أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ايمان محسن جاسم - لكي نحافظ على أموالنا














المزيد.....

لكي نحافظ على أموالنا


ايمان محسن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2596 - 2009 / 3 / 25 - 06:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طالعتنا الأخبار ان (27) وكيل وزارة ومسؤولاً عراقياً في القاهرة وفي مقدمة هذه الوزارات الصناعة والتجارة ومناقشة مجال الاستثمار بين البلدين.
والمقصود بالاستثمار هو أن يستثمر الجانب المصري في العراق وليس العكس بالتأكيد!! وهنا علينا أن نناقش سبل وطبيعة هذا الاستثمار خاصة ان المسؤولين العراقيين وفي مقدمتهم السيد وليد حبيب حلو وكيل وزير التجارة صرح لـ"الصباح 12 آذار 2009" بصدد الاتفاقية إنها تتعلق بالمواد الغذائية الخاصة بالبطاقة التموينية، مشيرا الى ان لدى الإخوة المصريين خبرة في مجال تجهيز هذه المواد. والمعروف لدى الجميع ان مصر غير منتجة للسكر والشاي والحنطة وهي أبرز مفردات البطاقة التموينية التي يحتاجها المواطن العراقي هذا من جهة ومن جهة ثانية فان العائلة العراقية وعبر سنوات طويلة تعاملت مع البضائع المصرية ومنها ((الزيت والصابون)) فكانت سيئة جدا حتى إن ربة البيت العراقية ورغم حالة الحصار آنذاك كانت تتخلص من هذه البضاعة ولا تستخدمها وبعد سقوط النظام البعثي المقبور تلاشت المنتجات المصرية من مفردات البطاقة التموينية وبقيت مكدسة في الأسواق وفي الكثير من الأحيان التي لم تجد من يشتريها لسوء إنتاجها والدليل ان حجم التبادل التجاري بين العراق ومصر في عام 2008 بلغ ربع مليار دولار فقط وهو بالتأكيد ناجم من استيراد القطاع الخاص. وما يثير الاستغراب ان الوفد الحكومي العراقي المكون من 27 وكيل وزارة ومديراً عاماً يهدف إلى رفع حجم هذا التبادل إلى أربعة مليارات دولار وهو رقم كبير جدا في ظل تردي أسعار النفط وخفض الموازنة مع الأخذ بنظر الاعتبار ان البضائع المصرية ليست بالجودة العالمية كالبضائع الأوروبية ذات المناشئ المرموقة وبالتالي فان الضرر سيصيب الاقتصاد العراقي والمواطن العراقي بشكل كبير جدا. والوفد العراقي الكبير أيضا بحث امكانية بناء معامل من قبل الشركات المصرية في العراق وتفعيل البروتوكول الصناعي الموقع بين البلدين عام 1999 أي في فترة النظام السابق ونحن كشعب ورأي عام عراقي نتساءل ما جدوى تفعيل هذا؟
لم أجد إجابة تقنعني من جدوى إحياء اتفاق وقعه النظام البائد لحاجات سياسية في حينها والكل يعرف سياسات النظام البائد وتبذيره لأموال الشعب بلا مبرر، ولكنني توصلت إلى تبرير مفاده إن مصر تحتاج الى دعم اقتصادي ومعونات ولكننا كعراقيين نحتاج أيضا لهذه المليارات التي ستذهب كما ذهبت غيرها في فترة حكم الطاغية المقبور خاصة وإننا في مرحلة اعمار البلد. لكن الغريب جدا ان السيد وكيل وزارة التجارة يؤكد أن العراق سيستفيد من الإمكانيات المصرية ليتعلم كيف يدخل منظمة التجارة العالمية عبر تصريحه للصباح بقوله "والاستفادة من خبرات مصر في دخولها منظمة التجارة العالمية والدولية ومعرفة الآلية التي دخلت بها.”
وهذا يعني أن الكثير من المسؤولين العراقيين لم يطالعوا نص الاتفاقية المبرمة مع الولايات المتحدة الأميركية نهاية العام الماضي والتي تنص في إحدى فقراتها على تعهد الجانب الأميركي بالمساعدة في هذا المجال وغيره من المجالات الأخرى بما في ذلك حث دول العالم على فتح سفاراتها، وبالتالي فان العراق يمكنه توظيف فقرات هذه الاتفاقية الإستراتيجية مع أميركا دون الإستعانة بالدول العربية ومنها مصر الا اذا كان هذا مبررا لعقد صفقات تجارية لها خصوصية وحسابات لم تعلن. إن العراق اليوم مفتوحة أمامه كل الطرق ويحظى باهتمام عالمي وانفتاح كبير على جميع القارات وبإمكانه الاستعانة بالشركات الأجنبية سواء الألمانية أو الكورية أو التركية أو الأميركية لبناء معامله والبنى التحتية للبلد في جميع المجالات ومن غير الصحيح الاستعانة بدولة تعاني من الفساد الإداري في كل مفاصلها وما نشاهده كل فترة من سقوط عمارات بكاملها في مصر دليل على ضعف كفاءة الشركات لهذا نجد إن الواجب الوطني يحتم على جميع المسؤولين في العراق اعادة النظر بالعقود التجارية والإنشائية ليس مع مصر فقط بل مع كل الدول التي تعاني من ضعف في الكوادر وتضخم في الفساد الإداري لكي لا نكرر تجربة النظام السابق الذي خصص في كل عام أكثر من ملياري دولار مقابل استيراد أجبان غير صالحة وصابون ذي رائحة غير جيدة من مصر. ومن الضروري جدا أن يكون مجلس النواب العراقي على إطلاع بهذه الصفقات ودراستها دراسة مستفيضة بعيدا عن أية ضغوطات لأنها تعني الشعب أولا وأخيرا.
بقي أن نقول إن كبرى الشركات العالمية تتسابق إلينا وتأتي لبغداد ونحن ما زلنا نركض وراء شركات عالم ثالث.
لنستفد من تجربة دول الخليج في البناء والرقي والمأكل والملبس والخدمات الأخرى وقدراتنا المالية والبشرية أكبر وأكثر ديمومة وخبرتنا متواصلة والشركات الأجنبية ستمنح كوادرنا خبرة في المصداقية والشفافية والمهنية التي ستغيب اذا ما تعاملنا مع الشركات المصرية ولنا في تجربة الهاتف المحمول (عراقنا) دليل على عدم النزاهة وعدم الكفاءة.



#ايمان_محسن_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمرو موسى ومهام الجامعة العربية
- الدولة عند ((توماس هوبز))
- الديمقراطية وسلطة الشعب
- عولمة الثقافة
- صورة المرأة العربية لدى الغرب
- مرحلة المراهقة وكيفية التعامل معها
- المؤامرة في العقلية العربية


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ايمان محسن جاسم - لكي نحافظ على أموالنا