محمود القبطان
الحوار المتمدن-العدد: 2596 - 2009 / 3 / 25 - 09:22
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لا أسرد تأريخا فقد كتب الكثير والكثير عن الظروف التي أدت إلى ظهور هذا الحزب العظيم ولكني سوف أكتب ما أريده الآن في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها الحزب وكل القوى الديمقراطية والتقدمية منذ فترة ليست قصيرة وبالأخص منذ الاحتلال الأمريكي للعراق وسقوط الطاغية وما مر على البلاد والعباد من ويلات قل مثيلها.
يفخر كل الشيوعيون وأصدقاءهم بتاريخ طويل من النضال وفي كل عام يتذكر هؤلاء وآخرون مدى قوة وصلابة هذا الحزب متمثلا بقوة إرادة أعضاءه وجماهيره وقدرته على الصمود أمام كل الهجمات الفاشية وعلى مدى هذه السنين الطويلة,وفي كل مرة يقف شامخا متحديا الطغاة والجلادين ويثبت المرة تلو الأخرى انه صامد وباقي في العمق العراقي مع جذوره العميقة في المجتمع العراقي.لم وسوف لن تفلح ألاعيب القدامى والجدد على تهميش هذا الحزب العراقي الأصيل مهما طال بهم الزمن.هذه ليست أمنية أو إنشاء لكن التأريخ أثبت ذلك.
مرت فترة غير قصيرة على انتخابات مجالس المحافظات,اقل بقليل من 3 اشهر,دون أن نسمع عن من يدير المجالس الجديدة’ولم تسمى الكيانات التي زورت وغيبت وفرضت منع التجوال الذي لم يعلنوا عنه إلا قبل يوم واحد ومن ثم رفع هذا المنع في بعض المناطق لعد الظهر عندما حسم ألأمر ورجع الكثير من الناخبين دون استطاعتهم من الوصول إلى المراكز الانتخابية ,والكثير الكثير من الخروقات التي أعتبرها البعض بسيطة قياسا على ما هو متعود عليه في الدول الحديثة الديمقراطية.أقول أن ما حصل عليه الحزب في هذه الانتخابات جاءت بعكس مما هو متوقعاً وبكل المقاييس.ولذلك يتطلب منا جميعا وعلى كافة المستويات من أعضاء وجماهير مؤازرة للحزب أن نناقش النتائج ليس من باب اليأس والخضوع للأمر الواقع أو من باب الإحباط الذي سرى في نفوس البعض ,وإنما من أجل تقييم الحملة بالكامل.لا أن رمي هذا الفشل المؤقت على عاتق التزوير والدعايات الانتخابية للسلطة والأحزاب المتمكنة مادياً سواء عبر الفضائيات أو اللقاءات المدفوعة أو غيرها من الأمور فقط ,وإنما يجب تشخيص الخلل الذي رافق حملة مدنيون "وخواتها".أن السكوت على تجاوزات الأحزاب المسيطرة على السلطة بحجة أنها حكومة وحدة وطنية أو عدم إحراج الآخر والسكوت على ما يحدث في إقليم كردستان وعدم فعالية الحزب هناك
والمجاملات الغير مبررة هو في مقدمة الأمور التي يجب أن تبحث في اقرب اجتماع للجنة المركزية لان انتخابات البرلمان للدورة القادمة على الأبواب و لا نريد أن تتكرر أخطاؤنا مرة أخرى ويبقى الحزب متفرجا على العملية السياسية دون أن يكون فاعلا فيها.إن وجود اثنان أو ثلاث في البرلمان لا يمنع من أن يقفوا وبقوة ضد كل خروقات الحكومة والفساد المالي والإداري المستشري في عموم البلاد ومن يقف وراءه,ومثل هذا التحدي أو الانتقاد ليس من عمل الأحزاب الكبيرة(في البرلمان) فقط.أنا اعلم علم اليقين أن أي انتقاد لأي حزب كان يقبل بهذا الشكل أو ذاك لأنهم من "معمل" واحد لكن الانتقاد الذي يأتي من الشيوعيين سوف يحسب له حساب ويخيف الكثيرين,ولذلك على المعنيين أن لا يتهاونوا في أخطاء السلطة القومية والطائفية التي فشلت ومنذ أشهر من انتخاب رئيساً لبرلمان توافقي طائفي فاشل اثبت الأعوام الثلاث انه طائفيا بكل المقاييس ولا يهم الأكثرية منهم مصالح البلاد وما زالت الميزانية الاتحادية تدور في جرارت الساسة اللاعبين الكبار في العملية السياسية المشوهة ومن يضع الحصة الكبيرة لهذا أو ذاك ومن يحصل على أكبر حصة لمستشاريه أو اصحابه, لنثيرياته أو دعاياته الانتخابية.
وحدة الحزب ما زالت المشكلة الكبيرة أمام مسيرة الحزب,حيث تمرد أو أنشق أو تنحى أو أو.... الكثيرين من صفوف الحزب,لا تهمني التسمية للخروج من الحزب فهي قناعات لكن على الحزب ,كقيادة أن تناقش الأمر بكل روح ديمقراطية وتنظر للأمر بأنه أمر خطر على مسيرة الحزب. أنني على قناعة من أية مجموعة لا يمكنها ألاستمرار وبقوة خارج الحزب,ولذلك هي دعوة للجميع من التفكير بجدية وهدوء من أجل مصلحة الحزب والشعب في صفوف موحدة.أن الوحدة الفكرية والتنظيمية هي أساس النجاح لكنها لا تعني بأي حال من ألأحوال التقوقع على ألذات وعدم الانفتاح على ألأخر,,إذا كانت كل الكتل التي خرجت من الحزب تستطيع أن تنفتح على ألأحزاب المختلفة فكريا عنها فلماذا لا تستطيع أن تفكر في ألأمر وتبدأ حوارا مع الحزب أو أن يبادر الحزب بذلك حتى لا تبقى ذريعة يتذرع بها البعض بأن الحزب رفض الفكرة ولو ... الخ من التهم التي تكال على كتف الحزب.أن الانفتاح على ألآخر لا يعني التكتم إلى ما يتوصل إليه مع ألآخر ولذلك ضرورة ألآخذ بالنشر العلني إلى ما تتوصل إليه القناعات المختلفة من نتائج حوارية.
