أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبدالاله سطي - مستقبل النضال السياسي في المغرب؟















المزيد.....

مستقبل النضال السياسي في المغرب؟


عبدالاله سطي

الحوار المتمدن-العدد: 2586 - 2009 / 3 / 15 - 08:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


أضحى مفهوم النضال السياسي في ظل مجتمع دولي تكسوه مظاهر الحداثة والعولمة، مفهوما حمل أوجه، خصوصا وأن موضوع النضال السياسي اليوم يختلف عن مضمونه في القرن العشرين. حينما كان النظام الدولي تتجاذبه قطبية ثنائية، والصراع حول الزعامة الدولة والسيطرة على العالم.
فهل يمكن الحديث اليوم عن نضال سياسي؟ وإن أمكن ذلك ما هو مضمون هذا النضال السياسي؟ وما هي تجلياته في ضل الظروف الحالية؟ هل النضال السياسي يعني دائما التغيير الجذري؟ أم تحقيق مطالب مجتمعية معينة؟
في المغرب يمكن الحديث عن تاريخ النضال السياسي ومظاهره من خلال ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: وهي المرحلة التي كان يتوزع فيها المغرب إلى بلاد السيبة وبلاد المخزن، والمقصود ببلاد المخزن البلاد المحروسة من طرف السلطان وأتباعه، وهي خاضعة في تدبيرها لقوانين وأعراف المخزن. وبلاد السيبة هي البلاد المتمردة على المخزن والمناضلة في سبيل التحرر من تبعيته اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.
المرحلة الثانية: وهي مرحلة تأتي بعد أن خضع المغرب لنظام الحماية، واستبد المستعمر بمقاليد السلطة في المغرب، حين ذاك توحدت شرائح المجتمع واختفى مجتمع السيبة والمخزن في سبيل التحرر من المستعمر الذي جاء على البلاد والعباد. فانصب النضال السياسي في مقاومة الاستعمار ورص الجبهات في وجه خططه التوسعية، حتى تمكن المغرب من استقلاله وجلاء قوات الاستعمار.
المرحلة الثالثة: وهي مرحلة النضال ما بعد الاستعمار، وهي المرحلة التي قام الصراع فيها ما بين فصائل الحركة الوطنية والمؤسسة الملكية، من أجل تقلد زمام السلطة وتدبير شؤون البلاد. هذا الصراع الذي سيشتد عوده بالأساس في سنوات الستينات حتى أواسط السبعينات من القرن الماضي، فكان مضمون النضال السياسي من طرف الحركة الوطنية هو الحصول على السلطة، على اعتبار أنها ذات شرعية تاريخية وشعبية نظير دورها الذي لبته في جلاء الاستعمار. هذا مقابل ملكية ذات شرعية دينية وتاريخية وشعبية أيضا ترى أحقيتها في قيادة البلاد والعباد. هذا الصراع سينتهي بانتصار الملكية وحفاظها على السلطة وسدة الحكم، بعد مسلسل التراضي الذي خلفه الإجماع حول قضية الصحراء المغربية، إبان أواسط السبعينات، والذي سوف يكلل بعد طول انتظار بحكومة التناوب سنة 1998 بقيادة الاتحاد الاشتراكي أحد أبرز فصائل الحركة الوطنية.
بعد هذه المراحل هل يمكن لنا الحديث عن نضال سياسي في المغرب؟ هل هناك مستقبل لهذا النضال؟ وما هي مميزاته وتجلياته على المستوى العملي؟ هل المطلب النقابي لا يزال يحمل مضمونا نضاليا؟ وما هو المضمون الحقيقي للنضال السياسي في مغرب القرن الواحد والعشرين؟
بادئ ذي بدء تحيلنا هذه التساؤلات على ملاحظتين:
الملاحظة الأولى: هو أن النضال السياسي في صفوف الحركة النقابية أو الأحزاب السياسية في السابق كان منصبا حول مضمون السلطة ومقاليد الحكم، وهو ما ترتب عنه صدام مع السلطة السياسية الحاكمة ترتب عنه تاريخ من الاعتقالات السياسية وهو ما يعرف بسنوات الجمر والرصاص، فإن النضال السياسي في هذه التنظيمات أضحى بدون مضمون. وبدون طبقة جماهيرية قادرة على إعطاء النضال السياسي اعتبارا ومحددا سياسيا أو فكريا، لمطالب معينة تمس مصير المجتمع المغربي برمته.
الملاحظة الثانية: مظاهر النضال السياسي انتقلت من يد الأحزاب السياسية والنقابية، إلى فصول المجتمع المدني المنظم منه وغير المنظم. حيث أصبح يلاحظ أن التنظيمات الحقوقية ومجموعات المعطلين الطالبة بحق الشغل، هي التي لا زالت تحافظ على نوع من مظاهر النضال والضغط على السلطة لتحقيق مطالبها.
هذه الملاحظات تحيل في تشريحها على ثلاث عناصر رئيسية:
1ـ أن النظام السياسي المغربي استطاع أن يحتوي على مظاهر النضال السياسي لصالحه، بالشكل الذي لا يمس جوهر السلطة وتوازناتها. وأيضا بتغيير منحى ومضمون هذا النضال، في السابق النضال من أجل الحكم، ثم النضال من أجل اقتسام السلطة، ثم حالة اللانضال...
2ـ أن المجتمع المغربي رغم مظاهر التخلف والإقصاء في مجموعة من المجالات الاجتماعية والاقتصادية، لا ترقى الأوساط التي تناضل من أجل الحق في الخبز والعيش الكريم إلى مستوى وحجم ذات الوضعية المجتمعية والاقتصادية المزرية لدى العديد من الشرائح المجتمعية. وهذا يرجع بالخصوص إلى ضعف التنظيمات التي تحمل هذه المطالب وتناضل من أجلها.
3ـ يعتبر النضال السياسي في جميع الدول الديمقراطية من السمات البارزة لتطورها السياسي والاجتماعي، ففي فرنسا إحدى أعرق الديمقراطيات العالمية يعتبر النضال الطلابي إحدى مميزات تطور المجتمع الفرنسي نحو مزيد من الديمقراطية، وتحقيق رغبات المجتمع، وهنا يمكن إبراز الثورة الطلابية لسنة 1968 ودورها في الحراك السياسي بفرنسا، ثم أن النضال السياسي لا يزال يحرك الشارع الفرنسي لحد الساعة حيث لا يمكن لقانون أن يصادق عليه أو لإجراء حكومي أن يطبق ولا يتلاءم مع حاجيات ومتطلبات المجتمع، أن يمر بسهولة دون أن يشه الشارع مستويات من النضال السياسي في سبيل إبراز وجهات نظر المجتمع حول القضية أو الإجراء محط الجدل، والذي في الغالب ما يتم الانصياع إلى مطالب المجتمع وتوجيهاته. إذن فالنضال السياسي هو أحد محركات الديمقراطية التي لا تكتمل ولا تصحح إلا به، وفي غيابه يطرح إشكال كبير حول قضايا مجتمعية إما يتم إغفالها، أو تطبيق إجراءات حولها لا تلائم حاجيات المجتمع.
وبالتالي فطرح إشكالية النضال السياسي في المغرب، هي في الغاية بمكان خصوصا في مجتمع لم تكتمل ديمقراطيته، ولا زالت موازين القوى مركزية، يتم التحكم فيها على مستوى البنية الفوقية للسلطة، وليس من بينتها التحتية.
ـ فالمجتمع الذي تتراوح فيه نسبة الفقر ستة ملايين مواطن، ولا يتجاوز دخل الفرد فيه اليومي دولار واحد، يحتاج إلى نضال مجتمعي منظم للضغط على السلطة من أجل تحقيق مطالبه، في تحسين مستواه الاجتماعي.
ـ المجتمع الذي تعاني شرائحه المتعلمة من البطالة والتهميش الاقتصادي، يحتاج إلى تنظيمات حقوقية حقيقية لقيادة هذه المطالبة والنضال من أجل حل جذري لها.
ـ المجتمع الذي تغمره براثين الفساد والرشوة يحتاج إلى نضال مجتمعي ضد هذه المظاهرة التي تخل بتوازنات المجتمع، وصيرورته الحداثية.
ـ المجتمع الذي يعاني من إفراط في التقليد ومظاهر التقيد بالماضي، من خلال طقوس ثقافية عروبية وبرانية عن قيم الإسلام ومظاهر التقدم الحضاري، يحتاج إلى نضال فكري ضد هذه الدواخل الفكرية التي تعطل العقل وركب التطور الحضاري.
ـ المجتمع الذي لا زالت توازناته السياسية يتحكم فيها دستور يخضع في مرجعيته لعصر الصدام ما بين الحركة الوطنية والمؤسسة الملكية، يحتاج إلى تنظيمات سياسية تقود نضالا سياسيا من أجل إقرار دستور ديمقراطي، يحفظ للشعب حقه في الحكم ويضمن حرية المواطنين في تدبير شؤونهم السياسية وحقوقهم المدنية.
ـ المجتمع الذي لا زالت فيه أحزاب همها الشاغل هو الحصول على المناصب الوزارية، واكتساح الجسم الانتخابي، تحتاج إلى نضال طويل وكبير لتحديث قيمه السياسية والثقافية، حتى يكون قادرا على تحمل مسؤوليته على أكمل وجه.
ربما هذه بعض من كل، مضمون النضال السياسي الذي على المجتمعات المتخلفة أن تتحمله، وأن تقيم له اعتبار في حياتها اليومية ـ الاجتماعية والسياسية، فبدون نضال سياسي لما كان للزنوج أن يصلوا إلى حكم أمريكا في يوم من الأيام، وبدون نضال سياسي حقيقي لما كانت للحريات السياسية والثقافية معنى في فرنسا، ولما تخلصت الشعوب الديمقراطية من براثين الديكتاتورية التي كانت تحكمها، قبل أن يقلب النضال السياسي معالمها إلى الديمقراطية.
فهل من الممكن أن نبني مضمونا جادا وحقيقيا للنضال السياسي في المغرب؟ نعم من الممكن.
لكن كيف ذلك؟؟؟
كلام فيه نظر.....



