الهجرة الى دار الكفر

رعد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2587 - 2009 / 3 / 16 - 04:42
المحور: حقوق الانسان
    

التعامل بنفس السياق مع جميع شعوب العالم بمختلف بيئاتها وتراثها , خطأ ولا ينفع ! هذه ليست دعوة عنصرية بل حقيقة أثبتها علماء الاجتماع منذ بن خلدون عندما شرح الفروقات بين المجتمعات البدوية والحضرية ,الى د.علي الوردي رحمه الله.
فالغرب بنظري مخطيء في نظرته للمساواة المطلقة بهذه الطريقة .فهناك شعوب طورت نفسها تدريجيا وتقبلت الآخر , وهي مستعدة لارسال رجالها ونسائها لمساعدة المحتاجين ,حتى لو وجد هناك رجل مثل البشير يقوم بطردهم( بالكزمة ). بينما توجد شعوب لاتريد التطور ,عقائدها تمنع ذلك ,غالبية أفرادها يسيطر عليهم الجهل والتخلف والكسل ,
لا يقبلوا قراءة مستجدات العالم حولهم , حتى مع ما يسره لهم الانترنت !
الآخر بنظرهم عدو حتى لو ثبت عكس ذلك ,إن ساعدهم بالتخلص من طغاتهم , يرمونه بفردتي الحذاء عند وداعه ! يعتقدون أن الجميع يكره ويحقد بطريقتهم !
بل أكثر من ذلك هم فئات وطوائف بالعشرات والكل يكره الكل, حتى داخل الوطن الواحد.
ما زال بعضهم يصر على التصرف وفق حديث الفرقة الناجية ,الذي ضعفه بعض العلماء وأقره آخرون , ويفهمون منه أن فرقة واحدة من بين 73 فرقة ستنجو من النار ,
لذلك يعتبر ذلك البعض أنه بقتله للمسلم من الطائفة الاخرى فأنه يحسن صنعا , لأن المقتول أصلا في النار !
اليوم سمعت رجل مسن سعودي يدلي برأيه في البي بي سي عن توقعاته لما سيصدر من قرارات تصالحية في إجتماع القمة العربية غدا , يقول لن يتفقوا أبدا ,أنا أراقبهم منذ 60 عاما سيصدروا القرارات وبعد إسبوع سيعودوا للتنابذ بالكلام وبئس الالقاب .
أقرأ اليوم عن ما يسمى بجرائم الشرف وأين ؟ في السويد ,تصوروا
عنوان الخبر..من يملك حياة الفتاة ؟ويضيف نحن لانستطيع حماية الفتيات بوضع رؤوسنا في الرمال . تفاصيله تتحدث عن عدم المساواة بين الجنسين داخل العائلة الشرقية المهاجرة, بحيث تعطى السطوة للذكور على الاناث ويسمح لهم مايمنع عليهن ,ثم يذكر بعض الاحصاءات عن عدد حالات العنف والقتل وهي بالمئات .
وهنا يقفز التساؤل الازلي ,لماذا يهاجر هؤلاء الى الغرب الحر الكافر الماجن بنظرهم ؟
هروبا من الديكتاتورية؟ طيب من سمح لتلك الدكتاتورية أن تعشعش في بلداننا؟
أليست سلبياتناو التعاليم والعادات والتقاليد وإطاعة أولي الأمر ؟
لكن ,أليست هذه نفسها تقول , إبق وقاوم الظالم واحصل على حقك ؟فلماذا يهاجرون بعاداتهم التي جلبت لهم الدمار في بلدانهم؟؟هل يريدون خلطها وتوزيعها من جديد ؟
أحترم من يحترم نفسه ودينه وتراثه ويحاول الحفاظ عليه , لكن من جهة أخرى أقول لا داعي لهؤلاء أن يهاجروا الى بلاد غريبة وبعيدة عنهم , حتى لو هددت حياتهم في بلدهم الاصلي , فالاولوية عندهم للتراث لذلك عليهم أن يضحوا بالحرية التي يكرهونها في أعماقهم ! هم يحبون قادتهم ويدافعون عن قاتليهم حتى لو كانوا من نوع صدام أو البشير .ينشئون نصب لحذاء الزيدي , ويضعون صور وتماثيل عملاقة لجلاديهم , بينما يحرم الدين أي منها , تناقضاتهم لانهاية لها يأخذوها معهم الى المهجر ليقوموا بقتل بناتهم هناك..

#رعد_الحافظ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات