أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كاظم الحسن - قوانين الحرية في المجتمع الديمقراطي














المزيد.....

قوانين الحرية في المجتمع الديمقراطي


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2595 - 2009 / 3 / 24 - 05:07
المحور: المجتمع المدني
    



حينما ننظر الى القانون كقوة رادعة مرئية تتجسد في الاجهزة التنفيذية، على شكل رجل الشرطة او رجل الامن، ليكون الالتزام بالقانون من خلال وجودهم اي ان القانون لم ينم في داخل النفوس، وتحول الى قوة مجسدة تحمل الاكراه وليس التوافق بين الدولة والفرد.ولذا ينظر الكثير منا الى الحرية بشكلها المطلق حينما حلت علينا مباشرة بعد القمع المطلق وتكميم الافواه، دون ان يكون للقانون اي دور في الحفاظ على الحريات.

وهذا ما ادى الى الفوضى في كل شيء، واصبحت القوة هي الفيصل في حل المنازعات والازمات وبما ان الانسان يميل الى مصالحه الخاصة وان الحرية المطلقة مفسدة بالضرورة كما هو الحال مع الحكم المطلق فهو فاسد بالضرورة ايضاً.

ان النسبية للحرية والحكم الذي يتمثل بالقانون واحترام الاخر والقبول بالتعددية والتعايش يضمن حياة كريمة للجميع، فالارض تتسع للجميع والثروات تكفي للعيش المشترك، فالبديل للعنف والارهاب والتطرف، هو ثقافة التسامح والديمقراطية والخروج على التزمت والتعصب والانفتاح على العالم واعتبار الاخر جزءاً من الانا له الحق في التمتع بذات الحقوق التي نطالب بها لانفسنا.

ان غياب الحرية بشكله النسبي يجعل الانسان في حالة استلاب فتغيب عنه ذاته الانسانية، وتتحول الحياة الى صراع من اجل البقاء وتسود شريعة الغاب ويصبح الكل عدو الكل.

ولكن الحرية المطلقة تتحول الى جحيم، وربما يشعر البعض ان الدكتاتورية اهون منها، ويشعر بالحنين اليها، الى السوط والبندقية بشكله التعسفي وهذه حالة مرضية ان ترى في الاضطهاد والظلم حالة الامان والاستقرار وقد تشكل عملية حفظ الذات وغريزة البقاء عاملاً مهماً في هذا التصور.

وفي الحياة على مستوى الاسرة حين تشعر بالخوف من خلال القمع والقوة فاننا ننظر الى الاب من خلال الخضوع والطاعة المطلقة، فيشكل التمرد على تلك السلطة من خلال غياب الاب او انهيار سلطته، وان مثل هذا النظام الابوي الذي تمتد سلطته من الاسرة حتى اعلى الهرم السياسي، يشكل ذوات خائفة، كثيرة الشك والقلق لا تملك المبادرة والخلق والابتكار، تميل الى السلبية والاتكال، وتسعى الى إلقاء اللوم على الاخر وتتنصل من المسؤولية، لانها لا تشعر بذاتها لكي تحاسبها وتكاشفها وتلقي اللوم عليها او تعترف بالخطأ عند حدوث ازمة ما، وهي بذلك لا تستفيد من الدروس والعبر لانها لا تفشل ولا تخطىء، الاخر من يتحمل النتائج السيئة انها تعيش مع لحظة النجاح والفوز والتمجيد والتبجيل واستثمار المغانم.

والعلاقات التي تتكون من خلال النظام البطريكي، تكون قائمة على التسلط والخوف، فتكون الذات منشطرة الى حب وكراهية الى رفض وقبول الى رضوخ وتمرد، فهي من جهة تكره هذه القوة التي نهددها باستمرار حتى تندس في اللاشعور، ومن جهة اخرى تشعر بالحاجة اليها لانها لا تستطيع القيام باي عمل من دونها، ولهذا فالاسر التي يحكمها الاب بصرامة وقسوة، يصيبها التفكك والانحلال حال غياب الاب، الذي ينظر الى العنف والبطش والقوة على انها من ضرورات العيش البشري او الاجتماع الانساني، دون النظر الى جذور المشكلة التي تتمثل بالتسلط والتنكيل بحيث تحرم الافراد من طاقاتهم وامكانتهم الكامنة، وسوف ترتد عليهم على شكل مشاعر تأنيب للضمير يتزايد حدة بسبب العجز والسلبية التي يخلقها النظام الابوي.

اما على مستوى الدول فيكون الزعيم هو الحاكم المطلق الذي يحق له ما لا يحق لغيره في شؤون الرعية والحكم وفي غياب دولة القانون ونظام المؤسسات والتنظيمات الشعبية التي تملأ الفراغ بين الدولة والمجتمع، تمتلىء الفجوة ما بين الاثنين بحالات الشك والتربص والخوف وانتظار الفرصة للانقضاض على الاخر.
ويحيط الدكتاتور نفسه بالعساكر والبوليس ويتحول القصر الذي يسكنه الى ثكنة عسكرية، ويصبح الاخر عدوا حتى يثبت براءته، وافعال الناس تؤخذ على محمل الشك والتآمر، والشيء نفسه، ينظر الطرف المحكوم الى السلطات على انه يبحث عما يضر الناس ويسلب ثرواتهم وربما حياتهم، فحتى بناء المدارس والجسور، تنظر الناس اليه على انه جهد عسكري مسخر من اجل الدكتاتور.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آيديولوجيا التطرف والعنف
- الوكيل والأصيل في التقاعد
- القواسم المشتركة
- الانسان المستوحد بين جحيم الاخرين وجحيم الوحدة
- المصلحة بين الدولة والدين
- ا لعقلانية من سمات المجتمعات المنفتحة
- جدل ا لاد ب والسياسة
- الرئيس السابق
- المرأة تجمل كرسي الحكم
- الحكومات الديمقراطية ناجحة في ميزان أعمالها
- مؤتمرات ولجان ..وجعجعة بلا طحين
- حين تكون الازمات وقوداً لاستمرار الانظمة!
- الموظفون الأشباح وأشباح الموظفين
- عرض كتاب
- القراءة.. افضل الاسلحة لمناهضة الاستبداد
- أغلق المحضر ... ضد مجهول
- الأولوية لحرية المجتمع أم المرأة؟
- الإصلاح السياسي ....اعتراف بالاخر
- بناء دولة المؤسسات.... من أولويات الاصلاح السياسي
- الديمقراطية استحقاق حضاري للقرن الواحد والعشرين


المزيد.....




- الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق ...
- فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ...
- أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار ...
- فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا ...
- الرئيس الكولومبي: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو منطق ...
- الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة ا ...
- نشرة خاصة.. أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من الجنائية الد ...
- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كاظم الحسن - قوانين الحرية في المجتمع الديمقراطي