نشوان عبده علي غانم
الحوار المتمدن-العدد: 2587 - 2009 / 3 / 16 - 08:35
المحور:
حقوق الانسان
لقد أصبح هذا المصطلح شعارا يوميا ويافطة كرتونية زائفة تستخدمها الأنظمة العربية الحاكمة بإستمرار حتى غدت اليوم إحدى صور الديكتاتورية التي
أفقدتنا شرعية العيش وشرعية إمتلاك ذاتنا..الإرهاب هو ميدان وهمي لعمليات وهمية يفوز بها الحاكم العربي ويدفع ضريبتها وثمنها الباهض الصحفي
والمراسل والناشط الحقوقي والمدون.
وهذا ليس تعبيرا إستهلاكيا عابرا،بقدرما هو حقيقة وواقع ملموس.
فأنا هنا أكتب عن تجربة أخوضها لحظة بلحظة..فعندما قرأت أخبارا عن أن هناك تهديد للسفارة الأمريكية بصنعاء وأن هناك إطلاق نار بالقرب
منها،إنعكس ذلك من تلك اللحظة في مطاردتي بالإرهابيين..لإن السلطة وجدت ذلك مبررا لإدانةوقتل ناشط حقوقي وكاتب مدونة.
الإرهاب ليس إلا فتى مدلل لديكتاتورية جديدة من الحكام والأنظمة والأفراد المستلطين .
الإرهاب هو السلاح الخفي الذي يبتر أصحاب الأقلام الجريئة والضمائر الحية .
وهذا أيضا ما أكده تقرير دولي عن الإرهاب ذاته وتوظيفه في تعذيب الشعوب وتجريدهم من حقوقهم والذي هو سائدا في اليمن ومصر وسوريا
والمغرب.
لو جاز لنا أن نسأل أنفسنا :
هل نحن بالفعل بحاجة ضرورية إلى سياسة كهذه؟
لا هم لها سوى تعميق وتجذير هذا السلاح!
أنصرفت سياسة بلد بأكمله عن محاربة الفقر والبطالة ومكافحة الفساد والفاسدين وتحسين إقتصاد منهار تماما..
نحن بحاجة إلى أقلام جريئة لتعري هذا الوضع السوداوي..
ولسنا بحاجة إلى محاكمة تلك الأقلام وإدانتها بالإرهاب وتغييبها عن الوجود تماما..
لا يمكن أن نقول عن صحفي إرهابيا ولا يمكن أن نقول عن ناشط حقوقي ومدون إرهابيا ولا يمكن أن نقول عن الحقيقة إرهابا وعملا خارج شرعية
القانون والدستور..
هذا الإرث الذي خلفه للحكام العرب الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش،وصنع شرعية للإرهاب لا حدود لها..فأول ضحايا هذا السلاح كان مصور
قناة الجزيرة سامي الحاج وتم إعتقاله بسجن جوانتنامو لمدة ست سنوات،وكذلك مراسل الجزيرة في أفغانستان.
والصحفي اليمني عبدالكريم الخيواني،وغيرهم من الصحفيين والناشطين والمدونين.
هؤلاء الحكام يسخرون من شعوبهم ويسخرون أيضا من حريات الصحفي والمراسل والناشط الحقوقي.
علينا أن نعي جيدا هذا الدرس المجرّد من حقيقته ومن فعاليته أيضا,
علينا أن نقول الحقيقة وندافع عنها دفاعا مستميتا ولا نخشى من طغيان الحُكّام وجبروتهم أبدا,
إن هؤلاء الحكام هم أيضا بحاجة للدفاع عن إنفسهم ,وذلك نتيجة ما يقومون به من مجازر وحشية في حق شعوبهم ,وحق الأبرياء الذين تم إعدامهم ظلما
وقهرا ,والذي يحصل للرئيس السوداني من قبل المحكمة الدولية لجرائم الحرب هو دليل على أن بقية الزعماء العرب ينتظرهم نفس المصير ونفس
الألية ,لإنهم متقاربون في كل شيء ,
ومتشابهون في كل شيء !!
*المدون اليمني/نشوان عبده علي غانم.
*صنعاء-اليمن.
1/3/2009
#نشوان_عبده_علي_غانم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