أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باهر محمود عبد العظيم - معضلة قبول الآخر بين العلمانية والأصولية الدينية














المزيد.....

معضلة قبول الآخر بين العلمانية والأصولية الدينية


باهر محمود عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 2591 - 2009 / 3 / 20 - 10:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لكي تكون علماني حقيقي لابد أولاً أ تعترف بوجود الآخر وحقه في الحياة وفي التعبير عن أفكاره بحرية كامله, لكن على هذا الآخر من البداية أن يعترف بك حتى يمنحك فرصة أن تعترف به, لكن الآخر من حولنا يأبى أن يعترف بوجودنا, ويحرّض على إقصائنا ومحاصرتنا بل وأحياناً لقتالنا تحت راية الجهاد ضد الكفرة, فهل نصل لطريق مسدود معه أم نمارس علمانيتنا وليبراليتنا في أن نحتويه ونحاوره ونتفاوض معه؟

مره أخرى تظهر على السطح أمور قد تكون منافية للعلمانية والليبرالية التي ندعو إليها ونحاول ممارستها على أرض الواقع, من المفترض تجنب إستخدام العنف واللجوء للوسائل الشرعية والدستورية والقانونية والسلمية, كما انه من المفترض عدم إجبار الآخر على الإقتناع بأفكارنا, وفي نفس الوقت يمارس الآخر كل ما سبق بأريحية تامه مستنداً على تعاليم دينية دوجمائية قد تستخدم لأغراض عديدة حسب المواقف التي يتعرض لها, وقد رأينا في مقال سابق عن نقد المراجعات الجهادية للدكتور فضل إمام كيف أنه إقتبس من إبن تيمية شيخ الإسلام أن يستخدموا آيات التسامح في أوقات الضعف وآيات القتال في أوقات التمكين والقوة, وهو ما يستدعي للأذهان العمليات الإرهابية التي حدثت في تسعينات القرن الماضي ومازالت توابعها مستمرة للآن رغم ظهور المراجعات الجهادية للوجود والتي لم يكن لها من ظهور إلا لأن الجماعات الإسلامية الجهادية الآن في أضعف حالاتها....

الآخر يستغل كل الأدوات التي تقع تحت يديه ليحاربنا ويقصينا ويزيحنا من طريقه, ويقدم معلومات مغلوطه عن العلمانية والليبرالية للبسطاء والغير متعلمين وأنصاف المتعلمين وهم يشكلون غالبية الشعب المصري حتى تزداد الهوة بيننا وبينهم ونفقد أي تعاطف شعبي قد يساعدنا على كسب قاعدة شعبية مريحة تكون عنوان لشرعية قانونية قادمه, والدولة من جهتها تقف مكتوفة الأيدي لا تستطيع فعل شيء, فهي من ناحية تمارس إسلوب ليبرالي شبه علماني فيما يخص الإقتصاد والسياسة, وعلى الناحية الأخرى تستغل المؤسسات الدينية وجهل وتغييب الشعب للسيطرة عليه بشكل مريح وسلس يضمن منع أي مفاجآت تهز عرش السلطة القائمه الآن, ورأينا كيف تحارب الدولة العلمانيين الحقيقيين والتنويريين وكل من يخرج عن سياق القطيع ويحاول تنبيه الشعب لما في مصلحته ولتنويره, إذاً ما العمل؟

إستخدام القوة مرفوض بالطبع, الإتكاء على السياسيين والدولة سراب لا أمل منه, التفاوض مع الآخر مرفوض من الآخر نفسه الذي لن يفاوض على ثوابت دينية مُطالب أن يطبقها وإلا سيعتبر خارج عن المله, الشعب أغلبه مغيب ولا يعرف عن العلمانية والليبرالية والشيوعية سوى أنها كفر وخروج عن شرع الله, حتى إتحاد قوى العلمانيين أصبح من قبيل الخيال, هم يمارسون فيما بينهم الإقصاء على مستوى أقل حين يرفض الرأسماليين التحالف مع الشيوعيين واليساريين ويرون أنهم لا يفرقون كثيراً عن الإسلاميين! ويا للسخرية!!

الحل من وجهة نظري قد يكون مبالغ فيه, وقد يرفضه الكثيرون كما رفضوا من قبل فكرة ان ندعهم يخلطون الدين بالسياسة حتى يرى من لا يعرف الأضرار الناشئة عن هذا الخلط, لكني مره أخرى سأقول الحل الذي أراه ولنتناقش جميعا......

