|
مجموعة العمل العراقية توجه رسالة إلى السيد كوفي انان ، حول قانون إدارة الدولة العراقية
نوال اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 794 - 2004 / 4 / 4 - 09:26
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
وجهت مجموعة العمل العراقية المقيمة في واشنطن رسالة للسيد كوفي انان ،الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة ،اطلعوه خلالها على تصوراتهم المتعلقة بقانون إدارة الدولة العراقية ،الصادر في بغداد في 8آذار .ومعارضتهم له وذلك في 26 آذار 2004م . و أشاروا فيها إلى البنود التي تصادر حق الأغلبية وإثارة الطائفية ،وتفريغ الديمقراطية من محتواها الحقيقي ،كما أشاروا إلى أن بعض فقرات القانون تؤسس لتقسيم العراق جغرافيا وعرقيا ومذهبيا ،كما أنها تدفع باتجاه إشعال حرب أهلية خطيرة ،ودعوه كما دعوا المجتمع الدولي إلى تصحيح نصوص القانون بما يطلق يد العراقيين في الفترة الانتقالية ،ويساعدهم على التأسيس للمرحلة الدائمة والمستقرة وذلك بمراجعة القانون وتصحيحه قبل تسليم السلطة لمجلس الحكم ..كما طالبوا المنظمة الدولية والمجتمع الدولي بعدم إضفاء الشرعية على قانون غدارة الدولة العراقية بأي شكل من الأشكال .
ووقع على هذه الرسالة 21شخصية عراقية مهتمة بالشأن العام العراقي وفيما يلي تفاصيل الرسالة :
السيد كوفي انان ، الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة ، المحترم تحية طيبة نود أن نطلعكم على تصوراتنا بشأن قانون إدارة الدولة العراقية ، الذي صدر في بغداد في 8 آذار الحالي . لاشك أن القانون احتوى على الكثير من القيم الحضارية الإنسانية ، والمبادئ الأساسية الخلاقة التي لم يحتويها ، من قبل ، أي قانون صدر في العراق ، منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة ، مطلع القرن الماضي ، ولحد الآن . إنها قيم ومبادئ ، تساهم في صياغة عراق جديد قائم على أسس العدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان ، كما تساعد على نبذ التمييز والتفرقة على أسس عرقية ودينية ومذهبية . إلا أن ما يؤسف له حقا ، هو إحتواء القانون على نصوص نسخت كل هذه القيم والمبادئ ، وأفرغتها من محتواها الحقيقي ، وعطلت فاعليتها . إنها لا تشجع العراقيين على النظر إليه كقانون يصلح لإدارة أية مرحلة من مراحل العملية السياسة الجديدة ، التي يتطلع إليها الشعب العراقي بفارغ الصبر ، وهو يعض على جراح مخلفات النظام الشمولي البائد ، والاحتلال ، وتحديات العنف والإرهاب ، وإنهيار مؤسسات الدولة ، وتدهور الوضع الأمني والمعيشي . فعلى سبيل المثال لا الحصر ، فان النصوص التي وردت في الباب الأول (المبادئ الأساسية) المادة الثالثة الفقرة (أ) ، والباب الخامس (السلطة التنفيذية الانتقالية) المادة (36) البند (ج) ، والباب التاسع (المرحلة ما بعد الانتقالية) المادة (61) البند (ج) ، كلا على انفراد ، أو مجتمعة ، والتي تتحدث عن حق النقض (الفيتو) للأقلية ـ أية أقلية ـ تفرغ الديمقراطية من محتواها الحقيقي ، وتضع الأغلبية تحت رحمة الأقلية ، كما أنها : أولا ــ ألغت صندوق الاقتراع . ثانيا ــ شرعنت الطائفية (المذهبية أو العرقية ، لا فرق) . ثالثا ــ كرست مبدأ التوافق ، فألغت ، بذلك ، حق الأغلبية ـ أية أغلبية ـ التي سيفرزها صندوق الاقتراع ، في التمتع بحقوقها السياسية ، على وجه التحديد . رابعا ــ عرقلت إمكانية سن دستور جديد دائم للبلاد . خامسا ــ كبل المجلس غير المنتخب ، الذي وقع على القانون ، المجلس الوطني الذي سينتخبه العراقيون ، بحسب نصوص القانون ، ما يعني أن اللاشرعية حددت سقف الشرعية ، حتى قبل تأسيسها . سادسا ـ أفرغت الرأي العام من محتواه الحقيقي ، وجوهر رسالته الحقيقية . إن كل ذلك ، وغيره ، ينسف كل الجهود المبذولة لإقامة النظام الديمقراطي في العراق الجديد ، لان التوافق ضد الديمقراطية ، وان إلغاء صندوق الاقتراع ، يتعارض مع ابسط قواعد اللعبة الديمقراطية ، بصفته أول وأهم مصاديق العملية الديمقراطية ، على الإطلاق . إنه