أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - القوى الديمقراطية والتحديات الجديدة في العراق !















المزيد.....

القوى الديمقراطية والتحديات الجديدة في العراق !


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 796 - 2004 / 4 / 6 - 08:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما أن سقط النظام الاستبدادي في العراق حتى ارتفع رأس وصوت الاستبداد مجدداً, وكأن العراق قد كتب عليه أن يعيش تحت الاستبداد وأن تفرض عليه إرادة المستبد بغض النظر عن التسمية أو الواجهة أو الغطاء الذي يختفي خلفه أو الرداء الذي يتبرقع به. وفي الوقت الذي يسعى الشعب إلى استرداد عافيته وإنهاء الاحتلال واستعادة الاستقلال والسيادة الوطنية التي فرط بها نظام الإرهاب والحرب والموت, تتصاعد أصوات قوى الإسلام السياسي المتطرفة من كل حدب وصوب, بغض النظر عن المذهب الذي تنتسب إليه, في محاولة منها لفرض إرادتها وحكمها على الشعب. وهي بذلك تريد مصادرة إرادة الشعب العراقي بكل قومياته وأتباع أديانه ومذاهبه وأفكاره المختلفة وتريد العودة بالعراق إلى عهود الظلام والتمييز بمختلف أشكاله وغياب حرية الإنسان والعدالة الاجتماعية. وإذا كانت قوى الإسلام السياسي المعتدلة تقبل بنشاط القوى المتطرفة وخاصة تلك التي يقودها السيد مقتدى الصدر فإنها إما أن تستخدمهما كمخلبي قط أو كملقطي نار, وفي الحالتين سيكون الأمر وبالاً على الشعب العراقي وعلى مكسب الخلاص من صدام حسين وستدفع بالشعب إلى أتون معارك لا أول لها ولا آخر, وستكون الضحايا أكثر بكثير من تلك التي تسبب بها نظام صدام حسين. إن على قوى الإسلام السياسي المعتدلة أن تدرك بأن القوى المتطرفة سوف لن تقبل بوجودها وستسعى إلى تصفيتها تماماً كما جرى في إيران, وكما يجري اليوم مع القوى التي يطلق عليها بالإصلاحية.
وإذا كانت قوى الإسلام السياسي المعتدلة تشعر بالاستفادة من قوى جماعة السيد الصدر وبقية التنظيمات الإسلامية المتطرفة, فأنها مخطئة في حساباتها وستكون عواقبها وخيمة على الجميع, إذ ما تزال في بال الجميع تلك الفتوى التي أصدرها السيد كاظم الحسيني الحائري, والتي أحلت هدر دم البعثيين لأسباب مختلفة.
ولكن ما هو موقف القوى الديمقراطية التي تواجه اليوم هبوب الريح الصفراء العاتية؟
لا بد لنا أبتداءاً من تأكيد الاحتمال التالي: يمكن أن يصبح كل إنسان ديمقراطي في العراق هدفاً لقوى الإسلام السياسي المتطرفة, وسوف لن يجري التمييز الكبير بين مجاميع القوى, بل ستشمل بالعداء جميعها, وسرعان ما سيحترق اليابس والأخضر في آن واحد. فالوضع الذي تسعى قوى مقتدر الصدر إليه يهدد الجميع بالخطر وعلى القوى الديمقراطية أن تدرك ذلك من جهة وأن تتحمل مسؤولية التعامل الواعي مع الواقع الجديد الذي يختلف عن الأشهر الأولى بعد سقوط النظام من جهة أخرى, رغم أن المؤشرات كلها كانت تشير حينذاك إلى احتمال تطور الأحداث بالوجهة الجارية عليه حالياً. وقد كتبت العديد من المقالات محذراً من احتمال كبير بتطور الأوضاع بهذا الاتجاه السلبي.
إن تطور الأحداث الأخيرة وسقوط الكثير من الضحايا في مظاهرات النجف واحتمال حصولها في بغداد أيضاً تؤكد إلى وجود مخطط يهدف إلى تصعيد التوتر إلى الحد الذي يفجر الأزمة. وينطلق السيد الصدر من قناعته بأن الأوضاع تنضج باتجاه خوض معركة ضد قوات الاحتلال للهيمنة على الشارع والسلطة وفرض شروطها على الواقع العراقي وعلى قواه السياسية المختلفة. وكما يبدو لي فأن الرجل مخطئ في حساباته جملة وتفصيلاً.
إن القوى الديمقراطية العراقية مطالبة اليوم قبل غيرها بأن تتدبر أمر علاقاتها وعملها وقواها, إذ أن هذه الريح العاتية سوف لن تعرف سوى التخريب والقتل والدمار, وبالتالي ستجعل من العراق أرضاً محروقة ما لم تبدأ القوى السياسية العراقية العقلانية نشاطاً واضحا باتجاهات عدة أساسية يأمل الإنسان أن تؤخذ كحزمة واحدة لا تنفصل عن بعضها. ويأمل الإنسان أن تبادر القوى الإسلامية المعتدلة إلى اتخاذ إجراءات تحد من جموح السيد الصدر ورغبته في تصعيد الصراع إلى الحد الذي يمكن أن تتفجر عنه حرباً أهلية. وأبرز نقاط الحزمة التي أقترحها لمواجهة الوضع الجديد الناشئ هي:
1. عقد مؤتمر موسع تلتقي فيه جميع القوى الديمقراطية العراقية العربية منها والكردية والتركمانية والآشورية والكلدانية, أحزاباً وتنظيمات وشخصيات مستقلة, لينشط لجنة التنسيق ويطور فعالياتها الراهنة وتأكيد مسيرتها الوطنية صوب بناء عراق حر وديمقراطي فيدرالي تنتعش فيه حقوق المواطنة وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. فالتمزق والتشرذم المتواصل لن يخدم سوى القوى المناهضة لعراق ديمقراطي فيدرالي مستقل.
