|
الطلبة القاعديون... مرة أخرى
عسو الزياني
الحوار المتمدن-العدد: 2586 - 2009 / 3 / 15 - 01:30
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
شكل قطاع التعليم في المغرب ساحة صراع بين النظام و الجماهير الشعبية مند السنوات الأولى من الاستقلال الشكلي غداة مؤامرة » ايكس ليبان « التي رسمت معالم المغرب الحديث . فمند ذلك الوقت دشن النظام سلسلة مما يسمى « بإصلاحات التعليم » ، إصلاحات و إن اختلفت في شكلها و تاريخها فقد حافظت كلها على مضمون واحد، و هو حرمان أغلبية الشعب المغربي من حقه في التعليم و الحفاظ عليه في حدود ما يسمح به خصاص أجهزته من اطر. كان التصدي لهده المخططات مبكرا من طرف أبناء الشعب كتجسيد فعلي لرفضها، تجلى دلك في انتفاضة 1965 بالدار البيضاء و مجموعة من النضالات التي خاضتها الحركة الطلابية و التلاميدية. لا يتسع المجال هنا للحديث بشكل مفصل عن مخططات النظام في قطاع التعليم، و النتائج الكارثية التي نجمت عنها، إلا انه يمكن الإشارة إلى أن أبرزها هو ما أطلق عليه الإصلاح الجامعي في منتصف السبعينات ثم الميثاق الوطني للتربية و التكوين الذي صدر سنة 2000 بمصادقة ما يسمى القوى الديمقراطية سواء من داخل قيادتها لحكومة التناوب أو من خلال أغلبيتها البرلمانية مكرسة بدلك مسلسل التأمر الذي انخرطت فيه ضدا عن مصالح الجماهير الشعبية لما يخدم مصالحها الطبقية لتتضح بدلك طبيعتها الانهزامية و الاستسلامية و هكذا ستبقى الجماهير الشعبية وجها لوجه في ساحة الصراع مع النظام خصوصا المؤطرة منها داخل بعض الإطارات كان أبرزها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي استطاع خلق دينامية نضالية داخل الجامعة المغربية بفضل وجود فصيل ماركسي لينيني هو النهج الديمقراطي القاعدي. و تجدر الإشارة إلى أن هدا الفصيل مند تواجده كامتداد موضوعي لفصيل الجبهة الديمقراطية للطلبة التقدميين رفع شعار من اجل تعليم شعبي ديمقراطي علمي و موحد شعار يلخص التصور السياسي للاستراجية الثورية للقاعديين و الإطار العام الذي تطرح فيه المعارك النضالية داخل الجامعة المغربية حيث استطاع هدا الفصيل أن يقود النضالات الطلابية في أغلبية المواقع الجامعية بكل جرأة و تحدي رغم كل محاولات الاجتثاث التي تعرض لها من كل صوب و حدب) الحظر العملي الاعتقالات الهجمات الظلامية (… رافضا كل مخططات النظام و أخرها ما سمي ب « » الميثاق الوطني للتربية و التكوين « ، مدافعا بدلك عن مجانية التعليم في مجتمع تعيش غالبيته تحت عتبة الفقر. و رغم أن هدا الأخير جاء مغلفا بلغة الشمولية و الحديث عن التربية و التكوين بدل التعليم و الجامعة كما في سابقيه من الإصلاحات بعدما جند له النظام كل طاقاته و انخرط الجميع في التطبيل و التزمير في إطار ميثاق وطني فان مضمونه حمل من الاعتراف بالفشل الدي لقيته الإصلاحات السابقة و الإصرار على الخوصصة عن طريق إقحام القطاع الخاص في إدارة شؤون المؤسسات التعليمية و تحديد المقررات التعليمية وفق منطق الجهوية ما يكفي لزرع بدور الرفض داخل كل المؤسسات الخ... فمند تطبيق بنود هدا الميثاق شهدت اغلب المواقع الجامعية معارك بطولية تمت مواجهتها من طرف النظام بالتدخل المباشر لقواه القمعية حيث خلفت العديد من الجروح و العاهات المستديمة في صفوف الطلبة وصلت إلى حد الاستشهاد ) منصف العزوزي حفيظ بوعبيد … ( كما خلفت العديد من المعتقلين لا زال العض منهم يقبع في السجون كمراكش تازة اكادير مكناس و الراشيدية و فاس … الخ. و كانت معركة المجانية أو الاستشهاد من ابرز هده المعارك حيث انطلقت مند نهاية التسعينات بموقع فاس بقيادة النهج الديمقراطي القاعدي و ستشهد في هدا الموسم تطورا نوعيا في مجموعة من المواقع الجامعية كموقع مراكش و تازة و فاس، هدا الأخير الذي يخوضا اشكالا نضالية انطلقت مند بداية العام الدراسي وصلت إلى مستوى المقاطعة الشاملة لامتحانات النصف الأول من هدا الموسم حيث اضطرت إدارة كلية الحقوق إلى الإعلان عن بداية الدورة الثانية و إعلان الدورة الأولى دورة بيضاء دون الاستجابة لمطالب الطلبة مراهنة على فشل المعركة مما كان سببا في تصعيد الأشكال النضالية حيث قررت الجماهير الطلابية الاستمرار في المقاطعة المفتوحة و الشاملة للدروس بكلية الحقوق بالإضافة إلى ااضراب انداري عن الطعام لمدة 48 ساعة ابتداء من يوم 2009.02.24. و بعد نجاح الخطوات النضالية سيفاجأ الطلاب بتطويق كلية الحقوق، ليتم اقتحامها بإعداد كبيرة من جحافل القمع من اجل إرغام الطلبة على الدراسة و اعتقال عشرة طلبة ، الشيء الذي دفع بطلبة كلية الأدب و العلوم للخروج في تظاهرة تنديدية بهدا التدخل الوحشي الشيء الذي جعلهما كذلك هدفا للهجوم و الاقتحام مما نتج عنه إصابة العديد من الطلبة بجروح خطيرة و اعتقال أكثر من 75 طالبا من ضمنهم مناضلو النهج الديمقراطي القاعدي و تعريضهم لأبشع أنواع التعذيب و الاهانة ليتم تقديمهم إلى النيابة العامة بعد الاحتفاظ فقط ب 12 طالبا اثنان منهم في حالة سراح مؤقت و عشرة في حالة اعتقال بسجن عين قادوس كلهم من مناضلي النهج الديمقراطي القاعدي. غير أن هدا التصعيد الهمجي من طرف أجهزة النظام القمعية لم يستطع أن يوقف مسار المعركة الحالية حيث استطاعت الجماهير الطلابية معية المناضلين من داخل السجن خلق أشكال نضالية للاستمرار في المعركة كان أبرزها اعتصام الطلبة المعتقلين داخل ساحة السجن ثم الإضراب الانذاري عن الطعام لمدة 48 ساعة الذي خاضه المعتقلون يومي 2و3مارس على أرضية مطالب مشروعة (تجميع كل المعتقلين في زنزانة واحدة و اعتبارهم معتقلي رأي… )، و هو الإضراب الذي وجد له صدى داخل الجامعة حيث انخرط معظم الطلاب في هده الخطوة تضامنا مع رفاقهم المعتقلين. و مع استمرار إدارة السجن في التعاطي بمنطق اللامبالاة مع مطالبهم العادلة دخل المعتقلون العشرة ابتداء من ليلة 7من الشهر الجاري في إضراب عن الطعام لمدة عشرة أيام و قد جاءت هده الخطوة عقب هجوم وحشي تعرض له الطلبة المعتقلون من طرف جلادي السجن و داخل ساحته يوم 6 مارس و قد نجم عنه كسور على مستوى الصدر و اليد لطالب و إصابات بليغة على مستوى الركبة لأخر في حين سجلت حالة إغماء لثالث اثر التعذيب الهمجي و هو ما سيجعل التصعيد قائما ما دامت القناعات راسخة بالمجابهة و المواجهة حتى تحقيق النصر فتاريخ الصراع بين النظام و الحركة الطلابية هو تاريخ قمع و تصفية من الطرف الأول و صمود و تضحية من الطرف الأخر و ستبقى أبواب السجون مفتوحة و هراوات القمع مرفوعة و قافلة الشهداء أبدا لن تتوقف. مناضل ماركسي لينيني
و فيما يلي بعض التفاصيل عن المجموعات المعتقلة
1.مجموعة المعتقلين السيا سيين بفاس
_تم تحديد يوم 21 أبريل 2009 موعدا لجلسة التحقيق التفصيلي
لا ئحة التهم الملفقة للرفاق: - وضع متاريس بالطريق العمومية لعرقلة عمل القوات العمومية - إهانة موظفين (قوات القمع) أثناء قيامهم بمهامهم ورشقهم بالحجارة. - محاولة القتل - التجمهر المسلح في أماكن عمومية بدون ترخيص. - الإنتماء إلى جمعية غير مرخص بها (الإتحاد الوطني لطلبة المغرب). - إنتزاع عقار (يتعلق الأمر بالحي الجامعي) - الإحتجاز وتوزيع مناشير تحريضية بدون ترخيص - تعييب أشياء مخصصة للمنفعة العامة (سيارات القمع أثناء المواجهات).
#عسو_الزياني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اليأس و التفاؤل في السياسة المغربية
-
جماهير شعبنا هده الانتخابات ليست لكم
-
الحقيقة .. الغائب الأكبر في تاريخ المغرب المدون
-
ايكس ليبان : المؤامرة الكبرى في تاريخ المغرب
-
ضد العنصرية الأمازيغية - العربية
المزيد.....
-
مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-.
...
-
إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
-
صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق
...
-
الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف
...
-
سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
-
ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي
...
-
مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا
...
-
أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
-
كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|