أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - نبيل البازي - ثقافة الحوار كما يجب أن تكون















المزيد.....

ثقافة الحوار كما يجب أن تكون


نبيل البازي

الحوار المتمدن-العدد: 2596 - 2009 / 3 / 25 - 09:22
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


كنا نشاهد كل يوم المسلسل الذي كان يبث على قناة عشتار الفضائية والذي كان تحت عنوان " عباس الأبيض في اليوم الأسود" وفي نهاية المسلسل كتب عباس( والذي هو الفنان يحيى الفخراني ) كتابا " التاريخ كما يجب أن يكون " بعد أن قضى عشرين سنة في السجن في العراق وكان يعمل مدرسا للتاريخ قبل سفره إلى العراق. لذا استلهمت فكرة كتابة هذه المقالة تقريبا تحت نفس العنوان. وسأهتم نوعا ما بالجانب النظري وقد يكون هذا محفزا في تغيير مواقفنا الحياتية تجاه بعضنا البعض وخاصة ما يكتب ألان على صفحات الانترنيت من اتهامات معينة للأشخاص الذين يبدون وجهة نظرهم في حين لم يمسوا أو لم يتجاوزوا على شخصية ونرى صعوبة في أن نتوصل إلى حد الكمال في إدارة النقاش والوصول إلى استنتاجات عملية. وهناك استنتاجاتي الشخصية بعد العمل في بعض المؤسسات المجتمع المدني. حيث أرى أننا نفتقد فعلا إلى كيفية إدارة النقاش أو أن نمتلك ثقافة الحوار وهذا يعود إلى أساليب التربية التي تلقيناها سابقا منذ الصغر. وثقافة الحوار تتطور مع تطور أساليب التعليم. ففي السويد مثلا يعلمون أطفالنا في أن ينتظر إلى أن يأتي سراه إذا أراد اللعب ولذا ترى عند انتظار المريض السويدي ساعة يعتبرها عادية وأما العراقي فانه سينفجر ويخرج من طوره وأنا واحد منهم. ولذا اعتبر موضوع الحوار من المواضيع المهمة وعلينا الاهتمام به بسبب الإمكانيات المتوفرة في الوقت الحاضر ولكن للأسف من خلال ما يكتب على صفحات الانترنيت وما لمسته من خلال العمل الجماهيري إذا استمر الوضع كما هو عليه فإننا سنصل إلى أبواب مغلقة ولا نستطيع يوما ما حتى اللقاء أو إعطاء وجهة نظر معينة حيث يتجنب الإنسان إلى خلق أعداء والنتيجة هو عدم انجاز شيء ما للناس العاديين ولا نستطيع يوما ما أن نفهم مشاعرهم وأحاسيسهم ومتطلباتهم. و ببساطة أقولها إن ثقافة الحوار منعدمة تماما بالرغم من أن العناصر التي تشترك في الحوار تمتلك الإمكانيات الثقافية الجيدة .. لذا نحن فعلا بحاجة إلى اعتماد الأسلوب النوعي في إدارة الحوار وليس الانتقام أو كما يقال بالشعبي " إبراز العضلات والعنجهية " متناسين الأسلوب الرئيسي وهو الحوار وتبادل وجهات النظر وهناك مثل روسي يقول " عقل واحد جيد، وعقلان أفضل". وتمنياتي أن تصل هذه الرسالة إلى كل من يساهم في عملية البناء وان يضع الهدف الأساسي في خدمة المجموعة وليس لخدمته الذاتية أو نواياه الضيقة.
فن البلاغة Rhetoric
تطور المجتمع لم يأتي بشكل مفاجئ وإنما دخل في مراحل متعددة وفي كل مرحلة أصبحت له ثوابت معينة، و يلعب الجانب الاقتصادي الدور الحاسم في إعطاء لهذه الثوابت مضمون معين و خصائص معينة. ونرى من خلال الجدلية وعبر تواصل البشر فيما بينهم تبنوا مفاهيم جديدة وجعلوها تنسجم مع المرحلة والهدف أساسا هو تقديم الخدمات للبشرية. الحوار، النقاش، السجال، الجدال، الجدل وغيرها من المفردات استخدمها الإنسان في حياته اليومية و طور مفاهيمها بتطور المجتمع وأتقن وتفنن في تطبيقها وفق الزمان والمكان ومنسجمة مع الظروف الذاتية والموضوعية. واختلفت المفاهيم الحياتية في العصر الحجري تماما عما عليه في العصور اللاحقة مثلا في عصر اكتشاف الذرة. ولذا شروط إدارة الحوار تختلف تماما اليوم مقارنة بالجيل القديم وهذا يعود إلى الوعي الاجتماعي الذي يسود عند المجموعة البشرية المحددة في الفترة الزمنية المحددة.
تعريف البلاغة بشكل مبسيط بأنه علم عن فن الإقناع وتطور هذا الفن من العهد الإغريقي و اليوم يفهم بأنه فن الخطابة ويستمد اريسطيليوس أن هذا الاكتشاف يعود إلى كوراكس وتيسياس والتاريخ يتحدث عن دورهم في إعداد الخُطباء وكتبوا الكلمات لهم عندما دار حوار وقع في جزيرة سيسيليا الايطالية قبل 400 ق.م حول ملكية الأرض ومن سيملك الأشياء. ويوصف اليوم علم البلاغة بأنه ينظم أساليب التفكير وأشكال الاتصال والهدف من هذا إقناع المتلقي وهنا هو القارئ، المستمع أو المشارك.
