|
رؤساء حسب الحروف الأبجدية..ههه
تانيا جعفر الشريف
الحوار المتمدن-العدد: 2592 - 2009 / 3 / 21 - 04:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد أفرزت عملية التغيير في العراق مستجدات غريبة لايستوعبها العقل فرضت نفسها بقوة ووجدت لها تقبلا منقطع النظير في الاوساط السياسية الطارئة على العراق انذاك ..فمعروف إن معظم الساسة الذين جاءت بهم الولايات المتحدة معها جاؤا وفق قياساتها ومصالحها وبالتالي كان وجودهم ما هو إلا ظل تستظل بها أمريكا من أجل إظفاء شرعية وهمية للتغيير الذي فعلته بالقوة في العراق ومن نتائج هذه( اللخبطة) السياسية تشكيل ما عرف في حينه بمجلس الحكم الأنتقالي الذي هو في حقيقة الأمر وسيلة رخيصة إنتهجتها أمريكا لدواعي سياسية ولإرضاء بل إسكات( الشخوص )الذين روجوا لها إبتداءا ... لقد انتهجت الولايات المتحدة إبان تشكيل مجلس الحكم أساليب مضحكة وهي توزع الكراسي على (جوعية )المناصب فكانت تملي عليهم لا أقول شروطها بل تفرض عليهم نظاما تهديميا على الأمد البعيد بحجة إرضاء جميع الأطراف من جهة ولفرض نوع من( التوازن) العرقي والطائفي ووفق متطلبات الحاجة الأمريكية ليس إلا وهكذا كان... شكلت مجلس حكم يجمع بين الطائفية المطلقة والقومية المتعصبة والعلمانية الفارغة من محتواها إذا نظرنا للأمر من جهة الشخوص الذين أوكلت لهم المهمة (اللعبة) في الوقت الذي أبعد عمدا وقسرا البعد الوطني في التشكيلة المسماة وهكذا شكل مجلس الحكم الذي هو في الحقيقة حكومة أمريكية مصغرة ولكن بجنسيات متعددة عراقية وايرانية وحتى أمريكية (هنا أقصد الأغلب وليس الجميع)... ولمن لايعلم أقول إن أمريكا شكلت نموذج لهذا المجلس سلفا قبل عدة سنوات وهو النواة الرئيسية لمجلس الحكم فيما بعد ..أعود إلى النتائج الوخيمة التي ترتبت على هذه الهيئة فاقول باختصار إنه وكمكافأة لإعضاء المجلس لحسن تنفيذهم للإملاءات الأمريكية منحت سلطة التحالف لكل عضو حق اختيار وزير (كفء).وهذه أغرب حالة عرفها التاريخ الحديث حيث عين 25 وزيرا ولكن بدون رئيس وزراء..ههه فكان أن اختار كل عضو وتلك أم المضحكات وزيرا طبعا دون النظر الى ما يجب أن يكون عليه من مؤهلات تمنحه القدرة على أداء ناجح في بقايا دولة أسمها العراق فكان أن إختار أعضاء المجلس وزراء من أقاربهم وتابعيهم بشكل مطلق وهذه هذا بداية البناء الهش للدولة العراقية الجديدة ناهيك عن إن أساس هذا البناء كان يوم أصدر مجلس الحكم الإنتقالي من قرارات أقل ما يقال بخصوصها إنها مضحكة وأبرزها يوم ألغى قانون الأحوال الشخصية ثم أصدر ويالها من مسخرة قرارا أعتبر بموجبه يوم إستباحة بغداد وسقوطها بيد أمريكا عيدا وطنيا رسميا وغيرها من القرارات (السيادية ) جدا...والتي أفضت كما يتوهم البعض إلى تشكيل الحكومة الانتقالية. ألمهم تشكلت الحكومة الانتقالية برئاسة الطبيب أياد علاوي رئيس حركة الوفاق الوطني الذي رفع شعار إرضاء أمريكا أولا وكان يتحدث وكأنه مسؤول أمريكي لاعراقي والرجل حقيقة إنتحر سياسيا خلال فترة حكمه حاله حال خلفه الطبيب إبراهيم الجعفري ..والحقيقة إن مسالة الانتحار السياسي وكشف حقائق وتوجهات السياسيين العراقيين كلها إتضحت خلال الاحتلال فأصحاب التوجه الديني كما (يعتقد) لدى البعض إتضح جليا فيما بعد إنهم سياسييون علمانييون بامتياز بغطاء العمامة أو العباءة فيما لجأ بعض العلمانييون أصلا الى التستر بالعمامة لمطامح سياسية عندما كانت الالة الاعلامية والسياسة الامريكية قد نفخت بها وجعلت العمامة النجفية هي الحل ولنا في انضمام علمانييون بامتياز لقائمة الائتلاف العراقي خير دليل كالجلبي والربيعي وقاسم داود وغيرهم وبالفعل فهم بهذه الطريقة حققوا مايبتغون واكثر... ولي في إستذكار موقف رئيس مجلس الحكم الأنتقالي في حينه ألمهندس غازي الياور عندما أعلن صراحة أن لو أن القواة الامريكية ستجتاح الموصل فسيحمل السلاح في وجهها وهو الذي كان يبارك استباحة الفلوجة والنجف وسواها من قبل لنعلم بأية عقلية يفكرون.