أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - تروتسكي البورجوازي الوضيع















المزيد.....



تروتسكي البورجوازي الوضيع


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 2586 - 2009 / 3 / 15 - 09:03
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


اليوم وقد وصلت الحركة الشيوعية إلى الطريق المسدود، بفعل التحريفيين والمرتدين، يتقدم الشيوعيون الأمناء لحركتهم وللإنسانية للعمل الجاد على فتح الطريق المسدود، فيراود بعضهم العودة إلى دراسة قضية تروتسكي وأرجحيته الشيوعية وفقاً لتابعيه اليهوديين مثله اسحق دوتشر وإيرنست ماندل ؛ وهذا، كما أرى، أخطر ما في معالجة الطريق المسدود طالما أن التاريخ كان قد حكم على تروتسكي بافتضاحه كبورجوازي وضيع، بل وخائناً لطبقته، البورجوازية الوضيعة، تعاون مع مختلف صنوف أعداء الإشتراكية من نازيين وفاشيين ورأسماليين كيلا ينجح غريمه ستالين في قيادة المسار اللينيني في عبور الإشتراكية . وغالباً ما يبدأ يتيماه اليهوديان دوتشر وماندل روايتهما عن تروتسكي وأرجحيته الشيوعية بما وصفاه " وصية " لينين .

كتب تروتسكي نفسه في مجلة "البولشفي" العدد 16 لشهر سبتمبر 1925، قبل أن يطرد من الحزب الشيوعي ما يلي... " فلاديمير إيلتش لم يترك أية "وصية" وطبيعة موقفه من الحزب بل وطبيعة الحزب تستبعدان إمكانية أن تكون هناك "وصية " وما يشار إليه بالعادة أنه وصية في الصحافة البورجوازية والمنشفية المهاجرة (بصورة مشوهة تتجاوز الأعراف) إنما هي إحدى رسائل لينين تتضمن مقترحات حول شؤون تنظيمية وحظيت تلك الرسالة باهتمام كبير من المؤتمر الثالث عشر للحزب كما رسائله الأخرى واستخلص منها المؤتمر ما يتناسب مع الحالة في الحزب ومع ظروفه . كل الكلام حول إخفاء الوصية أو مخالفتها إنما هو كذب خبيث موجه إلى عكس ما أوصى به لينين" .

ومع ذلك فقد لاكت ألسن أخدان الرأسماليين والتروتسكيين علكة " الوصية " (Testament / will) الفاسدة طويلاً وما زالوا يلوكونها ويبصقونها في وجوه الشيوعيين بزعم أن لينين كان قد أدان ستالين فيما وصفوه بالوصية وطلب إبعاده عن قيادة الحزب . كنت قد كتبت في موضوع " الوصية " أكثر من مرة إلا أن تروتسكي نفسه هذه المرة، وفي مقالته المشار إليها أعلاه ذهب لما هو أبعد مما ذهبت، وصولاً إلى الكشف عن حقيقة " الوصية "، كل الحقيقة . وأجدني في هذا المقام تحديداً مديناً بالاعتذار للينين ثم لتروتسكي، إذ لم أكن أفطن إلى حقيقة طبيعة لينين التي لا تقبل في المبدأ مفهوم الوصايا ومثلها طبيعة الحزب بالطبع، وأن ما وصفته الصحافة البورجوازية والمنشفية المهاجرة بالوصية، متجاوزة كل الأعراف وبصورة مشوهة، إنما هي رسالة عادية من رسائل لينين العديدة التي وجهها إلى المؤتمر الثالث عشر للحزب بكامل هيئته العامة ـ مايو 1924 ـ من على فراش المرض وقد أخذها المؤتمر باعتباره وقرر بمقتضاها ما يناسب ظروفه .

وماذا قال ستالين في موضوع الوصية المزعومة، قال .. " في أول اجتماع عقدته اللجنة المركزية بكامل نصابها بعد مؤتمر الحزب العام الثالث عشر طلبت من اللجنة المركزية إعفائي من وظائفي كأمين عام . لقد بحث المؤتمر هذا الأمر ، وقد بحثه كل وفد على انفراد، واتفق كل الموفدين بالإجماع بمن فيهم تروتسكي وكامينيف وزينوفييف على أن من واجب ستالين أن يستمر في مركزه . فماذا يمكنني أن أعمل ؟ هل كان لي أن أتخلى عن وظيفتي ؟ هذا ليس من عادتي ؛ لم يحدث قط أن تخليت عن وظيفتي وليس لي الحق أن أفعل ذلك إذ سأكون كما المستنكف . وكما قلت سابقاً فإنني لست وكيلاً حراً، فعندما يلقي علي الحزب مهاماً علي أن أقوم بها . وفي السنة التالية أيضاً طلبت مرة أخرى إعفائي، ومرة أخرى طُلب إلي أن أبقى " .