من العناصر المهمة في الحوار هو تحديد الموضوع الذي يتم الحوار عليه إن كان ضمن المنظومة الواحدة أو المتناحرة ومن ثم إدارة النقاش وفق ثوابت أساسية وتحديد الهدف من النقاش. وإدارة النقاش في المنظومة المنسجمة أسهل بكثير إذا قورن بالمنظومة المتناحرة. ويقصد بالحوار بشكل عام تبادل وجهات النظر في بعض المواضيع بثوابت محددة وغالبا يتم التحضير إلى اخذ قرار إن كان في مؤسسة ما مثلا من دون أن يغير احد رأيه.أشكال الحوار متعددة ومن الشروط الأساسية لإجراء الحوار هو وجود مادة ، دافع ، سبب ما ويشترك فيه على الأقل طرفين وهذين الطرفين إما أن يكونوا متناقضين تماما أو يشكلون العناصر الأساسية للمنظومة الواحدة وهذا شيء طبيعي، أي وجود أكثر من طرف في الحوار وهذه الأطراف تحمل معايير ومقاييس مختلفة ومتفقة مع الخلفية الثقافية ـ الاجتماعية لها.
ومن الصعوبة تحديد الاختلاف بين الحوار والنقاش من خلال تعاملنا اليومي وثم الاختلاف الأساسي هو إن الحوار لا يؤثر على قناعة المتحاورين أما النقاش فيؤثر على وجهات النظر المشاركين والنتيجة قد يغير مفاهيمهم تجاه الموضوع و في الواقع عند تبادل الآراء من دون أن نعي إلى هذا الفرق،تبقى قناعتنا وكما هو مقرر في المعاجم أيضا بان الحوار والنقاش لهما نفس المعنى.
الكاريزما لها دورها
نعيش اليوم في أجواء مليئة بالمعلومات الكثيرة وكل مجموعة تريد أن تحفز الرأي العام لمساندة المجموعة وتقنع الناس بصحة وجهة نظرها ونرى كثير من الكتاب يتبنون الفكرة ويقال بالعامية " يزمرون" لها ليل نهار. في حين لا توجد مستلزمات كافية في الواقع لتنفيذ الفكرة أو المشروع الذي تتبناه المجموعة. ويلعب الدور الأساسي في إقناع الناس هي الكاريزما التي يتسم بها الشخص و الذي يبادر في إعطاء الوعود في تحقيق ذلك. ومن السهل في الوقت الحاضر أن نقوم بتفنيد كثير من الأفكار بحكم السرعة في إيصال الخبر والتحليل ويلعب دورا سلبيا في أن لا يعطى الوقت الكافي لتنضيج الفكرة وإعطاءها أبعاد وآفاق مستقبلية. وتبقى هنا مسألة الإمكانيات الاقتصادية المتاحة لدى الأطراف فمثلا وجود حزب حاكم في السلطة سيسهل عليه إمكانية الحفاظ على دوره في مؤسسات الدولة كون يمتلك المفاتيح الأساسية ويقود البلاد في هذه المرحلة. فحزب المحافظين في السويد قد سيحتفظ في السلطة بالرغم من السياسة الاقتصادية الخاطئة التي يسلكها الآن. وتجربة الانتخابات في العراق لمجالس المحافظات دليل أخر لصحة ما يقال.
أشكال الحوار
في الحوارات السياسية غالبا ما نرى إنها حرب كلامية بين المشاركين وفي نهاية المطاف يحدد المنتصر والخاسر ومهما كانت النتيجة فتعتمد المواقف في الحوار انطلاقا من الخلفية الاقتصادية، التعليمية والموقع السياسي لهم وثقافتهم والحجج والبراهين المقدمة. وفي حالات عديدة يأخذ مسار الحوار جانبا سلبيا وبالذات إذا انطلق من جانب فقط الإساءة الشخصية ولكل شخص أسلوبه في إدارة الحوار منسجما للخلفية الثقافية . و تواكب السلبيات في النقاش وخاصة إذا بدأ المحاور ينزعج من أسلوبك فمعناه انه لا يريد التنازل ويريد التشدق بأسلوبه ويريد أن تنزل إلى الأسلوب الدوني وقتها يعطى وصفا سلبيا لهذا الحوار. ويكون الحوار ايجابيا إذا استطاع المقابل أن يجعلك ترتفع إلى المستوى العالي وتستمر في الحوار من دون أن تستخدم الكلمات البذيئة في النقاش.
يتسم الحوار جانبا ايجابيا إذا اخذ الحوار طابعا في توحيد وتقريب وجهات النظر مهما كانت الأطراف متناحرة ، متعالية ورافضة بعضها البعض. وان يكون الهدف في عدم إلغاء الأخر بقدر ما التعايش معه وإقرار وجوده. ففي العراق متواجدة مجموعات أثنية، دينية، سياسية مختلفة وعلى الجميع أن تحترم مشاعر، وجهات نظر الأخر. و نسعى التركيز في بناء مؤسسات تتسم في تعددية الأفكار واحترام الدساتير التي تدير ها والعمل على تطويرها من خلال النقاش البناء الهادف لخدمة المجموعة.

نصائح قد تفيدنا
إذا دخلت في حوار فالأفضل الابتعاد من الحوار إذا رأيت:
□ إن لدى الشخص المتحاور ضيق في سعة الصدر أو أن يتحمل رأيك لأنه سيملأ عليك النصائح ويتدخل ويتطفل ويقرر.
□ انه ليس لديه معلومات كافية عن الموضوع فسيجعلك تتيه في حيرتك ويجبرك في أن تخطأ من دون أن تعي لذلك.
□ إذا اعتاد الصراخ عند الحوار فمعناه يفرغ غضبه.
□ انك غير مؤهل للاستمرار في الحوار وأعطي العجين لخبازه.
□ إذا تميز الحوار بطابع الملل.
□ شخصنه الحوار والابتعاد عن الموضوعية.
□ التزمت في الآراء والعناد.

نأسف تماما عن ما يدور من حوار على صفحات الانترنيت من اتهام جهة معينة وجعل الطرف الأخر نبي لا يخطأ والأخر شيطانا. كلنا نخطأ ولا احد معصوم من الخطأ ولكن الحياة هي التي ستزكي إن كنت على صح أو على خطأ. ويقال بالشعبي " بعد خراب البصرة".







#نبيل_البازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا هذا التصعيد ضد الشيوعية الآن ؟


المزيد.....




- حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع ...
- صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - نبيل البازي - ثقافة الحوار كما يجب أن تكون