والسيد الياور كما هو معروف من بادية الموصل ناهيك عن أن أول مافعله السادة أعضاء المجلس كان التوقيع على قانون إدارة الدولة سيء الصيت الذي أعطى كل السلطات الفنية والادارية والامنية بيد بول بريمر الحاكم (المدني) للعراق والذي مهد الطريق لأصدار الدستور فيما بعد والذي يعد حقيقة أسرع( إنجاز) يتحقق لو علمنا إنه كتب ونوقش وصوت عليه في خلال 53 يوما فقط .دستور أعلن وجود العدم بين طياته وأفضى إلى مشاكل لم يكن العراقييون يعرفونها فلم نسمع من قبل مثلا وجود مناطق متنازع عليها بين العراقيين العرب والكورد وحيث إن الدستور نص على وجودها فقد أوجدت على أرض الواقع وهكذا أصبحت كل( الحدود) الوهمية بين مناطق كردستان وبقية مدن العراق مناطق متنازع عليها في الموصل وديالى وكركوك وصلاح الدين مشاكل أوجدها الدستور ولم يحلها يفترض بالدساتير أن تفعل ... ومن الأمور التي إختلقها الدستور (المبارك) نجفيا مايعرف بالميليشيات المسلحة أقر بوجودها وهي عدم وشرعن أحقيتها بحمل السلاح بوجه؟ ...من ؟ لا أدري..ربما بوجه بعضها ..والدستور المبارك نفى إعتبار العراق دولة عربية وأشار فقط إلى أن عرب العراق هم فقط جزء من الأمة العراقية الأمر الذي يعني لاحقا إن كورده ومسيحييه وسواهم أجزاء من أمم أخرى ستطالب بحقوقهم لاحقا وبمقتضى نص الدستور (العراقي). ألطامة .الطامة.الطامة إن مسودة الدستور الرئيسية التي أريد التصويت عليها خلت من أي مادة يحق للشعب أو السلطات التشريعية أو القضائية بمقتضاها طلب تغيير الدستور بمقنضى المستجدات التي تطرأ على دولة مثل العراق حبلى بكل المفاجأت والغرائب لولا رفض الإخوة السنة التصويت علية فكان أن جاملوهم بمادة أباحت تغيير مواد الدستور ولكن بشروط الإخوة الأكراد ..كيف لأنها نصت على إن لثلثي ثلاث محاولات متجاورة إبطال هذا التعديل ولو عدنا إلى خارطة العراق لوجدنا إن أربيل والسليمانية ودهوك هن المعنيات بهذا الأمر وهكذا سيبقى تعديل الدستور وإمكانيته مجرد حبر على ورق وثلاثة ملايين مواطن عراقي قادرون بمقتضاه على التحكم بمصير ثلاثين مليونا اخرين هم شعب العراق وشر البلية ما يضحك.. وطبعا أيضا حدد بريمر والساسة الذين معه موعدا مجنونا لإجراء الأنتخابات العامة في البلد وبالحقيقة هي إنتخابات خاصة تماما بنا نحن الشيعة و الكورد ذاك لإن المناطق السنية كانت مناطق (إرهاب) للمحتل فقط في حينه وكأنه أراد أن يعاقب الرافضين لوجوده من خلال توزيع كعكة المناصب على المرحبين بوجوده والممهدين له وهم ألآخوة الكورد وبعض الشيعة وخصوصا الموالون منهم لإيران وجرت الأنتخابات بالطريقة التي رأينا وتشكلت حكومة من طيف واحد تقريبا من مكونات الشعب الأمر الذي أدى بالنتيجة الى سخط المكون الثاني (سنة العراق) وبالتالي دعاهم الحال إلى اعتبار الحكومة جزءا مكملا لسلطة الإحتلال خصوصا إن واقع الحال كان يدل على ذلك ولو تمعنا النظر في حكومة الدكتور إبراهيم الجعفري لا ستشفينا إنها حكومة لشيعة العراق على حساب سنته وتلك هي المشكلة فتشكلت قوى الامن والشرطة والجيش من الشيعة حصرا بل وكانت تقوم بعملياتها الامنية فقط في المناطق السنية داخل بغداد أو خارجها في وقت كانت ميليشيا بدر وجيش المهدي تصول مع القوات الامنية وتنشر الرعب والقتل وشتى