|
عبد العالي الحراك والغثيان ...
شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 2585 - 2009 / 3 / 14 - 09:36
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
أثارت كلمة الغثيان التي وردت في مقالتي المنشورة يوم 12/3/2009 بعنوان ( الوصايا العشرة ) شعور الشيوعيين الى درجة أفقدتهم أعصابهم وصوابهم وتحولت أفكارهم النيرة حسب إعتقادهم الى عبارات ملئية بالقذف والطعن والشتم والاستهزاء والاستخفاف وذهبوا بعيداً نتيجة تعصبهم وعبادتهم لإ ألهتهم مع العلم أننا أعطينا نفس الحق للاخرين أن يصابوا بالغثيان اذا قراءوا لكُتاب أخرين. أي أننا لم نكن منغلقين . بل العكس هو الصحيح وتبين كم همْ الاخرين منغلقين.. ليس هناك إثارة من قبل أحد لنا . نحن لاتُثيرنا العبارات التي فيها الطعن والاستهزاء والاستخفاف لاننا نعتقد أن هذا هو الخسران المبين والفشل في عدم إيجاد أجوبة علمية وعبارة مهذبة ومن يحاول أن يلصق الاخرين بتهم لاتمت للواقع بصلة فانما هذه هي حالته النفسية التي يعيشها نتيجة إفلاسه .. ماوعدنا به الاله ماركس ( الجنة) التي تسير اليها البشرية دون إرادة منها وكأنها ريشة في مهب الريح .. ولكن متى سوف يحدث هذا ؟ سوف يحدث قبل أن نصل الى فناء الكون نتيجة الديالكتيك؟ للاله ماركس ملكان أحدهم عن يمينه ( لينين ) والاخر عن شماله ( ستالين). أما شياطين الاله فهم خروتشوف ويلتسن وغورباتشوف ومن لف لفهم . ماركس لديه الحور العين . ولينين الولدان المخلدون وستالين أنهار الفودكا والعسل واللبن . أما أنبياء الاله الذين بعثهم على الارض والذين سوف يحققون للبشرية العدالة الاجتماعية حيث لاشيء إلا الشيوعية ولو بعد مليار سنة فان عددهم أكثر مما جاء في القران حيث أن الانبياء 25 أما عند الاله فان عددهم في إزدياد كل يوم منذ وفاته وصولاً الى فناء الكون حسب النظرية الماركسية العلمية . ولكن هولاء الانبياء ليس لهم دور سوى الانتظار أي ليس لهم أعمال يقومون بها . فقط ينتظرون التفاعل والانتقال وصراع الطبقات أي أن الاله الذي بعثهم قد حولهم الى تنابلة السلطان كما جاء في إحدى التعليقات على مقالتي. الراسمالية والليبرالية ومن يتبناها إنما هو مُشجع للاحتلال بكل انواعه ويعمل على نهب خيرات الشعوب حيث إمتلاء خزائن الليبراليين بالاموال . أذن لابد من مقاومة الليبرالية التي كرست النهب والسلب وامتصاص دماء الشعوب .. هذه شعارات براقة يرفعها الكثيرون منذ أن ولد الاله وجاء بنظريته ولحد الان والى أن نصل للفناء . سوف نكتفي بمثال واحد على مقاومة الراسمالية والليبرالية ( المتعفنتين)... لكي تتوضح الصورة.. ( لقد أفلح اليابانيون في إخراج الامريكيين بالوسائل السياسية والحضارية والعلمية والاقتصادية فيما أفلح الفيتناميون في اخراج الامريكيين بالوسائل العسكرية .. وبين فلاح اليابانيين والفيتناميين بون شاسع جداً هو ذاك الذي يفصل بين بلد يحتل سقف الحضارة والانسانية وقمة الرفاه البشري وبلد يحتل أسفل قاع التنمية البشرية . يفر اهله منه هرباً من ظلم حكامه وفقر إقتصاده ويركب شبابه قوارب الموت لايعلمون هل سيدركون شاطيء النجاة في مراكز اللاجئين القذرة في البلاد المجاورة أم ستكون أجسادهم غذاء لاسماك البحر الجائعة ). نحن نطلب من كل انسان لديه ذرة من عقل ويتعامل بشكل علمي ورد مهذب وإنصاف للوقائع ويمتلك نظرة حيادية أن يقول لنا هل هناك فرق أم لا؟؟ بعيداً عن الشعارات والخطب الرنانة التي أودت وسوف تؤدي بشعوبنا الى جحيم أكثر اذا لم ترعوي وخاصة النخبة المثقفة؟؟ نحن لانُكرس للاحتلال .. نحن نحاول أن نبتعد عن الاساليب الثورية والشعارات البراقة وأن لاتكون لدينا عقدة من الاثرياء الذين تنظرون اليهم نظرة ملئية بالحقد والحسد .. نحن مع المقولة الفرنسية ( دعه يعمل دعه يمر ). في احدى تعليقات الاستاذ ابراهيم علاء الدين قال ( هذا الميدان ياحميدان) كمثل على التنافس وفي اللهجة العراقية هناك مثل لاأستطيع أن أذكره مساؤي للمثل اعلاه لان المثل العراقي فيه قسوة ناهيك عن أن لهجته صعبة لقسم من القراء. أحد الاخوة علق على المقالة الاصلية وقال: ان الحزب الشيوعي العراقي لم يحصل على مقعد واحد في الانتخابات الاخيرة . منذ ثلاثينات القرن الماضي والحزب الشيوعي العراقي يعمل في العراق منذ أن أسسه الرفيق فهد.. لماذا لم يستطع أن يحصل الحزب على 50 ألف صوت حتى يحصل على مقعد واحد ؟ سوف تقولون ان الحزب الشيوعي العراقي الحالي يعمل تحت رأية الاحتلال وهو حزب عميل لايمت للشيوعية باية صلة وأن حميد مجيد موسى أكبر خائن ؟ أليس هذا هو الجواب ؟ أجوبتكم كمعلبات الطعام في البلدان الاشتراكية والتي لاتعرف طعم الماكدونالد.. دائما جاهزة. عمالة .. خيانة .. تجزئة .. امتصاص دماء الشعوب . إمتلئت الخزائن للسفلة الليبراليين.. هل للاله عقدة من ناحية الدولار أو أي عملة أخرى ؟ للاسف الشديد لقد أثبت الشيوعيين انفعالهم عندما تمس الالهة دون أي التفاتة لواقعهم ولواقع شعوبهم .. لقد وصفني الاستاذ الحراك بانني منفعل ولكن ماذا تقول للاخوة القراء بانك قد كتبت تعليقك على رسالتي ثم نشرتها كمقالة لك وفي نفس اللحظة .. على ماذا يدل هذا التسرع . هل عندك شك في عدم النشر للتعليق بافتراض الخشية من قبلنا على الحذف مع العلم أن الموقع هو المتحكم في نشر الكثير من التعليقات .. أليست هذه هي الانفعالية بحيث أنك كررت المقالة مرتين .. من هو المنفعل والمضطرب ؟ أما آن لهذه الاوهام أن تترجل من العقول ؟؟ أنا على يقين تام بان هذه الكلمات من وجهة نظركم قاسية؟ ولكن أليس مراجعة النفس من الفضائل .. لقد ضرب الاستاذ اسماعيل حمد مثالاً رائعاً على مراجعة النفس عندما قال إنني شيوعي حتى النخاع وعاش لمدة 17 عاماً في بلغاريا يتربى على المباديء الاشتراكية والفلسفة الماركسية ولكنه بعد حين وعندما انتقل للعيش في الدانمارك وجد الفارق الكبير واستطاع أن يتخلى عن اوهامه واحلامه السابقة ( هناك الكثيرين من امثاله). أما الذين يقولون أن الاختصاصيين في البلدان الاشتراكية كانوا من الاميين فهذا عذر أقبح من ذنب .. نحن الذين نلتزم بالوصايا العشرة ونقبل بالاخرين ولانُصر على اراءنا .. وليس هناك إقصاء للاخرين . الاقصاء وامتلاك الحقيقة المطلقة في الشرق وليس في الغرب . هناك حيث الاحلام بانتظار التحقيق .. نحن على دراية تامة بان الكتابات الجديدة في الموقع لاتعجبكم وقد قضت مضاجع البعض نتيجة ايمانكم بان ماتمتلكوه هو الحق ولاشيء غير الحق عندكم اما الاخرين فلا يمتلكون غير الباطل بسبب ترسب المفاهيم التي تربت معكم منذ نعومة اظفاركم ولاتستطيعون التخلي عنها والمكابرة والاصرار الذي تتمتعون به. قد تتصورن أن التخلي عن المفاهيم مستحيل ؟ ابداً ليس مستحيلاً قد يكون صعباً ولكنه ليس مستحيلاً . أنا لاأطلب من أحد أن يتخلى عن مايؤمن به هكذا بلمح البصر ولكن عليه أن لايكون جامداً بارداً منغلقاً فرحاً بما يمتلك وكان الكون يبدأ به وينتهي معه.. لاتتوهموا بان كل مخالف لكم هو عميل وخائن ومع الاحتلال ويعمل على امتصاص دماء الفقراء .. هذه اوهام في العقول .. ليس لها أي دليل سوى في شعاراتكم.. نحن لانحاول جرف العامة الى هاوية النهاية بل العكس هو الصحيح .. نحن نحاول ان ينظر الناس اللى الامور من منظار أوسع وفي إتجاهات عدة ويقارن بين الاشياء ... ليس الاصرار على الافكار معناه صحتها .. هذه أكبر مغالطة تقع فيها النخبة المثقفة متى ماسنكتشف ان مانؤمن به ليس الافضل ومخالف للواقع وأن الدول التي تتبناه قد انهارت سوف نبحث عن طريق أخر .. ولكن الى أن يحين ذلك اليوم فان مانراه هو الافضل ..