أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كمال خوري - ياسين الحاج صالح: التلميذ النجيب في مدرسة إبن العم















المزيد.....


ياسين الحاج صالح: التلميذ النجيب في مدرسة إبن العم


كمال خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2588 - 2009 / 3 / 17 - 08:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نشر الأستاذ ياسين الحاج صالح في صحيفة الحياة اللندنية أولاً وبعدها بتفاوت زمني في الحوار المتمدن (الرابط http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=165928) مقالاً عن تعليق الأخوان المسلمين في سورية معارضتهم للنظام الحاكم بوبته وأعطته الصدارة إدارة موقع الحوار المتمدن بما فيه تجاوزاً واضحاً لقواعد نشرها التي تقضي ـ كما يقال ـ بأن لا تحظى بالأولوية المقالات المنشورة سابقاً في أماكن أخرى، ولكن أسرة الحوار المتمدن ليست ملائكة وإنما بشر ولهم أيضاً أهواءهم ومحاباتهم وميولهم وحساباتهم والتي نتمنى ألا تؤثر على محاولتنا نشر هذا المقال لديهم! من خلال المقال المذكور يظهر الأستاذ الحاج صالح كتلميذ نجيب في مدرسة إبن العم رياض الترك، تلك المدرسة التي فهمت أن الإسلام هو الحل والإخوان المسلمين هم المحور في سورية، نفس المدرسة التي يوضح بها إبن العم أن قول ماركس "الدين أفيون الشعوب" لم يفهمه أو يفسره الناس بالشكل الصحيح ففيه ـ والفهم هنا للأستاذ الترك ـ دعوة لاعتبار الدين أساساً وجوهراً لحياة الشعوب وعلى هذا فإن الدين أساسي لنا ولمجتمعاتنا ولحياتنا. إبن العم انتسب في شبابه إلى الحزب الشيوعي السوري فخربه لاحقاً بأن شغّل عقلية الشك والمؤامرات والالتفاف والعمل في الخفاء إلى أن شق الحزب الشيوعي السوري وقسمه وبدلا من أن يسير بالشق الذي ترأسه إلى ما أراده أعضاء الحزب سار بهم إلى المكان الذي لا يليق بشيوعيين، وعلى حد تعبير المفكر محمد سيد رصاص بأن سائق الباص كان يقود الباص إلى غير الوجهة التي يقصدها ويريدها الركاب. أعضاء الحزب الشيوعي الذين انشقوا تحت جناح المكتب السياسي أرادوا ترميم أخطاء الحزب التاريخية وأما رياض الترك فكان يسير على ما ربي عليه في دار الأيتام في حمص وهو الدين الإسلامي الذي بقي كامناً في صدره ولم تستطع الشيوعية والماركسية تنقيته منه. وتأتي أحداث عنف الإخوان المسلمين وما نجم عنها في سورية في نهاية سبعينات القرن الماضي ليصطف رياض الترك معهم وليعتبر ما يحصل في سورية من عنف انتفاضة شعبية مسبباً خراباً ما بعده ولاقبله للمعارضة السورية. ومنذ ذلك الحين أصبح المكتب السياسي (ولاحقاً حزب الشعب) ذيلا للإسلامويين ومروجاً لهم ومقاتلا شرساً من أجلهم حتى ولو كلف ذلك خراب سورية وخراب حركتها الوطنية. كما قلنا، رأى الترك تبريراً لعنف الإخوان فدمر حزبه بطرد منطقية السلمية بالكامل لأنها تمنت لو أن الحزب يقف ضد العنف أينما كان مصدره، ومن ثم ضيق على الكثير من الأعضاء في حزبه سواء بالتلاعب فيهم أو بإفهامهم أنهم غير مرغوبين إلى أن تَركوا أو تُرِّكوا) ومن منا ينسى ماكتبه الأمين الأول عبد الله هوشي بألم وحرقة عن وجود أمين أول "تاريخي" للحزب ولكن الأمين الأول "المنتخب" لايستطيع نشر كلامه في صحيفة حزبه!؟) وبالتدريج خلا المكتب السياسي من الأعضاء الذين لا يؤيدون الالتحاق بالاسلام السياسي في سورية أو بحرتقات إبن العم ودكتاتوريته واستبداده بحزبه ومعاملته لأعضاء الحزب، ومن منا ينسى أن قياديين في المكتب السياسي حظت وتشرفت خدودهم بلطمات وكفوف إبن العم؟ ومن منا ينسى ما أباح به الراحل سلطان أبازيد عضو اللجنة المركزية في مذكراته كيف أن إبن العم كان يستبد بالحزب ويتصرف بشكل لا يمت للديمقراطية بصلة حين يهدد أنه سيجري مكالمة هاتفية لفلان ليقول له إعملوا كذا وكذا واطردوا فلان وامنعوا علان من كذا؟ انسجاماً مع مسيرته في السير بركاب الإسلاميين، كان إبن العم الترك أول الراكضين إلى الإخوان لإعادة التحالف معهم على حساب الحركة الوطنية السورية بدلا من أن يحاسبهم ويحاسب نفسه أو يطلب من الحركة الوطنية أن تحاسبه على شنيع عمله. وبذلك يكون الترك قد تناسى كل نضالات السوريين اليساريين والعلمانيين. بالطبع لا يرغب أحد، ولا يجبره أحد، على تذكر أنه كان قيادياً شيوعياً ولكن كنا نتمنى لو أنه اختار مبكراً أن يلتحق بالحزب المناسب له فكرياً وتربوياً، أي حزب الأخوان المسلمين في سورية ويشهر إسلامه بمفرده بدلا من أن يحاول أسلمة الحزب الشيوعي السوري (فينجح مع البعض ويشتت من لا يتفق معه). مرة أخرى نذكر بأن إبن العم كرّس كل شيء من أجل التحالف مع الإخوان المسلمين ولأن يكون لهم الصوت الأول والأقوى في المعارضة بدءاً من الرسائل التي كانت تقرأ في المنتديات ومروراً بإعلان دمشق ولاحقاً مجلسه الوطني (ولم يكن الأخير أي المجلس الوطني لإعلان دمشق إلا حزباً جديداً أراد تأسيسه وزخرفته وتزيينه على هواه إبن العم) ومن ينسى رفض إبن العم إصدار أي شيء ينتقد به جبهة الخلاص نظراً لتحالف الإخوان مع سيد الفساد وقامع المعارضة طيلة عقود ثلاثة ونصف عبد الحليم خدام أوالمعارض المتأخر بحكم احتجاجه على عدم نيل المزيد من الكعكة السورية العربية، بل على العكس كان إبن العم أول المتصلين بخدام حين أصبح في فرنسا باعتراف إبن العم نفسه حيث أرسل له تهنئة مع سيدة صحفية يقول بها: "الحمد لله على سلامتك، الحمد لله اللي ما أتلوك (قتلوك)". وهنا أيضاً خرب الترك من جديد في حراك السوريين الطامحين إلى التغيير، ففي إعلان دمشق استبعد الترك العلمانيين بسبب حرصه على إضافة البند المتعلق بالإسلام ودين الأكثرية في سورية الذي يسترعي المراعاة ومرة أخرى يخرب ما بقي من إعلان دمشق نفسه حين يرفض اتخاذ موقف من الإخوان المتحالفين مع خدام بل باركه وأرسل رسائله عبر مقابلاته مع الإسلاميين العرب اللابسين أثواب الصحفيين الحياديين في وكالة آكي وقدس برس...