الجرائم أين ما شاءت وبزي وأسلحة ومركبات الأجهزة الحكومية مما فاقم إزمة الثقة وسوء الضن بين المكونين الرئيسيين في وقت نأى الأخوة الكورد بنفسهم بعيدا معتبرين إنهم غير معنيين بما يجري أقول بعد كل هذا الذي جرى وبعد مليون قتيل عراقي وتدمير بلد والغاء أسس ومكونات دولة رائدة ونتيجة الخسائر الأمريكية في العراق وما نتج عنها وفاقم عليها الأزمة الأقتصادية التي سببتها بالنتيجة أمريكا نفسها كان على الولايات المتحدة أن تنسحب من العراق كسبيل للخلاص من مستنقعه أولا ولتتخلص من الأنفاق الذي فاق كل التصورات يكفي إن أباما قد صرح قبل أيام إن ما تنفقه أمريكا في سنة بأفغانستان تنفقه في ثلاثة أسابيع في العراق وهكذا كان على أمريكا أن تخرج بالقليل الباقي من ماء وجهها فكانت الإتفاقية الأمنية التي أجاد وأبدع حقيقة رئيس الوزراء السيد نور المالكي في فرض الشروط العراقية وليس الأمريكية عليها رغم إن الولايات المتحده (ويا لقذارة تهديدها) هددت بالخروج الفوري للقوات المسلحة من العراق إذا لم يذعن لشروطها متصورة إن الحرب الاهلية والفوضى شتشب لحظة خروجها وتصورت إن القيادة العراقية الحالية ستسجيب ..ولكن خاب ضن بوش خصوصا وأيام وجوده على سدة الحكم تهاوت فوقعت الإتفاقية حقا بشروط أعتبر معضمها بصالح العراق هذا لو كانت فعلا هي البنود التي قرأتها حيث أن هناك حديث عن كواليس وغرف مظلمة في الأمر والله أعلم ... بعد هذا أسأل هل إيستوعب العراقييون الدرس وهل خلصوا إلى أمر معين .هل يستطيعون مثلا حيثما وجدوا مؤسسة حكومية تعمل بصالحهم وإن كانت وليدة الإحتلال أن يضعوا يدهم بيدها ويعطونها الفرصة طالما إنها تعمل وسط أعدائها فمعروف أن ثلاثة أرباع الأحزاب الموجودة على الساحة تعمل على إسقاط المالكي لأنه لم يرضخ لأراداتهم واغراضهم التي تتمثل بأختصار يتقسيم البلد وتطبيع أوضاع كركوك والمناطق (المتنازع) عليها منذ احتلال العراق الاخير وتخصيص ميزانيات مزاجية ترضي رؤساء الكتل الكبيرة ومن جندها وتقليص صلاحيات سلطة المركز والإبقاء على هذا الدستور (الأعرج) كما هو وغيرها... أخيرا... إذا كان ما قد جرى للعراق طيلة السنوات التي مضت خطأ بعد خطأ أجد أن المالكي بادرة الأمل الآن ..يجب أن نعطيها الفرصة لقد حقق إنجازات وهو يعمل لوحده وأرى إنه لو وجد مساندة أكبر سيحقق إنجازات أكبر بالتأكيد. ملاحظة/ قبل مدة من الآن كتبت مقالة فهمها البعض بإنها ثناء على صدام ونظامه فاتهمت بانتمائي للبعث في حينه تذكرت هذا وأنا أثني على بعض أداء حكومة المالكي فهل أتهم بالدعوة هذه المرة؟
#تانيا_جعفر_الشريف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جسد المرأة ... حق شخصي أم دعوة الى الرذيلة ؟
-
شرف المرأة وشرف الرجل والسؤال الممنوع...
-
بمقتضى الديموقراطيه في العراق...(65= 37846)
-
مافيات الحوزة وترسيخ الامية الدينية...
-
ألانتحارالجماعي للاحزاب الاسلاميه الشيعيه في العراق0
-
ألخمس باب من أبواب النار0
-
ليت العمائم تصنع من جلود الاحذيه0
-
إتيان المرأة (الزوجه) من الدبر جدلية التشريع والذوق والمنطق
...
-
حوزة النجف0تعليم جاهلين 000أم تجهيل عالمين؟؟
-
رسالتي الى السيد علي السيستاني
-
ياعجم العراق 0أتحدوا...ألعرب قادمون
-
زواج المتعه بين بين التشريع والبدعه
-
مراجع الدين ومنهج( استحمار ) المغفلين
-
متى ينطق الحجر ؟؟؟
-
مرجعية السيد السيستاني ......والدور السلبي في الحياة السياسي
...
-
التوجه الى النجف بين الحكيم والصدر
-
مفهوم السياده وشر البليه
-
لماذا لايريد الكورد ان يكونوا عراقيين
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|