2. مواجهة مشتركة للمخاطر التي يتعرض لها العراق في الوقت الحاضر من مختلف القوى السياسية المتطرفة, سواء أكانت تلك التي تعود إلى قوى النظام المخلوع أم القوى القومية الشوفينية التي تسند الإرهاب في العراق باسم المقاومة الشعبية, أم تلك القوى التي تعمل اليوم على فرض هيمنتها باسم الله والدين وولاية الفقيه أو الحوزة العلمية الدينية, التي يطلق عليها السيد الصدر بالحوزة الساكتة في حين يطلق على حوزته بالحوزة الناطقة, خاصة تلك القوى التي تمارس الإرهاب سراً وتمارس استعراض القوة علناً وتهدد بالويل والثبور لمن يرفض رأيها وسياستها والنظام الذي تريد إقامته في العراق. وهي التي تهيمن اليوم على مدن مثل كربلاء والنجف والكوفة أو غيرها وتفرض مليشياتها عليها وتمارس الحكم فيها!
3. دعم الجهود المبذولة لتأهيل القوات العراقية, سواء أكانت الشرطة أم قوات الجيش العراقي وتأمين حماية فعلية للشعب من القوى التي تريد فرض هيمنتها على الشارع العراقي وعلى الوطن كله, وتوفير الأجهزة الضرورية لأداء واجباتها.
4. دعم كل الجهود الدولية التي تسعى إلى إقناع الإدارة الأمريكية بأن إنهاء الاحتلال وتسليم السلطة للعراقيين يفترض أن يرتبط بتسليم قيادة القوات الموجودة في العراق إلى الأمم المتحدة مع ضمان منع التحويل الديمقراطي للمجتمع العراقي ومكافحة كل أنواع الإرهاب ضد المجتمع والإنسان العراقي امرأة كان أم رجلاً.
5. العمل من أجل منع تدخل الدول المجاورة بالشؤون الداخلية للعراق كما يحصل اليوم من جانب إيران على نحو خاص ومن جانب قوى حزبية سياسية في الدول العربية ومن بعض النظم العربية التي ترى في العراق الديمقراطي الجديد القادم خطراً يهددها ويهدد وجودها في السلطة.
6. بذل أقصى الجهود لإبعاد النشاط الذي يركز على الجانب الحزبي الضيق لصالح القضية الوطنية والديمقراطية العراقية التي تعتبر أسمى قضية تواجهها القوى الديمقراطية في المرحلة الراهنة. إذ أن القوى التي تدعي مقاومتها للاحتلال سرعان ما ستحول البندقية من كتف إلى كتف آخر وتوجهها ضد القوى الديمقراطية العراقية, إذ أنها قد بدأت حقاً بتحرشاتها ضد بعض القوى السياسية المدنية, ولكنها ستتسع في الفترة القادمة, وهي التي يفترض أن تكبح جماحها وتلجم قبل فوات الأوان.
7. وتبرز في مقدمة مهمات القوى الديمقراطية تنشيط علاقتها بالجماهير الشعبية وخاصة تلك التي فقدت بوصلة الرؤية الواقعية للأحداث وتلك التي تركض وراء سراب عودة النظام إلى السلطة. وعلينا أن ندرك بأن جماعات غير قليلة من البعثيين غير المعروفين قد انخرطوا في صفوف قوى الإسلام السياسي المتطرفة وتمارس السياسة التي تشدد من حالة التوتر والاحتقان والفوضى في البلاد. وعلى الأحزاب الديمقراطية التي فتحت أبواب أحزابها للجميع أن تعرف بشكل قاطع بأن ألغاماً موقوتة قد زرعت في أحزابها يمكن أن تنفجر في كل لحظة من قبل طرفين على الأقل, وهما قوى البعث المخلوع وقوى الإسلام السياسي المتطرفة, ولا شك في أن قوى الاحتلال هي الأخرى قد وضعت بعض مؤيديها في تلك الأحزاب. ولا أشك في أن قيادات مختلف الأحزاب تعرف هذه الحقيقة تماماً ولكنها تقف حائرة أمامها, وبالتالي تستهين بالمخاطر المحتملة لنشوء مثل هذا الوضع في أحزابها.
إن قوى السيد مقتدى الصدر ستصعد من نشاطاتها في الفترة القادمة, ولكن يمكن وضع حدٍ لها من خلال ممارسة سياسة واقعية وعقلانية من جانب جميع القوى السياسية العراقية. كما أن من واجب قوى الاحتلال أن تمارس السياسة بدورها لا أن تعتمد القوة والعنف في مواجهة الأوضاع المتوترة التي تسببت في خلقها.
لقد تعب الشعب العراقي من تقديم الضحايا, ويفترض في الجميع أن يدرك هذه الحقيقة, وليس من حق أحد زج الجماهير في أتون معارك غير متكافئة ولا طائل من وراء ذلك سوى تمديد أجل الاحتلال وسقوط المزيد من الضحايا والانفلات الأمني. والتهديد باستخدام أساليب أنجع من المظاهرات من جانب مقتدى الصدر لا يعني سوى ممارسة العنف, وبالتالي ستصطدم بعنف مضاد. إن على السيد الصدر أن ينضج قليلاً وأن يدرك بأن العراق بحاجة إلى عقل بارد وقلب دافئ بعكس ما يقوم به حالياً, فهل سيكون في مقدور القوى السياسية العراقية أن تقنعه بذلك أم أنه سيدفع بالبلاد إلى ما لا تحمد عقباه! إن العودة إلى العقل والحكمة ستساعد الصدر في أن يلعب دوراً أكثر عقلانية وحيوية في عراق المستقبل وليس بالطريقة التي يحاول ممارستها في الوقت الحاضر, ويتمنى الإنسان عليه أن يتعلم من دروس الآخرين ومن دروس ثورة العشرين أيضاً.
برلين في 5/4/2003 كاظم حبيب





