أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام كوبع العتيبي - المواقف العربية من القضية العراقية نفعية وأنانية مطلقة















المزيد.....

المواقف العربية من القضية العراقية نفعية وأنانية مطلقة


سلام كوبع العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 794 - 2004 / 4 / 4 - 09:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أمام كل الاحداث المصيرية التي مرت بها أقطار الوطن العربي وشعوبه كان هنالك موقف شعبي نجده موحدا ولكنه يختلف اختلافا جذريا عن مواقف الشعب في البلد الذي تعرض لهذا الحدث , فدائما كانت المواقف على النقيض تماما بين مايتخذه الشعب العربي في مختلف الاقطار ومايفكر به , وبين مايراه الشعب في الدولة التي تتعرض لحدث ما, ولقد ظهرت هذه الحالة مجددا وبشكل فاقع خلال أحداث العراق الأخيرة , حيث رأينا كيف كان الشعب العربي يقف ضد ماحدث وأستمات في الدفاع عن نظام صدام حسين الدكتاتوري , وهذا الموقف يشكل النقيض تماما لموقف الشعب العراقي الذي يتوق للتخلص من النظام الوحشي المجرم الذي جثم على قلب هذا الشعب طيلة الخمس وثلاثين عاما , ولكن ماهو السبب الحقيقي الكامن وراء هذا التناقض في المواقف وهو سؤال سوف نحاول الأجابة عليه من خلال التركيز على الحالة العراقية التي عشناها وماتزال أحداثها , وكذلك الحالة المصرية أيام حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر , ونبدأ من مصر .
مع وصول الضباط الاحرار في مصر الى الحكم عن طريق الأنقلاب العسكري الذي أطاح بالنظام الملكي الذي كان قائما حينذاك كان السبب الأكثر أهمية الذي اتخذه الضباط مبررا لأنقلابهم هو الهزيمة التي حدثت للجيوش العربية النظامية في حرب 1948 ومانتج عنها من احتلال أجزاء كبيرة من فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني واقامة دولة اسرائيل , وكان هذا السبب وحده كفيلا بأن تشخص كل العيون العربية بأتجاه مصر وقادتها الجدد , وهذا بالطبع اضافة الى كثير من الشعارات التي طرحها الضباط الاحرار وزعيمهم عبد الناصر والتي تدغدغ العواطف والمشاعر العربية مثل التأميم والعمل على تحقيق الوحدة العربية , ولم يكن طرح هذه الشعارات عبثيا حيث أن تحرير فلسطين والوحدة العربية كانت هي الكلمات الأكثر سحرا وجاذبية للمواطن العربي , حتى وأن كانت شعارات فقط دون أن يعمل رافعي هذه الشعارات أي عمل لتحقيقها على ألأرض , بل على العكس من ذلك فأن كل الخطوات التي اتخذها نظام عبد الناصر شكلت عائقا كبيرا أمام تحرير فلسطين , وكذلك أمام تحقيق الوحدة العربية , وهذا ماحدث فعلا , حيث خسرنا كل فلسطين في ستة أيام فقط من عام 1967 ومعها أجزاء كبيرة من الدول العربية المجاورة وخصوصا في مصر وسوريا, وكذلك فأن محاولة الوحدة المصرية السورية وصلت الى نهايتها الحتمية بعد عمر قصير جدا نتيجة التصرفات السلبية لنظام عبد الناصر , وخصوصا على الصعيد المصري الداخلي , وقد عمل الضباط الاحرار بعد تسلمهم السلطة مباشرة الى مصادرة كل الحريات التي كانت متاحة نوعا ما أيام النظام الملكي وفرضت الاحكام العرفية العسكرية وتم حل الأحزاب السياسية وملاحقة أعضائها وزجهم في السجون بدون أية أحكام تذكر وعمت البلاد حالة من القمع السياسي والعسكري وأضحت مصر أسيرة لشخص عبد الناصر وقراراته الكيفية , الأمر الذي أوصل المواطن المصري الى حالة من فقدان الانتماء الوطني , فأصبح هذا المواطن يكره فلسطين ويتمنى لها ولشعبها الهلاك , لانه يرى أن هذا النظام ماكان له أن يتمكن من تثبيت أقدامه السياسية لولا رفعه لشعار تحرير فلسطين في حين أن الشعوب العربية من المحيط الى الخليج وصلت في حب عبد الناصر الى درجة عبادته وتأليهه لان هذه الشعوب وبكل صراحة اتخذت مواقفها على خلفية نفعية تتعلق بمصالحها ومشاعرها دون أن تفكر لحظة واحدة بما يعانيه