أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيار الجميل - العراق : لا إمبراطورية ولا دوقيات !!















المزيد.....

العراق : لا إمبراطورية ولا دوقيات !!


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 2592 - 2009 / 3 / 21 - 09:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أفكار واهية
إن من يستمع إلى خطابهم وتصريحاتهم ، سيجد أن بينهم وبين روح هذا العصر مسافة تبتعد حتى تصل العصور الوسطى ، حيث كانت تتصارع الدوقيات مع بعضها البعض حتى على الأزقة والطرقات ، وكانت دوقيات أوروبا قد عاشت منفصلة واحدتها عن الأخرى لقرون طوال ، فأين هي حدود دوقياتنا العراقية وقلاعها القديمة ؟؟ المشكلة أن ايّا منهم جاهل في التاريخ ، وجاهل حتى في الثقافة العامة ، وقد تشّبع بنزعة الكراهية لما صادفه في حياته .. إنني لا أجد أية دوقيات أبدا في أرشيف تاريخ العراق وتاريخ المنطقة ! لقد كانت كل شعوب المنطقة واقعة في مجال العصف الإمبراطوري لهذا الطرف أو ذاك ! انه لا يكفينا بعض من الذين يريدون أن يؤسسوا لدوقيات عراقية من العراقيين ، بل دخل على الخط بعض الأخوة من الكّتاب العرب الذين يقدمون تنظيراتهم الواهية من اجل دوقيات عراقية ، ويطلقون أحكامهم على مسائل عراقية صميمية لا شأن لهم بها ، ولا علم لهم فيها ، وهم يكرسّون الانقسامات بين العراقيين.. وكنت أتمنى أن تبقى أفكارهم مجرد مقترحات ، أو آراء تحض على الشراكة والانسجام ، بدل أن تكون قاطعة كالنصل ، وكأنهم أصحاب قضية من دون أي مراجع ، أو مستندات تؤيد ما يذهبون إليه . لا مانع من أن يدلي كل برأيه ، ولكن على الجميع أن يتحلوا بالإنصاف بحق كل العراقيين ، أو أن يكتبوا في شؤون أخرى ، هم أكثر التصاقا بها . كنت قد سجلت منذ سنوات طويلة قائلا أن كتّاب العراق قاطبة ، قلما يتدخلون في شؤون غيرهم ، كونهم يعرفون حدودهم مع غيرهم ، في حين أجد شتى الكتّاب العرب يدخلون أنوفهم في الشأن العراقي دائما من دون معرفة ولا أية معلومات .. فالمفاهيم المستخدمة في العراق لا يدرك أبعادها غير العراقيين .

لا دولة للقانون بلا عدالة في المجتمع !
ان العراق لم يتخّلص بعد من التمايز بين أبنائه وقبائله ومناطقه وبيئاته الاجتماعية ، فمن الأجدى اليوم أن نجد اختزالا في الفوارق الجغرافية ، ولكن هذا لم يحصل أبدا ! إن كل وطني عراقي متحضر ، ويحمل فكرا إنسانيا ومدنيا محّبا للجميع ، ويحمل نزعة عالية من الشفافية والتقدمية والحداثة سيصفق جدا لدولة القانون ، ولكنه يريد من طرف آخر ، أن يرى كل العراق وقد تساوى في خدماته ، وطور بنيته التحتية ، واستثماراته ، وتفوق كل اقتصادياته ، وجماليات كل مدنه وبلداته وقصباته من شماله حتى جنوبه ! ان هذا لم نجده أبدا اليوم ، فثمة مدنا عراقية متخمة بآلاف الطفيليين الجدد من أصحاب الملايين الذين لا نعرف من أين أتوا بها، وسرقوها ، واكتنزوها من السحت الحرام .. وان مدنا أخرى كبيرة ومثقلة بالسكان ، نجدها ، تعاني من الجوع والقهر والانسحاق ؟ فليس ثمة عدالة في المجتمع العراقي أبدا ، ثمّ لماذا تطبق الأحكام القاسية على مناطق ، ولم تطبق على مناطق أخرى ؟ هل هناك توزيع عادل للثروة العراقية على كل العراقيين ، وحسب كثافتهم البشرية ، وتوزيعهم السكاني ؟ لماذا يخضع الاقتصاد العراقي ومصير النفط العراقي اليوم لعوامل وتحالفات سياسية ؟ هل هناك إرادة قوية في القضاء على الفساد في أي شبر من ارض العراق ؟ وأيضا اكرر التساؤل : من يصنع الإرهاب في العراق ؟ من له مصالح قذرة من العراقيين كي يصنع فوضى العراق ، ويقتل الأبرياء أولا ، ويقتل المخالفين ثانيا ؟ إن من ابرز مطالب أي مشروع حضاري وطني عراقي أن ينفتح العراق على بعضه الآخر ، أو تحل الانغلاقات بديلا ، كما يجري اليوم . إن المجتمع العراقي لو منح الفرصة للانفتاح والحريات بدل كل هذه الانغلاقات ، والاضطهادات ، وزرع الفتن ، والخلافات .. لبدأ مشروعا حضاريا رائعا في ظل الوعي والمعرفة والقانون بعيدا عن التحزبات والسياسات البدائية . إنني مع دولة القانون ، ولكن علّي أن لا أنسى تحقيق العدالة في المجتمع .

