ابراهيم زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 2588 - 2009 / 3 / 17 - 09:00
المحور:
الادارة و الاقتصاد
صحيح ان النفط هو اللاعب الرئيس ، وهو الدافع وراء شن العدوان على العراق ، ولكن هناك ماهو اهم من النفط ، فقد جرى التخطيط وبدقة لسرقة تأريخ وحضارة وذاكرة شعب بذرائع شتى لتمرير الخدعة الكبرى والتستر على جريمة القرن الحادي والعشرين التي ارتكبتها قوات الاحتلال الامريكي البريطاني الصهيوني .
فقد شاهدنا وعبر الفضائيات كيف جعلت قوات الاحتلال الآثار العراقية نهبا بايدي العصابات المتخصصة التي تعمل لصالحها طبعا ، حين حطمت ابواب المتحف العراقي ، ولم تكتف بهذه الجريمة ، بل احتلت جميع المواقع الآثارية ليكون النهب المستمر تحت اشرافها ، وفي الجانب الآخر كانت تجري اكبر عملية سرقة لتأريخ وذاكرة شعب من خلال نهب موجودات دار الكتب والوثائق وفي مقدمتها تلك التي تتعلق بيهود العراق بذريعة صيانتها وهي تلك الاكذوبة التي اطلقوها يوم سرقوا الكعكة الصفراء ( اليورانيوم المخصب ) خشية وقوعها بايدي العصابات الاجرامية مما تمثل خطرا على الشعب العراقي تصوروا ، هكذا يسوغ اللص سرقته ، مثلما سوغ من قبل احتلاله للعراق باكاذيب فضحها الواقع لاحقا .
ان جريمة تدمير العراق ونهب ثرواته وموجوداته اشتركت فيها اطراف عربية واسلامية كثيرة منها لقاء المعونة الامريكية التي يحصلون عليها ، ومنها المحافظة على عروشهم في ظل الحماية الأمريكية ، وقد كشفت الاحداث ضلوع هؤلاء في جريمة القرن الحادي والعشرين هذه .
ولسنا هنا بصدد تسمية هذه الاطراف بقدر مايهمنا نهب حضارة بلدنا وسرقة ذاكرة شعبنا ، فالآثار العراقية كانت اول الاهداف بعد النفط يليها الارشيف العراقي ، اذ ان من لاتأريخ له ولاحضارة يؤرقه مالدى الغير حسدا وحقدا .
ان من يتصور ان الاحتلال الامريكي البريطاني الصهيوني كان يستهدف الهيمنة على منابع النفط العراقي حسب انما هو لاينظر ابعد من هذا ، فالمخطط الشرير كان يضع في اولوياته الغاء تأريخ هذا الشعب واعادة تركيبه حسبما مخطط له .
لقد سرقوا الثروة الاهم من بين ثروات هذا الشعب ... فمن يحاكم هؤلاء السراق ؟
#ابراهيم_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