خليل اندراوس
الحوار المتمدن-العدد: 2592 - 2009 / 3 / 21 - 09:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأيديولوجيا الصهيونية والتي تعتبر من تقيمات المجتمع الرأسمالي، وأحد إفرازات تناقضاته الجدلية الطبقية وعدم مقدرته على حل المسألة القومية، ومن خلال ممارساتها على مدى مائة عام، تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، تمتاز بنزوعها بل بتبنيها للعنف والإرهاب الدموي، وهذا العنف متأصل في الفكر والنهج والممارسة الصهيونية، فهي أي الحركة الصهيونية بأيديولوجيتها، قامت على أساس عنصري إنعزالي شوفيني، ترى بالشعب اليهودي متفوق على الأغيار-الغوييم- عامة، بالإضافة إلى إسترجاع الموروت الديني وتحويله إلى ممارسات كهنوتية على الأرض تعتمد على العنف والقتل ونفي الآخر وهنا في الشرق نفي وجود الشعب الفلسطيني وخاصة ً حقوقه الوطنية المشروعة، وحقه في إقامة دولته المستقلة، ورغم تقبل الشعب الفلسطيني بمبدأ دولتين لشعبين منذ إتفاقية أوسلو، نرى إسرائيل تمارس سياسة المماطلة والتاجيل بل وإلغاء أسس ومبادئ الحل العادل ومستمرة في عملية الإستيطان الكولونيالي الإجرامي وبناء الجدار العنصري الفاصل والحصار والتجويع والقتل وشن حرب الإبادة ضد قطاع غزة وموافقتها على إستمرار المحادثات مع الجانب الفلسطيني الفارغة من المضمون ومن تحقيق أي هدف عيني يخدم مصالح الشعب الفلسطيني، فهي مناورة، من أجل إستمرار تنكرها موضوعياً للسلام العادل والدائم.
ولو كان حكام إسرائيل ومن وراءهم أمريكا معنيون بالسلام لكان السلام حدث منذ سنوات ولكن ممارسات إسرائيل العدوانية العنصرية الشوفينية على أرض الواقع الفلسطيني من خلال إستمرار أطول وأبشع إحتلال في عالمنا المعاصر أوصل فئات شعبية واسعة في غزة إلى عدم الإيمان بإمكانيات السلام معها، ودفع فئات شعبية واسعة والتي تعيش حياة مريرة صعبة تعاني من الحصار والجوع والإضطهاد والفقر والتهميش أن تهرب إلى عالم السماء والغيبيات، والفكر السلفي ودفع بفئات شعبية واسعة أن تصل إلى وضع بأنه لا يوجد شيء تخسره، وفي هذه الحالة عندها تزيد قوة الروح والمقاومة، ولا يأبه الإنسان بفقدان حياته، دفاعاً عن قضاياه العادلة.
والجريمة التي ترتكب الآن في غزة هي جريمة حرب. وما نقرأه من تصريحات لدى بعض وزراء حكومة الأغبياء بأن الهدف من هذه الحرب كسر روح حماس أي كسر روح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني في غزة ما هو إلا وهم كأوهام حكومات إسرائيل السابقة في نفي وجود الشعب الفلسطيني، فالتاريخ يعلمنا، بأن المعتدي قد يكسب معركة ولكن لا يمكن القضاء على روح شعب مقاوم لديه حضارته وتاريخه ووطنه، فهذا الشعب لن يركع، لن يركع أصغر طفل من هذا الشعب وسياسة العدوان مصيرها الفشل ومزبلة التاريخ. وما يحدث الآن في غزة وصمة عار على جبين مرتكبي هذه الجرائم.
#خليل_اندراوس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