وفي جلسة كاملة النصاب للجنة المركزية، بالإضافة إلى لجنة مراقبة الحزب، عقدت في 23 أكتوبر 1927 قال ستالين .. " لقد سمعتم المعارضين يصيحون في نفس هذا المكان قائلين " اللجنة المركزية أخفت وصية لينين " . لقد بحثنا هذه المسألة عدة مرات في اللجنة المركزية ولجنة مراقبة الحزب بكامل نصابهما، وأنتم تعلمون ذلك . وتأكد مرة بعد أخرى أن أحداً لم يخف ِأي شيء، وأن "وصية" لينين كانت موجهة إلى المؤتمر العام الثالث عشر للحزب وتمت قراءتها في المؤتمر وأن المؤتمر اتخذ قراراً بالإجماع يقضي بعدم نشرها لعدة أسباب منها أن لينين نفسه لم يرغب في نشرها ولم يطلب أن تنشر " .

قلت كنت كتبت عما يوصف بالوصية بعد أن قرأتها بإمعان مرات عديدة، ووجدت أن سياقها العام لا ينتهي إلى غير ما انتهت إليه قيادة الحزب فعلياً . عندما أحس لينين في نهاية العام 1922 أن الموت أخذ يدنو منه شهراً بعد آخر، بدأ يبعث برسائل قصيرة كثيرة إلى مؤتمر الحزب يبدي فيها مخاوفه على مستقبل الحزب والثورة ومنها الرسالة التي وصفت بالوصية، وهي ليست وصية . ولا يسع المرء إزّاء تلك الرسائل (الوصايا) إلا أن يُدهش حقاً، كل الدهشة، من تنبؤات لينين التي تحققت جميعها في أوقاتها ولو حتى بعد أكثر من ثلاثين عاماً ومنها التحذيرات التالية ..

