أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسام عيتاني - الجوع كمسألة تجارية














المزيد.....

الجوع كمسألة تجارية


حسام عيتاني

الحوار المتمدن-العدد: 157 - 2002 / 6 / 11 - 06:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


logo.jpg (5438 bytes)

>ان يموت شخص كل اربع ثوان في العالم من الجوع، مسألة لا تعني الكثير للمسؤولين الغربيين. لكن ان يطرح <<الحق في الغذاء>> الذي اقره اعلان روما قبل خمسة اعوام، على النقاش بهدف اكسابه قوة قانونية، فالأمر يستدعي استنفار مندوبي الدول الغربية الى قمة الغذاء العالمية في روما للحيلولة دون تمرير هذه المحاولة.
لا تزيد قمة روما عن كونها اعلانا صريحا عن خبث وتواطؤ الدول الكبرى في معالجتها للمسائل الاكثر الحاحا بالنسبة لمئات ملايين البشر. وهي اقرار بفشل الجهود الدولية في التخفيف من وطأة الكوارث الطبيعية من جفاف وفيضانات وامراض تصيب المواسم الزراعية، ومن المصائب التي يجلبها البشر لاخوانهم في الانسانية.
قمة العام 1996 قررت تخفيض عدد الجائعين في العالم من 840 مليونا الى 400 بحلول العام 2015. بعد خمسة اعوام ما يزال هناك 815 مليونا تنطبق عليهم صفات <<الجائع>>.
الفشل ليس تقنيا. فكميات الاغذية المنتجة في العالم تزيد عن حاجة كل البشر في الحصول على تغذية سليمة ومتوازنة. الاخفاق يعود في الاساس الى اصرار الدول الغربية والغنية عموما على فرض سياسات تؤدي الى تدمير القدرات الانتاجية في الدول الفقيرة المبتلية، الى جانب امور اخرى، بحكام فاسدين وبحروب اهلية وكوارث طبيعية لا تنتهي.
العجز عن توفير الغذاء لمئات الملايين هو، على الضفة المقابلة، نجاح باهر للنظام الاقتصادي والسياسي العالمي الذي يجعل الغذاء سلعة تصدير رئيسية من الشمال الى الجنوب. وفي الوقت الذي يمنع صندوق النقد الدولي الدول الفقيرة من دعم زراعاتها بذريعة ان هذا النوع من السياسة يشكل اهدارا للموارد المالية، وفيما تفرض منظمة التجارة العالمية على كل الدول الاعضاء فتح الاسواق امام المنتجات الزراعية المستوردة في اطار <<تحرير الاسواق العالمية>>، فان هاتين الهيئتين الدوليتين لا تفعلان شيئا لوقف تدفق مليارات الدولارات من الحكومات الاوروبية والاميركية الشمالية الى القطاعات الزراعية.
النتيجة بسيطة: مزارعو الجنوب ينبذون العمل المضني في الحقول التي تزداد جفافا لجني على محاصيل قليلة ومرتفعة الكلفة ويتحولون الى مستهلكين للمزروعات الاجنبية، منضمين بذلك الى عولمة غير متكافئة للاقتصاد.
ولا يلقي أي مسؤول من الولايات المتحدة او الاتحاد الاوروبي بالا الى الكوارث التي يجلبها هذا النمط من التحرير الاستنسابي والاعتباطي للاقتصاد، والمفروض بقوة المنافسة الشرسة وتحت ضغط التلويح بالعقوبات التجارية. بل ان الاكثرية الساحقة من رؤساء الدول الغربية والكبرى غابت عن قمة روما ربما لعدم الاكتراث بالمسألة برمتها في الوقت الذي تنفق فيه دولهم مئات المليارات من الدولارات في عملية مطاردة للساحرات، اطلق عليها اسم <<الحرب على الارهاب>>.
واللافت للانتباه ان الولايات المتحدة تستغل القمة للترويج للمنتجات الزراعية المعدلة جينيا كحل نهائي لكل مشكلات الجوع، من دون الاعلان، بطبيعة الحال عن ان براءات الاختراع لهذا النوع من المزروعات تكلف مبالغ طائلة تشكل عبئا اضافيا على كل من يقرر اللجوء الى <<اغذية فرانكشتاين>> (نظرا الى عدم التعرف بعد على مكامن الخطر في هذه الاغذية) لحل مشكلة الجوع عنده.
يفترض القول إن مئات ملايين الجياع هم في واقع الامر احد عوامل ازدهار تجارة المواد الغذائية حيث يشكلون خزانا هائلا يمكن رفع منسوبه او تخفيضه وفقا <<لحاجة>> السوق. الفقر والجوع لا يظهران الا كأصفار في ميزانيات الدول الغنية.


#حسام_عيتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة في قراءة الاقتصاد الكوبي: دولرة لا تلغي اشتراكية النظ ...
- ما رأي مارتن انديك؟
- العولمة والإرهاب: رأسمالية الجزر الآمنة


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسام عيتاني - الجوع كمسألة تجارية