أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد طيفوري - قبيلة المثقفين وأزمة التحاور














المزيد.....

قبيلة المثقفين وأزمة التحاور


محمد طيفوري

الحوار المتمدن-العدد: 2585 - 2009 / 3 / 14 - 02:40
المحور: المجتمع المدني
    


ونحن نتساءل عن المثقف المغربي وموقعه مما تعج به الساحة من أحداث؟ في محاولة منا لتجاوز أولئك العدمين الذين يعتبرون أن لفظ المثقف في العالم العربي عامة مجرد وهم أو مجاز لفظي لا يمت للحقيقة بصلة، نصدم بهؤلاء ـ أي المثقفين ـ يتحدثون عن أزمة خانقة لم يتمكنوا حتى اللحظة من القضاء على أسبابها ألا وهي الحوار أو التحاور فيما بين "أهل الكهف" كما وصفهم بذلك المفكر علي حرب. حقيقة إنه وضع تحولوا فيه إلى كائنات كاريكاتورية تثير الشفقة، ففي عدة منابر إعلامية واجهتنا وجوه بارزة (عبد الكبيرالخطيبي، عبد الله العروي، مجمد الناجي،...) لتكشف عن انشغال أفراد هذه القبيلة وهمهم الأول الذي يحاولون إيجاد السبل الكفيلة لتجاوزه، بعيدا كل البعد عن انشغالات المجتمع وقضاياه التي تتكاثر بأكثر مما يتكاثر الفطر في أماكن العفن.
ما سلف ليس غريبا إذا تمكنا من معرفة أنماط المثقف المغربي الذي لا يخرج عن نطاق المثقف المهاجر(المغترب)، المثقف المستأجر(المرتشي)، المثقف المهمش (المقصي) الذي مسحته القوى الخفية من خريطة المجتمع، كلها حالات وأوضاع لا تؤهل بتاتا المثقف للقيام بذلك الدور الريادي في المجتمع. مما دفع ببعضهم إلى الدعوة لطاولة الحوار وإصلاح ذات البين بين أفراد القبيلة الواحدة مفضلين رص الصفوف الذاخلية قبل التفكيير بأي مطلب خارجي إن كانوا أصلا يفكرون فيه. بيد أنه مطلب ـ في نظرنا الشخصي ـ صعب التحقق إن لم يدخل في باب المستحيلات، نظرا لعدة اعتبارات منها ما هو مرتبط بمرحلة تاريخية سابقة ومنها ما هو وليد الوضعية الراهنة.
وعموما فالاعتبار الأخير ولد لنا مثقفين مصابين بأنفلونزا التملق المزمن، لذلك فهم لا يخرجون عن صنفين: صنف يتملق بالسلطة صاحبة الولائم الكريمة منتظرا الضوء الأخضر منها للتعبير عن وجهة النظر أو الرأي، محاولا في كل الظروف تبرير أعمالها سواء كانت صائبة أم خاطئة. هذه النوعية التي يكون مصير المجتمع الذي تنتشر فيه هو الاستسلام والرضوخ والتملق والنفاق وسحق بذور الديمقراطية القائمة بالأساس على المعارضة والاختلاف في الرأي الذي لن يتأتى دون فكر ولا استقلالية ودون مباديء ولا حرية. وصنف يتملق للجماهير لكسب عواطف مهما كانت خاطئة ومجانبة للصواب، وإن كان هذا النوع الأخير ناذر. لنكون في بهذا التصنيف أمام معادلة واضحةً مضمونها أن المثقف كلما اقترب من أهل القرار كلما ابتعد عن هموم ومشاكل ومطالب المجتمع.
مها كانت التصنيفات، الصعاب والظروف فغاية المثقف محدد في قول تشومسكي "إشهار الحق في وجه السلطة" و "حمل هموم المحرومين والمهمشين والنضال من أجل انتصار الغالبية العظمى في المجتمع على القلة القليلة التي تتلاعب بثرواته وخيراته" على حد تعبير الفيلسوف الإيطالي غرامشي. مما يفرض عليه الانتقال من وضعية المتفرج أو المشاهد الصامت ـ كما هو الحال في واقعنا اليوم ـ إلى بطل من أبطال المسرحية يدلي برأيه لبناء مستقبل أفضل.
كلها أدوار لم يفكر المثقف المغربي يوما في القيام بها نقيض من يفلح بتقليده في اللباس فقط، إن المثقف الغربي الذي ظل صوت من لا صوت لهم رغم الحصار ورغم العنف والتهديد بل خاطر بحياته لكي يظل ضميرا في كامل اليقظة.
على كل مهتم بحالة ووضعية "أهل الكهف" عندنا أن يعود لكتاب مفكر الإنسانية الملتزم الراحل إدوارد سعيد "المثقف والسلطة" الذي تناول فيه العلاقة المتغيرة بين المثقف والسلطة محددا الدور الذي يمكن أن يقوم به في دعم السلطة أحيانا‏,‏ أو الاصطدام بها أحايين أخري‏، لكي يحقق رؤيته عن المستقبل. وفي هذا الصدد يقول ان المشكلة التي يواجهها المثقف أو المفكر هي ان يحاول التعامل مع النظام الذي يصطدم به‏,‏ وأن ينشر مجموعة مختلفة من القيم تظهر هذا النظام بمظهره الحقيقي،‏ وعلي المثقف المفكر اليوم أن يعتبر أن انتماءه إلي مجتمع من المجتمعات بصفته فردا مفكرا يهتم بما يهم المجتمع،‏ يمنحه الحق في إثارة القضايا الأخلاقية والاجتماعية والسياسية التي تمثل نقاط الفساد في المجتمع أو علي الأقل تعوق تقدم هذا المجتمع‏. فهلا حدد كل فرد من أفراد القبيلة موقعه؟ سؤال بليد لن يطرحه إلا ممن يعيش بعيدا عن هذا الواقع.
في نظرنا السؤال الحقيقي هو متى تظفر هذه الجماهير بمثقفين يحملون قضاياها ويدافعون عن حقوقها متطلعين لتحقيق طموحاتها ممارسين للنقد البناء المتمثل في قول ‏"لا" كلما لزم الأمر، "لا" لكل الذين يصادرون الحرية تحت مبرر، "لا" لكل الذين يمارسون القمع باسم المصلحة الوطنية، و"لا" لكل المستبدين مهما كانت مبرراتهم دينية، قومية أو سياسية. فلا مستقبل لأمة بدون مفكرين ومثقفين ومنظرين ينتقدون الباطل ويدافعون عن الحق ويحملون هموم المحرومين والمهمشين بعيداً عن شهوات ونزوات السلطة.



#محمد_طيفوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسألة تحرير المرأة صراع بين القرآن والعقلية الذكورية لرجال ...
- العدوان على غزة وسؤال الحصيلة؟
- دعوة للنبش في حقائق تاريخ مجموعة إزنزارن
- إي أفق للصحافة المستقلة أو المثقف البديل؟
- محمود درويش شاعر بقامة وطن
- الموسيقى الشبابية وسؤال الاستمرارية
- رحيل محمود درويش شاعر الثورة والوطن
- عبد الوهاب المسيري المفكر العبقري صاحب المتناقضات
- وسائل الإعلام و أزمة المصداقية


المزيد.....




- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد طيفوري - قبيلة المثقفين وأزمة التحاور