يتناقض ، كذلك ، حتى مع نموذج مبادئ الديمقراطية المنصوص عليها في وثيقة حقوق الإنسان العالمية ، التي كفلت المساواة ، بين كل الناس ، في الحقوق والواجبات . إن هذه النصوص ، وغيرها ، تؤسس لتقسيم العراق ــ جغرافيا وعرقيا ومذهبيا ــ ، كما تدفع باتجاه إشعال حرب أهلية خطيرة ، ينبغي أن لا نغفل عن خطورتها بأي شكل من الأشكال . إنها ، كذلك ، لا تؤسس لبناء عراق نموذجي يحتذى به من قبل الشعوب العربية والإسلامية التي تتطلع إلى النموذج العراقي الجديد المفترض ، بعد كل هذه المخاضات العسيرة والخطيرة التي لا زال يمر بها . إن من المهم جدا ، أن يتم العمل على تصحيح هذه النصوص ، بما يطلق يد العراقيين في الفترة الانتقالية ، وبما يساعدهم على التأسيس للمرحلة الدائمة والمستقرة ، من دون أن تكبل إرادتهم بأية نصوص مسبقة من هذا النوع ، وبما يعيد لصندوق الاقتراع ، مكانته ودوره وهيبته وموقعه الحقيقي والطبيعي في العملية السياسية برمتها . تأسيسا على كل ذلك ، ندعو المنظمة الدولية والمجتمع الدولي ، إلى عدم إضفاء الشرعية ، بأي شكل من الأشكال ، على القانون ، من خلال الامتناع عن ذكره في أي نص محتمل من نصوص هيئة الأمم المتحدة ، ومختلف مؤسساتها القانونية والدستورية ، وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي . إن من المهم جدا ، أن يلعب المجتمع الدولي ، دورا ايجابيا في طمأنة الشعب العراقي على مستقبله الذي يسعى لبناء لبناته الأساسية بعيدا عن الهيمنة الأجنبية ، وبمساعدة الخبرات الدولية الايجابية والمحايدة . إن دور الأمم المتحدة المرتقب في العراق ، لا معنى له ، إذا استند إلى هذا القانون ، الذي رفضته الأغلبية العظمى من العراقيين ، ما يعني عدم شرعيته ، كما يهدد مصداقية حيادها في الصميم . تقبلوا فائق التقدير والاحترام . مجموعة العمل العراقية واشنطن 26 آذار 2004 الموقعون حسب الحروف الأبجدية
1 ــ أورخان كتانة 2 ــ الدكتور جمال البرزنجي 3 ــ ريا البرزنجي 4 ــ شميم رسام 5 ــ صفاء السعداوي 6 ــ ضياء السعداوي 7 ــ طارق الاعظمي 8 ــ الدكتور عبد الجبار العبيدي 9 ــ عفاف الحريري 10 ــ الدكتور علي العطار 11 ــ الدكتور عثمان علي 12 ــ غسان رسام 13 ــ فخري البرزنجي 14 ــ كريم الموسوي 15 ــ محمد خلف 16 ــ الدكتور مهدي الصندقجي 17 ــ الدكتور مهدي العبيدي 18 ــ نزار حيدر 19 ــ الدكتور هشام الطالب 20 ــ وائل خيرو 21 ــ الدكتور ياسر شلال
#نوال_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زينب قدوة النساء آن الآوان لتكنّ كسيدة الطهر ،والصبر ،والصمو
...
-
المرأة السعودية وحقها الحواري
-
المدارس ...للتعليم أم للتمذهب ؟!
-
الدكتور سليمان العقيل ينسف جهود المتحاورين في مؤتمر الحوار ا
...
-
الحوار الوطني ينجح في التقريب بين المذاهب المختلفة و التنوع
...
-
تهميش مناقشة قضايا المرأة الخليجية في المجلس لماذا يا قادة ا
...
-
هل تتحول السعودية إلى مملكة دستورية يحكمها ممثلي الشعب المنت
...
-
مبروك أقولها من الأعماق للشعب العراقي المقهور
-
خيار قادتنا في التغيير خطوة موفقة نحو الإصلاح
-
الحوار المتمدن لغة الكلمة الحرة وصوت الأقلام المقهورة
-
هل يتراجع مشايخ وعلماء السنة عن فتوى تكفير الشيعة ؟!
-
دور المرأة الشيعية في الحياة العامة - السعودية
المزيد.....
-
جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR
...
-
تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
-
جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
-
أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ
...
-
-نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
-
-غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
-
لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل
...
-
ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به
...
-
غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو
...
-
مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|