|
أنتخابات مجالس المحافظات ...قبل ... وأثناء ...وبعد
هيثم القيّم
الحوار المتمدن-العدد: 2588 - 2009 / 3 / 17 - 09:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هــدأ " العـُرس " الأنتخابي، وظهــــــرت النتائج النهائية ، وعليه لابــــــد من وقفة تحليلية لما جرى قبل الأنتخابات أي أثناء الحملات الدعائية ، واثناء أجراء الأنتخابات و بعد ظهور النتائج ، لنســـتقرئ ( قدر المستطاع ) أهم المتغييرات والمؤشــرات التي أفرزتها هذه الأنتخابات ونتائجها , وهنا لابد من التنويه أن رؤيتنا مبنية على ضوء النتائج المعلنة بغض النظر عمّا ذُكـــر من تلاعب وتزوير رافق العملية من البداية الى حين اعلان النتائج وهو أمــر متوقّع في ظروف وملابسات الوضع السياسي في بلــد مثل العراق ..!!
قبل الأنتخابات :
لم يشـــــهد العراق من قبل حملات دعاية أنتخابية مثل التي جـــرت من حيث الحجم والخطاب الدعائي وطريقة تقديم كل طرف نفســــــه للناس، لقد كانت بحق " هــوجة " أعلامية غير مســـبوقة ، ولعل المرء يتسائل لماذا هــــــذا " التقاتل " على مقاعــد مجالس المحافظات...!؟ هل هو فعلاً لتقديم حياة أفضل للمواطنين، وبناء دولة حديثة قائمة على القانون والمؤوسسات.. هل هو توطـــــــئة لانتخابات البرلمان القادم ...؟ أو " لتحسين " المستوى المعاشــــي للمُرشحين...!!؟ هل هو للنهب المُـــريح للمال العام ...؟؟ هل هو للسيطرة على المحافظات لأقصاء الآخـــرين تحقيقاً لأهــداف مستقبلية ...!؟ هل هناك أجندات خارجية تلعب لعبتها في دعم هــذا الطرف أو ذاك ...!؟ وهل ... وهل ... وهل... أكاد أجزم أنها جميعاً ولكن بنسب متفاوتة ، وهذه التساؤلات تطرح نفسها بقوة على ضــوء التجربة السابقة في الأنتخابات عام 2005 وما أفرزته من نتائج وما جرى بعدها من صعود ( طبقة سياسية ) حَــــكمت المحافظات والتي أقل ما يُقال عنها أي هذه( الطبقة ) وفي معظمها بأنها وصـــمة سوداء في تاريخ العراق , وأنها أُفســـــد من ( طبقة بيض ) في حَـــر تموز...!! يمكن توصيف الجو الأنتخابي من خلال الملاحظات والمؤشــرات التالية: 1- أتســـاع مساحة الحرية المُتاحة للمرشحين " كُــتل, أحزاب, أفـــراد " للتعبير عن أنفسهم وبرامجهم , وهذا مؤِِِِشـــــر أيجابي جيد أملاه التحسّن بالوضع الأمني والتحسّن في الجو السياسي بشكل عام. 2 - بالأضافة للكيانات والأحـــزاب والأسماء القائمة والمعروفة في الساحة السياسية العراقية ، دخلت ( المُعترك ) أحـــزاب واسماء جديدة بالعشرات , وهذا يؤشـــر نمو الوعي بأهمية المشاركة في الحياة السياسية من قبل جهات وأطراف وأفراد كانت محسوبة أما على الأغلبية الصامتة أو منعتها الظروف الأمنية من الظهور, بالأضافة الى ســـعي بعض الأطراف لأعادة تشكيل نفسها وأسمها من جديد فمثلاً التيار الصدري طرح نفسه تحت يافطة (، الأحرار المستقلين ، الأصلاح والتنمية )، وبروز الحزب الدستوري العراقي وهو حزب جديد،وجرأة يوسف الحبوبي في كربلاء، وبروز قائمة أسكندر وتوت في بابل، وظهور قائمة الحدباء الوطنية في نينوى،وتجمع صحوة العراق في الأنبار وغيرها الكثير من الأمثلة. 3- لاحــــــظ الجميع البذخ " الخُرافي " على النشاط الدعائي من قِِـــبل بعض الكيانات والأحزاب لغرض كسب أصوات الناخبين سواءاً في مجال الملصقات والبوسترات واللوحات الأعلانية أو في مجال ( الحفلات ) الدعائية أو من خلال شراء أصوات الناس عن طريق توزيع مواد عينية كـ (البطانيات والمدافئ والأقمشة وغيرها ) أو توزيع مبالغ نقدية مباشرة ...!!؟ مقابل فُـقر أمكانيات وميزانيات الأطراف الأخــرى ...!! وهــذا الحال يجب أن يطرح ســـؤالاً خطيراً ( من أين لك هــــذا ...؟؟؟ ) أذ لايُــــعقل أن هذه الأموال الضخمة هي من( نثــرية ) هذه الكيانات والأحـــزاب أو من مواردها الذاتية ...!! أذن لابد من وجود طريق آخر للتمويل وهذا الطريق ذو فرعين كما أرى أحدهما يؤدي للمال العام والآخر يؤدي الى خارج الحدود...!! وهنا تصبح مسألة أصدار (( قانون الأحــزاب )) ضرورة قــــصوى وخصوصاً قبل أنتخابات البرلمان الجديد في نهاية 2009, وكما هو معمول به في جميع البلدان الديمقراطية, و هذا القانون هو الذي يُنظم تشكيل الأحـــزاب ويُبين مصادر تمويلها ونظامها الداخلي وطبيعة الأفكار والمبادئ والأهداف التي تعتنقها ،,و لكي يتحقق على الأقل مبدأ العدالة والأنصاف بين الأحزاب ( الكبيرة ) والأحزاب الصغيرة في أمكانيتها المادية ولكنها ربما كبيرة وكبيرة جـــداً في وطنيتها وأخلاصــها، وأيضاً لكي لا نرى من يشـــخر في الليل ليستيقظ في الصباح ويشكل حزباً ...!!! . 4- على الرغم من أن قانون أنتخابات مجالس المحافظات قد حَــظُر أستخدام الرموز الدينية وأماكن العبادة للدعاية الأنتخابية لطرف معيّن ، اِلاّ أن عدد من الأطراف " أبى " اِلاّ أن يستخدمها لأغراضه الدعائية وعلى الرغم من تأكيد المرجعية في النجف الأشــرف من أنها لا تدعم أي قائمة ..!! لأن هذا البعض لا يستطيع ( العيش ) اِلا بالأتكاء على أسم المرجعية وعلى أستغلال مشاعر الناس البسطاء وحُـــــبهّم لآل بيت رسول الله عليهم السلام أجمعين ...!! وهــــذا بحد ذاته أنتهاك للقانون وخــــــرق واضح كان يجب أن تــُحاسب عليه الأطراف المعنية...!! 5- لوحظ وبشكل مُــلفت ومُـــستغرب أيضا زيارة مسؤولين كبار في الدولة لمحافظات ومدن لم يزوروها من قبل وهم في ســــُدة المسؤولية ..! وهـذا الأمـــــر يكون طبيعيا للمُرشحين أو ممثلي الكتل والأحــــزاب الذين هم خارج السلطة , أما أن يتذكـــّـــر الآن السيد عادل عبد المهدي وهو نائب رئيس الجمهورية منذ حوالي أربع سنوات شـــعب مدينة الديوانية أو الشطرة وغيرها من مدن الوسط والجنوب ويزورها الآن لأغراض أنتخابية ولم يفعل ذلك طيلة المدة الماضية فهو أمر غريب ومُســـتهجن ...!! ونفس الكلام ينطبق على السيد طارق الهاشـــمي وهو أيضاً نائب رئيس الجمهورية وعلى السيد نوري المالكي وهو رئيس الوزراء وينطبق على كل مسؤول في الدولة تحرّك ضمن الحملة الدعائية لحزبه أو من يمثلهم وزار مناطق لم يزرها من قبل ضمن نطاق مســـــؤوليته الدستورية والتنفيذية والأخلاقية..!. 6- الأمـــر الغريب الآخـــر هو الخطاب الأعلامي الذي أنتهجه البعض للترويج لحزبه أو كتلته، وقـــد تابعت ( باشمئزاز) خطابات بعض قادة المجلس الأعلى الأســـلامي و ممثلي بعض الأحــزاب ومنهم السيد عمار الحكيم والسيد جلال الدين الصغير، في التجمعات ( الجماهيرية) في عدد من محافظات الوسط والجنوب، حيث كان هناك تحريض وتأليب صريح على (( أهل بغداد )) كما سماهم السيد الحكيم وأنهم وبالحرف الواحد ( ليسوا أفضل منكم لكي يقودوكم ...!! ) ، والأغـــرب من ذلك هو التحريض على الحكومة وأدائها ، وهـــــذا يَـــــصّح عندما تكون أنت في المعارضـــة ، لكن أن تكون في صُــلب الحكومة والسلطة وتمسك بمقاليد الحكم في أغلب مفاصل الدولة ويكون خطابك بهذا الشكل فهذا يُـــشير الى أفلاس سياسي وجماهيري واضح ، والى أستغفال وأستخفاف لعقول الناس، ولكن والحمد لله أثبت معظم الناس أن عقولهم أصبحت عصيّــة على الأستغفال...!!
