|
الحكومة وعشوائية العمل
سعيد حسين عليوي
الحوار المتمدن-العدد: 2586 - 2009 / 3 / 15 - 01:30
المحور:
الادارة و الاقتصاد
عندما تريد الحكومة من خلال دوائرها المختصة ان تقوم بمعالجة حالة معينة والمساهمة في انهاضها ووضع الحلول الناجحة لها لا تعمل هذا وفق خطط مدروسة منهجية تاتي من الواقع الذي يعيشه الشعب وبما يمر به البلد فالذي يضع علاجا معينا يجب ان يكون ملما بطريقة استعمال هذا العلاج وفي اي وقت يجب ان يستعمل ليحقق الهدف المنشود من العلاج ونحن بلد قد ابتلي بانواع الامراض المزمنة والتي تحتاج الى تشخيص جيد ووضع علاج شافي لها ومن امراضنا التي ما انفكت تفتك بنا ناخذ امثلة وهي كثيرة مثل البطالة --التخلف -الزراعي والصناعي والاجتماعي والثقافي والفقر والجهل .وعندما نفكر ان ناخذ اي واحدة من هذه ونشاهد ما تحاول ان تفعله الدوائر المختصة وبعض الشركات الاجنبية والمحلية وبعض منظمات المجتمع المدني نشاهد العجب العجاب .ولناخذ مثلا الزراعة حيث سمعنا ان وزارة الزراعة بدات بوضع الخطط الكفيلة بتطوير الواقع الزراعي في العراق ومساعدة الفلاحين والمزارعين اصحاب البساتين الذين لا يملكون الامكانية لاعادة بساتينهم الميتة بعد ان اصابها الجفاف بفعل قلة المياه والوضع الارهابي الذي عاشه البلد بعد الاحتلال . وصلت المعلومات للمزارعين بان هناك تعويضات اوقروض ميسرة وتوجد لجان تقدير وقد بادر المزارعين للمراجعة فطلبوا منهم الاوراق الثبوتية اي صحة عائدية الملك وطلبوا من كل واحد ان ياتي بوصولات نظامية من شركات اومحلات زراعية بالمواد التي استخدمها الفلاح على بستانه كالاسمدة العضوية والكيمياوية والمكائن والالات والمبيادت والشتلات او البذور وباقي المواد التي يستعملها المزارع في بستانه وعندما صدم بهذا الطلب علم ان عمل هذه الوصولات سهل وارشدوه السماسرة المتواجدين خارج الدائرة حيث قالوا له اذهب الى اي صاحب شركة او وكيل زراعة وتعطيه مبلغا من المال وتحصل منه على جميع الوصولات المطلوبة وللحاجات التي لم يشتريها اصلا لان المزارع بالاساس كما قلنا سابقا لا توجد لديه امكانية لارجاع ما خربه الدهر واستمرت العملية لفترة طويلة في المراجعات والازدحامات والاشاعات وورودمعلومات كل يوم تخالف سابقتها واستمرت لاكثر من شهرين و ةالى يومنا هذا والمزارع يركض وراء الدوائر ليحصل على سلفة او تعويض كما يشاع ولا يعرف ماهية هذا العمل وانما رجما بالغيب -- وعلى حس الطبل خفن يرجليه -- وهنا يرشدون المزارع لطرق الغش والتزويرلكي يحصل على حصة لا يعرف ماهي.ولناخذ مثال اخر من الشركات الاجنبية كالشركة الاسترالية والتي تاخذ من مبنى المحافظة مقرا لها حيث اخذت صفة حكومية والذين يعملون بها اخطبوط من اساليبالابتزازولهم وكلائهم خارج العمل يتعاملون مع الذي يقدم على قرض ميسر او شبه المجاني كما يقولون كمشروع زراعي او ثروة حيوانية او اي مشروع اخر وهنا تجري نفس الاسلوب السابق بحيث يجبرون الشخص الطالب للقرض على اتباع الطرق الغير اصولية كالرشاوي والاساليب الملتوية واستغل هذا التوجه ضعاف النفوس والذين يمتلكون المال والعلاقات المشبوهة باقامة المشاريع الوهمية باستغلال الثغرات الموجودة في عمل هذه الشركة ويبقى الانسان المسكين المحتاج لا يستطيع الحصول على القرض او المساعدة مع العلم ان الهدف المعلن لعمل هذه الشركة هوتشغيل الايدي العاطلة عن العمل .ومثال اخر اعطاء وزارة الزراعة قرض لحفر ابار ارتوازية لاحياء البساتين وهذا القرض قيمته حوالي عشرين مليون تذهب منها خمسة ملايين رشاوي وياتي دور السماسرة الذين بغيرهم لا يمكن الحصول على القرض ولو ناتي على حساب كلفة حفر البئر مع العلم ان الابار في البساتين لا تتجاوز اكثر من 10-30 -- متر ويحتاج ماطور لسحب الماء لا يكلف اكثر من مليونين فيحدث التحايل هنا من قبل بعض المتحايلين ويحصل على القرض ويستخدمه لاغراضه الشخصية .وراء كل هذا الكلام نقول لماذا لا تبادر الوزارة بحفر الابارفي كل المناطق المحتاجة للمياه مما تؤدي الى المنفعة العامة للمزارعين وباقل كلفة بكثير والحفاظ على المال العام وكفى الله المؤمنين شر القتال ولماذا لاتقوم الحكومة بمراقبة عمل وزاراتها ووضع هذه الامور بايدي اكفاء ومخلصين نزيهين لمساعدة الانسان العراقي حتى نحصل على الفائدة المرجوة من هذه المشاريع والتعويضات والقروض وكذلك على الحكومة مراقبة عمل هذه الشركات ووضعها تحت الاشراف والمحاسبة لكي يكون عملها لخدمة المواطن المحتاج وحتى نضع الحلول الصحيحة لبعض ما يعانيه الانسان والبلد. ا
#سعيد_حسين_عليوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لون اصفر
-
قصيدة
المزيد.....
-
الأردن.. الحكومة ترفع أسعار المحروقات
-
مصر تعلن عن فرص عمل لمواطنيها في الإمارات
-
هل ينجح ترامب بتحويل ولايته إلى -عصر ذهبي-؟
-
إن أم دي سي إنيريجي تسدل الستار على 2024 بنتائج -غير مسبوقة-
...
-
كيف تحولت فاكهة -الرائحة الكريهة- إلى كنز اقتصادي لدول آسيا؟
...
-
61 مليار دولار إيرادات تركيا من السياحة في 2024.. زيادة بـ8%
...
-
هيئة قناة السويس: الاستقرار يعود إلى البحر الأحمر
-
مصر تستعين بتوصيات رجال مبارك لحل أزماتها الاقتصادية
-
تركيا.. عائدات السياحة تسجل مستوى تاريخيا
-
القطاع المصرفي الروسي يحقق أرباحا تاريخية رغم العقوبات الغرب
...
المزيد.....
-
دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر
/ إلهامي الميرغني
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ د. جاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|