|
هذا ما تمنياه في عراقنا الثقافي
خالد الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 2591 - 2009 / 3 / 20 - 09:35
المحور:
الصحافة والاعلام
بعد ان خط الدهر تلك المآسي التي مر بها العراق قرابة 40 عاما لتصبح منحوتة في ادمغتنا ترمز للظلام والدكتاتورية، كنا نحتاج الى ايام اخرى ولو اقل منها سنينا نزرع فيها المستقبل الزاهر، وكان علينا حتميا ان نقطع تلك البقايا من الشوك رغم اننا نعلم جيدا بانها ستذكرنا بتلك الايام التي مضت وستلهب جروحنا مرة اخرى رغم انها لم تلتئم قط.. لقد كنا نحلم ايضا باننا سنزرع زهورا واشجارا بدلا عنها لتورق وتزهر فتنسينا تلك الاطلال والايام السوداوية.. وكنا حينها نؤمن جيدا بان اجتثاث صدام هو البداية لنهاية سعيدة. وسقط برج الدكتاتورية بكل تفرعاته وجاءنا الاحتلال وبدأت احلامنا تتبدد من جديد رغم اننا كنا نأمل بان العراق سينهض من جديد لترسم تلك السواعد المظلومة عراقا بالوانه الزاهية التي تعبر عن حرية للرأي والفكر والمبادئ، تلك المباديء التي ناضلنا وحيينا لتكون شامخة بعيدة عن التعذيب والسجون والاعتقال.. غير اننا عانينا وللاسف من القتل وهدر دماء الابرياء دون رحمة بعد ان برزت الطائفية والعنصرية ليدخل العراق مرة اخرى في زمن الظلمة وكان ذلك بفعل الاحتلال بعد ان بنى اسس دولته الجديدة على اسس الطائفية المقيتة.. فحصل ما حصل ودخلت علينا تسميات جديدة لم نعهدها من قبل كالمحسوبية والانتماء السياسي. وبدأت الاحزاب الطائفية باصدار الصحف التي تمثلها ومارست خلالها اسلوبها المعهود في فرض الرأي على العامة عن طريق صحفها ومنشوراتها دون احترام الرأي للرأي الاخر. وهنا بدأت الضغينة لتعيش اوساط المثقفين كل حسب انتمائه وعمله ودخلوا هم ايضا وسط تلك الهمجية في فرض الاراء وبدأت الظلمة الثقافية تخيم على العراق ومثقفيه مجددا، فبالرغم من ان الثقافة كانت تخيم على عقول مثقفينا الا انهم كذلك وفي نفس الوقت مارسوا همجية العصر وبهذا قتلوا اخر متنفس لحرية الرأي والتعبير والتي هي ابسط حقوق الانسان.. وزاد بالطين بلة عندما حدث ما حدث في وزارة الثقافة فبدلا من ان يكون مسؤوليها من هم من المستقلين ويحترموا الرأي والرأي الاخر وجدنا انها ادخلت نظام المحسوبيات في اطار قيادات الوزارة فاصبح فلان محسوب على الجهة الفلانية وفلتان محسوب على غيرها وهلم جرة.. فانهارات الحرية والديمقراطية التي حلمنا انها يوما ما ستتحقق بعد سقوط الدكتاتورية فتكسرت تلك الكلمات التي وما احلاها ان تحققت وسارت الظروف لتكون بشكلها الصحيح، لقد زرع الاحتلال الحرية والديمقراطية التي هم ارادوها وابقوا العراق في صراع ثقافات مستوردة على ان هذا الصراع كان في تفكيرهم احد صيغ الحرية والديمقراطية فزرعوا الغل والضغينة واستغلت هذا الظرف بعض النفوس الضعيفة لتستفاد حفنة من الدولارات لتزيد هذا الصراع بل وتغذية برش الوقود على النار.. اه يا عراق فمتى ستتعافى ومتى نراك كما حلمنا بك ان تكون ومتى تنتهي كل انواع الفساد فيك ومتى نعود لنجد ان هناك من يحترم افكارنا وثقافاتنا دون أي كراهية ودون ان يفرض احد رأيه على الاخر.. فينتهي ذلك الفساد الثقافي والاداري في وزاراتنا واتمنى ان تكون وزارتنا (الثقافة) من الاولويات لكي تتحقق فيها كل الحرية والديمقراطية في ابداء الفكر والتعبير. وهنا استذكر تلك الابيات الشعرية التي كتبها شاعر غير معروف وهو من مثقفينا واترك للعراقيين من المثقفين ان يقرأوها عساها تعيد النور وتبدد الظلام.. عجبي لصبرك يا عراق عجبت لحبك يا عراق يا وطنا لم تهزه كثر النائبات ولم تفني صبره حمم العاديات حين اعطاه دجله والفرات فهل عندنا غير عزتك حياة ؟ يا موطني يا موطني عرق جبين المروؤة فهل يتركونك بقبرك تبات اين الثبات لا نخضع يوما وفيه من عرق الوفاء بذر النبات واين الثبات واين لواء صلاح الدين وسيف علي وسهم سعد وعقل الرسول عن العاصيات لا تقولوا زمننا قد ولى وادبر بعد الممات فموتي شهيدا بحريتي يعني الحياة وعز قومي يعني انتصار وترك العراق يعني انتحار فاين الثبات ارسلوا مع السلام حمامات ولا تجعلوا في العراق حربا حتى الممات كحرب داحس والغبراء وحرب العصابات ارسلوا الدعاء والصلاة والسلام يكفي الدماء هذا النداء نداء ثبات لا ترجمونا بتلك الكتابات وتلك الفضائيات وتلك التي تهيج القتل بين الابرياء فيكفي الخراب ويكفي السراب يكفي التقاذف والخصام دعونا نتفق من اجل الحرية لكي يسود الوئام
#خالد_الساعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفساد الثقافي الى اين؟
-
الحضارة اسم على غير مسمى
المزيد.....
-
هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي
...
-
هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
-
ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
-
محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح
...
-
إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
-
سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
-
الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
-
تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف
...
-
هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
-
نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|