|
لو كان أصبعي بعثيا لقطعته
حيدر سهر
الحوار المتمدن-العدد: 2588 - 2009 / 3 / 17 - 07:04
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لا شك أن دعوى رئيس الوزراء نوري المالكي الأخيرة للمصالحة مع البعثيين أثارت حفيظة الشارع العراقي بسبب ما كان يعانيه من ويلات من هذا الحزب الهمجي في فترة حكم (اله البعثيين صدام المقبور) وما خلفه من تركة ثقيلة من مقابر جماعية ومئات الآلاف من الأرامل واليتامى نتيجة لقمعه لهذا الشعب بكافة الطرق والأساليب نتيجة لحروبه المزاجية التي ما زال المجتمع العراقي يئن منها، ولم تنتهي هذه المعاناة بسقوط الصنم المقبور صدام بل امتدت الى وقتنا هذا من خلال سياراتهم المفخخة ومليشياتهم المسلحة التي تريد قتل الحياة في البلاد انتقاما لقائدهم (المقبور) ودعمهم وتبنيهم لأغلب العمليات والمجازر التي حدثت بحق الأبرياء على يد تنظيم القاعدة الإرهابي بعد سقوط النظام البعثي، ظنا منهم أن هذه الأفعال ستعيدهم إلى كرسي الحكم، خاصة أن الشعب العراقي قد قال كلمته بأبعاد هؤلاء من العملية السياسية وتصويته (بنعم) للدستور الذي أقر ذلك حيث نص الدستور على حضر حزب البعث في البلاد ومنع أي ممارسة أو عمل سياسي له، فتشكلت (هيئة اجتثاث البعث) التي وقع على عاتقها أبعاد البعثيين من المناصب العليا في مؤسسات الدولة كافة التي كانوا يستحوذون عليها في عهد النظام المقبور، فأستبشر العراقيون خيرا بهذه الهيئة التي أخذت بالعمل الجاد من اجل تحقيق الأهداف التي أسست من اجلها، ولكنها جوبهت بحرب خفية وبتمويل وتحريك خارجي لتقويض عملها، فدخل البعثيين من الشباك إلى العملية السياسية بمسميات عدة لكي يضعوا أساسا لهم في الحكومة الجديدة رغم الأصوات المطالبة بأبعادهم من العملية السياسية، فأخذوا يكيدون المكائد ويثيرون الفتن ويدافعون عن قتلة الشعب العراقي بحجج واهية ويطالبون بحل (هيئة اجتثاث البعث) وان من المؤسف قد تحققت اهدافهم بحل هذه الهيئة وتم أبدالها بقانون المساءلة والعدالة بحجة أن هناك بعثيين لم تتلطخ أيديهم بدماء العراقيين. ولم تكتفي تلك الشراذم بهذا القدر من النفوذ بل أخذت تغتنم الفرص في كل أزمة لكي تطرح مشاريعها الرامية لإعادة البعثيين إلى السلطة في السر والعلن وبدعم إقليمي لا محدود، وأخذت يوما بعد يوم تتعالى أصواتهم بإلغاء قانون المساءلة والعدالة والقيام بالمصالحة الوطنية مع البعثيين كي يستتب الأمن في البلاد بضغط من أمريكا ودول إقليمية وقد لاقى هذا النداء أذان صاغية من قبل الحكومة فأخذت تتحرك باتجاه المصالحة مع البعثيين في السر والعلن وما كان لقاء نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي العام الماضي بشخصيات بعثية كبيرة في عمان ألا مقدمة لهذه المصالحة. وقد تطور الأمر بعد ذلك وأصبح واقع، خاصة بعد التصويت على الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة الامريكية وما تحقق لبعض الكتل السياسية المعروفة بمطالبتها أعادة البعثيين للعملية السياسية من خلال تهديدهم بعدم تمرير هذه الاتفاقية ألا بالتوقيع على ورقة الإصلاح السياسي التي تنص على أعادة البعثيين للحكومة وإعادة كتابة الدستور. فتحقق لها ما أرادت بإقناع الكتل السياسية المكونة للحكومة على هذا المشروع والتوقيع عليه. ومررت هذه الورقة ، وغدا ستصبح قانون يحمي ويعطي الحق للبعثيين بممارسة العمل السياسي تحت شماعة أنهم لم تتطلخ أيديهم بدماء العراقيين. ضاربة عرض الحائط اللاءات الكثيرة وتصويت الشعب على أبعاد البعثيين عن العمل السياسي ،كل هذا حدث تحت مرأى عين الحكومة التي هي غالبيتها من المعارضة التي عانت ما عانت من النظام البعثي وطوردت حتى خارج البلاد، وان الطامة الكبرى توجه قيادات في تيارات أسلامية معروفة الى هؤلاء البعثيين يقودها الحنين إلى أصولها البعثية ، فلقاءاتهم المتكررة في السر والعلن وما اللقاء الأخير الذي جمع بين نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي وممثل قيادة قطر العراق لحزب البعث محمد رشاد الشيخ راضي الأمر محرج لهذه الأحزاب التي كانت تكن العداء للبعثيين حيث يضعها في زاوية الانتقاد والاتهام. نستنتج من هذا كله أن هناك ضغوط أمريكية وخارجية على الحكومة والأحزاب السياسية الكبيرة على أعادة البعثيين للمشاركة في العملية السياسية وإدخالهم في الحكومة لان هناك تخطيط مبرمج لتنفيذ هذه العملية التي بدأت أول خطواتها بحل (هيئة اجتثاث البعث) وإبدالها بقانون المساءلة والعدالة الذي عطل هو أيضا والوصول إلى ورقة الإصلاح السياسي المتفق عليها بين الكتل السياسية. على الحكومة ان تعي خطورة الموقف لأنها بهذه المصالحة ستخسر تأييد أغلبية الشارع العراقي الذي أوصلها الى كرسي الحكم وليس البعثيين ولا أمريكا.! ومن يعتقد بأن المصالحة مع البعثيين ستجلب الأمن والأمان للبلاد فهو واهم وعليه أن يعيد قراءة التاريخ من جديد فالبعثيين معروفين بانقلاباتهم العسكرية وعشقهم لكل لون احمر. أن دعوى رئيس الوزراء نوري المالكي للمصالحة مع البعثيين هي دعوى مخالفة للدستور لان الدستور نص على حضر حزب البعث في البلاد ، وهنا نهمس في أذن رئيس الوزراء ونذكره بمقولة السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس) ((لو كان اصبعي بعثيا لقطعته)) ونقول له لا تعيد سيوف البعثيين على رقاب العراقيين بحجة أن أيديهم لم تتلطخ بدمائنا التي ما زالت تسيل في أنحاء البلاد؟!.
#حيدر_سهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
باي باي امين بغداد
المزيد.....
-
-قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ
...
-
سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام
...
-
الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء
...
-
-سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد
...
-
برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت
...
-
إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات
...
-
بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول
...
-
مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
-
بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
-
-ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|