نكون او لا نكون ؟
من أهم الاستنتاجات التي يمكن للمرء التوّصل إليها ، وهي قابلة للأخذ والرد ، تقول بأن التضاد الكبير اليوم ، كما نجده حاصل ، إنما يكمن بين العراق وطنا ( أو : مجموعة أوطان ) من طرف وبين العراقيين شعبا ( أو : كومة شعوب ) من أطراف أخرى .. العراق لم تسحقه قرارات النظم السياسية والعسكرية والحزبية والتسلطية والفاشية والدكتاتورية فقط ، بل سحقته وأجهزت عليه أيضا النعرات الاجتماعية القبلية ، والعشائرية ، والجهوية ، والنزعات الطائفية ، والعرقية والشوفينية ، والانفصالية وخلقت منها ركامات من الكراهية التي لا معنى لها أبدا في مثل هذا العصر ، كما تعلمنا به كل التجارب المتحضرة والإنسانية .. ناهيكم عن سوء التشظيات الإيديولوجية والسياسية .. لماذا كّل هذه الحرب الباردة اليوم من اجل التقاطع على ارض ( عراقية ) هنا أو هناك ؟ لا يمكن القول ـ مثلا ـ أن إقليم اونتاريو كندي وإقليم كيبك غير كندي ، فكل أقاليم كندا هي كندية ، وهكذا بالنسبة لكل التجارب الفيدرالية في العالم ، فالحكومة الفيدرالية بيدها صنع القرارات السياسية قاطبة ، وحكومات الأقاليم بيدها صنع القرارات الإدارية ، أما حكومات المدن ، فهي خدمية أساسا ولا علاقة لها بالسياسة الا لما تريده الحكومة الفيدرالية . اعتقد أن كل عراقي له الحق أن يستوطن ويعمل في أي ارض من وطنه ، كما هو الحال في أي دولة فيدرالية ، وإلا نكون نضحك على أنفسنا ، إذ نشرذم أنفسنا ونحن نتسمّى بعراقيين ! إن العراقيين جميعا بحاجة إلى الوعي بما هو حاصل في تجارب أخرى في العالم ، قبل أن يتنازعوا وتفشل ريحهم جميعا ، فتأكلهم القراصنة .. ولكنني أسأل: هل كان العراقيون يدركون ما الذي تضمنّه دستور بلادهم الجديد من بنود خطيرة ومتهرئة عندما بصموا عليه في العام 2005 .. وعندما اعترضنا على بعض بنوده ، قامت الدنيا ولم تقعد ! السؤال الآن : هل يتملكنا وعي قائل : إننا كعراقيين ، هل سنكون يوما أو لا نكون ؟

ما المطلوب اليوم ؟
من المهم أن يدرك كل العراقيين ، إن كل العالم يعلم أن مفاتيح العراق كلها بيد أسياده الكبار الجدد. فهل يعقل أن يصبح الشعب العراقي كله جانيا ، وهو مجني عليه ؟ إنني أناشد كل العراقيين أن ينسجموا، ويتفاهموا ، ويتفاعلوا ويتلاقوا مع بعضهم البعض حضاريا لا سياسيا ، ووطنيا لا حزبيا ، ومبدئيا لا مصلحيا .. وعليهم بالتحرك نحو المستقبل بلا أية انقسامات ، ويعيدوا التفكير ثانية في مسيرتهم السياسية على ضوء مشروع وطني ، يتفقّوا على قواسمه المشتركة ، ويتقبلوا كل التعديلات على " نصوص " لا يمكنها أن تتحقق أبدا سواء تضمنتها بنود دستور ، أو لوائح قانون إدارة ، أو ما شابه ذلك .. وعلى كل العراقيين أن يعيدوا التفكير بكل المسيرة التي بدأت على أسس خاطئة .. ويصححوا خطواتهم على نحو وطني وديمقراطي ، فالكل ينبغي منه قبول الأجزاء ، وان الأجزاء عليها باحترام إرادة الكل .. وعلى كل الأطراف العراقية أن تعلن عن أهدافها الحقيقية ما دامت هناك ثمة شراكة وطنية ومصير واحد .. فان كان تحقيقها يمر من خلال أجندة ومناورات سياسية فإنها ستموت ، وان كانت موحّدة في مشروع حضاري مدني ودستوري لكل العراق .. فسيعيد العراق دوره التاريخي مع توالي الأيام ، وسيجد الجميع فرصتهم المتساوية والمتلاقية .. المنسجمة والمتناغمة مع حياة العصر ، أو سيتفّتت العراق لزمن طويل حتى يستعيد روحه من جديد بعد عشرات السنين ، كما جرى على امتداد التاريخ .



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقبرة الإمبراطوريات.. خوفاً من مستنقع أفغانستان
- التلفزيون يتسّلط على مجتمعاتنا !
- إستراتيجية مصالحة أم اعتدال وممانعة ؟
- التفكير بعيدا عن زنزانة سوداء !
- العرب بعد خمسين سنة !!
- أين صارت مبادرات الإصلاح؟
- خطوة عراقية نحو التغيير !
- الأحفاد في الشتات
- رسالة إلى الأصدقاء اليساريين العراقيين
- ميسون .. أو أسامة : أحقّ من غيرهما أيها النوّاب
- العراق 2008: تقرير سنوي رصد كورنولوجي للإحداث وتوقّعات للعام ...
- دَرس غَزّة : التوّحد بعد الانقسام !
- سَحلٌ بالحِبالِ أمْ رَشقٌ بالأحْذِية ؟
- 2009: مواجهة التحديات الصعبة
- قبل ان يأكلنا ماردُ العصر !
- حقوق الملكية الفكرية والثقافية العربية
- جون لينون..الموسيقار البريطاني الراحل رائد فرقة البيتلز ..ار ...
- المثقفون الملتزمون
- سارة بلين : هل ينتظرها مستقبل سياسي ؟
- الماضي يسحق مجتمعاتنا !


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيار الجميل - العراق : لا إمبراطورية ولا دوقيات !!