كان هذا العرض ضرورياً لندخل في سطور ومابين سطور الاستاذ الحاج صالح حول تعليق الإخوان المسلمين لمعارضتهم للنظام السوري وكيف يقرأ المستقبل. يقول الحاج صالح في خاتمة مقاله:

"يبقى أن نتساءل عن خيارات الإخوان المحتملة فيما لو مضت الشهور ولم تحظ بادرتهم بأية استجابة من قبل النظام؟ نرجح أن لا عودة إلى سياسة المجابهة الخطرة، التي كانت عقيمة أيضا في النهاية. في الوقت نفسه، من غير المحتمل أن يثابر الإخوان على تعليق معارضتهم للنظام في مثل هذه الحال. لا يبقى ثمة خيارات متماسكة جيدة. وربما سوف يشبه التوجه الإخواني العام ما كانه في مطلع العهد الحالي: نقد هادئ النبرة للنظام، وانفتاح سياسي على المعارضة الداخلية، و.. الصبر. جبهة الخلاص تبدو لنا ضحية مرجحة في كل الحالات.
ربما يظهر المستقبل القريب تمايزا من نوع مختلف ضمن الطيف السوري المعارض: قوى ذات جذور اجتماعية و/ أو فكرية حقيقية (المعارضة الداخلية والإخوان) مقابل قوى بلا جذور (أكثر المعارضة الخارجية..)؛ تمايز كان الاصطخاب السياسي في السنوات الأربعة الماضية شوشه أو محاه." انتهى الاقتباس.

أيوجد أوضح من هذا الكلام لتبيان التلميح لهم بالعودة إلى الماضي بتحالف جديد حين يقول الحاج صالح عن خيارات الإخوان المتبقية إن رفض النظام الاستجابة لبادرتهم إنها "خيارات متماسكة جيدة" تتجلى في الانفتاح السياسي على "المعارضة الداخلية" (بما فيه اعتراف غير مقصود أنهم تصرفوا في السابق بدون استشارة الداخل ونذكّر هنا بدورنا أنه وبالرغم من ذلك الانفراد كانت إشارات إبن العم للداخل ليصبح تابعاً لهم قد لعبت دورها) و يتابع الحاج صالح بتسطير نبوءته وما تقول عن احتمال ظهور معارضة ذات جذور اجتماعية قوامها "المعارضة الداخلية والإخوان" "مقابل قوى بلا جذور (أكثر المعارضة الخارجية)". إن قراءة ما يريده الحاج صالح يوضح من جديد نهج إبن العم في إعطاء الأولوية وبأي شكل للقوى الدينية الإسلاموية هو الأساس بدلا من محاسبتها على أخطائها. إن موقف الإخوان من السلطة ووقف معارضته لها قد أربك المعارضة القريبة من قوى 14 آذار ومنهم من تجرأ وكتب بحدة ضد موقف الإخوان ولكن مع ذلك كانوا دائماً من بيت الفرفور وذنبهم مغفور دائماً ويلمح لهم بأن تحالفاً جديداً قويا ومتماسكاً بانتظارهم. الله أكبر والعزة لله يا أستاذ ياسين.. أأنت وإبن العم فقط من يقررون قوام المعارضة وتحالفاتها المتماسكة القوية!؟ أو تعرفون الآن موقف بقية المعارضة العلمانية اليسارية التي دفعت الكثير نتيجة عنف الإخوان وتأييد إبن العم وحزبكم لهم؟ هل استشرتم أحد؟ بالتأكيد لا، والتاريخ يشير إلى أن الديمقراطية ليست في قواميس العرب والمسلمين. أو تريدون حرتقة صغيرة من نوع المجلس الوطني لإعلان دمشق (أو حزب إبن العم الجديد) لمزيد من التخريب في الحركة الوطنية؟ ثم هل للأستاذ الحاج صالح أن يحدثنا عن الإخوان المسلمين في سورية وفي الخارج، هل يوجد تنظيم إخوان مسلمين في داخل سورية؟ إنهم في الخارج بالمطلق، في الخارج كتنظيم يقتصر على مواقع إليكترونية (تكتب بها نفس الأسماء) وبضع روافد لها وتنظيمات متفرعة عنها، في عمليات توزيع أدوار غير فاعلة، تتكون كل منظمة أو حركة منها من عدد أصابع الكف الواحد في عدد أعضاءها ومع ذلك لا يتجاوز عددهم العشرات وليس المئات، وهؤلاء الخارج يلمًّح لهم بتحالف قوي وأما غيرهم في الخارج فلا جذور له!!؟؟ أوليست هذه قمة الاستبدادية والانتقائية والمحاباتية والفئوية؟ الإخواني في الخارج يجب التحالف معه وفي ذلك قوة وأما الآخر في الخارج فلا جذور له!؟ ثم أوليست هذه نغمة قديمة في الكلام عن الداخل والخارج لم يستفد منها إلا النظام الذي ابتدعها حين كان مضغوطاً من الخارج وموضوعاً تحت المجهر العالمي!؟ ثم هل نسيتم رسائلكم لأهل الخارج كي كتبوا عن السجناء السياسيين حين سجنوا ضحية أخطائكم السياسية والتنظيمية في المجلس الوطني لإعلان دمشق؟
لا ألوم الحاج صالح وإبن العم بقدر ما ألوم بقية المعارضة اليسارية والعلمانية التي دفعت أكثر بكثير من غيرها ولكنها استكانت وتراجعت أمام الزحف الإسلامي المدعوم من قبل الإسلاميين في ثياب العلمانيين كما سماهم بحق أدونيس. أين هم من دفعوا وقدموا من حياتهم ومن أعمارهم الكثير في سجون النظام ليقولوا لسنا رهناء لما يراه فلان وعلان ولسنا رهناء للإسلام السياسي ولمعتنقيه ولسنا أيوب الصابر ولسنا على استعداد لنخرب البلد بالخنوع لرعونة وتهور هذا أوذاك؟ أين هم ليقولوا أنهم موجودون ولن يتركوا الساحة من جديد لمن يخرب ويتجنب المحاسبة، لمن يخطئ ويتهم غيره بالخطأ، لمن يغفر ويسامح على هواه، ولمن يريد أن يقدم لنا نفس النبيذ القديم في قوارير جديدة؟ الشعب السوري ابتلى بنظام طاغ جائر وبمعارضة لاتعرف الديمقراطية ولاتعرف أسس العمل الوطني. إن كنا قد ركزنا في الماضي على النظام الاستبدادي العفن فهذا لايعني أن نصمت إلى ما لانهاية عن أخطاء المعارضة القاتلة.



#كمال_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع عدم الموافقة على إعلان دمشق لأنني أشتم به رائحة ما
- تعليقاً على -السوريون والسياسة الأمريكية: هل من جديد؟- لياسي ...
- تعليقاً على من أراد النيل من سمعة الأستاذ أكثم نعيسة : الفرق ...
- النظام السوري ومهمة نشرة كلنا شركاء


المزيد.....




- -حلم بعد كابوس-.. أمريكية من أصل سوري تروي لـCNN شعور عودتها ...
- بوتين يتوعد العدو بالندم والدمار!
- لغز الفرعون: هل رمسيس الثاني هو فرعون موسى الذي تحدث عنه الك ...
- كاتس من جنوب لبنان: باقون هنا للدفاع عن الجليل ولقد قلعنا أس ...
- بين حماية الدروز وتطبيع العلاقات.. ماذا يخفي لقاء جنبلاط بال ...
- الشرع يطمئن أقليات سوريا ويبحث مع جنبلاط تعزيز الحوار
- الشرع: تركيا وقفت مع الشعب السوري وسنبني علاقات استراتيجية م ...
- أمير الكويت ورئيس الوزراء الهندي يبحثان آخر المستجدات الإقلي ...
- قديروف يتنشر لقطات لتدمير معدات الجيش الأوكراني في خاركوف
- لوكاشينكو يدعو الشيخ محمد بن زايد لزيارة بيلاروس


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كمال خوري - ياسين الحاج صالح: التلميذ النجيب في مدرسة إبن العم