ماجد زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 2589 - 2009 / 3 / 18 - 08:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ينعقد منتدى المياه العالمي في اسطنبول الذي يشارك العراق فيه بوفد يرأسه جلال الطالباني رئيس الجمهورية، للبحث في مشكلة المياه التي تشكل تحدياً خطيراً لدول المنطقة والمجتمع الدولي. وكانت الأُمم المتحدة قد حذرت قبل ايام من نقص مخيف في المياه يضرب العصب الحساس للحياة وينذر بوقوع كوارث انسانية. تواجه بلادنا شح ونقص بل ازمة حقيقية في مياه نهري دجلة والفرات بعد ان كانت تتمتع بأعلى نصيب للفرد من جراء القسمة غير العادلة للمياه التي فرضتها الجارة تركيا، حيث لاتعترف ولاتلتزم بالاتفاقات والقوانين الدولية التي نظمت الحقوق المشروعة لاستغلال المياه وتوزيعها بين الدول المتشاطئة. فقد اقامت مشاريع ري وسدود من دون ان تراعي مصالح وحقوق العراق وسوريا، مما يهدد ثلث سكان بلادنا بالعطش وتصحر الاراضي الصالحة للزراعة. حجب المياه وانخفاض مستوى تدفقها في الرافدين بسبب القسمة غير المنصفة والعادلة يعادل شن حرب خفية على شعبنا ، نتلمس آثارها في ثماني محافظات في الفرات الاوسط والجنوب وعلى الزرع والضرع استغلت تركيا الازمات والمشاكل السياسية التي يمر بها العراق منذ ثلاثة عقود لتنفيذ خططها واستراتيجيتها للتحكم بمصادر المياه وفرض ارادتها بلا وجه حق على الشعبين العراقي والسوري . واذا كانت الاحوال المناخية في السابق تساعد على تجاوز المشكلة او عدم الشعور بمخاطرها ،فانها اليوم تبرز بشكل حاد بفعل التغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة وزيادة الحاجة الى المياه في استعمالاتها المختلفة، واهلنا وفلاحونا يئنون من الضرر الفادح الذي لحق بهم. افتقد العراق الى استراتيجية للتعامل مع الرفض التركي المستمر لاقتسام المياه وفقاً للقانون الدولي وتمثل الحلول المشابهة في دولة اخرى عانت من ذات المشكلة او واجهت ظروفاً مماثلة . الضرورة تقتفي تشكيل خلية طوارىء لمعالجة الازمة من الجهات المعنية وتحصيل حقوق العراقيين من المياه وترشيد الاستهلاك واستخدام الطرق الحديثة والتكنلوجيا في ري المزروعات.
#ماجد_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