أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز الحاج - لا تسامح مع الوحوش الآدمية!!














المزيد.....

لا تسامح مع الوحوش الآدمية!!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 794 - 2004 / 4 / 4 - 09:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إن جريمة برابرة الفلوجة تكشف من جديد عن مدى تعطش الصداميين وحلفائهم للدم ومدى انتهاكهم الوحشي لقيم الأرض والسماء. إن وحشية هؤلاء التي بلغت منتهى الخسة والجبن والبشاعة والانحطاط الخلقي، دليل على ما يضمره أعوان صدام هؤلاء للعراق لو عاد البعثيون للسلطة كما يريدون ويعملون تحت هتاف أهالي الفلوجة، وهم يحرقون الجثث ثم يطعمونها للكلاب بعد تعليقها: "بالروح بالدم نفديك يا صدام." لقد فقدوا الضمائر والأخلاق، وتحدوا الدين الذي يحرم التنكيل بالجثث. إنهم جبناء ومجرد وحوش آدمية يجب أن يتطهر منها العراق هم ومن على شاكلتهم من دعاة الاستبداد وعشاق قهر الآخر وعبدة الظلام.

في الخارج تواصل أموال العراق المنهوبة بالمليارات والموجودة تحت تصرف أفراد عائلة صدام وكبار أنصاره لتعبئة جيش من المحامين العرب والأجانب لإنقاذ الطاغية من العقاب العادل الذي يستحقه. وفي الداخل لا يزال الصداميون يواصلون مع القاعديين عمليات القتل والتدمير، وخط الشعارات الموالية له على الجدران والهتاف العلني باسمه، كما يفعل أهالي "المحافظة البيضاء"، وهي التسمية الصدامية لمناطق الفلوجة والرمادي التي كانت تقدم للطاغية آلافا من أعضاء وضباط المخابرات والحرس الجمهوري و"فدائيي صدام". و جريمتهم الهمجية الجديدة في الفلوجة لمدنيين أمريكان جاءوا لمساعدة مدينتهم نفسها تتجاوز الحد، وتفند كل دعوة مجانية للتسامح مع البرابرة والبربرية الصدامية والواقعين من مجرميها في الاعتقال.

إن هذه البربرية المنحطة والسافلة تشوه سمعة العراق وشعبنا وسمعة ومكانة مجلس الحكم وكل القيادات الوطنية والدينية الحريصة على مصالح العراق. إنها تحد صارخ للجميع ليعبروا في الشوارع والبيانات والقرارات عن كامل الإدانة والمطالبة بمعاقبة المجرمين بعد محاكمتهم فورا. وهي تحذير صارخ جديد للقيادات السياسية والنخب الشيعية خاصة لتتوقف عن تشجيع التعصب الطائفي والتدخل في شؤون الجامعات والكليات، وفرض الحجاب بالقسر والضغط وحجب وجه بغداد بالسواد مستغلين مناسبة دينية حزينة ومقدسة استغلالا سياسيا بأمل احتلال السلطة تحت شعار الإسراع بالانتخابات والتحريض على الدستور المؤقت بعد التوقيع عليه. وهم يتناسون أن الوحوش الصدامية لهم ولكل الشعب بالمرصاد بمباركة ودعم العديد من دول الجوار.

يا ترى أين الأحزاب والنخب الديمقراطية؟ وأين "جماهيرها" لتخرج في الشوارع أياما متحدية محترفي الجريمة من صداميين وقاعديين، ومنددين في الوقت نفسه بكل دعوة وشعار وثقافة وفتوى تشجع على التطرف المذهبي والديني، والعدوان على الآخر، المختلف سواء في الدين أو المذهب أو القومية أو الاتجاه الوطني؟ أجل أين أنتم يا رجالات الحكم والأحزاب والتنظيمات؟! ألا تستحق سمعة العراق في العالم تحركا عاما يبين الوجه الأخلاقي والإنساني لمعظم أبناء الشعب، ولكيلا نشعر بالخجل لكوننا عراقيين؟!

إن الجريمة هي في الوقت ذاته تقول للحكومتين البريطانية والأمريكية وللسيد بريمر:

"إنكم أيها السادة تتعاملون مع وحوش آدمية لا يستحقون غير العقاب الصارم العادل، وإن مجتمعنا ليس أمريكا ولا بريطانيا ولا سويسرا أو السويد. لقد دمر صدام الأخلاق والقيم الاجتماعية والإنسانية، والعراقيون في حاجة لسنوات حتى تتم تصفية مخلفات صدام، وإن حلكم للجيش بتهور كان خطأ، وإن إلغاءكم للإعدام كان عقوبة لضحايا صدام: فماذا يستحق القتلة المنكلون بالجثث البشرية والراقصون على الأشلاء غير العقوبة القصوى، التي يبررها هول الجريمة وإغراق مقترفيها في الإجرام والتذاذهم بهذه المهنة الدموية كما علمهم صدام وأثابهم على آثامهم بالعطايا والمناصب والسلاح والسيارات المترفة!

إن محاكمة من ثبتت عليهم الجريمة [وصورهم التلفزيونية شاهدة] محاكمة فورية وقانونية ضرورية لتلقين غيرهم درسا قد يتعظون به!!؟ وشكرا للتحالف ألف مرة على تحريره لشعبنا رغم نكران الجميل! وتحية لذكرى ضحايا الفلوجة، وإنهم لمن شهداء العراق رغم أنف القتلة، وتعزية قلبية لعائلاتهم ومعارفهم وحكومتهم .

إن طريق الديمقراطية في العراق طويل وشائك جدا، وإن المتسرعين لطبخ العملية على عجل لحسابات فئوية وشخصية يعملون [أرادوا أو لا] لغير صالح الشعب ومستقبله. فليأخذوا العبرة من برابرة الفلوجة لو كانوا يريدون الاتعاظ !



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة أولية في توصيات مؤتمر المصالحة في أربيل
- مجموعة مقالات
- هل أصبح مجلس الحكم أسير الإسلاميين ورجال الدين؟
- تجمع ديمقراطي عراقي متميز في وضع سياسي معقد..
- بعض الملاحظات عن مواقف المسؤولين العراقيين
- معركة الحجاب المفتعلة في فرنسا...
- لا لقوات التحالف! عاشت قوات فرنسا وروسيا وسوريا في العراق!
- فرنسا طبيبة العراق!
- الجريمة الكبري والخسارة الفادحة، مسؤولية التوعية ضد التطرف و ...
- شهيد الاعتدال والوحدة الوطنية
- من أجل ديمقراطية علمانية
- الحقد المسعور على الشعب العراقي
- اول رئيس وزراء في العهد الجمهوري.. كان وسطياً دفعه الشارع وا ...
- أوقفوها في مهدها الوافدة الطالبانية في العراق !!
- أمريكا والعراق بعد صدام
- هل يريدونها طالبان عراقية؟
- العراق بين التدخل الإيراني ومخاطر التخريب الصدامي
- وقفة تحليلية لمسائل عراقية ملتهبة
- لقاء الأضداد حول العداء لأمريكا بحجة العراق!! لا للحرب.. أجل ...
- شباط 1963 : دم وعبر!


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز الحاج - لا تسامح مع الوحوش الآدمية!!