أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - دفاعا عن الثورة الشعبية














المزيد.....

دفاعا عن الثورة الشعبية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2588 - 2009 / 3 / 17 - 09:22
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الانتخابات هي احتفالية للكبار , احتفالية الأغنياء و المهمين , كما أن الطغيان يمارس احتفالياته كل لحظة وسط حضورنا الأشبه بالغياب , وحدها الثورة هي احتفالية الناس الصغار , و حتى الصغار جدا , إنها اللحظة الوحيدة في التاريخ التي يصبح فيها الفعل , و بالتالي الفكر , نتاج أكبر عدد ممكن من البشر , الثورة ليست فقط مجرد عنف , إنها عنف المهمشين و المضطهدين , رغم أن هذا لا يمنحها صفة قداسة ميتافيزيقية , بقدر ما يعني أنها تفجر حقيقي للحياة أبعد حتى من أي صفات ميتافيزيقية تعبر عن مفاهيم جامدة ميتة ربما مهما أحيطت بهالة من القداسة الصوفية , إننا نحيا اليوم ضمن قوقعاتنا الخاصة , نحمل معنا ضمائر فاسدة و أرواح متعبة من حرب الجميع ضد الجميع التي يفرضها علينا مجتمع التسليع المرتبط بأقصى درجات القمع و التغييب و التهميش , إننا في عزلتنا هذه غير قادرين على خلق أي حالة تضامن مع الضحايا الآخرين للواقع السائد , و نصبح أكثر عزلة و هشاشة مع كل يوم , في مواجهة عجزنا و مواجهة الوجود الطاغي للسلطة في كل مكان , و في مواجهة الآخرين المهمشين و المقموعين , و مع الوقت و مع استمرار التدريب على الخنوع تصبح قوقعاتنا أعجز حتى من أن تحمينا من وقح ما أو من تسلط موظف صغير يمارس جنون عظمة السلطة على طريقته على حساب بشر فقدوا حتى القدرة على الاحتجاج أمام الابتذال و الفظاظة و القمع لصالح عزلتهم المتزايدة و طغيان كل أشكال السلطة , أفسدنا هذا الصراع الغبي المحتدم في كل لحظة و حولنا إلى كائنات تعتقد أن هذا هو ما تستحقه فعلا أو أن هذا هو أقصى ما يمكننا في هذا العالم , و مع انحطاط أرواحنا يزداد قبولنا بالدور المرسوم لنا من قبل الجلاد و من قبل سيده الطاغية , إن الثورة هنا هي طقس طهارتنا من هذا الانحطاط , من كل أمراض أرواحنا المتعبة و المستسلمة والتي تتألم في صمت دون جدوى , لعل السر هو في ذلك الخطر الذي يرافق الثورة , هذا الخطر الذي نتحاشاه في كل لحظة من أيام خضوعنا و أيام سطوة الاستبداد , أو لعل السر في قدرتنا , يومئذ , على أن نعمل جنبا إلى جنب مع الآخرين لمواجهة الاستبداد , هذا الذي يبدو مستحيلا اليوم , ربما لأن الثورة تعوضنا عن قواقعنا الخاصة بقوة غريبة نشعر بها واقعية تماما كما هو اليوم ضعفنا لدرجة العجز واقعي و حقيقي جدا بالنسبة لنا , في السعودية أو الخليج يرتكب الشباب كل المحرمات ثم يذهبون إلى مكة ليتطهروا من جديد بأن يعتمروا أو أن يحجوا , أما بالنسبة للفقراء , للصغار , للمهمشين , فإن الثورة هي الوضوء لصلاة حريتنا , الثورة هي الطقس الجماعي لتطهيرنا , وحدها هي مخاض ولادة حريتنا , لا المارينز و لا أزلام أي نظام و لا أي نوع من الجنرالات أو المفكرين يعرفون كيمياء خلق الحرية و ابتكارها , وحدهم البشر الصغار قادرون على هذا الاكتشاف غير العادي , وحدهم تمنحهم الطبيعة المعرفة اللازمة لهذا الاختراع , اختراع حريتهم , وحدها الثورة هي معادلة التغيير الحقيقية , وحدها الثورة قادرة على تطهيرنا من عجزنا و من خوفنا و من غربتنا عن عالمنا و من عزلتنا عن سائر الضحايا الذين لا يمكن لنا أن نبني حريتنا من دونهم , وحدها القادرة على أن تعيد الحياة إلى ذلك الطفل داخلنا , الذي ما زال قادرا على أن يصرخ : لكن الملك عار , عار , عار , هذا الملك الذي يلبسه وهمنا أثوابا زاهية الألوان , مرعبة , حقيقية بقدر ما هي عيوننا فاقدة البصيرة , يمكننا اليوم , بل و علينا بقوة إكراه الأمر الواقع و عجزنا و مرض أرواحنا , أن ننكفئ إلى قواقعنا الخاصة , لكن علينا أن نرهف السمع جيدا , منتظرين سماع أصوات الفقراء أمثالنا , عندها علينا و دون تردد أن نغادر قواقعنا فورا منخرطين في التهديم الشامل لهذا العالم الفاسد , لكن لكي تكون هذه الثورة ممارسة و لو مؤقتة للحرية ,عليها أن تشتمل أساسا على الكثير من الهدم في مقابل القليل من البناء , على الأقل في بداياتها , إن أي بناء سيعني الحاجة إلى شيء ما من هذا العالم الذي يقوم كما قال تشي على جماجم و عظام الفقراء , هذا العالم لا يلزمنا , في الحقيقة علينا أن نسقط كل شيء من حساباتنا إلا نحن , أية ثورة هذه التي يثور فيها الصغار لأجل رفيق الحريري أو لأجل زعيم من وزن لينين أو ستالين أو تروتسكي أو ماركس أو باكونين أو البنا أو سيد قطب أو عبد الناصر , تعالوا نقلب المعادلة , بدلا من أن نكون نحن في خدمتهم عليهم هم أن يثبتوا أنهم خدم جيدون و حقيقيون لقضيتنا , لقضية حريتنا , و إلا ليرحلوا عنا بكل بساطة , هكذا فقط يكون الطوفان قادرا على كنس كل الابتذال و القمع من حياتنا , و معه عجزنا و فساد أرواحنا , عندها فقط سيبدأ فصل جديد من مغامرة الإنسان على هذه الأرض.......