#عبدالاله_سطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أما بعد، ورقة للمراجعة والنقد الذاتي؟
- محنة الرأسمالية ونكبة الاشتراكية: ما العمل؟
- في أمريكا يتغير كل شيء من أجل أن لا يتغير أي شيء
- الاتحاد الاشتراكي المغربي: عن أية اشتراكية تتحدثون؟
- استئناف القول حول -حركة لكل الديمقراطيين-
- حركة لكل الديمقراطيين: في ميزان المسائلة العلمية؟
- إشكالية التحليل السياسي العلمي
- أي دور؟ لأي مثقف؟
- اليسار المغربي : واقع و آفاق ؟
- نهاية التاريخ العربي
- سؤال التغيير السياسي في المغرب
- إلى أين يسير المغرب؟
- المغرب وحالة استعطاف الديمقراطية3
- المغرب وحالة استعطاف الديمقراطية2
- المغرب وحالة استعطاف الديمقراطية
- ريش الطير لا يطير...
- خمس أطروحات حول انتخابات 7 شتنبر 2007
- الدستور المغربي لا يمنح للملك السلطة المطلقة في تعيين الوزير ...
- عن أي انتخابات تتحدثون..
- الانتخابات مشات وجات والحالة هي هي


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبدالاله سطي - مستقبل النضال السياسي في المغرب؟