عماد فواز
الحوار المتمدن-العدد: 2589 - 2009 / 3 / 18 - 05:49
المحور:
حقوق الانسان
من وراء الشمس ..من معتقل برج العرب بالإسكندرية ..أطلق شاب فلسطيني استغاثة من محبسه بمعتقل الموت وجهها في صورة خطاب - حصلت عليه– إلى الرئيس المصري محمد حسني مبارك وإلى الرأي العام المصري والعربي والعالمي ولرجال الإعلام والقانون والمهتمين بقضايا حقوق الإنسان قال فيه:
أنا شاب فلسطيني من غزة.. جئت إلى مصر في نهاية العام الماضي سعيا وراء الرزق،فأنا العائل الوحيد لوالدتي وأشقائي الخمس،ولا نملك من حطام الدنيا شيئ ..والدتي كدت وسهرت الليالي لكي تربينا وتعلمنا..والحمد لله تخرجت في كلية العلوم عام 2007 ونظراً لكوني أكبر أشقائي فقد قررت أن أرحل إلى حيث الرزق الوفير،نصحني الأصدقاء أن أذهب إلى مصر حيث فرص العمل الكثيرة والتى تتناسب ومؤهلي،قالوا لي أن شركات الأدوية في مصر كثيرة وأن العائد المادي سوف يكون أفضل من أي مكان آخر..لم أكذب خبر وجئت إلى مصر،وٌبل أن أصل إلى القاهرة ألقت أجهزة الأمن القبض على في الطريق، وتم نقلي إلى مقر جهاز أمن الدولة بمدينة نصر وتم التحقيق معي حول حماس وتصنيع الأسلحة وعن المخابئ والسجون في غزة.
لم أجد إجابة عن كل تلك الأسئلة،وأقسمت لهم أني لا علاقة لي بالسلاح وليس لأني خريج كلية العلوم أصبح قطعا أصنع أسلحة،ولو أن مهنتي صناعة الأسلحة ما كنت لجأت إلى السفر..وكنت عشت معززا مكرما في غزة.
بعد أيام لا أعرف عددها نقلوني إلى سجن برج العرب،وهنا شاهدت الموت بعيني،عذاب بلا رحمة، الطعام نحصل عليه بالكاد والماء والدواء،ضرب وتعذيب لنزع الاعترافات عن أشياء لا نعرفها..أربعة أشهر يا سادة..منذ شهر نوفمبر الماضي وحتى اليوم ونحن نعذب كالأسرى،يعدون لنا حفلات التعذيب الجماعي،نحن الفلسطينيين والمصريين على حد سواء.
أكثر من 250 معتقل يتم جمعهم في ساحة كبيرة وتطلق الكلاب المفترسة عليهم تنهش أجسادنا حتى نفقد الوعي أو نكاد نفقده ثم تحبس الكلاب ويكمل الجنود المهمة بالعصي وخراطيم المياه ثم يتركونا هكذا نستعيد وعينا ويتم اصطحابنا إلى الزنازين بعد تجريدنا من ملابسنا وحبسنا عرايا في البرد القارص بعضنا أعترف على أشياء لم يعرفها وتهم لم نرتكبها..بل أني وقعت على بياض ولا أعرف على ماذا وقعت.
أيها السادة: أغيثونا من معتقل الموت هذا..نحن لم نرتكب جرم..أعيدونا إلى حيث أتينا..نحن الجياع أتينا نبحث عن لقمة العيش في أرضكم ولم نفعل أو نرتكب جرم سوى هذا..فتح وحماس وغيرهم لم تدفعنا إليكم..أغيثونا من الموت البطيء والأمراض التي تحاصرنا ..نحن نموت من الأمراض ولا دواء ولا طبيب ولا مجيب.
أيها السادة: أستحلفكم بالله أن توصلوا أصواتنا إلى الرئيس المصري محمد حسني مبارك..قولوا له:إننا هنا خلف هذا السور الكبير يفترسنا الموت الواحد تلو الآخر بلا ذنب.
قولوا له: يا سيادة الرئيس إذا كنا قد أذنبنا فأعدمونا وأريحونا وإن لم نفعل فأعيدونا إلى بلادنا أفضل لكم ولنا من هذا العذاب.
#عماد_فواز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