لنجعل مظاهرة النقابات العمالية واتحاد الصناعات العراقية في 14/3 منطلقا لنضالات جماهيرية جبارة لتحرير اقتصادنا وازدهاره

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2584 - 2009 / 3 / 13 - 08:55
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

لنجعل مظاهرة المنظمات العمالية واتحاد الصناعات العراقية في 14/3 منطلقا
لنضالات جماهيرية جبارة لتحرير اقتصادنا وازدهاره
يذكر هذا التحرك الجماهيري الذي تقوده المنظمات العمالية واتحاد الصناعات العراقية في 14/3/2009، بالاضراب العام الذي قادته المنظمات العمالية الفتية بالتحالف مع المعارضة الوطنية المتمثلة بالحزب الوطني وحزب الاخاء الوطني في 5/تموز/1931 احتجاجا على تحميل سلطات الاحتلال البريطانية واداتها الحكومة العراقية، شعبنا اعباء الازمة الاقتصادية التي شملت العالم خلال الاعوام 1929- 1933 . تلك التجربة الرائدة التي عززت ثقة الجماهير بقدرات الطبقة العاملة العراقية والقوى الوطنية في الذود عن مصالحها ولقمة عيشها وعززت ثقة الطبقة العاملة والقوى الوطنية بقدرات تحالفها على تحقيق الاهداف الوطنية .
واذ يعيد التاريخ نفسه من حيث عودة الاحتلال والتبعية وباسوأ اشكالها وعودة الاقتصاد الوطني الى الصفر، حيث سخر الحكم العثماني كل موارد اطراف امبراطوريتهم لخدمة اطماعهم التوسعية وحافظوا على تخلفها، وانشغل المحتلون الجدد في تعزيز مواقعهم العسكرية والتجارية والبدء باستثمار ثرواتنا النفطية، فقد عمل الاحتلال الامريكي منذ 2003 على تحطيم كل القواعد الاساسية للاقتصاد الوطني فدمر معظم المعامل والمنشآت الصناعية واوقف ما تبقى منها وشل بالارهاب كل امكانية لاعادة البناء ووجه اقسى الضربات للمنظمات العمالية بالاحتفاظ بقوانين وقرارات النظام الدكتاتوري لشق صفوف الطبقة العاملة ولاسيما القرار رقم 150 لسنة 1987 القاضي بتحويل عمال القطاع الحكومي، الذي يشكل 70% من عمال العراق والاكثر وعيا وتنظيما بحكم تحشداتهم الكبيرة وارتباطهم بارقى وسائل الانتاج ، الى موظفين وحرمهم من التنظيم النقابي، فان الفرق شاسعا من حيث تطور وعي الطبقة العاملة وغنى تجاربها خلال ما يقرب من القرن، وغنى وعمق تجارب الحركة الوطنية التي تبوأت الطبقة العاملة فيها دور الطليعة في جميع معاركها الفاصلة. كما كان للبرجوازية الوطنية ولاسيما نواتها الحية البرجوازية الصناعية المتمثلة باتحاد الصناعات الوطنية دورها المشهود في جميع انتفاضات شعبنا وفي اروع انجازاته ثورة 14/تموز/1958 وفي كل ما حققته من تقدم اقتصادي واجتماعي .
واذ تطورت شعارات تحالف الطبقة العاملة العراقية واتحاد الصناعات العراقية عبر التاريخ، فقد بقي المنطلق الرئيس تحرير اقتصادنا الوطني من الهيمنة الامبريالية بتأميم الثروة النفطية وتسخيرها لبنا قاعدة صناعية وزراعية متطورة. وحقق هذا التحالف انجازات كبيرة بدءا بالتحرر من قيود الكتلة الاسترلينية في ثورة 14/تموز وتأسيس الشركة الوطنية للنفط عام 1961 وصولا الى تأميم الثروة النفطية عام 1972، وتسخير عوائد النفط لبناء قاعدة صناعية متقدمة . في حين ادى التفريط بهذا التحالف من خلال اختراق الامبريالية للقيادة السياسية للبرجوازية الوطنية المتمثلة بالانظمة الرجعية والدكتاتورية ، الى عودتنا الى المربع الاول ، الى الهيمنة الامبريالية المباشرة و تحطيم معظم منجزات شعبنا بل والعمل على تكبيل كل منطلقات اعادة البنا والتطور ولاسيما شق وحدة الطبقة العاملة ومصادرة حقوقها وحرياتها .
فلنجعل من مظاهرة 14/3/2009 تظاهرة جماهيرية كبرى تذكر باعياد شعبنا التاريخية وتكون منطلقا لنضالات جماهيرية جبارة تصون اقتصادنا من التبعية واعادة بنائه وازدهاره وذلك بالمطالبة ب:
- تحرير اقتصادنا من الهيمنة الامبريالية من خلال منع اقرار أي قانون للنفط يمس تأميم ثرواتنا النفطية ويسمح باي عقود للمشاركة في الانتاج.
- توجيه عوائد النفط اساسا لتطوير المشاريع الصناعية والزراعية والخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية وليس لشراء اسلحة لدعم الاقتصاد الامريكي المتأزم نتيجة حروبه ولاسيما حربه واحتلاله لبلدنا، ب 13 مليار دولار في عام 2008 وشعبنا محروم من فرص العمل والكهرباء والماء الصالح للشرب والملايين من اطفالنا مشردون ومحرومون من كل رعاية .
- تشجيع ودعم جميع القطاعات الانتاجية الحكومية والخاصة والمختلطة والتعاونية
- مساهمة الاتحادات العمالية واتحاد الصناعات العراقية في وضع استرتيجية التنمية الاقتصادية واعادة البناء
- اطلاق حرية التنظيم النقابي والغاء جميع القوانين المقيدة للتنظيم النقابي ولاسيما قانون صدام بحرمان عمال القطاع الحكومي من حق التنظيم النقابي رقم 150 لسنة 1987 وقرار بريمر رقم 3 لسنة 2004 والامر الديواني رقم 8750 لسنة 2005القاضي بوضع اليد على اموال المنظمات الاجتماعية والنقابات وتجميد ارصدتها
- الغاء جميع اشكال التمييز ضد المراة في العمل والاجور واطلاق طاقاتها بتوفير كل متطلبات اتساق مساهمتها في بنا الاقتصاد الوطني ورعاية اطفالها
سعاد خيري في 31/3/2009

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات