ليستمر منبر الحوار المتمدن متمدناً .. ؟

مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2588 - 2009 / 3 / 17 - 09:22
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    

لم ولن يتفق الإنسان على فكرة واحدة دينية كانت أم اجتماعية أم سياسية وبشكل مطلق .. وحتى في جلسة سمر يختلف المتسامرون .. ان الاختلاف هو من أسرار الوجود بل هو من أسباب استمرار الحياة .. فالتناقض في الخلق والكون هو في النتيجة تناقض إيجابي ولو انه يدخل في متاهات السالب والموجب.. الحياة والموت ، الماء والنار ، الصيف والشتاء ، الحرب والسلام ، الصدق والكذب ، الذكاء والغباء ، الصوت الجميل والصوت القبيح ، الجمال والدمامة ، الأبيض والأسود ... لتمتد هذه التناقضات إلى منبر الحوار المتمدن بقالب فكري حضاري متيحاً الفرصة للمتحاورين ليدلي فيه كل بآرائه وأفكاره في مناخ من الأمن والحرية وفي ظل نقاش أو جدل هادئ يتصف بالعقلنة وبالسمو الفكري والأخلاقي واحترام الرأي والرأي الآخر وعبر عرض أدبي في مناخ من الاحترام المتبادل .. ولكن الرياح قد لا تجري بما تشتهي السفن والتي هزت في الآونة الأخيرة عدداً من الزملاء الكتاب حول الماركسية وغير الماركسية .. لكل فكر فيه من الإبداع ما يفيه حقه وفيه أيضاً جوانب تدعو إلى نقده .. أي أن أية فكرة أو مذهب أو دين سماوي أو غير سماوي يوجد لكل منها أنصار مؤيدون أصدقاء ، ومخالفون يصنفون بأعداء من قبل الفريق الأول .. وقد يصل إلى تكفير بعضهم وتخوينهم وإزهاق أرواحهم وإرغام المخالفين على الإيمان بمعتقداتهم وأرائهم .. ولكن زمن الإلزام والإرغام في طريقه إلى الزوال والاندحار .. وان سمات العصر المتقدم يفرض التفاهم الإنساني والاعتراف بالآخر ضمن عقيدة الحرية الشخصية والرأي الحر وتحت مظلة إعلامية صارمة في الحفاظ على هذه البيئة الحضارية وفضح كل من يتصدى للرأي والرأي الآخر ومحاولته كبت الحريات الشخصية ..؟ والمهم الآن هو تنامي النقد بين الأخوة كتاب الحوار المتمدن بشكل ثري وهذا من إيجابيات وأهداف الحوار المتمدن الرئيسية ، لأن أي فكرٍ لايمكنه النضوج إذا لم يقلّب نقداً من كافة الأوجه للوصول إلى الإجماع النسبي العقلاني الديمقراطي الحر .. ولكن في الآونة الأخيرة قد حمى وطيس النقد .. ومع الأسف خرج بعض كتابنا الكبار عن مستوى الحوار المتمدن في بعض التعابير غير المتمدنة والخارجة عن أدب النقاش الثري وانحداره إلى ألفاظ ماكان يجب أن ترد على هذا المنبر المتميز .. لأن الكلمة هي زاد المثقف وانه وبتجاربه وإبداعه يمكنه أن يطور الكلمة إلى بعدها الحضاري والإنساني وأن يغني ويكوِّن أحرف ما يكتبه ويطرحه بالألفاظ المرنة والتي تؤثر من غير أن تجرح ويمكن أن يتقبلها المحاور الآخر دون حرج أو شعور بشبهة القدح أو الذم .. في كل الأحوال نأمل من الزملاء في حواراتهم انتقاء الكلمة الجميلة السمحاء التي تواكب العصرنة تتويجاً لاستمرارية هذا المنبر المتمدن أبداً ..؟

#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات