أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - السلام لا يبنى على أنقاض حقوق الإنسان














المزيد.....


السلام لا يبنى على أنقاض حقوق الإنسان


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2586 - 2009 / 3 / 15 - 06:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من حيث الفكرة ، لا إعتراض على المنحى الجديد الذي قررت أن تنهجه بعض الدول الغربية الرئيسية ، بفتح قنوات حوار مع بعض التنظيمات غير الرسمية ، فلا يوجد ما يجعلنا نعترض عن إعلان الولايات المتحدة و الدول الأوروبية الرئيسية إستعدادها للتفاوض مع منظمات مثل حماس و طالبان ، و إستمرار القنوات مفتوحة مع الإخوان المسلمين في مصر ، فحقن الدماء لا شك هدف نبيل ، و الجلاء عن البلدان رغبة يجب تشجيعها ، و الإنفتاح على المعارضة و الإستماع لها ضروري من أجل إستقرار منطقتنا ، و لكن ذلك لا يجب أن يكون أبداً على حساب مبادئ أساسية .
فإذا كانت الإدارة الأمريكية الحالية رأت أن التفاوض مع طالبان لابد منه للسلام في أفغانستان ، فإن ملف المفاوضات يجب أن يشتمل على نقاط أساسية تتعلق بسلوك طالبان .
لست بالتأكيد ضد الإنسحاب من أفغانستان ، و لكن لا يجب أن تسلم أفغانستان – أو جزء منها - لطالبان لتحكمها بنفس الطريقة التي حكمت بها سابقاً ، خاصة أن هناك بدائل لطالبان أكثر فهماً لرسالة الإسلام .
لا يمكن - على سبيل المثال - القبول بأن يكون السلام في أفغانستان على حساب حق البنات في التعليم ، و حق جميع الأطفال في الحصول على تعليم متنوع و ليس ديني فقط ، و حق المرأة في التصويت و العمل المهني و السياسي و الإجتماعي ، و حق الأقليات الدينية و المذهبية في العيش بسلام و إحترام .
على نفس المبدأ ، ليس من المقبول التفاوض مع حماس دون الإصرار على مبدأ التعددية السياسية ، و أن على حماس أن تسمح بوجود أحزاب و منظمات سياسية و إجتماعية و ثقافية تختلف عنها و معها ، مع التشديد على إحترام حقوق الإنسان في غزة .
لا يجب أن يكون حمل السلاح ، و القدرة على فرض سيطرة ميدانية ، كفيل بإسباغ نوع من الحصانة ، و إهدار للمبادىء الإنسانية السامية .
لو تركنا هذه الإشتراطات ، و نظرنا للنتائج المتوقعة لهذا الإتجاه التفاوضي ، فسنخرج بعدة دلائل و تصورات للخريطة السياسة المستقبلية للمنطقة ، بفرض وصول المفاوضات لنتائج إيجابية تتعلق بالتوافق على مصالح الطرفين ، و بفرض أن الغرب فشل في فرض أي من المطالب المذكورة أعلاه على تلك المنظمات ، أو تغاضى عنها عند أول رفض ، شراء للسلام السريع .
الدلالة الأهم لهذا المنحنى ، أن الغرب ، قد أعلن الكف عن الأمل في ولادة تيار قوي للديمقراطية الإسلامية مثل حزب العدالة و التنمية التركي ، فما بالنا بالليبرالية و الإشتراكية و غيرهما .
الغرب فقد الأمل ، و قرر تسليم المنطقة للتطرف مع حفظ مصالحه ، و نتائج التسليم ستتعدد و ستشمل الجميع :
أولاً على الأنظمة الحاكمة حاليا ، و بخاصة الأنظمة التي تنشط بها تلك المنظمات ، مثل مصر و فلسطين ، أن تعلم إنها تنتظر مصير حالك ، أو لنقل إنها ربما تعيش حاضر بلا مستقبل .
ثانيا على التيارات السياسية المحلية في تلك البلدان ، مثل الديمقراطيين الإسلاميين و الليبراليين و الإشتراكيين و القوميين ، أن يعلموا أن التنافس الحالي مع تلك المنظمات - على شدته - لا يعني أي شيء بالمقارنة مع الإستقواء بالغرب عندما ينضاف لكفة ميزان تلك المنظمات .
ثالثا على الشعوب أن تهيئ نفسها للحياة في ظل تلك الأنظمة ، إذا ظلت على سلبيتها ، و ظلت تذعن لكل ممسك بالسلطة ، و الحمد لله هناك تجارب لبعضها ، مثل في أفغانستان و غزة ، و عليها ألا تشتكي فيما بعد نتائج سلبيتها الحاضرة .
رابعاً على الولايات المتحدة و بقية الدول الغربية الرئيسية أن تعلم ، أن التسليم الحالي لن يعني نهاية المطاف لها ، أو السلام و الإستقرار الأبديين ، فالمنطقة ستنزلق بفضل سياستهم المدعوة بالعملية ، بدرجة أكبر نحو التطرف ، لأن هناك منظمات أشد تطرفاً من سابقتها ستنبثق كل حين ، لأنها ستجد أن التطرف و حمل السلاح هو الذي يكسب ، و بالتالي ستبتلع سابقتها الأقل تطرفاً ، مثلما تنافس الأن منظمة الجهاد الإسلامي حماس في غزة ، و مثلما إرتفعت طالبان على حساب حكمتيار و سياف و غيرهما ، و سيكون على الغرب إعادة التفاوض و التنازل في كل مرة يصعد تيار قوي أشد تطرفاً عن سابقه الذي أمسك بالسلطة ، و على الشعوب السلبية بالمنطقة تحمل مزيد من الضغوط .
أن ما يطلق عليه السياسة العملية ، ليست عملية على الإطلاق ، و ليس هناك ما هو أقصر منها نظراً و أسوء أثراً ، و لو إستمر التنازل عن المبادئ شراء للسلامة ، فلا أستبعد أن نسمع فيما بعد عن إستعداد أحد الدول الغربية التفاوض مع المعتدلين من قراصنة الصومال .
إنني لا أطالب الغرب سوى بأن يقف على الحياد بين القوى السياسية المحلية في كل دولة فلا يدعم تيار على حساب أخر ، كما إنني لا أقف ضد رغبة الدول الغربية الرئيسية في البحث عن السلام ، فهذا مطلب لا يمكن معارضته ، خاصة أن المنطقة بالفعل منهكة ، و لكن يجب أن يحكم عملية البحث عن السلام مبدأ هام هو :
السلام لا يبنى على أنقاض حقوق الإنسان .