أثناء الأنتخابات
• جُـــرت عملية التصويت ولأول مــــرة منذ خمس سنوات بدون أي حوادث أمنية وفي جميع المحافظات ، وهذا مؤشـــــر كبير وأيجابي على قدرة الأجـــهزة الأمنية بمختلف تشكيلاتها وصنوفها على السيطرة و ضبط الأوضاع وبشكل ممتاز، وهنا لابد أن أذكر التعاون والتسهيلات التي قدمتها الأجـــهزة الأمنية للمواطنين لتسهيل مشاركتهم في التصويت ، وقد حصل معي شخصياً موقف يُشــير الى ذلك. • كان الأقبال على التصويت ضعيفاً في العموم حيث بلغت نسبة المشاركة 51% من مجموع الناخبين وكما أعلنت ذلك مفوضية الأنتخابات، بينما كانت نسبتها في عام 2005 بحدود 64% وهــــذا مؤشــر على الأحباط الذي أصاب الناس من التجربة السابقة وما آلت اليه، وأحساسهم بأن لا جدوى من المشاركــة لأن شيئاً لن يتغيير...!! أما الذين شاركوا في التصويت فكان يحدوهم الأمل مقروناً بوعي جيد بأن أصواتهم ستـــُحدث تغيير حتى لو كان بسيطاً ... وهو ما حصل..! • كانت نسبة النزاهــــــة في هذه الأنتخابات أعلى بكثير من نسبتها في الأنتخابات السابقة على الرغم من بعض الخروقات والتجاوزات هنا وهناك وعلى الرغم من الأخطاء الفنية والأدارية التي وقعت بها مفوضية الأنتخابات...! • شارك الناخبين العراقيين وبشكل مشترك وبكل حـــرية في مراكز التصويت من جميع الأطياف والمذاهب والأديان والقوميات دون أحساس بالتمييز أو الأقصاء أو الفـــُــرقة ، وهـــذا باعتقادي كان أروع ما في هـــذه الأنتخابات ، حيث اصطَفّ السُني مع الشيعي مع المسيحي مع الصابئي والعربي مع الكردي مع الكلداني في طابور واحــــــد وجميل يــــُشير الى وحــدة الشعب وتآخيه وأن اللُحمة الوطنية أكبر وأقوى من كل محاولات ومؤامرات تفتيتها .
بعـــــــد الأنتخابات
هناك مــبدأ في العملية الديمقراطية يقول : ( الديمقراطية تــــنُظّف نفسها بنفسها...! ) وهو صحيح الى حـــد كبير وخصوصاً في البلدان حديثة العهد بها مثـل العــراق ، وتجليات هذا القانون لمسناها في النتائج التي أفرزتها هذه الأنتخابات وطبيعة ونوعية القوى التي فازت والتي خســـرت، وعملية التنظيف المقصودة تتجلى في ثلاث أمور: • أرتفاع وتطور وعي المواطن بأهمية صوته وأختياره عندما يلمس ويتيقن أنه هو الذي يختار من يحكمه وهو بنفســه يستطيع تغييره. • بعد كل عملية أنتخابية تصعد الى الواجـــهة قوى وأحزاب وشخصيات أقرب الى هموم الناس وطموحاتهم ومصالحهم وأكثر أخلاصاً ونزاهـــة من سابقيهم بسبب يقينهم بأن الناس يستطيعون تغييرهم في حالة أنحرافهم أو نقضهم لما وعـــدوا الناس به قبل التصويت وأبتعادهم عن مصالح الوطن والمواطنين...! • بمرور الوقت وبالتجربة يتطور الأداء الفني والأداري للجهات المسؤولة عن الأعــداد والتحضير والمتابعة لعملية الأنتخابات بكل تفاصيلها سواءاً كانت مفوضية الأنتخابات أو أي جهات أخــرى مساندة، وهذا التطور ينســحب بالضــرورة على مستوى النزاهة والشفافية في الأداء الأنتخابي. أي هي حالة صيرورة متواصـــلة بأتجاه تنقية ( الجسم الديمقراطي ) من الشوائب والأدران والسموم...!
