|
رئيس جديد لجمهورية الإنجوش/ القوقاز
أمين شمس الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2594 - 2009 / 3 / 23 - 01:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد كان شمال القوقاز أحد المفاتيح الأساسية للسياسة الروسية الداخلية خلال الخمس عشرة سنة الماضية. وليس من المدهش اليوم، بأن عدم استقرار الأوضاع في جمهورية الإنجوش أن تتقبلها روسيا الاتحادية بدون تأثر. لا سيما وأن هذه الجمهورية ملاصقة تماماً لجمهورية الشيشان، التي لم تكد وأن تخلصت بصعوبة من الطمي الغريب الذي حاول بكل الوسائل التغلغل إلى جميع خلايا تربها. واليوم بعد أن استعادت جمهورية الشيشان عافيتها بإذن الله، وتسير على طريق التطور والازدهار، نلاحظ بأن بقايا ذلك الطمي الغريب استطاع أن ينشر بعضاً من رواسبه في الأنحاء المحيطة لجمهورية الشيشان، سواء في الإنجوش أو الداغستان أو غيرهما من جمهوريات شمال القوقاز. ويجد مكبا ومدا له في بلاد الكرج- جورجيا. لقد استمرت المعارضة الإنجوشية، المتطرفة منها والمعتدلة، بصب الزيت على النار، ولم تدع الأمور تستقر في جمهورية الإنجوش. ولا يخلو الأمر كما تعودنا دون استحسان من خارج روسيا، وخصوصا تلك الحكومات المجاورة التي تدور في فلك الولايات المتحدة. وحسب فاسيلي ليخاتشوف- نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية لروسيا الفيدرالية، توجد أيضا محاولات لتخريب عَقد الألعاب الأولمبية في مدينة سوتشي القوقازية، إضافة إلى الندوات الدولية التي تُعقد ضد جمهورية الإنجوش بتنسيق من تشيني، أحد صقور الإدارة الأمريكية الموجِّهة لسياستها. ويتابع ليخاتشوف: توجد أدلّة بأن الإدارة الأمريكية قامت خلال أشهر صيف هذه السنة بتمويل مشاريع بقيمة 12.5 مليون دولار لتحقيق سياستها في منطقة شمال القوقاز. إن تخلخل الأوضاع في جمهورية الإنجوش وخصوصاُ في هذه السنة، حيث لا يمر أسبوع إلا ونسمع فيه بأن عملا إرهابياً أو محاولات اغتيال الشخصيات الحكومية قد حدثت. نجد بأن المعارضة زادت من أنشطتها التي تدل على عدم رضاها عن حكم رئيس الجمهورية الجنرال مراد زيا زيجوف. مستخدمة لذلك شتى الوسائل، ومنها التصفيات الجسدية والقتل. علماً بأنه (حسب trude.ru) في عهد مراد زيازيجوف، وخلال عام 2008 فقط حصلت 129 حادثة اغتيال، راح فيها 38 قتيلاً. وحسب بعض المعلقين السياسيين في روسيا، فيبدو أن الكرملين ذهب لملاقاة المعارضة الإنجوشية، التي تطالب منذ زمن بإقالة الرئيس زيازيجوف. وقد قام الرئيس الروسي دميتري ميدفيدييف نهاية الشهر الماضي بإنهاء صلاحيات رئيس جمهورية الإنجوش مراد زيازيجوف. ويقال بأن مراد زيازيجوف كان قد قدم استقالته من منصب رئاسة الجمهورية بناءا على طلبه، معلقاً على ذلك بأن سبب استقالته هو انتقاله إلى عمل آخر في موسكو. وتقول وسائل الإعلام الرسمية الروسية بأن الأوضاع في جمهورية الإنجوش "صعبة للغاية" في الفترة الأخيرة شابها عدم استقرار أمني، واعتداءات مسلحة على شخصيات حكومية وعلى أفراد رجال الأمن في الجمهورية. وحسب Og.ru فإن سمعة الجنرال مراد زيازيجوف، قد هبطت لدى مواطني إنجوشيتيا بشكل ملحوظ، بسبب أحداث مدرسة بيسلان في الأول من شهر أيلول عام 2004، عندما رفض زيازيجوف إجراء محادثات مع الإرهابيين الذين احتلوا المدرسة، وكانت النتيجة التراجيديا التي نعرفها. وقد قام الرئيس ميدفيدييف بتاريخ 31/10/2008 بتنسيب العقيد إيفوكوروف "يونس بك" لمنصب