1) حذر لينين الحزب من الخلاف بين ستالين وتروتسكي وأكد أن هذا الخلاف وإن بدا لأول وهلة قليل الأهمية لكنه قد يشكل فيما بعد تهديداً خطيراً لوحدة الحزب ويؤدي بالتالي إلى انشقاق وهو ما حدث فعلاً بعد ثلاث سنوات فقط (1927) حتى وإن لم ينشق مع تروتسكي إلا نفر قليل، لكن ذلك أدى إلى مواجهة الحزب صعوبات جمّة على طريق تنفيذ خطط التنمية والتصنيع منذ العام 1923 وحتى العام 1941 لدى نشوب الحرب في مواجهة الغزو النازي،
2) وحذر الحزب من أي شرخ في تحالف العمال والفلاحين وأكد أن الحزب الشيوعي السوفياتي هو حزب بلشفي أي أنه يقوم على دعامتين هما طبقة العمال وطبقة الفلاحين، وسيكون انهياره محققاً إذا ما فقد إحدى الدعامتين . في العام 1952 فقط قرر المؤتمر العام التاسع عشر للحزب إلغاء صفة البولشفية من اسم الحزب وهو ما يعني توجه الحزب إلى " محو " طبقة الفلاحين بتعبير لينين وكما كشف ستالين عن خطة الحزب نحو ذلك أثناء مناقشة القضايا الاقتصادية للإشتراكية في الإتحاد السوفياتي في العام 1950. لكن إنقلاب 1954 واستبدال مالنكوف بخروشتشوف لم يكن يعني فقط غلبة العسكر على الحزب في امتلاك القرار الوطني ، بل أنه أيضاً قد أتى بخروشتشوف، وهو النسخة الثانية لبوخارين نصير الفلاحين برأى مولوتوف . في ذلك الإنقلاب المشؤوم تعمّد تحالف الفلاحين والعسكر ضد البروليتاريا وتقرر بالتالي مصير مشروع لينين إلى الإنهيار التام، فكان أن طُرد ممثلو البروليتاريا من قيادة الحزب بانقلاب آخر شبه عسكري في يونيو 1957 قاده المارشال جوكوف، ثم ألغيت دكتاتورية البروليتاريا رسمياً في العام 1959 وتم الرجوع عن عبور الإشتراكية نهائياً .
3) وحذر أيضاً من قلّة بلشفية تروتسكي والبلشفية بمفهوم لينين هو تحالف العمال مع الفلاحين . حافظ تروتسكي طيلة وجوده القصير في حزب لينين 1917 ـ 1927 على إنكار دور الفلاحين في الثورة . رحيل لينين في يناير 1924 رآه تروتسكي زوال السد المنيع في وجه نظريته القديمة " الثورة الدائمة " (Permanent Revolution) التي تنكر أي دور للفلاحين في الثورة الاشتراكية في روسيا تخصيصاً، وكان لينين قد عارضها بقوة حيث أنها تعارض بناء الاشتراكية في بلد واحد، وترى أن الثورة يجب أن تمتد إلى خارج روسيا وإلاّ فإن الإخفاق سيكون مصيرها . لذلك عارض تروتسكي السياسة الإقتصادية الجديدة (النيب) وإعطاء امتيازات هامة للفلاحين بقصد المحافظة على استمرار الثورة في روسيا قبل أن تمتد إلى الخارج . لقد أكد لينين أنه بدون كسب الفلاحين إلى جانب العمال لن تكون هناك ثورة في الأصل .
4) وحذّر أخيراً من فظاظة ستالين وقسوته ويظهر ذلك في عدم تحمل الآخر، وهو أسوأ نقيصة في الأمين العام للحزب الشيوعي بشكل خاص ؛ وأكد لينين أن مثل هذا العيب قد يبدو قليل الأهمية لكنه سيكون بعيد الأثر في المستقبل ؛ ثم نصح بأن يستبدل ستالين بستالين آخر ـ ليس بتروتسكي ـ لا يختلف إلا بالدماثة وتحمل الآخر (tolerance) . اعترف ستالين بأنه فظ وقاسي وأكد أنه لا يمكن أن يكون غير ذلك تجاه أعداء الحزب . لا أحد يجادل في أن عضو الحزب عليه أن يكون فظاً وقاسياً مع أعداء الحزب، لكن كيف يتم تعيين الأعداء وفرزهم عن الأصدقاء ؟ ستالين العبقري فات عليه التمييز بين البولشفي بطل الحرب الأهلية كليمنت فورشيلوف إذ كان يظنه صديقاً، إن لم يكن عميلاً، للإنجليز، وكذلك البولشفي فياتشسلاف مولوتوف رفيق لينين ومؤسس البرافدا 1912 ورئيس الوزراء عبر التحولات الكبرى الصعبة في الإتحاد السوفياتي 1929 ـ 1941 ثم وزيراً للخارجية 1941 ـ 1952، لم يميزهما عن خروشتشوف غير البولشفي والذي انضم إلى الحزب بعد ثورة أكتوبر 1917 ؛ بل ميّز خروشتشوف على مولوتوف بسبب زوجة الأخير كونها يهودية وحكمت مرتين بالسجن بجرم تعاطفها مع الصهيونية دون أن يطلقها مولوتوف كما طلب إليه ستالين أكثر من مرة . لو حل مولوتوف محل ستالين حال وفاته، كما كان يُقتضى بعيداً عن شكوك ستالين، لما استطاع خروشتشوف على الأرجح أن يقود انقلاباً انتهى أخيراً إلى تدمير الاتحاد السوفياتي وكل مشروع لينين في الثورة الإشتراكية العالمية، ثم بالتالي إلى تدمير العالم . قد يستهجن البعض إعطاء فرد بعينه دوراً حاسماً في رسم مسار التاريخ، لكن أشخاصاً بعينهم قد يفعلون هذا لدى تعادل القوى عند مفترق طرق تاريخي، ولنا بلينين مثال قاطع .

رغم دحض تروتسكي نفسه لحكاية " الوصية " إلا أنها مع ذلك ظلت المدخل الوحيد للبحث في سيرة ليف دافيدوفتش برونشتاين الذي استعار اسم سجّانه في سيبريا " ليون تروتسكي " بقصد التخفّي تحاشياً لمطاردة البوليس من جهة، والتخلي عن الإسم اليهودي المميز من جهة أخرى ـ وسنقول كلمة بهذا الخصوص في النهاية. أما بعيداً عن مدخل الوصية فيمكن القول أن الحياة السياسية لتروتسكي التي امتدت لأربعين عاماً قد انقسمت إلى ثلاث مراحل ..

