أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - رداد السلامي - اليمن: ذكاء اليسار وعقلانيته














المزيد.....

اليمن: ذكاء اليسار وعقلانيته


رداد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2585 - 2009 / 3 / 14 - 09:42
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ما يحدث كان ذكيا ، ومهندسه فاق الجميع رغم رحيله مغدورا ، في اليمن كان اليسار هو المحرك للقوى الاجتماعية ، فحين بادر لاخترق اليمين حقق نتائج ما كان لها أن تكون بهذا الزخم لولا انه كان واعيا تماما أهمية المبادرة للدخول مع اليمين في لقاء وتكتل واحد، لم يكن أمام هذا اليسار الذكي، والمدرك والمتحرك إلا الدخول إلى قلب الجمود بغية تحريكه كاتجاه من اتجاهات الواقع الموضوعي التي لايمكن تجاهلها، فلدى هذا اليسار منهج ديالكتيكي مفاده بأنه كي يمكننا إدراك تطور شيء يجب أن ندرسه من الداخل، لأن تطور الأشياء والظواهر ينتج عن حركة داخلية وضرورية ، فالسبب الأساسي لتطور وتحول شيء يكمن في التناقض القائم في داخله فهناك تناقض يكمن في كل شيء، وهذا يفسر حركته وتطوره.

لهذا كان الرابح من اختراق اليمين هو اليسار الذي بادر فعليا منذ تأسيس اللقاء المشترك للعمل معه، ليرقب بذلك التحولات والتطورات فيه ، ليجد أيضا أن ثمة تناقض ينطوي عليه هذا اليمين، يمين معتدل وآخر متطرف يسودهما صراع صامت، ينتج عنه تطور إيجابي يصب في مجرى عمله.

إضافة إلى أنه تمكن بذلك من اختراق منظومة التفكير لهذا اليمين، وعرف كيف تعمل أدواته بغية تفكيكها وكبح نزعتها المتطرفة، ودفعها باتجاه يصب في مجرى التحولات التاريخية الهامة.

وعندما يستنفد هذا اليسار الذكي اليمين من داخله، ينفك عن الجامد فيه ويدفع المعتدل المتطور في أفكاره، وسلوكه، ويعيد صياغته بما يخدم أهدافه الثورية الواعية قدما نحو تحقيق مقاصده الثورية التغييرية.

استطاع اليسار أيضا بفصل ذاته عن الحراك بطريقة كما لو أنها حدثت دون إرادته ، ليقوم بتوصيفها ومساندتها كقضية وطنية لم تساهم في تحريكها قوى ما، بل أوجدتها أسباب موضوعية، وبالتالي فوت على اليمين فرصة الالتحام بها، وتأطير ذاته بها بداية، كي لا يستوعبها، وتدريجيا استطاع ان يؤكد أن القضية حاملها الطبيعي هو اليسار، ليظل اليمين مراقبا فقط فيما اليسار كان يتغلغل فيها ليؤكد وطنيتها وضرورة الاعتراف بها.

فاليسار من الذكاء بحيث أنه استطاع التأكيد على وحدويته ووجوده كفاعل ورقم صعب في الحياة السياسية اليمنية لا يمكن تجاوزه بسهولة، او تخطيه بعفوية، وجعل القضية الجنوبية رغم ما شابها من وجود يسار تبشيري متطرف وتجزيئي هي الدينامو والمحرك للتغيير، وبوابة للإصلاح السياسي الشامل في البلاد ككل.

وفوت على السلطة إمكانية اختراقه لحرف مساره من أجل إخماده، وشرعنة قمعها له، وعزل اليمين من محاولة احتوائه ، بل أبقاه مشلولا تماما عن أن يقدم نحو ذلك، وهو ما كنت أطلقت عليه ذات مقال بسياسة راقب وانتظر..!!

مارس اليساري الثوري كل ذلك وهو في إطار المشترك، والى جانب اليمين، في الوقت الذي يعمل معه بديالكتيكية خلاقة، وهو يعيد صياغته بالطريقة التي تمكنه من إحداث تحولات وتغييرات على مستوى الوعي والفكر والممارسة والواقع المعاش، وبشكل يحقق مقاصده التحديثية، وفق منهج ديالكتيكي يتعامل مع كل محمولات الواقع الراهن وقوه الاجتماعية المتحركة.

وبالتالي فإنه في الوقت الذي يطور اليسار المفاهيم والأفكار والوعي ، يؤمن أن ذلك التطور نتيجة تفضي إلى إفقاد اليمين فاعلية أدواته التي يعمل من خلالها ، فالنضوج العقلي والإدراك يجعل الفرد والمجتمع قادرين على التمييز الواعي، وعدم قدرة الأدودات التقليدية في تحقيق عملية التقدم وضررها البالغ على الوعي والفرد والمجتمع والتطور ككل.
-----------------------
*صحفي يمني



#رداد_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن : السلطة وإنتاج الأزمات بتعبيرات مختلفة
- اليمن: بين أزمات الداخل وتدخلات الخارج
- اليوم أوغدا سيدفع اليمنيون ضريبة الصمت..!!
- فرجة مؤجلة لموت قادم..!!
- اليمن : نشاط القاعدة وتنامي مفعول التحذيرات..كيف يمكن تفسير ...
- كي تبني الكلمات واقعا صحافيا أفضل..!!
- صالح ووعود الجحيم..!!
- اليمن : المواطن يساوي رأس ثور..!!
- رسالة إلى الرئيس صالح
- قلمي شرفي
- وعي السلطة التخريبي
- حين تغدو الكتابة هما.!!
- اليمن: عن تطور وتراجع الديمقراطية
- اليمن: نظام يحكم بعقلية لص وقاطع طريق
- اليمن :غياب قوى التوازن السياسي الحقيقية
- حصافة سياسية مكشوفة
- دكتور ياسين سعيد نعمان : ممكن نختلف معك..؟؟
- إيدز اليمن السياسي..!!
- اليمن : مستقبل الوحدة..!!
- الكاتب ودور الكلمة في التغيير


المزيد.....




- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - رداد السلامي - اليمن: ذكاء اليسار وعقلانيته