أما أنتم فترونه الاسوا. لاباس في ذلك ..ليس هناك قداسة لاحد .. ليست المسالة عبادة اصنام .. ليس هناك خطوط حمراء .. من يقف عند حد معين ويبقى ينطلق منه يكتشف مع مرور الايام ( اذا لم يكن مريضا) أنه قد تحجر وأنغلق على نفسه عند ذلك لابد له أن يصحح مفاهيمه.. خوفاً من ضياع العمر أكثر مما ضاع. من الممكن أن يخسر الانسان أي شيء ولكن أن يخسر نفسه فهذه هي الكارثة التي مابعدها كارثة.. لدينا ملاحظتين : علمنا أن الاستاذ عبد العالي سوف يعود لوطنه العزيز العراق الذي هو وطني من خلال مايكتبه من مقالات ولكن لدينا سؤال ؟ مع من سوف يتعامل الاستاذ الحراك من أجل إنقاذ العراقيين مما هم فيه هل سوف يعمل مع الحزب الشيوعي العراقي العميل والذي لم تُتاح له الفرصة على أن يكسب الاصوات في الانتخابات ؟ أم مع الاسلاميين بشقيهم السنية والشيعية ؟ أم مع اللص اياد علاوي حسب تسميات الكثيرين له ؟ أم مع الجماعات الايرانية؟ أتمنى لك عودة موفقة من كل قلبي وأن يكون لك دوراً بارزاً في العراق .. أين وجدتم أننا قد قلنا أن كارل ماركس وانكرنا عليه بانه ليس عالماً في الاقتصاد وأنه محامياً وانه كذا وكذا . أين ؟ هل تستطيعون أن تقولوا لنا ؟ نحن نقول أن النظرية الماركسية غير قابلة للتطبيق مقارنة مع النظريات الاخرى. وهذا رأي يحق للجميع أن يتبنوه أو يرفضوه .. نحن لانعبد احد .. وليس لدينا استعداد للتمجيد .. وليس لدينا استعداد للدخول في نقاشات جدلية بيزنطية لاتقدم ولاتؤخر وليس لها علاقة لامن قريب ولامن بعيد بمعاناة الشعوب .. كما أننا لانحمل ضغينة لاحد ولسبب بسيط جداً وهو أننا لانعرف أي أحد من الكُتاب والمعلقين إلا من خلال مايكتبون وقد قلنا هذا مراراً. فيجب على الجميع الاحترام والابتعاد عن جعل الحوار مسائل شخصية بين طرف وأخر ... كلمة أخيرة : هل يجوز المقارنة بيننا وبين كارل ماركس .. من نحن حتى تتم مقارنتنا به . هل يجوز هكذا مقارنة تصدر من كاتب يلتزم المباديء الاشتراكية والفلسفة الماركسية .. وفي نفس الوقت يحق ليِ كما يحق لغيري أن يؤمن أو يرفض جملة وتفصيلاً ماقاله كارل ماركس..
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوصايا العشرة
-
أراء في الحوار .. فؤاد النمري نموذجاً
-
هذه المرة ... طارق حجي ونادر قريط
-
بين أماني حامد حمودي عباس وكتابات سيد ألقمني
-
طارق حجي بين أنياب فؤاد النمري
-
مرة واحدة بالعمر ...
-
كوكو ... كوكو...
-
الليبرالية ... مرة أخرى
-
الليبرالية وغيرها من المفاهيم ...
-
الاسلام والمفاهيم الحديثة ..
-
مقتطفات أخرى من التراث .. هل من خروج ؟
-
الليبرالية القديمة والليبرالية الجديدة ...
-
نحنُ أخر أمة أُخرجت للناس ...
-
الفكر المخالف ...
-
إدريس جنداري ووفاء سلطان ...
-
المُثقفون الجُدد ...
-
في الرد على مقالتي الاستاذ إدريس جنداري ...
-
هل هناك فرق ؟؟
-
لكل حادثة حديث ...
-
إياكم وعيد الحب ؟؟
المزيد.....
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
المزيد.....
-
نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
/ عبد الرحمان النوضة
-
اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض
...
/ سعيد العليمى
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟...
/ محمد الحنفي
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
/ محمد الحنفي
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟...
/ محمد الحنفي
-
حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك
...
/ سعيد العليمى
-
نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس
...
/ سعيد العليمى
-
نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|