I (1903 ـ 1917) في مؤتمر الحزب الثاني (حزب العمال الإشتراكي الديموقراطي في روسيا ) 1903، التزم تروتسكي جانب المناشفة مثلما فعل معظم اليهود في الحزب . وتميز موقفه خلال تلك الفترة التي امتدت لأربعة عشر عاماً بالذبذبة إذ ترك المناشفة وعاد إليهم مرتين أو أكثر، والذبذبة من أخص خصوصيات البورجوازية الوضيعة . الراية التي رفعها تروتسكي طيلة تلك الفترة وشكل تحتها كتلة من الانتهازيين هي راية "التصفية" أو "المصالحة" (Liquidators/Conciliators) وكان هدف هذه الجماعة بقيادته ليس الوحدة بين المناشفة والبلاشفة كما ادعى ظاهرياً، بل تخلي البلاشفة عن خطهم السياسي، كما أكد لينين . منذ العام 1903 ظل تروتسكي يقود حملة شعواء ضد البلاشفة وضد لينين شخصياً . فكتب في العام 1913 رسالة إلى أحد زعماء المناشفة (شخيدزه) يقول فيها .." الفتن البائسة التي يثيرها لينين بانتظام وهو الخبير في الألاعيب والحاذق في استخدام كل ما هو متخلف في الحركة العمالية، لديه هوس بالفتن دون أدنى إحساس بالمسؤولية "، ثم أكمل فقال .. " البناء الكلي للينينية يقوم على الأكاذيب والمغالطات ويحمل في داخله سموم تعفنه " . أما ما يقوله لينين في تروتسكي فهو مدعاة للمراجعة والاعتبار . فقد كتب لينين في العام 1910 يصف مقالة لتروتسكي .. " هذا نفاق يثير القرف وتلاعب بالألفاظ، فكل إنسان يعلم أنه طيلة العام ومنذ انعقاد الإجتماع الأخير بحضور جميع الأعضاء، أن الجماعات التابعة (لغولوس) و (فيبريود) قد نشطت " أخوياً " ضد الحزب (وبدعم خفي من تروتسكي) " . وفي مقالة نشرت في العام 1911 بعنوان " الصراع الداخلي في الحزب " كتب لينين يقول .. " تروتسكي يشوّه البلشفية إذ أنه ليس قادراً على إدراك دور البروليتاريا الروسية في الثورة البورجوازية "، وقال أيضاً .. " لدى تروتسكي عجز هائل في استيعاب النظرية "، ثم قال .. " قلة حياء تروتسكي تسمح له بتصغير دور الحزب وتعظيم نفسه أمام الألمان حين كتب يقول أن جماهير العمال في روسيا يعتبرون الحزب الديموقراطي الاشتراكي خارج دائرتهم وأن الديموقراطيين الاشتراكيين هم بلا اشتراكية ديموقراطية ! "، وقال أخيراً .. " تروتسكي يجمع جميع أعداء الماركسية من مثل بوتريسوف ومكسيموف اللذين يحتقران كتلة لينين ـ بليخانوف كما يسميان " . ووصل الأمر بلينين في العام 1911 أن يصفه بالخائن .. " وهذا اليهوذا الذي يدق صدره معلناً بصوت عال إخلاصه للحزب ومنكراً أنه لم يحبُ ذليلاً أمام مجموعة فيبرود والتصفويين ؛ تلك هي حمرة الخجل تعلو وجه يهوذا تروتسكي " . وفي رسالة إلى أنيسا آرماند في العام 1915 كتب لينين .. " وصل تروتسكي وفي الحال انضم هذا "الوغد" إلى اليمينيين في مجلة نوفي مير ضد اليساريين في زمروالد ؛ إنه دائماً يلف ويدور متأرجحاً لكنه دائماً يساعد اليمينيين " . كما وصفه في العام 1916 في رسالة إلى هنرييت رولاند هولست يقول .. " إنه باختصار من أتباع كاوتسكي فهو ينادي بالوحدة مع أتباع كاوتسكي ". وفي رسالة أخرى بتاريخ 17 فبراير 1917 موجهة إلى أليكساندرا كولنتاي، أي قبل انضمام تروتسكي إلى الحزب بستتة شهور فقط ، كتب لينين يقول .. " أي خنزير هو هذا التروتسكي ! يكتب مع اليسار ويعمل مع اليمين ! .. هذا يتوجب فضحه " . وفي خطاب إلى عمال المناجم في العام 1921 قال لينين .. " تروتسكي يتهم لوزوفسكي وتومسكي بأنهم بيروقراطيون ؛ أود أن أقول أن العكس هو الصحيح " . ولا يجوز في هذا السياق أن نغفل إدانة أنطونيو غرامشي للتروتسكية إذ وصفها من زنزانته في السجن في الثلاثينيات .." بأنها المومس التي تعمل في بيت الدعارة الفاشي " . قبل انتفاضة أكتوبر بأسابيع قليلة فقط التحق تروتسكي بحزب البلاشفة بعد أن استمر المعارض الأول لهم طيلة أربعة عشر عاماً . اعترف بأن موقفه التصالحي (تصالح البلاشفة مع المناشفة) منذ العام 1903 كان خاطئاً تماماً . كان اعترافه مجرد نفاق فهو لا يكفي ليمحو كل العيوب التي ذكرها لينين وأحطنا بها وتلك التي لم نحط بها . في الأسابيع السابقة لانتفاضة أكتوبر كان حزب البلاشفة أكبر الأحزاب في روسيا ويضم 240,000 عضوا وكان الحزب الوحيد القادر على إسقاط الحكومة البورجوازية المؤقتة واستلام السلطة، وقد نادى لينين في نيسان باستيلاء البلاشفة على السلطة . كان انضمام تروتسكي للحزب قبل الإنتفاضة بأسابيع قليلة فقط ليس إلا طمعاً في تلميع صورته بتولي منصب رفيع في السلطة وهو من لا يفارق اللمعان مخيلته أبداً، وهذا أبرز سمات البورجوازي الوضيع .