بعد أعلان النتائج النهائية بات واضحاً طبيعة التغييرات في الخارطة السياسية للمرحلة القادمة , والتي حتماً ستفرز تحالفات واصطفافات جديدة ، وستُحدث تغييرات مهمة في الوضع السياسي والحياتي والخـــــدمي للمواطنين في محافظاتهم ، وقبل تناول الدلالات والمعاني التي أفرزتها النتائج لابد من ذكر أبرز القوى التي تصدّرت النتائج في عموم المحافظات الأربعة عشر حيث مجموع المقاعد(441) وهي:
- أئتلاف دولة القانون ( حـــزب الدعوة – نوري المالكي ) حصل على 126 مقعد - قائمة شهيد المحراب والقوى المستقلة (المجلس الأعلى – عبد العزيز الحكيم ) 53 مقعد - تيار الاحرار المستقل ( التيار الصدري ) 41 مقعد - القائمة العراقية ( دكتور أياد علاوي ) 26 مقعد - جبهة التوافق ( الحزب الاسلامي ) 26 مقعد - تيار الاصلاح الوطني (الدكتور أيراهيم الجعفري ) 23 مقعد - تجمع المشروع الوطني (صالح المطلك) 19 مقعد - قائمة الحدباء الوطنية (أسامة/ أثيل النجيفي - نينوى ) 19 مقعد - التحالف الكردستاني ( الأحزاب الكردية ) 18 مقعد - اللواء يوسف الحبوبي ( مســـــتقل - كربلاء ) 1 مقعد - كيانات مختلفة ومتفرقة 89 مقعد
من ملاحـــــــظة النتائج أعلاه ، وبحساب عدد المقاعد التي ذهبت الى دعاة المشروع الوطني في عموم المحافظات ، يتـــبين بوضوح أن هناك تغييراً مهماً قد حصل في وعي المواطن العراقي وفي مزاجـــه السياسي ، وفي قدرته على التـــمييز بين المرشحين على الرغم من الحملات الدعائية الضخمة التي مارستها قوى كانت تَــســـــيطر على مجالس المحافظات وفي يدها مصادر القوة والمال والسلطة ، ويؤشـــــر كذلك على شجاعة الناخب العراقي وتخلصه من وطأة الضغط الطائفي والمذهــــبي . الدلالات والمعاني :
1- أنتصار المنهج والخطاب الوطني الداعي لوحــــدة الدولة والمجتمع والساعي لتأكيد الهوية الوطنية والقومــــية للعراق ، أي المنهج الذي يرفض تفتيت وتجزأة البلد ويرفض التخندق الطائفي والديني و العرقي ، ويقترب من نبض المواطن العراقي وهمومــــه وتطلعاته، ويمكن أعتبار هذه النتائج تصويت على رفض ( قصة ) الفدراليات والأقاليم وهي في نفس الوقت تصويت على وحـــــدة العراق أرضاً وشعباً. 2- أنحسار التأييــد لمنهج تســـييس الدين وحشره في شؤون السياسة وبناء الدولة وهـــو منهج لن ينجح في بلد مُـــتعدد الطوائف والمذاهب والأديان والقوميات كالعراق وأتضح ذلك في خسارة الأحـــزاب الدينية وخصوصاً تلك التي تلتحـــف بالغطاء الطائفي والمذهبي ، والتي أثبــتت فشلاً ذريعا في قيادة المجتمع وفي تحقيق آمال وتطلعات المواطنين ، والمثال الصارخ على ذلك هو هزيمة قائمة المجلس الأسلامي الأعلى في جميع المحافظات الوسطى والجنوبية وقائمة الحزب الأســلامي في محافظات نينوى والأنبار ، ولنا في نتائج الأنتخابات في محافظة كربلاء وهي بمثابة( عُــــــــقر دار) المجلس الأعلى وفي محافظة الأنبار حيث كان الحزب الأسلامي مسيطراً على معظم المناصب الأدارية فيها خير دليل..! ، وهنا لابد أن أُشـــير الى أن فوز قائمة السيد نوري المالكي في عشر محافظات ليس لأنها تُــمثــّل حزب الدعوة الأسلامي بل لأن خطاب السيد المالكي وبعض الأجراءات التي قام بها من خلال موقعه كرئيس للوزراء تصُب في اتجاه المنهج الوطني المُــشار اليه ، وواضح للمُتابعين أن المالكي اليوم هو غير المالكي قبل سنتين...!!. 3- لم يــــعُد صوت الناخب العراقي رقماً مُهملاً في حسابات الكُـتل والأحزاب ، أو أنه " تحصيل حاصل " للخطاب والأصطفاف الطائقي والديني والعرقي ، وهذه النتائج بالتأكــــــيد ستؤسس لنتائج الأنتخابات البرلمانية القادمة ، مما يعني مراجعة الخاسرين لمنهجهم وخطابهم وأدائهم ، وستدفع جميع اللاعبين في الساحـــة السياسية الحاليين والقادمين الى أحترام صوت المواطن وأرادته وآماله. 4- عدم فوز الحزب الشيوعي العراقي بأي مقعد وفي جميع المحافظات يؤشــــــر أمرين : أ- الفصل الواعي للمواطن العراقي بين أنتمائه الديني و المذهبي وبين شؤونه السياسية و الأجتماعية والحياتية . ب- فشل الأداء السياسي لمعظم قادة الحزب الشيوعي العراقي الحاليين، والمنهج الأنتهازي والنفعي الذي انتهجوه بعيداً عن المبادئ الشيوعية المعروفة ، حيث لم يتبقى من الحزب الشيوعي اِلاً أســــمه ...!!.