مازن كم الماز





#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء أناركي شيوعي ضد قمة الناتو
- عن الإسلاميين مرة أخرى
- أي حوار فلسطيني هذا
- الثامن من آذار
- المجالس العمالية ؟ : المدخل للديمقراطية المباشرة و لبديل حقي ...
- ليبرتاد ( 1925 ) عبادة الجيف
- سواء بقي النظام السوري حليفا لإيران أو أصبح تابعا لأمريكا , ...
- حاجة هذا العالم للتغيير
- جدل مع دعاة عبودية الأمر الواقع
- كافكا و الآخر
- ليو شتراوس : الأب الفكري للمحافظين الجدد
- أنطون بانيكوك : رأسمالية الدولة و الديكتاتورية ( 1936 )
- برودون إلى ماركس
- الحكيم بعد عام على غيابه : اكتشاف الإنسان و نقد فكرة الزعيم
- هكذا تفهم الحروب و هكذا تنتهي
- عن تصاعد قمع الأكراد في سوريا و محاكمات جرائم الأكراد الفيلي ...
- في المفاضلة بين القتلة و الحرامية
- أمريكا من الرأسمالية إلى الإمبريالية
- الأخلاق : فضائل الدولة لميخائيل باكونين
- عن الشهادة و الشهداء


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - دفاعا عن الثورة الشعبية