|
يجب حل المجلس البلدي القومي- الطائفي لمدينة كركوك بعد فشله, وإنتخاب ممثلي الجماهير لتشكيل مجلس جديد!
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 793 - 2004 / 4 / 3 - 08:01
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
واخيراً لم يتمكن المجلس البلدي لمحافطة كركوك من الإستمرار في مواصلة أعماله في ظل توافق الرباعية القومية- الطائفية فيه، وكما تنبئنا بذلك منذ بداية تشكيله. ففي بادئ الأمر إنسحب الأعضاء "العرب" من المجلس ومن ثم لحق بهم الأعضاء "التركمان". حصل ذلك بعد إغتيال عكار الصميدعي عضو المجلس البلدي الذي كان ينتمي إلى الكتلة العربية داخل المجلس وعلى أثر ذلك أعلن المجلس تعليق أعماله، بعد الإتهامات المتبادلة حول المسؤولية في عدم الإستقرار في المدينة.
إن زرع بذور التفرقة القومية والطائفية هو تقليد صدامي بغيض، وقد مارسه النظام البعثي المقبور بأوسع مدياته، ابان حكمه الاسود الذي دام 35 سنة، في العراق عموما"، وفي مدينة كركوك ذات الأعراق والأثنيات الشديدة التباين، خصوصا". أما اليوم وبعد سقوط النظام البعثي المقبور، فقد جاءت مختلف القوى والأحزاب التي لها مصلحة سياسية في إثارة التفرقة القومية والطائفية، ووصل بهم الأمر إلى سن دستور مؤقت متمثل "بقانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الإنتقالية" قائم على تكريس القومية والطائفية داخل المجتمع العراقي إلى ابعد ما يكون ضمن الإطار الحالي للدولة العراقية. إن القوى والأحزاب والحركات القومية والإسلامية التي تتصارع وتتنافس على تحديد الهوية القومية لمدينة كركوك، لم تتورع لحد الأن حتى عن إثارة أخطر الصراعات القومية والطائفية في سبيل حيازة أكبر الحصص من كعكة الديمقراطية الأمريكية.
يعيش أهالي كركوك منذ سقوط النظام البعثي، في جو من الخوف والرعب الطاغي على أجوائها بسبب الصراعات القومية والطائفية التي شهدتها المدينة في شهر حزيران و آب وكانون الأول من العام المنصرم، هذا ناهيك عن عمليات الإغتيالات وإقتحام البيوت والهجمات التي تنفذها بعض الجهات المجهولة! على المستشفيات والأماكن العامة. إن الطريقة التي تم بها إختيار أعضاء المجلس البلدي كانت منذ البداية قائمة على أساس الطائفية - القومية، لأنه تم اختيار أعضاء ذلك المجلس من خلال الأحزاب القومية الكردية والتركمانية والكلدوآشورية والتجمعات العربية الموجودة في المدينة. وقد غرست مختلف القوى والأحزاب القومية والطائفية ذلك التصور داخل كل مفاصل الحياة في مدينة كركوك حيث تم تعيين مدراء الدوائر على هذا الأساس وبطبيعة الحال كانت حصة الأسد من تلك التعيينات للاقوى. ليس هذا فقط بل حتى الدخول إلى مبنى المحافظة تم على الأساس العرقي والطائفي الذي يتألف منه المجلس البلدي. وعليه فإذا كان الحال على هذه الصورة، فأمر طبيعي أن يصبح تفجير الأوضاع في كركوك وإثارة القلاقل والفوضى سمة بارزة لهذه البنية الهشة، وأن يقع أهالي كركوك في مصيدة تلك القوى، وأن تفجير الاوضاع سيؤدى حتماً إلى كارثة إنسانية رهيبة. إن الأمن والإستقرار في كركوك سوف لن تستتب ولن يكتب له النجاح إلى بسيادة الهوية الإنسانية لتحل محل الهويات القومية الموجودة. وإننا بدورنا نؤكد بأنه فقط بوسع سيادة تلك الهوية أن تضمن وتؤمن الأمن والإستقرار في المدينة.
أن شعار حزبنا بخصوص هذه المسألة يتمثل " بضرورة تعريف مدينة كركوك بهويتها الإنسانية" لأن الهوية الإنسانية هي الضمانة الوحيدة والأكيدة لحل المشاكل العالقة لهذه المدينة ولأنه سوف لن ينعم أهالي تلك المدينة بالأمن والإستقرار ونبذ التفرقة القومية والطائفية التي غرست داخل المجتمع العراقي بشكل عام ومدينة كركوك بشكل خاص، إلا بسيادة تلك الهوية، حيث إن التعايش السلمي والتضامن الإنساني بين ناطقي اللغات المختلفة في كركوك كانت ظاهرة مألوفة منذ مئات من السنين، ولم ينتهك ذلك التقليد الإنساني إلا بمجئ الحكومة الشوفينية البعثية والتي سببت بإنفلات الأوضاع وسلب حالة التآلف والتعايش الإنساني من تلك المدينة. أما بعد سقوط النظام البعثي الفاشي فبدلا" من معالجة الجراح العميقة التي تركها ذلك النظام الفاشي في جسد المدينة قامت مختلف الأحزاب والقوى السياسية القومية والطائفية بتعميق تلك الجراح، وكان ذلك إفرازا" طبيعيا" من إفرازات الحملة الامريكية وإحتلال العراق.
إن إنسحاب الأعضاء "العرب والتركمان" من المجلس البلدي و تعليق المجلس لأعماله، هو بحد ذاته فشل وموت للمجلس البلدي. وبهذا فآن الأوان يكون قد آن لفسح المجال أمام الإدارة الحرة لإهالي المدينة لكي يتسنى لهم إنتخاب ممثليهم. إن الحل الممكن والوحيد، يتمثل بحل المجلس البلدي المعلق وتشكيل مجلس بلدي ذي صلاحيات كاملة على أن يقوم على اساس إنتخاب الممثلين في المحلات السكنية وفي الجمعيات العمومية بشكل مباشر في كل المحلات الموجودة في المدينة، لتحل محل ذلك المجلس. كما ويجب توفير أجواء من الامن والحريات السياسية غير المقيدة لجميع الاطراف و لجماهير كركوك، وتجريد كافة الميليشيات المسلحة التابعة للأحزاب السياسية من اسلحتها. إن المجلس الذي ينتخب بهذه الصورة ستكون لها صلاحيات كاملة في المدينة بما فيها الإشراف على قوى الشرطة وتعيين المحافظ ومدراء الدوائر، وهذا يعني أنها سيكون كمجلس تشريعي وتنفيذي في آنِ واحد. كما وإن هذا المجلس المنتخب سيكون بوسعه دراسة أوضاع المدينة وايجاد الحلول العملية لكل مشاكل أهالي كركوك، ومن ضمنها توفير الأمن والإستقرار وتقديم الخدمات العامة كبناء وتصليح شبكات مجاري الماء والصرف الصحي، والكهرباء، بالإضافة إلى بناء المدراس بمختلف اللغات، وكذلك بناء مستشفيات جديدة وتقديم الخدمات الصحية لجميع المواطنين، وتعمير المدينة وبناء شبكة متطورة من الطرق والمواصلات والجسور، وإنشاء المجمعات السكنية للمرحلين والنازحين، وتوفير فرص العمل للعاطلين. إن مثل هذه القضايا هي التي تجسد تطلعات المواطنين و مطالبهم وآمانيهم، كما وأنه سيكون بوسع ذلك المجلس أن يقتلع مختلف الصراعات الطائفية والقومية التي تمثل خطرا" محدقا" على حياة المواطنين من الجذور.
إننا نؤكد بأن ذلك الطرح يشكل الحل الواقعي والعملي الوحيد، وضمانة وحيدة لدرء الخطر الموجود والذي يحوم فوقنا يوميا". إننا نناشد كل الاحزاب السياسية والقوى والجمعيات والشخصيات الموجودة داخل المجلس البلدي لمدينة كركوك وخارجها من الذين يعانون ويتألمون من جراء تفاقم الأوضاع المزرية التي يتعرض لها أهالي كركوك، بأن يساندوا هذا الطرح ويبذلون كل ما في وسعهم للمضي قدماً نحو تحقيقه، وذلك لتفادي خطر الصراعات القومية والطائفية وإراقة دماء الابرياء.
سامان كريم
مسؤول الحزب الشيوعي العمالي العراقي/ كركوك
30/3/2004
#الحزب_الشيوعي_العمالي_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دعوى حول: مطلب محاكمة صدام حسين وقادة حزب البعث
-
وثيقة الدفاع عن الحقوق المدنية لجماهير العراق في مواجهة : ال
...
-
بيان تأسيس لجنة ملف أطلاق سراح الأسرى العراقيين في الجمهورية
...
-
بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول: اغتيال -احمد ياسين-
...
-
في ذكرى مرور عام على الحرب التي شنتها أمريكا على جماهير العر
...
-
عام على شن الحرب على جماهير العراق عام من السيناريو الاسود!
-
سيقود الحزب الشيوعي العمالي تظاهرة سكان المجمعات في بغداد ضد
...
-
بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول: الاشتباكات القومية و
...
-
ان اجتثاث الارهاب لهي مهمة العالم المتمدن!
-
ينار محمد ومؤيد احمد وسمير عادل يقودون تظاهرة الثامن من آذار
...
-
إنضموا إلينا، من أجل الدفاع عن قانون المساواة وتشكيل حكومة م
...
-
المؤتمرالسنوي الأول للمرأة في كركوك وجه ضربة قوية للإسلام ال
...
-
الحزب الشيوعي العمالي ومنظمة حرية المرأة في العراق يقودان اع
...
-
الهوية الإنسانية لمدينة كركوك تقطع دابر الإرهابيين في المدين
...
-
يجب اطلاق سراح امناء المصارف واسقاط جميع المبالغ عليهم
-
الحزب الشيوعي العمالي العراقي يدين اساليب وممارسات الادارة ا
...
-
ندوة لكوادر تنظيم بغداد للحزب الشيوعي العمالي العراقي
-
فارس محمود في ندوة سياسية في كوبنهاكن!
-
ينار محمد رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق ترعد فرائص الإره
...
-
لن نسمح بفرض العبودية على المرأة العراقية وفق الشريعة والقان
...
المزيد.....
-
هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش
...
-
القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح
...
-
للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق
...
-
لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
...
-
مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا
...
-
رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
-
الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد
...
-
بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق
...
-
فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
-
العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|