II (1917 ـ 1927) لعشر سنوات فقط ظل تروتسكي عضواً في قيادة الحزب ووزيراً في الحكومة السوفياتية . لكنه طيلة هذه السنوات العشر حافظ على احتفاظه بموقف خاص به من مختلف القضايا مميزاً نفسه عن لينين وعن قيادة الحزب كما عن الدولة ؛ وهذا أيضاً مما يميّز البورجوازية الوضيعة على المستوى الفردي . يقرأ المرء تروتسكي فيفهم عامة أنه التلميذ المخلص والأمين للينين وأنه لم ينشغل قط إلا بالمحافظة على تراث لينين، لكن هذا مجرد نفاق وكذب مفضوح فهو لم يرافق لينين سوى خمس سنوات بدءاً من سنة 1917 حين انتسب للحزب وحتى العام 1922 حين أقعد المرض لينين ؛ شكل خلالها مجموعات غير ماركسية يقودها في معارضة لينين . كانت الحكومة المؤقتة برئاسة كيرنسكي قد قررت مواصلة الحرب خلافاً لبرنامج الثورة البورجوازية في فبراير 1917 الذي تضمن وقف الحرب والانسحاب من التحالف مع الانجليز والفرنسيين ؛ أما حكومة البلاشفة بقيادة لينين فقد أعلنت صباح الانتفاضة وقف الحرب وبدأت بالتفاوض مع الألمان الذين كانوا يحتلون مناطق واسعة من غرب روسيا القيصرية . كان الوفد السوفياتي المفاوض برئاسة وزير الخارجية تروتسكي . ولما كان موقف تروتسكي مثل موقف المناشفة والاشتراكيين الثوريين، وهو خدينهم طيلة أربعة عشر عاماً، المعارضين لكل اتفاق مع الألمان ـ مؤملين أن ينتهي البلاشفة على أيدي الألمان قبل أيديهم ـ فقد رفض قبول ما عرض عليه الألمان وعاد إلى موسكو بغير اتفاق . ثم عاد بإصرار من لينين ليوقع معاهدة (برست ليتوفسك) بشروط أسوأ . ولذلك أعفاه لينين من وزارة الخارجية وأسند إليه وزارة الدفاع . في المؤتمر العام العاشر للحزب 1921 جمع تروتسكي خلفه أشتاتاً من تلاوين مختلفة لا يجمعهم سوى العداء للحزب وللماركسية ووقف في المؤتمر يعارض المحاور الرئيسية من سياسات لينين الاستراتيجية طارحاً نظريته حول الثورة الدائمة بديلاً عنها . استندت سياسات لينين الاستراتيجية إلى ثلاثة محاور أساسية هي أولاً، منع كل معارضة داخل الحزب لسياسة الحزب العامة الرسمية وطرد كل معارض ؛ وثانياً، بناء الاشتراكية في بلد واحد بحجم الإتحاد السوفياتي ؛ وثالثاً، السياسة الإقتصادية الجديدة (NEP). عارض تروتسكي كل هذه السياسات طارحاً مقابلها نظرية الثورة الدائمة يدعمه كل من تسلل إلى الحزب من المناشفة والفوضويين والاشتراكيين الثوريين . بالرغم من أن الحزب كان قد أقر في مؤتمره العام العاشر 1921 سياسة لينين التي قالت بأن الظروف الصعبة جداً لا تسمح للحزب بتحمل معارضة سياساته من داخله ويجب طرد كل معارض من الحزب، إلا أن تروتسكي ضرب بقرار الحزب عرض الحائط وراح ينظم جماعة معارضة لسياسات الحزب الرسمية داخل الحزب بصورة علنية بعد المؤتمر مباشرة سماها " المعارضة اليسارية " (Left Opposition) وأخذ يصدر مناشير تعارض سياسة الحزب باسم هذه الكتلة بل وينشر مقالات في البرافدا الناطقة بلسان الحزب ضد سياسة الحزب وقيادة الحزب . كل هذا دون أن يطرد من الحزب تطبيقاً لمبدأ لينين . عاد إلى اسطوانته المشروخة " الثورة الدائمة " التي دحضها لينين بوصفها سياسة مغامرة تشكل خطراً كبيراً على مصير الثورة وعلى وأن ضمان ديمومة الثورة يتحقق فقط من خلال بناء الاشتراكية في الإتحاد السوفياتي الذي لن يكون جزيرة معزولة في محيط بوصف تروتسكي، بل سيكون محاطاً بأحزاب شيوعية في البلدان المتطورة وبشعوب تناضل لفك الروابط مع الرأسمالية الامبريالية في بلدان الشرق . رحل لينين دون أن يتخلى تروتسكي عن ثورته الدائمة وقد ظل متمسكاً بها حتى آخر يوم في حياته أو عن كتلة "المعارضة اليسارية " . لا يملك المرء إلا أن يسخر من إدعاء تروتسكي من أنه لم يتخلَ عن مبادئ اللينينية وأن ليس ثمة ما يسمى بالتروتسكية كما ادعى أكثر من مرة . برحيل لينين رأى تروتسكي أن الفرصة متاحة له ليحل محل لينين فأخذ يعارض بشراسة سياسات الحزب ويدعو إلى إسقاط قيادة الحزب بدعوى البيروقراطية وهي الصيحة التي تستوجبها نظرية "الثورة الدائمة" . ووصل به الأمر إلى تنظيم مظاهرة بمناسبة الأول من أيار في لينينغراد 1927 تحت شعار " لتسقط قيادة الحزب الشيوعي " . حينذاك لم يعد في القوس من منزع فاتخذت قيادة الحزب قرارها بطرد تروتسكي من وظائفه في الحزب والدولة وإبعاده إلى أواسط آسيا في وظيفة حكومية . الإبعاد لم يردعه عن مواصلة نشاطاته التخريبية بل تمادى وأخذ يشكل عصابات تقوم بنشاطات تخريبية في حقول الإنتاج المختلفة مما دعا الحزب إلى نفيه إلى خارج البلاد عام 1929 .

III (1927 ـ 1940) في الواقع أن كل حياة تروتسكي السياسية حافظت على خط العداء للبلشفية بمقدار أو بآخر . حتى وبعد أن انضم إلى حزب البلاشفة قبل الثورة بأسابيع قليلة وانتقد مسلكه السياسي التصالحي المنشفي منذ العام 1903 إلا أنه لم يكن يوماً بلشفياً على الإطلاق وهو لم يخفِ ذلك وقد ظهر بقوة في المؤتمر العاشر للحزب ووقوفه بوجه السياسات اللينينية . وصيحة البيروقراطية التي أطلقها قبل طرده من الحزب إنما كانت تهدف إلى استبدال مشروع لينين بمشروع " الثورة الدائمة ". وقد يبدو لمن يتقصى طبيعة الخلافات بين تروتسكي من جهة والحزب من جهة أخرى أنه كان بإمكان تروتسكي أن يحل محل ستالين، وكان هذا هدفه الأول، لو كان مشروعه هو نفس مشروع لينين حيث كان أبرز عضوين في القيادة وهما زينوفييف وكامينيف أقرب إليه من ستالين ليس لأنهما يهوديان مثله فقط بل لأنهما بورجوازيان وضيعان مثله . نعود لنؤكد أن الخلاف بين ستالين وتروتسكي لم يكن على السلطة بل خلافاً سياسياً بين مشروع لينين وقد تبناه ستالين ومشروع تروتسكي المعاكس لمشروع لينين . نعود إلى التذكير بحقيقة الخلاف لنستنتج أن تروتسكي خارج الاتحاد السوفياتي قد وسّع دائرة العداء فغدا عدواً للإتحاد السوفياتي ولمجمل التجربة الإشتراكية السوفياتية، دون أن يتردد في استخدام أحط الوسائل لعرقلة كل مسار للتقدم في المسيرة السوفياتية . ليس من حق أحد أن يشكك في محاكمة الثنائي اليهودي زينوفييف وكامينيف في العام 1936 أو محاكمة بوخارين وريكوف في العام 1938 طالما أن تلك المحاكمات جرت أمام الإعلام الدولي ومراسلي الصحف من كافة البلدان الأوروبية والأمريكية . لقد ثبت خلال تلك المحاكمات أن أصابع تروتسكي كانت تحرك سائر الخونة لمسيرة الشعوب السوفياتية الاشتراكية . أما طعون المراسلين بصدقية تلك المحاكمات فإنها لا تثير إلاّ الضحك والاستهزاء كونها صادرة عن أخدان الرأسمالية والتروتسكية . زعموا أن الأشخاص الذين حوكموا لم يكونوا المتهمين أنفسهم بل رجالاً آخرين جرى عليهم ماكياج ليبدوا أشباه المتهمين، وهذا طعن المفلس !! وزعم آخرون أن المحققين اتفقوا مع المتهمين على الإعتراف علناً بالتهم الموجهة إليهم لقاء تخفيض الحكم، لكن مرافعة بوخارين الأخيرة تدحض مزاعمهم وقد قرر بملء إرادته أن يعترف بخيانته لبلاده وللثورة وقد طالب هيئة المحكمة ألا تأخذها به الرحمة، وأن تصدر حكمها بالإعدام علية فالخونة لا يستحقون أقل من الإعدام . لقد اعترف بوخارين بالاتصال بهتلر عن طريق تروتسكي في تدبير مؤامرة على الدولة السوفياتية . لتآمر تروتسكي على الاتحاد السوفياتي وعلى الدولة السوفياتية قصص لا تنتهي ، ولكننا نكتفي هنا بما نشرته جريدة الإندبندنت البريطانية المتزنة في 25 نوفمبر 1993، روت فيه تفاصيل دقيقة عن صديق لتروتسكي عاش في المكسيك اسمه دييغو ريفيرا الذي كان يزود مكتب التحقيقات الفدرالي في أميركا بالمعلومات عن كل مشتبه بالعمل لصالح المخابرات السوفياتية . وكانت تقاريره موجهة ضد الحزب الشيوعي والنقابات المهنية في المكسيك . وهذه مسألة جديرة بالاهتمام لأن ريفيرا كان على علاقة بتروتسكي تم قطعها رسمياً في 31 مايو 1940 ـ قبل ثمانين يوماً فقط من اغتياله (هذه إشارتي) . كتب تروتسكي رسالة إلى مدير المقاطعة في المكسيك يقول فيها .. " ليس لي علاقة بصورة عامة بالأنشطة السياسية لدييغو ريفيرا . انقطعت علاقاتنا الشخصية منذ خمسة عشر شهراً " . لكن عضو لجنة الدفاع عن تروتسكي الأميركية، تشارلز كورتس، كتب يقول .. " أثناء زيارتي للمكسيك من 4 يوليو 1938 إلى 15 يوليو 1939 كنت في اجتماعات حميمة مع دييغو ريفيرا وليون تروتسكي ... خدمت كوسيط بينهما " وهذا ما يكذب رسالة تروتسكي لمدير المقاطعة المكسيكية . وفي جريدة الإندبندنت أيضاً نقلاً عن البروفسور ويليام تشيس من جامعة بتسبورغ يقول أن لديه " معلومات دامغة " تثبت أن تروتسكي كان عميلاً لمكتب التحقيقات الفدرالي في الولايات المتحدة . ويقول .. " بتزويده القنصلية الأميركية بالمعلومات عن الأعداء المشتركين من شيوعيين أمريكان أو مكسيكيين أو من عملاء السوفييت كان هدف تروتسكي أن يثبت أهميته لحكومة لا ترغب في منحه فيزا دخول " . وثمة تقارير أخرى تقول .. " في يونيو 1940 اجتمع موظف في القنصلية الأميركية، روبرت ماكريغور، بتروتسكي في بيته ثم اجتمع به في 13 يوليو ... لقد زود تروتسكي ماكريغور بمعلومات مفصلة وبينات أخرى تجمعت لدية عن منشورات مكسيكية وقادة عماليين سياسيين وموظفي حكومة يتعاونون مع الحزب الشيوعي وأعطى معلومات عن كارلوس كونتريرس كونه عضواً في الأممية الشيوعية ومن قادة الحزب الشيوعي في المكسيك .

لم يخطئ ستالين في وصف معارضة تروتسكي إذ قال .. " تعود جذور المعارضة إلى ما لحق بطبقة البورجوازية الوضيعة في المدن من تدمير جرّاء شروط تطورنا الإشتراكي . في الحقيقة أن هذه الطبقة حانقة على دكتاتورية البروليتاريا " . ما لا يمكننا تجاهله أخيراً في قضية تروتسكي هو أن اليهود عامة، وجراء ما عانوا من إضطهاد مستمر منذ احتلال روما لشرق المتوسط في القرن الأول قبل الميلاد، تجذرت لديهم، كأقلية حيثما تواجدوا، روح التميّز الفردي ؛ لذلك رأينا المتميزين في تاريخ البشرية هم غالباً من اليهود ويتقدم هؤلاء ماركس وفرويد وآنشتاين . ورأينا المنظمات الطليعية غالباً ما يؤسسها اليهود في الكثير من البلدان ومنها حزب العمال الاشتراكي الديموقراطي في روسيا (الحزب الشيوعي فيما بعد) إذ كانت غالبية قيادة المناشفة من اليهود، أحدهم تروتسكي ؛ أما بين البلاشفة فيعرف أربعة يهود من إثني عشر عضواً قيادياً هم تروتسكي وزينوفييف وكامينيف وكاغانوفتش . الثلاثة الأول لم يجدوا سبيلاً للتميز سوى امتلاك مشروع فردي لا يتحقق إلا بخيانة الحزب والثورة . تلك هي أولى خصائص البورجوازية الوضيعة .