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم على الأمريكيين في مصر توخي الحذر ، و لكن من النظام الحاك ...
- سنجعل مبارك يرتدي الجلباب الأزرق و يمسك بالنبوت و يرقص التحط ...
- إستعادة أسماء القرى المصرية القديمة ، إستعادة لتاريخنا و هوي ...
- إلى العقيد القذافي : إتحادنا الأفريقي هدفه الخير ، لا الإستق ...
- مبارك هو الإرهابي الأول في مصر
- إلى متى ستبقى الديمقراطية العراقية الحالية ؟ هذا هو السؤال
- ثورات الطالبيين ، ثورات من أجل العدالة الإجتماعية
- لننفتح على العالم بإتقان العربية الفصحى و الإنجليزية ، و لا ...
- البقاء فوق الخراب ليس إنتصار
- الإضرابات يجب أن تستمر ، إنها حرب إستنزاف نفسية
- سلاح مبارك لحماس ، سلاح لقتل الديمقراطية الإسلامية و الديمقر ...
- نشر الديمقراطية ، كلمة حق لا يجب أن يخشى أوباما النطق بها
- البقاء لمن يعرف متى و أين يقف ، على حماس أن تتنحى
- أثر أحداث غزة على مصر ، الإخوان أكبر الفائزين و آل مبارك أكب ...
- لماذا لا يتصالح اليساريون و الليبراليون العرب مع الدين ؟ لما ...
- إلى غزة قدمنا العرض الأسخى ، و الأكثر واقعية و ديمومة
- الإنقلاب الغيني بروفة للإنقلاب المصري ، و لكن أين نقف نحن ؟
- آل مبارك الأسرة الثانية و الثلاثين الفرعونية ، بدعة المواطنة ...
- الإمساك بالبرادع ، لن يأت بالحكم القوي لحكومة متمدنة
- اللوم في غير مكانه ، لن يأت بالحكم القوي لحكومة متمدنة


المزيد.....




- الشيخ نعيم قاسم: الثورة الاسلامية في ايران هي انموذج للحياة ...
- الشيخ نعيم قاسم: المشروع الامريكي خطر على الدول العربية والا ...
- إيهود باراك يحذر نتنياهو من العودة للحرب في قطاع غزة
- السيسي يناقش -خطة غزة- مع رئيس الكونغرس اليهودي وولي عهد الأ ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - السلام لا يبنى على أنقاض حقوق الإنسان