5- الفوز الساحق للسيد يوسف الحبوبي في محافظة كربلاء وهو عروبي الأتجاه ومن عائلة عريقة ومعروفة بوطنيتها وهو أيضاً كان قائممقام في زمن النظام السابق ( وهـــذه لوحـــــدها تُهــــمة كبيرة...! ) ، يُضاف لذلك النتائج الأخـــرى في باقي محافظات الوسط والجنوب يُشير بوضوح الى الأنتماء الوطني الأصيل لـ ( شيعة العراق ) والتصاقهم بعروبتهم وقوميتهم وليس كما أراد وحاول ( البعض ) تشويه هــذا الأنتماء وطمســــه ودفعهم الى أحضان دولة ولاية الفقيه ...!!. 6- الفوز الساحق لقائمة الحدباء الوطنية في محافظة نينوى يؤشر رفض شعبها لمحاولات التمـــدد على حساب مدينتهم وتغيير الهوية القومية لها من قبل الأحـــزاب الكردية الحاكمة في أقليم كردستان وعلى الأخص الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعــــمه مسعود البارزاني ( ولا أدري كيف هي ديمقراطية هــذا الحزب التي لم تـنجب سوى زعيماً واحــدا من عائلة واحـــدة منذ عشرات السنين...!!؟ ) وهل عَــــقُم رحِــــم الشعب الكردي المُجاهد والصابر من أنجاب قادة جُــــــدد ...!؟ . 7- أثبتت النتائج أن التفـــتت الذي حصل للكتل الطائفية ( الأئتلاف والتوافق ) والتي دخلت الأنتخابات السابقة على أساس طائفي بحت ،و انتجت المحاصصة المشؤومة والتي كانت وراء كل المصائب والخراب الذي حصل، وعندما حصل تضارب في المواقف والمصالح بين مكونات كل كتلة ، تــــــشظّت هذه الكتل وتفــتت وعاد كل مكوّن الى نفسه ليبني تحالفاته على أسس جديدة ، أقول أن هذا التفتت سيستمر ولن يعود كما بدأ ، بل ستنشأ تكتلات وتحالفات جديدة بمكونات جديدة مبنية على أساس المشروع الوطني ، وما نسمعه هذه الأيام من دعوات لأعادة تشكيل( كتلة الأئتلاف ) ومن نفس المكونات ( ولكن ) بزعامة جديدة واسماء جديدة سوف لن يُكتب له النجاح ، وأذا كان المقصود من هـــذه الدعوات ( والتي ربما تحصل بضغوط خارجية ) هو أعادة تكتيل المكونات ( الشيعية ) أستعداداً لأستحقاقات الأنتخابات البرلمانية القادمة فهو أتجاه خطير سيُعيدنا الى المربع الأول وسيدفع المكونات ( السُـــنية ) الى نفس الأتجاه وبالتالي سيُدخل البلد في دوّامـــة جديدة من العنف والخراب وربما التقسيم خصوصاً بعد الأنسحاب الأمـــريكي المُفترض من العراق حسب ما أعلن الرئيس أوباما ،وأنا على يقين أن الشعب العراقي سيرفض هذا التوجه وســـُيفشله ، وعلى السيد المالكي بصفته رئيساً للوزراء ورئيساً لقائمة أئتلاف دولة القانون الفائزة بأغلبية المقاعد أن ينتبه لهذا الفخ ...! ويعمل على بناء وتثبيت دولة الوحدة الوطنية ودولة المؤوسسات ودولة القانون فعلاً ...!!!
#هيثم_القيّم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظام أدارة الجودة ... شهادة الآيزو ... وأثره في الأداء الأقت
...
-
ماجستير ... في حب الحسين
-
وزارة الكهرباء ..وحكاية العشرة أمبيرات .. ( نحو حل جذري وشام
...
-
بنك الوزراء ... هل يقضي على نظام المُحاصصة..!؟
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|