الحل هو ان نتطرف في تطبيق العلمانية والليبرالية, وأن نستخدم نفس أساليبهم, وأن لا نظهر بمظهر من يريد التفاوض, وأن نتمسك بثوابتنا الدستورية وهي الآتي:

1-دولة المدنية العلمانية الحديثة.
2-فصل الدين عن السياسة نهائياً وفي كافة المجالات.
3-إستقلال المؤسسات الدينية عن الدولة.
4-حرية الرأي والتعبير والفكر والمعتقد.
5-عدم السماح بقيام أحزاب على أسس دينية أو قومية أو عنصرية.
6-إنهاء أبدي لأي جماعات دينية مسلحة تنتهج العنف والتطرف.
7-تطوير الخطاب الديني وتنقيحه من أي دعوات لإلغاء الآخر وتحقيره وقتله.

كل ما سبق سيقود في النهاية لأرضية حوار مشتركة قائمه على التفاوض من أجل حلول وسط ترضي الطرفين, أما او بدأنا التفاوض من اننا معتدلين وهم متطرفين فلن يتحرك المؤشر نحو الإعتدال الذي يمثلنا, ولكنه سيتحرك بكل بساطة ناحية التطرف الذي يمثلهم, فقط لأننا بدأنا التفاوض من المنتصف, العلمانية والليبرالية لن تقوم لها قائمه طالما ظل الوضع بين طرفين أحدهم معتدل جداً والآخر متطرف جداً, لابد من جانبين متطرفين متساويين في التطرف حتى ينتهي مؤشر التفاوض عند نقطة المنتصف التي تحقق المكاسب للجميع.....

النقطة الأساسية هنا, نحن لدينا ثوابت لن نستطيع التنازل عنها رغم أنها ثوابت إنسانية بحته ونسبية, الطرف الآخر أيضاً يملك ثوابت, ولكنها مختلفة في الصفات, فهي ثوابت إلهية مطلقة تغييرها شبه مستحيل بالتفاوض, مما يضعنا أمام المأزق الآتي:

كيف نخرج من مأزق ثوابتنا المختلفة في ظل عدم تقبل كلا من الطرفين لتغيير ثوابته؟
كيف نقدم أفكارنا لشعب مغيب تماماً ويواجه العلمانية والليبرالية والشيوعية بأفكار مسبقة قائمه على انها كفر وضلال وشرك؟
ماهي الحلول التي نضمن بها تطبيق العلمانية قبل إنفجار فتنة طائفية تطيح بالأخضر واليابس أو ثورة إسلامية تطيح بنا من على وجه البسيطة؟
كيف نتعامل مع تيار يملك أدوات دينية تمكنه من الدعوة لقتالنا والإستيلاء على ممتلكاتنا وسبي نسائنا في أي لحظه ومع مبررات دينية لا تقبل الشك؟

أترك الإجابات لكم......



#باهر_محمود_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحل الوحيد لتطبيق العلمانية في مصر
- متى يخرج الأزهر من أزماته ويسترد دوره المعتدل؟
- العلمانية الأسبانية كما نطالب بها
- القضاء السعودي بين الأحكام السماوية والقوانين الوضعية
- هل تصنع أفكار العودة للماضي دولاً إٍسلامية حديثة؟
- هل حان الوقت لإعادة النظر في القنوات والبرامج الدينية التي ت ...
- العلمانية الألمانية والعلمانية المصرية, هذا هو الفرق
- دور التنوير في حل أزمات المجتمع المصري
- عندما يقتل الأب إبنه, ماذا يتبقى ؟
- عبقرية الشعب المصري
- ما بين سطور المراجعات الفقهية, نرجو الإنتباه قبل فوات الآوان
- عقوبة المرتد أكبر إساءة للإسلام
- عقل جديد لعالم جديد – رؤية تحليلية للعقل المصرى المعاصر
- هل أصبح الأزهر منبر التطرف وضحالة الفكر وتعطيل العقل ؟
- وهم الصحوة الإسلامية
- العنصرية تحكم مصر
- عادات المصريين في خطر
- حزب الإخوان–كيف تتوازن سلطات الدولة المختلفة مع لجنة ظل الله ...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باهر محمود عبد العظيم - معضلة قبول الآخر بين العلمانية والأصولية الدينية