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأميّة السياسية بين الشيوعيين (درس في ألف باء الإشتراكية)
- نصيحة غير مجانية للمثقف الظاهرة، طارق حجي
- تراث ماونسي تونغ
- ما العمل ؟
- لا حرية مع الإستلاب الديني (دولة الإسلام إنما هي دولة غزاة)
- لا حرية مع الإستلاب الديني (2)
- لا حرية مع الإستلاب الديني (1) (أسطورة إبراهيم أبي الأنبياء)
- محاكمة عادلة لحدة خطابي
- عدمية حماس أعدمت القضية الفلسطينية
- -مقاومة الإحتلال - راية بالية ومستهلكة
- إلى أين ينعطف العالم اليوم ؟
- أيتام خروشتشوف ما زالوا يحاربون البروليتاريا
- يهاجمون التزييف لأجل أن يزيّفوا ماركس
- لا اشتراكية بغير دولة دكتاتورية البروليتاريا
- الحرية في - الحوار المتمدن -
- الماركسية ليست من الإيديولوجيا
- الفوضويون (الأناركيون) ما زالوا يضلّون
- شيوعيون شلحوا الشيوعية
- نعذر الرثاثة ولا نعذر التطفل!
- منتقدو الماركسية وكارهو الشيوعية


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - تروتسكي البورجوازي الوضيع