هفال زاخويي
الحوار المتمدن-العدد: 2587 - 2009 / 3 / 16 - 08:40
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
طبلت وزمرت الكثير من الجهات على ان العنف الدائر في العراق هو حرب طائفية...وراهنت الكثير من القوى الأقليمية على حرب طائفية – مذهبية – عرقية في العراق ، لكن كل ما دار ولم يزل في العراق هو في حقيقة الأمر حرب على مصادر الأموال وعلى السلطة التي هي الأخرى طريق للاستحواذ على الأموال ... صراع تاريخي انساني قديم جديد يتجسد على أرض الرافدين في مشهد درامي ضحاياه مواطنون بائسون معدمون وابطاله امراء حرب متخمون .
العنف في العراق لا علاقة له باختلاف المذاهب والاعراق والأديان ، بل مرتبط بطبيعة الأنظمة السياسية المتطبعة بالاستبداد والتي تبنت العنف كشرط من شروط الاستدامة وعبر تاريخ العراق قديمه وحديثه ... فالممالك والدول القديمة في العراق تبنت العنف واراقة الدماء كنهج للحكم من اجل استمرار تدفق الأموال ...والتاريخ اكبر شاهد على تاريخ العنف الدموي في العراق، الى درجة ان هذا العنف الذي ابتكرته الدول القديمة التي وجدت في العراق قد تجاوزت الجانب السياسي الى الجانب الاجتماعي فتطبع الانسان العراقي على العنف والغاء الآخر تحت مبررات دينية مذهبية عرقية حزبية يفهمها اللاعبون الأساسيون ويجهلها جنود الشطرنج.
اما في العراق الحديث فمنذ قيام الدولة العراقية التي اسسها الانكليز بحدودها الحالية فقد كانت الدولة عبارة عن جغرافيا انكليزية الهدف منها اقتصادي... الصراع الاقليمي الساساني الروماني على العراق كان اقتصادياً ولم يكن هواية يمارسها الحكام لقتل الوقت، اي ان الحروب لم تكن من اجل الحروب...القاعدة نفسها تنطبق على الصراع الصفوي العثماني على ارض السواد ...أنظمة الحكم الحديثة في العراق كلها تطبعت بطابع العنف كموروث تاريخي قديم ... الغزو العسكري الذي أطاح بنظام صدام الدموي القمعي المتخلف كان الهدف منه اقتصادياً لكن بدعوى نشر الديمقراطية...صحيح ان الاقتصاد هو العامل الأول وربما الأهم في نشر الديمقراطية ولا ضير ان تتقاطع المصالح ، لكن ان يذهب الاف المواطنين الأبرياء في العراق ضحايا للعنف الدائر – الذي خفت حدته حالياً- بدعوى التعصب المذهبي فهذا ما لا أساس له من الصحة ، بل ان الصراع صراع سياسي على السلطة والهدف منه الاستحواذ على مصادر الأموال ، وهنا يلعب الشعار دوره في التلاعب بعواطف الجمهور ، الذي هو الخاسر أولاً وأخيراً كونه الضحية في كل الحروب الخارجية والداخلية التي شهدها العراق عبر تاريخه المأساوي.
* من كان وطنياً ، ومن كان يحب العراق، ومن كان حريصاً على أهل العراق ، ومن كان حريصاً على مستقبل العراق ، ومن كان لايفكر بالسلطة والمال، فليحل مشكلة رئاسة البرلمان...! وسنصفق للمتنازل كبطل تاريخي.
#هفال_زاخويي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