الإعلام وما أدراك ما الإعلام لما له من أهمية عظيمة في توصيل الخبر والرأي إلى المتلقي ولذلك على الحزب أن يحسم أمره من مسألة الفضائية والقول الصريح لما يعترض ذلك من عقبات أو من يضع هذه العقبات للانطلاق بالفكرة إلى حيز التنفيذ.وفي ما يخص الاستفادة القصوى من الانترنيت وما يقدمه هذا العلم من فائدة جمة للإعلام الحزبي في ظل وضع محزن للجريدة,وفتح الأبواب للأقلام المحترفة والجديدة في النشر وبغض النظر إذا ما تتوافق مع سياسة الحزب أم لا ,بشرط أن لا تخرج
ألأطر العامة في مصلحة الوطن والشعب والفكر التقدمي.إن الاختلاف ليس نقمة وإنما محفز للفكر والعمل اليومي من أجل ألأفضل.ألاستفادة من بعض القنوات الفضائية من للاشتراك في برامجها وتوضيح سياسة الحزب ,وتشجيع أعضاء الحزب الاشتراك في المنتديات والتجمعات والتحدث عن سياسة الحزب وعدم البقاء في الصفوف الخلفية,الالتصاق بالجماهير الفقيرة والتحدث بأسمها والدفاع عن مصالحها.
الخروج من المقرات إلى الجماهير والجلوس معها للتعرف عن قرب عن مشاكلها لتعرف هذه الجماهير إنها ليست وحدها أمام الفقر وانعدام الخدمات والأمن.إن الأمن الذي يخترق في كل يوم وفي كل ساعة متى شاء العدو انه أمن غير مستقر وهش,والاختراقات التي تحدث يوميا لهو دليل على هشاشته.وأن التقارب مع البعث الذي لم يعتذر عن جرائمه لحد هذا اليوم هو جريمة بحق الشعب العراقي لما عاناه خلال حقبة طويلة من حكم البعث التي تجاوزت الأربعين عاماً وليس صعباً علينا أن نعرف من يقف وراء التفجيرات والخروقات ألأمنية بعد الحديث عن المصالحة مع البعث تحديداً ولرفعه سقف مطالبه .
أن المحاكمات التي تجري في العراق للنظام السابق وازلامه قد وصلت إلى كل الإطراف وأخرها المحاكمة لهؤلاء بسبب جرائمهم لمنع الأحزاب الدينية من العمل,وأسال وأتمنى أن يسأل الحزب أيضاً من يحاكم هؤلاء أو غيرهم على جرائمهم ضد الشيوعيين العراقيين وكافة القوى التقدمية الديمقراطية التي ذهب جرائها اخلص الناس لوطنهم وشعبهم منذ 1959 وليومنا هذا على يد الفكر ألبعثي الفاشي ,وأقول من يأخذ بدم الشهيد سلام عادل ورفاقه ,ومن يحاكم المجرم الذي امتدت يده الغادرة إلى جسد الشهيد صباح الدرة ومن اغتال الشهيد فاضل الخليلي وسعاد وناجحة والطبيب فالح وعماد القيسي من أغتال الشهيدة أم علي ومن قتل الشهيد صفاء الحافظ وقد تطول هذه القائمة وأقول هم نفسهم أوباش البعث الغادر هم نفسهم الذين اغتالوا شهيد الحركة الوطنية كمال القزنجي في 1959,هم نفسهم من اغتال الشهيد عبد الكريم قاسم ورفاقه,أليس حريا بنا أن نسأل حكومة الوحدة الوطنية هل هؤلاء شهداء مثل باقي شهداء الحركة الإسلامية أم أن استشهادهم يعتبر موتا طبيعيا,على الحزب أن يكتب ويطالب بمحاكمة قتلة هؤلاء الشهداء وآلاف غيرهم وأن يكرموا كشهداء للوطن وأن تستحق عوائلهم ما تستحق عوائل شهداء الحركة الإسلامية من حقوق في التقاعد والعيش الكريم.
أن الدستور وما جرى من تصويت عاجل له أدى إلى ما نحن فيه من محاصصات أدت إلى تعطيل كل العمل بالبناء الجديد وبقى كل شيء معطل بدون توافقات ولذلك التفكير الجدي والتعجيل بتعديل الدستور وقوانين ألانتخابات لهو ضرورة أكثر من ملحة.
هذه أمور وعلى عجالة وددت أن اكتبها بمناسبة قرب الذكرى الماسية لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي ,المدرسة الوطنية الكبيرة والتي لم تغادر الحقل السياسي بالرغم مما تعرضت له من قبل كل الأنظمة السابقة من قتل وتنكيل وتهميش ولكن حزبا يقف وراءه أبناء العراق البررة لايمكن أن ينتهي أبدا.
وأعود لأكتب عنواناً جديداً لهذه المقالة ولهذه المناسبة العزيزة على قلب كل الشيوعيين العراقيين وأصدقائهم ,عنوانا في النهاية:لنناضل من أجل وحدة الحزب الشيوعي العراقي وتحالف أقوى للقوى اليسارية الديمقراطية العراقية.
المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية.
#محمود_القبطان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