محمد الكحط
الحوار المتمدن-العدد: 2584 - 2009 / 3 / 13 - 08:53
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
محمد الكحط
عقد الحزب الشيوعي اللبناني مؤتمره العاشر خلال الفترة من 25 - 28 شباط/2009 ، تحت شعار (نحو حكم وطني ديمقراطي علماني مقاوم)،
وما يلفت النظر أن الحزب الشيوعي اللبناني لم يترك قضية ما إلا وتناولها بجدية وبأبعادها التي تستحقها لعراقة هذا الحزب ولخبرته الطويلة.
وبعيدا عن القضايا السياسية والتنظيمية المباشرة وضع يديه على أمور حيوية قد تبدو للبعض ثانوية، فقد قرر التقرير "تحويل ذكرى استشهاد الرفيق مهدي عامل وكذلك استشهاد الرفيق حسين مروة إلى مناسبة لعقد ندوات تحت شعار تجديد الفكر الماركسي العربي بمشاركة مجموعة متنوعة من مفكرين ومثقفين لبنانيين وعرب، تشكل منطلقاً جديداً لعمل فكري متواصل في الفترة القادمة." وما أحوج الحركة اليسارية العربية لمثل هكذا نشاطات تعيد حيوية وجذوة الفكر التقدمي في الساحة العربية التي تعاني من الفراغ وشيوع الأفكار الظلامية، وهي خطوة جادة في سبيل تكريم هؤلاء الشهداء شهداء الكلمة والفكر النير.
وكانت هناك وقفة جادة وذكية وحريصة في مجال الإعلام فقد شدد التقرير "على عدم قياس الإبداع الإعلامي وفقا للقدرة المالية. ودعا إلى خطة عصرية حديثة عبر الاستفادة من قدرات الحزب وأصدقائه الإعلاميين والمثقفين، بشكل كبير من أجل تطوير الإطلالة الإعلامية." وهنا قد وضع المبضع على مكان الألم حيث لا زال البعض يعتبر الإعلام شيئاً جماليا وليس حيويا في حياة الأحزاب الشيوعية واليسارية. وذهب إلى أبعد من ذلك ليتحدث عن الفضائية اليسارية، حيث يقول التقرير، (قد يقول البعض إننا حالمون... ان الحلم "بفضائية يسارية عربية"، لن يكون، ويجب أن لا يكون مستحيلاً... علينا المحاولة وتوفير الإمكانيات اللازمة، وبذل أقصى الجهود لتوفير مثل هذه الفضائية الضرورية والمطلوبة لكل قوى اليسار والديمقراطية في العالم العربي.)، ما أروع هذه الوقفة فهي بحد ذاتها تستحق التقدير والاعتزاز والاحترام. فها نحن نشاهد الفضاء الإعلامي معبأ بقنوات فضائية تحاول جاهدةً ليل نهار، من أجل أفراغ العقول من أية مسحة ثقافية أو تقدمية، ناثرةً التخلف واللامبالاة، تعمل من اجل إلهاء الناس عن معرفة مصائرهم ومستقبلهم، وشدهم إلى الوراء إلى عجلة التخلف. فضائيات معظمها مسمومة ورائحتها تزكم الأنوف والعقول.
أن هذا الحلم بفضائية يسارية عربية يحتاج إلى وقفة جادة من كل التقدميين العرب، من أجل تحويله إلى حقيقة ملموسة لعلها تكون زهرة وسط كل تلك الأشواك المدببة التي تلسعنا جميعاً كل يوم ونئنُ من آلامها.
تحية حارة إلى رفاقنا الشيوعيين اللبنانيين. ونشد على أياديهم من أجل أنجاز المهام الملقاة على عاتقهم.
#محمد_الكحط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