|
تجارب دنماركية 20 ج2 دنماركيون يتحدثون لقارئ العربية
ضياء حميو
الحوار المتمدن-العدد: 2596 - 2009 / 3 / 25 - 09:49
المحور:
المجتمع المدني
كانت الأسئلة التي طرحتها على هؤلاء الثلاثة دنماركيين " الراعي " كل منهم لطفل في قارة أخرى وعن طريق منظمة رعاية طفولة مختلفة ،بسيطة ومحددة . كيف اهتديت إلى الفكرة ، وماهو الدافع ، وكم تدفع؟! سألتهم الإجابة عن هذه الأسئلة ، وتركت لهم كل الحرية في التحدث بما يشاءون عن تجربتهم الخاصة ، ودونت كل ماقالوه بدون أي تدخل من قبلي، وكأصدقاء كانوا على معرفة بهدف مااكتبه ، وكانوا يدركون انه موجه لقراء اللغة العربية ، وهو ماجعلهم يتحمسون للإفاضة بالحديث ، وأدناه ماتحدثوا به :
بول بيدرسن (67 سنة متقاعد) Poul Møllar Pedersen راعي عن طريق منظمة Plan International (قبل سنوات عديدة كانت مساعدتي تقتصر على منح هدية لطفل من احد البلدان الفقيرة هي عبارة عن مبلغ مادي في عيد رأس السنة فقط ، بعد ذلك صرت أساعد بمبلغ شهري ثابت ولمدة ثلاث سنوات لمنظمة " أنقذوا الأطفال". حين اتخذت قرار مساعدة طفل محدد ، كان ذلك في احد الأيام حين ذهبت للتسوق وحين امتلأت أكياسي ، فكرت ماذا عن العوائل في البلدان الفقيرة وأطفالهم ممن لايجدوا شيئا يأكلونه؟! بعدها اتصلت بإحدى المنظمات ممن تساعد الأطفال وعوائلهم في البلدان الفقيرة ، لم احدد لهم البلد ولا الطفل ذكر أو أنثى بل مجرد عائلة استطيع مساعدتها على العيش من خلال رعاية احد أطفالها إلى أن يبلغ سن النضوج ،مبلغ المساعدة هو أكثر من المبلغ الذي يدفع لأحد أطفال " قرى الأطفال " لأنه لايختص بمساعدة الطفل وحسب ، ولكن أيضا عائلته . إلى الآن لااتذكر اسم البلد ولكنه كما أظن احد بلدان غرب إفريقيا ،آسف لأني لااتذكر اسم طفلي الذي أرعاه ، ولكنه كان يبلغ السنتين من العمر وهو يعيش في قرية فقيرة مع والديه وإخوته ،الآن يبلغ من العمر السبع سنوات وهو بصحة جيدة ، ويذهب إلى المدرسة ، ادفع شهريا عن طريق المنظمة المختصة بهذا 185 كرونة دنماركية ، واكتب الرسائل دوما لمعرفة أخباره ، واحصل على الرد عن طريق ذات المنظمة مع الصور الخاصة به ونموه. فعلت هذا لأني وبكل بساطة شعرت برغبة لفعل ذلك ، وهو يحقق لي راحة نفسية كبيرة ،عندما أحس إني أقوم بشيء قدر استطاعتي لمساعدة الآخرين).
أنيته هانسن (39 سنه عاملة في مقهى )Annette Hansen راعية عن طريق منظمة (SOS Children s Villages) SOS-børnebyerne Danmark (لفترة من الزمن كنت أفكر في كيفية القيام بشيء لمساعدة الآخرين في العالم. كان الفصل شتاءا وكنت مع والديَ نفكر في قضاء عطلة في بلد دافئ بدرجة حرارته، لم يكن هنالك الكثير مما نختاره قريب عن أوربا، وغير مكلف، وهكذا اخترنا " الأردن "، وكانت هذه المرة الأولى التي نزور بها هذي البلاد. وبعد أن أمضينا شهر من عطلتنا وكادت أن تقارب على الانتهاء ، وأوان العودة إلى الدنمارك ،شاهدتُ ، وبطريق الصدفة لوحة معدنية بإحدى الطرق تشير إلى " قرية الأطفال اس او اس "مكتوبة باللغة الانكليزية ، عندها قررتُ أن تكون مساعدتي، لأحد أطفال هذه القرية. كان من المهم لي أن اعرف على ارض الواقع كيف وأين يعيش طفلي أو طفلتي الذي سأرعاه، ومعرفة شيء عن النشاط اليومي في هذه " قرية الأطفال ". نعم، لماذا اخترت أطفالا للمساعدة؟! الأطفال ليسوا مذنبين... الأطفال بدون أبوين ليس هنالك من يحميهم... الأطفال هم مستقبل الأرض... الأطفال يحتاجون للرعاية لينموا طبيعيا إلى أن يغدوا أقوياء قادرين على الاعتناء بأنفسهم. وهكذا عندما عدت إلى الدنمارك ،ملأتُ استمارات " رعاية "احد الأطفال في قرية الأطفال في مدينة العقبة في الأردن ، وكان ذلك عن طريق منظمة " اس او اس ". بعد فترة وجيزة، حصلت على معلومات عن الذي سأرعاه، وكان طفلا ذكرا، عمره سنتين اسمه " أنس ". يبلغ " أنس " من العمر اليوم ،13 سنه ، وهو في طريقة لأن يغدو بالغا ، أنا مستمرة في "رعايته" إلى الآن ومنذ 11 سنه ، وفي كل سنه احصل على تقرير ، بتفاصيل حياته ، نموه ، صحته ، تعليمه ،بالإضافة إلى تفاصيل صغيرة أحيانا ، وقد قمت بزيارته مرتين ، حملت معي هدايا ليس له وحدة بل للأطفال الآخرين في القرية ، وأحاول قدر استطاعتي أن أرسل له هدية في عيد ميلاده. الأطفال هم الأطفال ، ليس لديهم إدراك محدد ، عمن تكون أنت ، وماذا تعني! لم يكن مهما لي على الإطلاق ، من أي بلد يكون الطفل الذي سأرعاه ، أو من أي جنس ذكر أو أنثى ، أو ماهية ديانته ، كل هذه الأمور لم أفكر بها حين قررت المساعدة. أنا أحب الثقافة العربية ، والآن حين أفكر بذلك ، أنا سعيدة أن يعيش " أنس " في ثقافته ووطنه الأردن ، طبعا كل هذه الأشياء لم اعرف أهميتها له إلا بعد أن زرت " الأردن" لأكثر من مرة ، والتقائي بعرب آخرين...! أنا ادفع شهريا 100 كرونه . كأم " راعية "يعني لي كثيرا أن أشاهد وجها واضحا لمساعدتي، ومبرور الزمن تصبح المسألة شخصية ، اعني جزء من شخصيتي ، لها علاقة بالفرح الداخلي الذي تمنحه هذه المساعدة لي كإنسانه).
بنته هانسن ( 58 سنه ، عاملة في معمل تقطيع ألمنيوم ) والدة أنيتهBente Hansen راعية عن طريق منظمة BØRNE fonden (Child fund) (حين حدثتني ابنتي " أنيته " بتفاصيل وهدف " رعاية " طفل ومساعدته ، قررت على الفور في أن أرعى طفلا أنا بدوري ، وهكذا رعيت طفلا عمرة 6 سنوات إسمه " أيمن " في قرية أطفال العقبة في الأردن ، وكلما قمت بزيارة الأردن أحرص أن ازور " أيمن " وقرية الأطفال ، استمرت مساعدتي لمدة ثلاث سنوات فقط ،لأنني وجدتُ إن من غير العدل أن أرعى طفلا يحصل على أشياء كثيرة داخل أسوار قرية مغلقة ،من تعليم خاص ، وأجهزة كومبيوتر وغيرها ، تساءلت ماذا عن الأطفال خارج أسوار" قرية أطفال اس او اس " ، ممن لديهم حاجة أكثر ؟! ولهذا قررت أن " أرعى " طفلا في غرب إفريقيا مع عائلته ، لا أذكر اسمه أو اسم البلد ، بمبلغ هو ضعف ماكنت ادفعه سابقا ،لأنه "يرعى " عائلة كاملة ،بالإضافة إلى المجتمع . أنا ادفع شهريا 190 كرونه ، ومضى علي لغاية الآن ثلاث سنوات ، وأنا سعيدة جدا ، إن باستطاعتي مساعدة آخرين يحتاجون إلى مساعدة.
ختاما هذا ماقاله هؤلاء الثلاثة ،وأردت أن أضيف له ،إن قرى الأطفال " اس او اس " تتواجد في أكثر من بلد عربي ،على سبيل المثال لا الحصر( خمس في المغرب ،ثلاث في كل من تونس ومصر والأردن بالإضافة إلى لبنان وفلسطين) كما إن الحكومة الدنماركية تقوم بدعم وتشجيع مواطنيها لدعم المنظمات الدولية أو الغير حكومية ، وغيرها من خلال إعفاء ضريبي لجزء كبير من أي مبلغ يدعم هذه النشاطات. ضياء حميو [email protected]
#ضياء_حميو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تجارب دنماركية 20 ج1 قرى الأطفال
-
دارميات عراقية مابعد 2004
-
تجارب دنماركية 19 الملائكة الحمر
-
تجارب دنماركية 18 طفلة أيسلندية في بيتنا
-
رسالة إلى الرفاق في قيادة الحزب الشيوعي العراقي
-
تجارب دنماركية 17 المسرح
-
تجارب دنماركية 16 سينما وموسيقى
-
ذبتْ ( شعر شعبي)
-
تجارب دنماركية 15 تضامن طلابي وقُبلة بدولارين
-
المرأة وانقراض الرجل
-
تجارب دنماركية 14 كارل ماركس في المدرسة الأبتدائية
-
قيادة الشيوعيين والدبابة الأمريكية
-
تجارب دنماركية 13 فساد وزير
-
تجارب دنماركية 12 عيادات الأسنان في المدارس
-
أنت شيوعي ، اجب عن الاسئلة التالية بدون ترك
-
تجارب دنماركية 11 عنف ومراكز أزمات
-
تجارب دنماركية 10 البقرة المدللة
-
تجارب دنماركية 9 أمهات وحيدات
-
CNNالرفيق الأحمر يغزو أمريكا
-
تجارب دنماركية 8 (متشرد وصالة دافئة)
المزيد.....
-
إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و
...
-
قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال
...
-
مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
-
تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
-
الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت
...
-
أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر
...
-
السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
-
الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم
...
-
المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي
...
-
عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|