرنا أنفسنا فيه، حيث صار فيه الوضع السياسي/الاجتماعي ضبابي الرؤى.. بل إن البرنامج الإصلاحي برمته قد يكون عرضة للتفريغ عن محتواه التحديثي والتنويري المرجو، إذا ما ظل اللاعبون الكبار غير مدركين ضرورة الخروج من المأزق وجدوى اللقاء في منتصف الطريق والتعلق بـ مبادرة ما، والركون إلى لغة الحوار للوصول إلى التوافق المجتمعي حول الأساسيات لصون المنجزات وتطويرها للخروج من المنغصات.. هل سنسلك هذا الدرب ضمن شروط اللعبة، انطلاقا من دوامة المروحة ووضعها السكوني الحالي الموسوم بالـ باطة السياسية ..أم يجرى البحث عن دور آخر من لعبة الشطرنج السياسية ؟!



#حميد_خنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة والثورة في ايران بعد ثلاثين عاما
- رياح بهمن العاتية
- ثلاثينية ثورة بهمن
- لماذا لم تعضد -القوى العصرية- قانون الاسرة في البحرين
- مذبحة غزّة-استان
- قانون الاسرة البحريني ثمرة الاصلاح الخصبة
- مي رمز لثقافة البحرين
- صراع الاخوة الاعداء الى اين ؟!؟
- خِلاسيّ في البيت الأبيض
- قراءة نظرية للأزمة المالية
- قراءة نظرية للازمة المالية
- ملاحظات اولية حول الزلزال المالي
- مفارقةٌ بين مُعَمّمٍ عصريٍّ ومدنيٍّ نصِّيٍّ
- أكرانيا في مفترق الطرق
- روسيا والعرب بعد حرب القوقاز الأخيرة
- جذور التوتر الحالي
- خمسة أيام هزت العالم.. وستظل تداعياتها تترى !!
- طبيعة دور القوى السياسية في البحرين
- دور العمال والموظفين المأمول في الحراك السياسي في مملكة البح ...
- نصرٌ عمّاليٌّ تاريخيٌّ على شركة -بتلكو- العتيدة !!


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حميد خنجي - الباطة السياسية