الشعب المصري من اضطهاد وقمع وتعذيب على يد النظام العسكرتاري , أن النفعية والانانية هي وحدها دون سواها التي طبعت مواقف الشعوب العربية تجاه ناصر ونظامه , لانها لم تكن تصغي الا لما يصب في مصلحتها حتى وأن كان يقتصر فقط على المستوى النظري والشعاراتي وهذا نتيجة لحالة الجهل التام بحقائق الأمور وعدم ادراك هذا الشعب لواقعه والذي أوصله لهذه الحالة هم بالتاكيد حكام( أشاوس) من أمثال عبد الناصر . اننا قد نجد تبريرا لمواقف الشعوب العربية انذاك نتيجة بدائية وسائل الاعلام التي لم تكن متاحة لجميع المواطنين وكذلك فأننا في الحالة العراقية من الممكن أن نجد تبريرا لعوام الشعب العربي الذي اتخذ موقفا مؤيدا للرئيس المخلوع وذلك لأن عوام الشعب العربي لم يصله من العراق الا صوت صدام حسين ومشروعه القومي الزائف , ولكن أي تبرير يمكن لنا أن نجده لجيوش المثقفين والأعلاميين والسياسين العرب الذين اتخذوا مع كامل علمهم بما يحصل داخل العراق من جرائم يندي لها الجبين !!أن نظام صدام حسين شكل استنساخا لنظام عبد الناصر وأمتدادا له من حيث طريق الوصول الى السلطة والشعارات التي رفعت والتي أضاف اليها صدام حسين مايسمى بالتوزيع العادل للثروة العربية وهو الشعار الذي أدى الى سيلان لعاب المواطن العربي خارج منطقة الخليج بالطبع , الا أن نظام صدام حسين قد تعلم كل دروس عبد الناصر واستفاد منها وأضاف اليها على الصعيد العراقي الداخلي , فكان ماكان من قتل وتشريد ومصادرة حتى كلمة حرية وأبدع في جرائمه حتى وصل في اجرامه الى مستوى لايقارن معه أحد من مجرمي التاريخ , ولقد شكل الاكتشاف العلمي للمقابر الجماعية وصمة عار لن تمحى على جبين كل من وقف الى جانب هذا النظام الأجرامي مع التأكيد على أن المثقفين والسياسيين العرب كانوا يعلمون علم اليقين بوجود مثل هذه المقابر , وأن لم يكن بذات الحجم الذي ظهرت عليه ...اننا وكما ذكرنا فأن المواطن العراقي قد يجد مبررا لعوام الشعب العربي وذلك حتى سقوط هذا النظام واكتشاف جرائمه التي ربما كانت غائبة عن الشعب العربي وهي مسؤولية تتحملها المعارضة العراقية التي لم تقم بما يتوجب عليها بأيصال معاناة الشعب العراقي الي بقية الشعب العربي , فهذه المعارضة كانت مثل من يبيع الخبز للخباز , فقد كانت توزع مطبوعاتها وصحفها التي توضح معاناة الشعب العراقي في التجمعات العراقية .الا أن الشعب العراقي لن يجهد نفسه في عناء البحث عن مبرر للمثقفين العرب لأن الامور كانت واضحة وضوح الشمس في اب العراق اللهاب , فالسبب الذي بنى هؤلاء على أساسه مواقفهم هو الانانية والنفعية وعدم الأحساس بمشاعر الشعب العراقي ومعاناته , وهذه النفعية أن لم تكن على المستوى السياسي من خلال رفع نظام صدام حسين البائد لشعاراته القومية الزائفة وهو ماينطبق على عوام الشعب العربي , فهي نفعية مادية بحته للأسف الشديد بالنسبة لكثير من مثقفينا الأشاوس .. اننا لن نستطيع التوافق أبدا كشعب عربي الا أذا اعتمدنا في اتخاذ مواقفنا على الأسس الأنسانية وليس الأسس النفعية السياسية منها والمادية , فشرط التوافق الرئيسي هو أن ننظر الى الشعب ومواقفه في أية دولة عربية وأن يكون حكمنا على قادتها الأشاوس من خلال طريقة معاملتهم لشعوبهم وليس من أجل ما يدغدغ مشاعرنا أو يوفر لنا كسبا ماديا على حساب الشعوب المضطهدة ..



#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائر على بساط الريح الايراني دعوة للتخلف وقيادة للقمع ومصا ...
- حركات القذافي البهلوانية …!!!!
- لعنوا الحجاج وأستغفروا له المصالحة مع البعثيين مؤامرة جديدة ...
- حينما يتحول الروزخون الى السياسة ..!!
- فصل الدين عن الدولة هو الخيار الوحيد
- ألأرهاب بأسم الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام كوبع العتيبي - المواقف العربية من القضية العراقية نفعية وأنانية مطلقة