#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة الوطنية والجراح العميقة في الإنسان العراقي!
- قراءة أولية في قانون إدارة الدولة العراقية المؤقت!
- الجرائم المرتقبة في الذكرى الأولى للحرب وأهمية تنشيط يقظة ال ...
- هل من سبيل لإدارة الصراع على السلطة بصورة عقلانية في العراق؟
- التوقيع على قانون الإدارة المؤقتة ومناورات اللعبة الديمقراطي ...
- موضوعات للحوار حول مسألة كركوك
- هل من تزاوج قائم بين شبكات إرهاب الإسلام السياسي الدولية الم ...
- مشروع و برنامج عمل ندوة - واقع و حقوق المرأة و دورها في العر ...
- هل سبل عاجلة لمكافحة البطالة الراهنة في العراق؟
- هل العباءة سجن النساء المنشود من قبل جمهرة من رجال الدين؟ نح ...
- ما هي الآليات المناسبة لحل الصراعات الجارية في العراق؟
- هل يمكن أن تكون الأحزاب الدينية المذهبية غير طائفية؟
- هل الحقد والكراهية والإحباط التام هو الموجه والمهيمن على نشا ...
- الدور الذي يفترض أن تلعبه قوى حركة التحرر الوطني الكردية في ...
- رؤية حوارية عن الموقع الذي تحتله المرأة في المجتمع العراقي!
- هل من معالجات جادة للوضع القائم ومنع الإرهاب في العراق؟ الحل ...
- هل من معالجات جادة لوقف الإرهاب والقتل والتخريب في العراقي؟
- مستقبل العراق ... إلى أين؟
- احتجاجي الشديد لما قام به السيد الدكتور محمد المسفر
- عشر موضوعات للحوار حول واقع الأحزاب السياسية والحياة السياسي ...


المزيد.....




- مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا ...
- في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و ...
- قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
- صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات ...
- البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب ...
- نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء ...
- استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في ...
- -بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله ...
- مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا ...
- ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - القوى الديمقراطية والتحديات الجديدة في العراق !