رئيس جمهورية الإنجوش، الذي وافق عليه البرلمان الإنجوشي. ويرى المراقبون السياسيون بأن يونس بك مرشح معتدل، مناسب للكرملين وللمعارضة المحلية. وأن نجاحه يعتمد على مدى حنكته في التعامل مع العشائر الإنجوشية وفي إيجاد صيغ مناسبة للتفاهم والحوار بين السلطات الفيدرالية ومابين العشائر المحلية. ومن جهة أخرى يشير عضو البرلمان الروسي فياتشيسلاف غلازيتشيف إلى أن بقايا الإسلام المتطرف في إنجوشيتيا، والتي تعمل سراً عملت ضد زيازيجوف، بغض النظر عن نوع العمل الإيجابي الذي كان يقوم به، مؤكداً أنه من الحكمة اختيار شخص "خارجي"، محايد، لا يلعب انتماؤه العشائري دوراً أساسيا في إدارة البلاد (actualcomment.ru). أما المحلل السياسي مكسيم كونينكو، فيقول بأن المشكلة لم تكن في شخص زيازيجوف بقدر ما كانت في عدم وجود بديل مناسب له. فإدارة مناطق مثل القوقاز يجب أن تناط إلى أشخاص مناسبين تماماً، وأن يكون الشخص المعني منتمياً إلى شعب الوايناخ (الشيشان-إنجوش)، ومن عشيرة تقطن أرض الجمهورية، وأن يكون عسكرياً جيداً، ولا أعداء له. والكاتب كيريل لوغونوف، فيقول: بأنه في عهد الجنرال زيازيجوف قلت في الحقيقة الأنشطة الإرهابية والعناصر المجرمة في الجمهورية الإنجوشية. وكان باستطاعة الجنرال زيازيجوف (البروفيسور في القانون) التحكم بأمور الجمهورية إن عاجلاً أو آجلاً. فالمسألة كانت مسألة وقت لا أكثر. ومن السابق لأوانه أن تَعتَبِر المعارضة بأنها انتصرت وأنها السبب في إزاحة زيازيجوف من منصبه. فللأمور معايير أخرى كثيرة. يبقى أن نعرف بأن الرئيس الجديد لجمهورية الإنجوش إيفوكوروف "يونس بك"، هو إنجوشي من مواليد عام 1963م، في بلدة في أوسيتيا الشمالية (وهي منطقة متنازع عليها بين الإنجوش وما بين أوسيتيا الشمالية). ويونس بك عقيد، يخدم في القوات المسلحة الروسية منذ عام 1982. وخدم مباشرة في مشاة البحرية الروسية العاملة في أسطول المحيط الهادي. وفي عام 1989 أنهى المعهد العالي للمظليين في مدينة ريازان. وفي عام 1997 تابع دراسته في الأكاديمية العسكرية باسم فرونزه. وفي عام 2004 أنهى دراسته في أكاديمية الأركان العامة للقوات المسلحة لروسيا الفيدرالية. منذ 2004 وحتى يوم تعينه رئيساً لجمهورية الإنجوش عمل نائبا لرئيس هيئة أركان الحرب الروسية لمنطقة بريفولجي- الأورال. وترأس أركان الفوج 217 لمظلييّ الفرقة 76 في وزارة الدفاع الروسية. أما صيته العسكري فقد ذاع واشتهر خلال العمليات العسكرية الروسية في كوسوفو، عام 1999، حين استولت كتيبته المظلية التي كان يترأسها على المطار الدولي، مستبقة بذلك جميع قوات حفظ السلام الأخرى. واعتبرت هذه العملية حسب الإعلام الروسي من أنجح عمليات قوات المظليين الروسية في تاريخها. ومنح نتيجة ذلك عام 2000م وسام "بطل روسيا".
------------------------------------------------------------------------------------------ * كاتب وباحث في القضايا الشيشانية
#أمين_شمس_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تخريب إيديولوجي
-
في ذكرى نفي الشيشان والإنجوش في المرحلة الستالينية
-
جمهورية الشيشان- إنجازات حقيقية
-
الجيواستراتيجيا الأطلنطية والتحول في الموازين
-
أكتوبر ..قصيدة الشاعر زايندي مطاليبوف
-
خمس سنوات على حرب العراق
-
الشيشان: دعوا الجراح تلتئم
-
السيناريو الشيشاني- المخرجون والممثلون
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|