أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - القدس عاصمة الفقراء














المزيد.....


القدس عاصمة الفقراء


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2592 - 2009 / 3 / 21 - 09:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا يجوز التعامل مع القضايا الجليلة بطريقة كاريكاتيرية تفقدها مضمونها وتبهت حضورها، ولا يصح أن نسطح واقعنا ونخفي رؤوسنا في الرمال ونقول أن الدنيا بخير وكأننا بهذا السلوك نزيل عن كاهلنا وزر الممارسة الوطنية التي يفترض أن ترتقي لحجم المخاطر التي تتهدد جذورنا كفلسطينيين.

وما بين ركاكة الشعار وبؤس الممارسة تختلط الألوان وتبهت الصورة لنتورط في العادية المملة التي عودونا عليها، عادية تجند كل الطاقات للإفراد وتستبعد القضايا كما هو حال القدس المنكوبة ثقافيا وديمغرافيا، القدس التي تتعرض لهجمة لم يشهدها تاريخ الصراع مع الصهيونية العالمية واذرعها الاقتصادية التي جندت مليارات الدولارات لسحقنا والاستيلاء على تاريخنا.

جميل أن يعلن عن القدس وبعد عمليات الذبح المستمرة لكل ما فيها من حجر وبشر وثقافة بأنها عاصمة الثقافة العربية لعام 2009 ، هذا الإعلان الذي أثار النخبة الفلسطينية والعربية وبات كما القشة التي يتمسكون بها هربا من البيروقراطية والموسمية الكفاحية التي أعطت دفعة قوية للبلدوزر الإسرائيلي لدوس تاريخها وحضارتها.

أن تكون القدس عاصمة الثقافة العربية لا يعني أن نشحذ أقلامنا ونكتب معلقات الغزل فيها، وان نتوجه بعيوننا للقدس لا يعني أن ننظم المؤتمرات والمهرجانات ونصدر البيانات ونطلق المسابقات، صحيح أن كل ما يعمل من اجل القدس وفلسطيني يترك أثرة الايجابي على مجمل الفعل الهادف والمتعاطف مع القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية القادمة لا محالة.

إن القدس بحاجة لمنظومة عمل غير موسمية تجد ترجمتها على الأرض في مكافحة عمليات التهويد والاعتداء على المقدسات وتفريغ أحياءها القديمة من سكانها الأصليين، ولا يعقل أن نسير ضد التيار والتفكير العلمي من خلال إقناع أنفسنا بأننا بهذه نعطي القدس حقها بان نعلن أنها عاصمة الثقافة العربية والاكتفاء بالقليل الذي لن يسمن من جوع القدس للتضامن الحقيقي المتمثل بوقفة جادة تشمل دعم حقيقي لكافة الميادين لإحداث نهضة حقيقية تؤسس لأسباب الصمود في وجه دولة الاحتلال.

حال القدس كحال عموم فلسطين، فلسطين التي نفض النظام العربي الرسمي يده منها وتركها لقمة صائغة للإجراءات الإسرائيلية التي مهدت للرأسمال الصهيوني السيطرة على كل متر فيها كان تحت الأرض أو فوقها، وما أوامر هدم المنازل في القدس ومحيطها إلا دليل واضح على المخطط الإسرائيلي الذي يستهدف تفريغها من سكانها والسيطرة على كل شبر فيها.

القدس التي ننادي بها عاصمة للثقافة العربية تطمس وتهود مع كل صباح، وفي القدس يعلو صوت الجرافة الإسرائيلية على صوت الأذان وأجراس كنائسها، والمحظوظون من أبناء فلسطين الذي يدخلون القدس يستطيعون وبدون تدقيق أدراك الكارثة التي تقل كاهل عاصمة الفقراء، فأسواقها شاحبة يبتلعها الكساد الاقتصادي، وسكانها يكافحون من اجل الحياة والحفاظ على سقف يحميهم في ظل أوامر الهدم المتكررة ومنه البناء وحتى ترميم ما هو قائم، والسياحة في القدس في تراجع مستمر لصالح المشاريع الصهيونية المدعومة من الصهيونية العالمية التي تخطط لتفريغ المدينة المقدسة من سكانها المثقلون بالضرائب الباهظة التي تفرضها دولة الاحتلال.

تحتاج القدس لأكثر من إقامة الأفراح والليالي الملاح والمكرمات الرئاسية التي لا تسمن وتغني من جوعها أمام مليارات الدولارات التي تضخها الصهيونية العالمية لتهويدها، والأكيد حتى تتعافى القدس التي ينادي الفلسطينيون بأنها عاصمتهم السياسية والعرب عاصمتهم الدينية يتوجب عليهم ربط الشعار بالممارسة والا فقد هذا الشعار محتواة، والواضع وضمن السياسة العربية الرسمية تجاه القدس فان عام 2009 سيكون كإرثي على الفلسطينيين والقدس بشكل خاص.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الأقلام الملطخة بالدماء
- الزميل نعيم الطوباسي: إذا كان رب البيت.....
- مركز بيرس نطفة فاسدة في أحشاء الساقطين
- فاشية إسرائيلية بأيد فلسطينية
- من الفاسد رأس السمكة أم ذيلها
- إنها القنبلة الذرية الفلسطينية
- هزيمة إسرائيل وإرادة الانتصار على الذات
- غزة حسابات الدم والسياسة
- حاشا للة يا طويل العمر
- محرقه غزة وعرب 2009
- سفن ستر العورات
- لو كنت رجل امن فلسطيني....
- كاسك يا ملك
- سعدات...من يحاكم من
- عن شهداء الأرقام وسرقة أموال الأسرى
- جنون فلسطيني بالجملة
- لماذا فشل الحوار الوطني الفلسطيني
- المستوطنون قادمون...ما العمل
- ضوء في آخر النفق
- هل نجحت حماس باستبعاد اللواء الطيراوي


المزيد.....




- -جزيرة إنستغرام-.. أكثر من 200 زلزال يضرب سانتوريني في اليون ...
- -لم أتوقف عن البكاء-.. رصاصة تخترق جدار منزل وتصيب طفلًا نائ ...
- تشييع جثمان حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في 23 فبراير.. وهذا ...
- -9 آلاف مجزرة وأكثر من 60 ألف قتيل- في غزة.. أرقام مرعبة يكش ...
- الرئيس الكولومبي يصعّد انتقاداته لسياسات الهجرة الأمريكية وي ...
- الجيش الإسرائيلي يفجر 23 مبنى سكنيا في مخيم جنين
- كيف نطق الإنسان؟ أهم الفرضيات حول أصل لغة البشر
- ملك الأردن يلتقي ترامب بواشنطن في 11 فبراير
- نائبة أيرلندية: إسرائيل دولة فصل عنصري والعالم بدأ يدرك ذلك ...
- دفعة ثانية من الجرحى والمرضى تغادر قطاع غزة عبر معبر رفح


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - القدس عاصمة الفقراء