|
العولمة الإسلامية..!؟ 2
جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 2586 - 2009 / 3 / 15 - 08:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يقول الشيخ عابد السفياني عميد كلية الشريعة في جامعة أم القرى سابقاً: إن الإسلام بوصفه الرسالة الخاتمة هي رسالة عالمية ( المنشأ ).! لها مبادئها الشاملة لجميع أحوال البشرية، وانحسارها، هو الذي فتح الباب للعولمة الكفرية الراهنة، إن أساس البشرية هو ملة آدم.. وكانت هذه الأمة العالمية حينها تعيش تحت شريعة واحدة هي الأصل، وهذه الشريعة لم تكن غير الإسلام بإحدى صوره.! والقرآن يؤكد عالمية الإسلام وأمته (( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون )) وتضيف ـ أم علي ـ إلى قولة الشيخ هذه، قولة ـ هارون الرشيد ـ الاقتصادية المعولمة التي تؤكد انتصار العولمة الإسلامية منذ ذلك الوقت: أمطري حيث شئت فإن خراجك سوف يعود إلي.! وما الحج المليوني هذه الأيام إلا مظهر آخر من مظاهر انتصار العولمة الإسلامية..! ومن هذه المظاهر المشرقة السباق الزبيبي القائم هذه الأيام في ملاعب ( الزبيبة ) والزبيبة دائرة رضّية سوداء ترتسم على الجبين فتكون أحسن علامة تؤشر على التزام صاحبها بمسالك ودروب الوصول إلى أبواب الجنة..! ومن المعروف أن أصغر زبيبة شرعية تستلزم أن يسجد الرجل كل عام / 12642 / سجدة مع الحف أو الخبط المناسب..!؟ وقد انكشف أمر بعض المنافسين من كتاب العرب الذين يداهنون الطغاة ويميلون ميلتهم فإذا هجموا هجموا وإذا هادنوا خرسوا أما إذا انهزموا أو حردوا فيختلقون لهزيمتهم وحردهم الأعذار بالأمتار بعد أن صار حال هؤلاء المستكتبين كحال أنصاف الإسلاميين الذين ضبطوا على مرِّ الأيام وهم يفركون جباههم بالثوم ليحصلوا على ( زبيبات ) تقليد مفبركة...!؟ أما غالبية العولميين الإسلاميين الأصيلين فإنهم يجمعون على ضرورة التخلص من الزنادقة، والوجوديين، والملاحدة، وغيرهم من العصاة الناشطين..! فمن غير استئصال هؤلاء الجناة، وتنظيف المجتمع منهم، لا يمكن أن تقوم دولة الإسلام على الوجه الصحيح فأعداء الله هؤلاء قد ينجحون في تأليب المسلمين على أولياء الله بمختلف رتبهم (( وفيكم سمَّاعون لهم )).. ثم إن العولميين الأكثر ( زبيبية )، يلحِّون على قضية التركيز في تربية جمهور المسلمين على الطاعة والسمع، فمن غير الطاعة العمياء الصَّماء لا يمكن النجاح في المسعى العولمي المبارك، وهو الأمر الذي أوجب عدم الاكتفاء بجهود المشايخ الجوالين، ومشايخ البسطات، وأئمة المساجد، ومفاعيل الفتاوي، وخطب الجمعة، وباقي أشكال الوعظ، والإرشاد، والتنميل..! وهكذا فقد انطلقت بعون الله القهَّار، وغض نظر الحكام الأشرار، فصائل الدعاة من الجنسين، والقبيسيات الناعمات، والأخوات العالمات، وقد صار بعضهم نجوماً في عز الظهيرة من فرط براعتهم العاطفية في التجييش والإثارة..!؟ روى مسلم والترمذي عن الرسول: ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني ) .. وروى مسلم والنسائي عن الرسول: ( عليك بالسمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وفيما تحب أو تكره ) وروى الشيخان عن الرسول: ( من كره من أميره شيئاً فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبراً مات ميتة جاهلية )..!؟ وكانت هذه الأحاديث محل طلب وحاجة سياسيان لضرورة تمييز الإمام الأعظم وهو أمير الجماعة أوالخليفة عن الأئمة الذين يؤمّون الناس في الصلاة ذلك لأن هذا الإمام الهمَّام سيكون ذات يوم رئيساً مفدّى للإمبراطورية العالمية الإسلامية، وهو الذي سيقوم على حراسة الدين، وسياسة الدنيا، وأموالها، وحريمها..! وفي هذا السياق، يجب أن يكون المسلم العولمي هو الرجل الاستثنائي في طاعته فيعتبر موته الاستشهادي أحلى أمنياته...!؟ في مجتمعات العولمة الكافرة، يظل الهدف الأساسي مزيداً من الحرية الفردية، وفيها يمكن للناس بكل أسف، أن يتساووا أمام القانون كأسنان المشط المدني..! على عكس مجتمعات العولمة الإسلامية التي فيها مشطٌ إسلامي ستاندر.! فالشعار الإسلامي الكيِّس يترجم في مزيد من المساواة لكن، في العبودية لله أولاً وللأمير والحاكم ثانياً وأخيراً..! وتتغالظ ـ أم علي ـ في هذا المضرب فتقول: بحق رأس الخضر كيف يمكن أن يتساوى أهل الحق مع أهل الباطل والله ما غيره يقول: (( إنما المؤمنون إخوة )) فجلَّ جلاله حصر الإخوة والمساواة بالمؤمنين فقط لا غير لذلك، وعليه، فإن فكرة المساواة بين المسلم وغير المسلم فكرة خبيثة ومكشوفة، وهي من بنات أفكار العولمة الماجنة التي ترى مشروعية في مساواة الأقليات الدينية التي ابتلى بها العالم الإسلامي مع جماهير المسلمين إذ لا يمكن أن يستوي في هذه الدنيا الذين يعلمون والذين لا يعلمون...!؟ إن حرية المسلم الفاخرة، هي حريته التامة المتمّمة في تطبيق أحكام الشرع، وفي قمع المنحرفين عن هذه الأحكام ولو بجلدهم وسوقهم إلى المساجد بالهراوات.!؟ ولولا الحرص الشديد على هذه الحرية لما كانت هناك أصلاً حاجة لوجود شرطة دينية كهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهل يجرؤ أمريكاني أو طلياني أن يدحش هذه الهيئة في قائمة المنظمات الإرهابية...!؟ في العولمة الإسلامية يحافظ المسلم على مرتبة الشرف الأولى التي نالها من رب العالمين بعد أن سوّاه أكمل البشر في كل شيء.. فالمسلم إن تثاءب فإنه يضع يده على فمه.. وإن عطس أو ضرط وضع كفيه على وجهه أو مؤخرته.. وإذا مشى في طريق فإنه يمشي على اليمين كما في النظام المنضَّم.. وإن خرج منه ريح جلس ليستريح..! المسلم هذا يعرف كل شيء ولا تخفى عليه صغيرة، وكيف لا يكون كذلك وقد بيِّن الله له كل التفاصيل، وقوّمه أحسن تقويم، وعلَّمه أحسن تعليم (( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء )).!؟ ومن أجل ضمان نجاح عولمة العالم إسلامياً كان محتَّماً النظر في تدبير العدد والعديد.! ومن أجل هذا الهدف النبيل، جرى اعتماد رخصة التكاثر التي تبيح للمسلم بأن يعدد زوجاته فيبذر في أرحامهنَّ أجنةً إسلاميةً مباركة..! ويستشهد فقهاء التكاثر على فعَّالية هذه النظرية التعددية بطوفان النسل الفلسطيني الممنهج على هذه القاعدة الشرعية..! فهاهم يهود إسرائيل يعتبرون التزايد الكبير في تعداد الفلسطينيين خطراً ماحقاً، وتهديداً سافراً، يفوق خطر القنبلة النووية التي يملكونها..! وتتفلسف ـ أم علي ـ فتقول: لولا هذه النظرية النكاحية كيف كان يمكن للعرب المسلمين أن يقولوا ليهود دولة إسرائيل وهم يخرجون لهم ألسنتهم طز فيكم و في قنبلتكم النووية...!؟ إن ـ وفي عين الحسود عود ـ عالمية الإسلام حقيقة ربانية لا يجوز النقاش حولها، فمسألة العولمة في هذا العصر، لا تتوقف عند مسائل صغيرة تافهة كشيوع استخدام الأقمار الصناعية، وثورة المعلومات والاتصالات، وغير ذلك من صغائر الأمور التي لن تغني أصحابها ففي النهاية (( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ))..! ثم وإن كل ما هو مطلوب من أفاضل المفكِّرين الزبيبيين هو العمل على شرح، وتبسيط، وتوضيح، المعجزات الكونية، والعلمية، والبالستية، وغيرها من الكنوز التي تتضمنها آيات الكتاب العزيز، وأحاديث الرسول، وسير صحبه المبشَّرين، وخبايا ذريته المجنَّدلين المبجَّلين..! وسيجدون الناس بعدها في الغرب والشرق والجنوب والشمال يزحفون نحو عاصمة الدولة الإسلامية العالمية زرافاتٍ ووحدانا ليعلنوا إسلامهم و يندحشوا في سباق الزبيبة المعّولم..! والمسألة لا تعدو كونها مسألة وقت لا أكثر ولا أقل.. وقِّتوا ساعاتكم...!؟
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العولمة الإسلامية..!؟ 1
-
وإن سرق وإن زنى...!؟
-
زعماء ومزعومون وزعامات...!؟
-
فقهاء الاستنجاء والاستجمار...!؟
-
الخريع والكبكابة والدياصة..!؟
-
خذوا العلم ولو من الممالك...!؟
-
أحلام وكوابيس إسلامية...!؟
-
العلمانية الناقصة...!؟
-
خرافات دائرة النفوس الإسلامية...!؟
-
العقلنة المتبادلة...!؟
-
الروافع المقصِّية...!؟
-
مساجد.. وسجون...!؟
-
فيما خص السماحة الإسلامية...!؟
-
هذيان وعواطف وشعارات...!؟
-
من حصار الخارج إلى حصار الداخل...!؟
-
الحق في البهجة...!؟
-
الحلال والحرام في مسألة التعدد...!؟
-
في أن الحوار المتمدن ( مسبَّع الكارات )...!؟
-
إبليس والعبيد...!؟
-
المضطهد مرة والمضطهدة ثلاث مرات...!؟
المزيد.....
-
قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين
...
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|