عبدالمنعم الاعسم
الحوار المتمدن-العدد: 796 - 2004 / 4 / 6 - 07:56
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
كلما يقترب موعد مرور عام على السقوط المدوي لصدام حسين تتبارى بعض
الشاشات
الملونة على تقديم أجناس من الفذلكات التي تقول شيئا واحدا: العراقيون
يواجهون
لعنة التصفيق، في ذلك اليوم، لانهيار صنم ساحة الاندلس وسيدفعون المزيد من
الدموع على ما يعانونه، ومن الحسرات على عهد صدام حسين (الزاهر بالكرامات
المزدهر بالحرية) ثم ان على العراقيين وحدهم مراجعة حصيلة هذا العام
(لخطايا
ارتكبوها بحق بلادهم وجيرانهم وتاريخهم) أما غيرهم، فلا ذنب لهم فيما حصل،
ولا
هم يحزنون.
وتتحول البعض من المنافحات التي تستبق الذكرى الى رطانة سياسية، كما حدث
منذ
ايام، في ليلة فضائية ساهرة، قدم خلالها ثلاثة عجائز من متعلقات عصر
الشعارات
العتيقة وهن يتحدثن عن مآل العرب بعد انهيار (الجبهة الشرقية) حيث(تحول
العراق
الى مرتع خصب لليهود الذين اشتروا كل كورنيش نهر دجلة وثلاثة ارباع اراضي
الموصل الزراعية واحياء كاملة في البصرة و52 مفرخة للدجاج في ضواحي الكوت)
وصاحت العجائز الثلاث من متعلقات عهود الشعارات العتيقة (وامعتصماه)
استغاثة
بصدام حسين الذي يغرد الآن بين ايدي الامريكان ويناقشهم في الاسباب التي
دعت
الى تفكيك التحالف(الاخوي) بينه وبينهم، وفي افضال البعض على البعض الآخر.
لكن المهم في هذه السهرة الفضائية مع العجائز الثلاث اللواتي تحدثن عن
مشاعر
الفجيعة العربية في يوم هزيمة النظام في التاسع من نيسان 2003 هو
استشرافهن
لمستقبل العراق، فظهر العجب في ما ينتظر هذه البلاد، وقد بان الخيط الابيض
من
الخيط الاسود في خارطة مشاكلها العويصة، حيث سينجح وريث لصدام يقود
(المقاومة)
الان في التخلص من مجلس الحكم وانصاره وقوات الاحتلال واساطيلها، وسيعلق
رقاب
برايمر والباجه جي والبارزاني وعبدالعزيز الحكيم وحميد مجيد موسى
والصميدعي
وعلاوي على جسر الفلوجة، ووشوشت العجائز الثلاث لوريث صدام الموعود كما
وشوشت
الساحرات الثلاث لـ(ماكبث) شكسبير في الغابة إذ تنبأن له، بعد حرق حزمة
من
البخور، بانه يتخلص، يوما، من ابن عمه الملك ويتسلم عرش ايكوسيا..فكان ذلك
ما
حصل في نهاية المطاف.. لكن في الرواية وليس في الواقع.
وإذ كان حديث العجائز الثلاث يغرق في رطانة عفا عليها الزمن فقد تجرأ
احدهم
ليقول-على الهواء- انه لم يفهم شيئا مما قالته المتنبآت المزعومات، فرددن
بصوت
واحد، انها معلومات لم تبلغك، للاسف.
يومها-يروي ابن فارس- سأل ابو الاسود الدؤلي احد المتفذلكين عن معنى ما
يقول
من الكلام المخبوص فرد عليه الرجل قائلا:(انها لغة لم تبلغك) فقال
الدؤلي(يا
ابن اخي، انه لا خير فيما لم يبلغني).
ومضة:
" العقيدة العربية الحاكمة عسكريا كرست نفسها دينا سياسيا، لا يجوز
مخالفته..فالمخالفة تستدرج التكفير". غسان تويني
#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