أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي العمري - معرض الرياض للكتاب: أسبوع الرحمة تحت عين الرقيب















المزيد.....


معرض الرياض للكتاب: أسبوع الرحمة تحت عين الرقيب


علي العمري

الحوار المتمدن-العدد: 2591 - 2009 / 3 / 20 - 09:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يمثل معرض الرياض للكتاب الذي انتهت فعالياته منذ أيام فسحة سنوية ترتخي فيها الرقابة وتتزاحم فيها كل الأطياف بحثاً عن كتاب هو في الأصل ممنوع طيلة العام، فما يُسمح للناشر العربي ببيعه طيلة أيام المعرض تقريباً يُمنع بيعه في بقية أيام السنة، لذا فمعرض الكتاب هو المنحة السنوية من المؤسسة الرسمية، الجرعة التي تسمح هذه المؤسسة ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام بتدفقها بحذر شديد وتحسّب ويقظة. ومن زار المعرض هذا العام ربما لاحظ بعض التغيرات الشكلية والتي قد يراها البعض نوعية، مثل السماح للنساء بمشاركة الرجال في بعض أيام العرض دون الفصل أو دون تحديد أيام خاصة للنساء، كما يلاحظ درجة من الاحتقان والريبة لدى بعض الأشخاص من ذوي الاتجاهات المتشددة دينياً سواء فيما يتعلق بحضور النساء أو بنوعية بعض الكتب المعروضة.

ومن زوايا متعددة يمكن النظر في فعاليات معرض الكتاب هذا العام كحالة قابلة للتأمل تحتمل قراءات مختلفة في أبعادها الثقافية والسياسية :

أولاً : المعرض السوق

بحضور إعلامي مكثف وموجّه، واكبت أيام المعرض تغطية إعلامية ركّزت ليس على إثارة الحوار وكشف الكثير من الاشكاليات الثقافية، بل على مجرد الدعاية ومتابعة أنشطة المعرض و المحاضرات المصاحبة ذات الصبغة المدرسية والمواضيع الميتة. كما تجلت لحظة التسوق بنهم استهلاكي عال عبر تدافع الحشود صوب بوابات المعرض بحثاً عن الكتاب السلعة، ومن خلال حفلات التوقيع للكتب الجديدة، ومحاولات الناشرين تسويق بضائعهم بكل الطرق الممكنة وفي مستوى أسعار مرتفع نسبياً، خاصة لدى بعض دور النشر التي اكتسبت ثقة القارئ السعودي كدار الجمل والمركز الثقافي العربي. وعموماً فالناشر العربي يعي تماماً أنه جاء ليعرض بضاعته في منطقة تحرِّم سلعته بقية العام، لذا فمادته النفيسة تستحق سعرها !

ثانياً : المعرض كلحظات صراع

ظهرت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المعرض كشريك تقريباً في الرقابة، ليس فقط على سلوك رواد المعرض بل أيضاً على الكتب المعروضة، وبدا الاحتقان واضحاً بين تيارين أحدهما يتمثل في المتشددين دينياً الذين يشعرون بنوع من القهر والغبن للسماح بمثل هذا المعرض الذي يفسح مجالاً لكتب علمانية ومهرطقة وماجنة... الخ، أما الطرف الآخر فيتمثل في وزارة الثقافة والإعلام الجهة المنظمة وطوابير من المثقفين الذين يتم استعمالهم بوعي أو بدون وعي، فحتى الكُتَّاب الذين جاءوا لمتابعة حركة البيع لكتبهم المنشورة وحضور حفلات التوقيع لا يوجد في رؤاهم أو أطروحاتهم ما يشكل أي أزمة لهم مع السلطة السياسية، على العكس ، إنما أزمتهم تقريباً مع السلطة الدينية، وهذا فيما أظن خطأ في الرؤية والفهم خاصة في بلد كالسعودية، حيث لا يمكن تأمل حركة السلطة الدينية بمعزل عن السلطة السياسية، لذا فأغلب مثقفي السعودية وكتابها وروائييها يحرثون مناطق ممنوحة سلفاً من السلطة السياسية، ليكتبوا بشيء من الجرأة عن التشدد الديني في السعودية، وهذا ما جعل من المعرض سوقاً لترويج بضائعهم بمباركة ورعاية من المؤسسة الرسمية. إن ظاهرة التشدد الديني في السعودية ليست جديدة، ومحاولة المؤسسة الرسمية توجيه قراءتها وتأويلها وطرق علاجها، تعتبر في ظني مضللة وتأنى دائماً عن المكامن الحقيقية للخلل، كما أنه من السذاجة أن تحاول بعض الروايات المراهقة مناقشة هذه الظاهرة من سطوحها بعيداً عن تجذير الرؤية صوب المناطق المحرمة، إنها في رأيي ليبرالية الهشاشة والزيف التي تتناغم فيها رؤى إعلامية وثقافية تتحالف فيها التجارة والسلطة والمثقف الإنتهازي .

إن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي مؤسسة دينية رسمية حضرت في المعرض كشريك ديني يمتلك حق المصادرة والمنع وإن بشيء من التحجيم مقارنة بأعوام سابقة، هكذا سيلاحظ زائر المعرض إشكالية اللحظة الراهنة في السعودية سياسياً ودينياً، فالتيار الديني المتشدد يمتلك قوته وشرعيته المتمثلة في السلطة السياسية ذاتها، بينما لا يظهر في المشهد أي أثر لقوى مستنيرة ومستقلة تتجاوز حدود المسموح به، وتطرح رؤية خارج ثنائية الليبرالية الهشة والمدعومة رسمياً والتيار المتشدد الضال عن قطيع المؤسسة .

ثالثاً : المعرض كحالة ثقافية

عانى المثقف والكاتب في السعودية لأعوام طويلة من غياب الكتاب، وظل يسافر بحثاً عن الكتاب إلى المعارض العربية والمكتبات خارج السعودية ليعود بقليل من الكتب يُصادر بعضها أو أغلبها في الجمارك ، هذا النوع من المثقفين يشكل معرض الرياض بالنسبة له مادة ثمينة و لحظات يستغلها بحرص، بألم وذكريات سنوات من الجفاف . ومن ناحية أخرى لا يمكن إغفال تأثر الناشر العربي بتوازنات معرض الرياض وتخطيطه للحضور الدائم ، وهذا ما جعل بعض الناشرين يعي ضرورة عدم المغامرة بنشر الكتب الإشكالية أو على الأقل عدم إحضارها إلى معرض الرياض، ومع كل السلبيات يظل معرض الرياض بالنسبة للمثقف الجائع معرضاً مهماً ولحظات ذهبية لا تتكرر إلا أسبوعاً في العام .



تساؤلات

· أي نوعية من القراء تلك التي تصنعها لحظة استهلاكية كالتي نحياها هنا في السعودية؟!



· أي ثقافة تلك التي تحيا على أمل أسبوع فسح في العام !؟



· متى كان من مهام أي سلطة عربية إشاعة التنوير والثقافة بلا حساب للأرباح والخسائر؟!



· ما مدى تأثير القوة الشرائية في الخليج والسعودية تحديداً على خريطة النشر العربي عموماً؟!



· ما مدى تأثر الناشر العربي بالثوابت السياسية والفكرية في السعودية، وكيف يوازن ليحافظ على حضوره في سوق مربح كسوق الكتاب المدعوم رسمياً في السعودية ؟!



· متى يفرق المثقف بين حقه كمثقف في التفكير والكتابة بحرية، وبين مجرد استثمار أراضي السلطة المحروقة؟!



· لماذا يبدو المشهد الثقافي في السعودية معتماً حد انعدام وجود الصوت المستقل تقريباً؟!



· لماذا تصبح مفردة مثل الاصلاح ثقيلة إذا تعلق الأمر بحرية التعبير والخوض في المناطق المحروسة جيداً ؟!



· في خضم الدعاية الهائلة والهيمنة الإعلامية من سيسمع عن مصير كاتب أو مثقف حاول أن يتأمل ولو بنسبية بعيداً عن توازنات الممكن واللاممكن ؟!



#علي_العمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ابسطي أولادك ونزلي لهم تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 بخطو ...
- ما ما جابت نونو صغير.. تردد قناة طيور الجنة على النايل سات و ...
- نقيب الأشراف: اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى عمل إجرامي ...
- عصا السنوار وجد روح الروح وفوانيس غزة .. «الشروق» تستعرض أبر ...
- العالم يحتفل بعيد الميلاد ليلة الـ24 من ديسمبر.. هل تعلم أن ...
- “صار عندنا بيبي جميل” بخطوة بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور ا ...
- عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
- صار عنا بيبي.. أحدث تردد لقناة طيور الجنة على النايل سات وعر ...
- “ماما جابت بيبي حلو صغير“ تردد قناة طيور الجنة على النايل سا ...
- مسيحيو حلب يحتفلون بعيد الميلاد الأول بعد سقوط نظام الأسد وس ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي العمري - معرض الرياض للكتاب: أسبوع الرحمة تحت عين الرقيب